أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات














المزيد.....

حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم كانت آمال التونسيين كبيرة فى الإصلاح والبناء، وكم تأثروا بإجراء انتخابات 2011 فهبّوا من مراقدهم من المدن والقرى، شيبا وشبابا، رجالا ونساء.. الكلّ متحمّس للمشاركة فى هذا النشاط السياسى الذى يعدّ آلية من آليات تكريس الديمقراطية. ولكن شتّان بين الأجواء الاحتفالية لسنة 2011 والمناخ النفسى الذى يحيط بالعملية الانتخابية لسنة 2014.

اليوم تتعدّد المخاوف وتسيطر على الفاعلين السياسيين. فالكلّ يريد أن يكون فى الصدارة وأن تكون له السلطة ولأنّ الخوف يستبد بهم فإنّ أخطاءهم السياسية تتضاعف وأداءهم يهزل. وبما أنّ تصورات أغلب السياسيين لكيفية تسيير البلاد محدودة ومفتقرة إلى الجدّة والطرافة والابتكار فإنّهم يتكئون على الرصيد المشترك والمتداول بين الجميع. يحفظون عن ظهر قلب عبارات من قبيل منوال التنمية، العجز التجارى، الخلل الاقتصادى، العدالة الاجتماعية، الأمن الغذائى، الأمن القومى.. وهى عبارات مجّها التونسيون من فرط الاستماع إليها. هذا بالإضافة إلى هيمنة حضور الخصم السياسى فى الخطاب. فالنهضة تشير إلى حزب النداء وتسخر من ادعائه الانتماء إلى الحداثة، وتتهمه بأنّه يستغل حالة الخوف ليبرز فى صورة المنقذ، وحزب النداء لا ينفكّ عن ذكر النهضة مذكّرا بـ«المصائب» التى جرّتها على البلاد والعباد كالإرهاب، وتدنى المقدرة الشرائية، والاستحواذ على مواقع صنع القرار، وتمكين أنصارها من امتيازات متعددة حتى وإن اقتضى الأمر مخالفة القانون.. وبقية الأحزاب تتذمّر من تغوّل الحزبين وتعبّر عن خوفها من عودة الاستبداد واستحالة تحقّق التعددية السياسية الفعلية فى ظلّ تجاهل حزب النداء وحزب النهضة لبقية الأحزاب الناشئة.


ولئن وفّرت وسائل الإعلام فرصة للمترشحين للتعبير عن الخطوط الكبرى لبرامجهم فإنّ هذا التدخّل السريع تحوّل إلى مادة للسخرية تتداول على صفحات الفايسبوك فهذا برنامجه نشر الإسلام وتوطيد العلاقة بين الأديان، وذاك نسى اسم الحزب الذى ينتمى إليه، وتلك ارتبكت أمام الكاميرا فما بلغّت وما أفصحت، والأمثلة متعددة.

ولا يقتصر الأمر عند هذا الارتباك وعدم الاستعداد الجادّ للظهور فى وسائل الإعلام إذ عبرت مختلف مكونات المجتمع المدنى عن مخاوفها من انتشار المال السياسى وعجز هيئة الانتخابات عن السيطرة على المشهد. فالأحزاب التى تمتلك المال تحاول شراء ذمم الناخبين بتوزيع المال أو الخرفان أو المَحافظ أو تجهيزات منزلية أو إصلاحات بالبيوت.. مستغلة عوز الناس لصالحها، وقلة خبرة الأعضاء والمراقبين بمسالك وفرتها منظومة الفساد.

وبالرغم من وعى أغلب التونسيين بأن السياسيين بلا أخلاق فإنهم ما انفكوا عن حضور بعض الاجتماعات للفرجة وجمع النوادر ونقل أغرب الوعود التى يستمر بعض السياسيين فى التصريح بتحقيقها بل إنّ منهم طائفة باتت تقايض منح الصوت مقابل الشغل.

الكلّ يعلن انتماءه لتونس فحزب النهضة اتخذ شعارا له «محبة تونس مش كلام» والهتافات فى الاجتماعات «حبّ الوطن من الإيمان.. ولكن سلوك القوم يفضح ويعرى العملية الانتخابيات التى شابتها الكثير من النواقص بل بات التشكيك فى نزاهتها على كل لسان.

ولأنه كما تكونون يولى عليكم فإن التحدى الأكبر الذى يواجه تونس اليوم هو كيف نضمن نسبة مشاركة مقبولة؟ إنّ عزوف الشباب متوقع منذ حاد المسار الانتقالى عن طريقه وارتأى القادة السياسيون تهميش هؤلاء. كما أنّ مقاطعة أغلب السلفية للانتخابات منتظرة ما دام الدستور «علمانى»، وهم يطالبون بدولة الإسلام تطبق شرع الله يضاف إلى هذه الجماعات فئة المكدودين الذين لا هم لهم سوى سد الرمق واليوم تزداد تصريحات عدد من المواطنين بأنّهم لن يشاركوا فى مسرحية مقرفة.

فكيف يمكن الردّ على هؤلاء: حجج المواطنة، والديمقراطية التشاركية، والسلطة للشعب، وأنجزنا ثورة لنغيّر مصيرنا، ما عادت تقنع من آمن بأنّ التغيير يجب أن يكون الآن وليس غدا، وأنّ الأوضاع ينبغى أن تكون بالضرورة مخالفة لما كان عليه الأمر بالأمس.. الكلّ يحسب الربح قبل الخسارة، يفكر فى نفسه قبل الآخرين.. وعندما تفكّك الوحدة الوطنية وتطغى الفردانية يعسر على المجتمع المدنى أن يقاوم وأن يؤكد أننا نعيش عرسا انتخابيا تتكرس فيه قيم الديمقراطية هيهات هيهات.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون
- نكبتنا فى الطبقة السياسية
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ
- ما بعد «حلحلة» الأزمات
- شكل آخر من أشكال «التمكين»
- أين نحن من ثقافة الاعتذار؟
- من نحن نوّاب الشعب إلى نحن الشعب
- عندما يتحول الشباب إلى كبش فداء
- ثقافة «التسليك»
- هل تنفع الجراحة التجميليّة؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات