أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - إنهم يخربون الوطن ويقتلون الاعتزاز به يا جلالة الملك.














المزيد.....

إنهم يخربون الوطن ويقتلون الاعتزاز به يا جلالة الملك.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 19:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



تميز الخطاب الملكي أمام البرلمان لهذه السنة بشدة انتقاداته للحكومة وللأحزاب السياسية ، سواء المشكلة للأغلبية أو التي تنتمي للمعارضة . ويعود سبب الانتقاد إلى ما بات يتسم به الخطاب السياسي والحزبي ، داخل البرلمان أو خراجه ، من ميوعة وتهريج جعل غالبية المواطنين متذمرين من الممارسة السياسية ومستائين من أداء الأحزاب والمؤسسات المنتخَبة ( برلمان ومجالس جهوية ومحلية ). وقد ساهم هذا الوضع المتأزم ، ليس فقط ، في تغذية العزوف السياسي وتعميق النفور من الإطارات الحزبية ؛ بل تجاوزه إلى إضعاف الحس الوطني والاعتزاز بالانتماء للوطن ، خصوصا مع توالي فضائح الفساد والإفلات من العقاب ثم هجوم الحكومة الشرس على القدرة الشرائية والمكتسبات الحقوقية والاجتماعية . وليس أخطر على الوطن ومستقبله من تجفيف منابع الشعور الوطني وتهديد الهوية المغربية . وقد تقاطعت أهداف ثلاث جهات عند تخريب الوطن وقتل الاعتزاز به ، وهي كالتالي :
1 ـ ناهبو المال العام : يشكل النهب الممنهج للمال العام والتبذير السفيه وسوء التدبير أم المشاكل الاجتماعية والسياسية التي يعانيها المغرب وطنا وشعبا . ذلك أن جرائم المال العام تؤثر مباشرة على مداخيل الخزينة العامة وتحرم الدولة من موارد هامة كان من المفروض أن تخصص لدعم وتوسيع الاستثمارات وخلق فرص واعدة للتنمية المستدامة تشمل كل التراب الوطني وعموم شرائح المجتمع ، فضلا عن فتح فرص الشغل لآلاف العاطلين وتحسين الخدمات العمومية في مجال الصحة والتعليم والنقل والتكوين . واقع النهب والفساد هذا لم يزد المواطنين إلا تذمرا ونفورا من مؤسسات الدولة أمام عجزها عن حماية المال العام ، محاكمة الناهبين وتوفير الخدمات . من هنا فحب المواطنين لوطنهم هو من حب الوطن لمواطنيه ، فالوطن الذي يصادر حلم أبنائه في العيش الكريم ويسد أمامهم فرص الأمل في المستقبل ؛ والوطن الذي يلقي بأبنائه طعاما لأسماك القرش وتجار المخدرات ، أو يحولهم مجرمين يكدسهم في عنابر وأقبية السجون أو يرمي بهم في جحيم البطالة والفاقة والجهل ويذيقهم في كل لحظة مرارة المعاناة وحنظل المهانة ويمرغ كرامتهم ويهين كبرياءهم ويدوس على ما تبقى من أنفتهم في الإدارات والمحاكم والأقسام الأمنية والقضائية والاستشفائية .. لا يمكن أن يزرع حبه في نفوس يائسة متذمرة ولا أن يغذي فيها الاعتزاز بالانتماء إليه . فالحب شعور وميل داخلي برضا وطواعية وتلقائية وما ينطبق على الحب العاطفي ينطبق على الحب الوطني { اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تؤاخذني فيما لا أملك } .
2 ـ تجار الدين والمتطرفون الذين يستغلون الظروف النفسية والاجتماعية التي افرزها واقع النهب والتهميش في ترويج عقائدهم المضلِّلة ونشر ثقافة الكراهية والبغض في نفوس الفئات اليائسة المتذمرة ضد الدولة والوطن والمجتمع والنظام . إن ظاهرة الانحراف العقدي والتطرف الديني تخترق المجتمع المغربي بشكل رهيب فتحول ولاء الضحايا ، وهم بالآلاف ، نحو مذاهب خارجية وتنظيمات إرهابية تنشر الدمار وتشيع الموت بأبشع الطرق وأكثرها همجية ووحشية . فضحايا التطرف والاتجار بالدين فقدوا كل ولاء وحب للوطن ، وصاروا أعداء له يخططون لتدمير مؤسساته وزعزعة استقراره .
3 ـ الحكومة الحالية بدل أن تتصدى بحزم وواقعية لأسباب اليأس والتذمر والتطرف التي تقتل كل حب للوطن واعتزاز بالانتماء إليه ، نجدها أكثر عجزا عن مواجهة المفسدين وناهبي المال العام لتحسين موارد الدولة وتنويع مصادرها . حكومة رفعت شعار محاربة الفساد والاستبداد لكنها فشلت فيه فشلا ذريعا فلجأت ، في المقابل ، إلى الإجهاز على المكتسبات السياسية والحقوق الاجتماعية لغالبية الشعب المغربي وعموم الموظفين والمأجورين . إن الحكومة ، بقراراتها المجحفة التي تمس حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة مصدر الثروة والرأسمال اللامادي ، أو بإجراءاتها اللاشعبية التي تجهز على القدرة الشرائية لأوسع فئات المجتمع ، ستوسع من دائرة الفقر وترمي بمزيد من المواطنين ، في طواحين الفقر والبطالة والإجرام والمخدرات والتطرف والإرهاب .
لقد قتل ويقتل تجار السياسة والسلطة والدين ما تبقى في المواطنين من حب للوطن ، ويزيدهم نفورا مواجهة مطالبهم بالعصي وشكاواهم بالصمم وانتظاراتهم بالتسويف فيما أرزاقهم وثروات وطنهم يستغلها من لا ينتجها وينهبها من لا يقدّرها . فالوطن أولى أن يبادر بحب مواطنيه حتى يزرع في نفوسهم الأمل والحب والاعتزاز بالانتماء إليه . إن حلم المواطنين بوطن آمن وعيش كريم ، هو الحصن الأخير الذي يحمي الوطن من الخراب الذي أتى على بلدان ما بات يعرف "بالربيع العربي" ، فلا تقتلوا فيهم أحلامهم الجميلة ، ولا تستنزفوا صبرهم ، فللصبر حدود.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا داعش على كشف عوراتنا .
- قطع الأعناق وقطع الأرزاق ملّة الدواعش.
- بنكيران يجبر الشعب على الاحتجاج.
- أمريكا تزرع الإرهاب ولا تجتثه .
- داعش : خلافة الدم والنحر والنكاح .
- حرية الاعتقاد لا تعني شرعنة الطائفية .
- حاميها منتهكها .
- ماذا لو أُرسِل المحرضون على الجهاد إلى جبهاته ؟ !!
- من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟
- خطة بنكيران :الشعب في خدمة الدولة .
- الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المست ...
- حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .
- حرية المعتقد بين المصادقة والدسترة .
- دلالات صلاة الملك خلف الفيزازي .
- الحركات الإسلامية تفقد بريقها .
- البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .
- مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني
- بين -الربيع العربي- والربيع ألأوكراني انفصال دون اتصال .


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - إنهم يخربون الوطن ويقتلون الاعتزاز به يا جلالة الملك.