أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان-2















المزيد.....

الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان-2


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


وقد نقل صاروخان معه إلي آخر ساعة شخصية " المصري أفندي" التي كان يرسمها في " روز اليوسف" . ولكن ظلت المجلة الأخيرة ترسمها أيضا بريشة رساميها المتعاقبين.. كما وقعت سنوات اشتغال صاروخان ب" آخر ساعة" في قلب الأحداث المصرية بمختلف جوانبها . ولذا ، قدم شخصيات كاريكاتورية تناسب هذه الظروف مثل " " مخضوض باشا الفزعنجي و"إشاعة هانم".
وعندما منيت "آخر ساعة " بخسائر مادية جسيمة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، باعها التابعي إلي "أخبار اليوم" التي أسسها الأخوان علي ومصطفي أمين منذ 11 نوفمبر 1944. ومن ثم ، انتقل صاروخان إلي "أخبار اليوم" وظهرت أول رسوماته بها علي الصفحة الثالثة في عددها الصادر يوم السبت 27 أبريل 1946 . وظل بها حتي مماته.
وإذا كان التابعي هو ملهم صاروخان في " روز اليوسف" ، فهكذا كان مصطفي أمين في "أخبار اليوم" .إذ كان يعقد معه عدة اجتماعات في الأسبوع، ويتناقشان في الأحداث المهمة التي مرت بمصر والعالم ، ثم يقررا موضوع الكاريكاتور الذي تنشره الصحيفة صباح السبت من كل أسبوع.
وبجانب عمل صاروخان الأساسي في روز اليوسف ثم آخر ساعة وأخبار اليوم ، رسم آلاف الصور الكاريكاتورية علي صفحات الدوريات المختلفة باللغة العربية : " الجديد| 1927-1928 ، "المستقبل" 1929-1931 ، " الكشكول" 1929-1933 ، " صدي الشرق" 1930، " الصرخة" 1930-1931 ، "الأتومبيل" 1929 ، "أبو الهول" 1930 ، " الوطنية"1929 ...إلخ ، بالإضافة إلي دوريات باللغة الفرنسية.
كما أصدر صاروخان بالاشتراك مع المحامي يرفانت سيمونيان جريدة "لاكارافان" ؛ أي القافلة ، الأسبوعية باللغة الفرنسية منذ 31 ديسمبر 1938. وقد استمرت هذه الجريدة السياسية الاجتماعية الساخرة- الفكاهية علي مدي أربعة أعوام ثم توقفت عن الإصدار لصعوبة الظروف الاقتصادية زمن الحرب العالمية الثانية.
وبعد انتهاء الحرب،أصدر صاروخان كتابا كاريكاتوريا أسماه " هذه الحرب"، وكتب تعليقاته باللغتين الفرنسية والإنجليزية ، ويمثل صورة بانورامية شاملة لأهم أحداث الحرب . ويعد هذا الكتاب من كلاسيكيات فن الكاريكاتور في القرن العشرين، ورائعته الكبرى وعملة الرئيسي . ويؤكد هذا الكتاب علي موهبة صاروخان في اكتشاف بذرة الفكاهة في لب الموقف السياسي ، وقدرته علي السخرية العنيفة من خصومه السياسيين.
أما تقنيا وأسلوبيا ، فإن مجموعة هذا الكتاب تجسد " الأسلوب الصاروخاني " علي أكمل وجه .إذ أصبحت خطوطه أكثر قوة وسلاسة وبساطة. وصارت تكوينات صورة ممتلئة ومتوازنة وأكثر قدرة علي خلق مناخ خاص تتميز به كل صورة علي حده ، وتبلور جوهر أسلوبه في الحركة.
وعندما اندلعت ثورة 23 يولية 1952، تحمس لها صاروخان منذ الوهلة الأولي ، وأحدثت انقلابا في مفاهيمه الكاريكاتورية حيث تحول من أقصي المعارضة إلي أقصي التأييد. فقبل الثورة، وجه سهامه الانتقادية الساخرة العنيفة إلي أغلب زعماء الأحزاب الذين كانوا في صراع دائم فيما بينهم وكانت موضوعات رسوماته هي الصراع الحزبي والحكم الفاسد واستبداد الرجعية والاستعمار. وكان بطله الإيجابي الوحيد تقريبا هو " مصر" التي صورها علي هيئة حسناء ، ثم تطورت الفكرة إلي " الشعب المصري" مجسدا في شخصية " المصري أفندي" .أما بعد الثورة ، فأصبح صاروخان يمجدها ويدافع عن إنجازاتها من ناحية ، ويوجه سهامه الانتقادية إلي أعداء مصر وثورتها من ناحية أخري. وبذا ، تحول المسار الصاروخاني من فن الهجوم إلي فن الدفاع غالبا .
وأبدع صاروخان جميع أنواع الرسم الكاريكاتوري السياسي والاجتماعي والتوضيحي والبورتريه حتي النكتة أو الدعابة الكاريكاتورية . ولهذا الإنجاز ، منحته اللجنة الأمريكية لرسامي الكاريكاتور المسماة " من الشعب إلي الشعب " جائزة " الرسومات الكاريكاتورية من أجل السلام" عام 1960.
وهكذا ، يعد صاروخان احد أهم رواد الجيل الأول من رسامي الكاريكاتور في مصر. وتكمن ريادته في تحويل هذا الفن بريشته من مجرد نكات وقفشات إلي سلاح سياسي يصب ولا يدمي استخدمته الصحف ضد السلطة والإنجليز والأحزاب . كما تكمن ريادته أيضا في تمصير الفن الكاريكاتوري عندما عبر عن الرأي العام المصري ومشكلاته وهمومه.
أما في النطاق الأرمني ، فقد ألف صاروخان خمس مسرحيات ساخرة فكاهية باللغة الأرمنية ، لعل أنجحها وأشهرها مسرحية " نحن لا نتحدث الأرمنية". وتنتقد الفئات التي تتجاهل تراثها القومي ، وتقلد الأجانب في كل شيء بدءا من الحديث باللغة غير القومية وانتهاء بتبني العادات الدخيلة .كما تبدي هذه الفئات ولعا ساذجا ودائما بكل ما هو أجنبي.
كما ألف صاروخان كتابين برسومات كاريكاتورية . أولهما ؛" نحن من خلال نظارتنا" يحتوي علي "200" رسم كاريكاتوري ناطق يصورون ملاحظاته وتحليلاته عن القيم وأنماط التفكير والهموم والسلبيات السائدة في محيط المجتمع الأرمني. وثانيهما ، " انظر إلي أقوالك" ، وفيه ترجم صاروخان الأقوال الأرمنية الدارجة ترجمة حرفية إلي رسومات كاريكاتورية تجلب الابتسامة والمرح.
وكذا ،أبدع الرسومات التوضيحية- الكاريكاتورية لروايتين من روائع كلاسيكيات الأدب الأرمني الساخر.أولاهما ؛ ؛ رواية " الرفيق بانتشوني" من تأليف يرفانت أوديان . تدور حول حياة أحد الاشتراكيين المزيفين الذي أرسله التنظيم التابع له من مجاهل الريف الأرمني ليدعو إلي الاشتراكية ويروج لمفاهيمهما وسط فلاحين بسطاء لا يفكون الخط ولا يستطيعون استيعاب معاني الشعارات الرنانة التي يرددها . وهناك يخلق المشاكل من حيث لا توجد ، ويثير المشاحنات ويبررها جميعا بكفاحه من أجل المبادئ الاشتراكية.
أما الرواية الثانية فهي " المتسولون الشرفاء" من تأليف هاجوب بارونيان . وتحكي قصة رجل ثري جاء من مدينة طرابيزون إلي الأستانة بغرض الزواج ، فوجد نفسه محوطا بعدد كبير من الأشخاص الذين يبغون الحصول علي أمواله منهم: الصحفي الثرثار ورجل الدين المنافق والشاعر المستجدي والمصور الفوتوغرافي المتملق والطبيب العاطل والمدرس المتجاهل والمحامي المتمسخر والممثل الفقير. واستطاع صاروخان أن يصور جميع هذه الشخصيات في لوحات بارعة.
إذن ، ازدوج صاروخان إنسانيا وثقافيا بين الأرمنية والمصرية ، فقد كان مصريا بقدر ما كان أرمنيا والعكس. والحقيقة أن سمة الازدواجية الإنسانية – الثقافية ، لم تميز الفنانين الأرمن وحدهم منذ دميرجيان حتي صاروخان ، ولكنها انسحبت تقريبا علي الهوية الإنسانية – الثقافية الأرمنية المصرية.
بيد أن هذه الظاهرة فد تبلورت بوضوح لدي مبدعي الفنون الجميلة الذين نجحوا ببراعة في إيجاد شعور توليفي تآلفي هارموني بين جبل آراراد رمز كينونة الأرمن ونهر النيل رمز ديمومة مصر وشعبها



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- المبدعات الأرمنيات وخصائص الف ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- أونيج آفيديسيان والأرمن السكن ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- بوزانت جوجامانيان وسيمون سامس ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- فهرام مانفليان وديران جرابيدي ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- يرفانت دميرجيان
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-3
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-2
- النشاط الموسيقي والغنائي للأرمن في مصر-1
- النشاط السينمائي للأرمن في مصر الحديثة
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-2
- المسرح الأرمني في مصر الحديثة-1
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-2
- الإبادة الأرمنية سنة 1915-1
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 13
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 12
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 11
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 10
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 9
- شهادات عن مذابح الأرمن- فائز الغصين – 8


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان-2