أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العراق وهيمنة -البازار- على السلطة؟














المزيد.....

العراق وهيمنة -البازار- على السلطة؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 11:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظل العراقيون منذ فجر السلالات أناس يميلون إلى وداعة وألفة مع محيطهم منصرفين إلى العمل وانتاج الخيرات في حال من التحدي لثورات غضب الطبيعة من فيضانات تدميرية وغيرها ومن معالجة نتائج الغزوات التي تعرضوا لها ما جعل الانكسارات العسكرية المؤقتة تنهزم أمام رسوخ ثقافتهم المتحضرة المتمدنة...
وبقي تكوين العقل العراقي المعاصر على وفق منطق حضارة متفتحة أبت على الانكسار والخضوع لظروف الاضطرار والقسر والإكراه المتأتية من اشتداد الصراعات الدولية والإقليمية منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة وحتى يومنا هذا..
من جاء تمسك العراقيين بمسمى وطن الرافدين ليمثل تضمينا مسؤولا لشعورهم بوحدة نسيجهم الوطني القائم على احترام التعددية والتنوع في تكوين المجتمع العراقي في ماضيه وحاضره.. وسجل التاريخ العراقي باستمرار القديم منه والحديث ثوابت العقيدة الوطنية العراقية كونها أعمق وأرسخ من كل التفاصيل التي تطبع المجتمع بفسيفساء التلون والاختلاف أحيانا...
وصارت الهوية العراقية الثروة الوطنية الحقيقية للعراقي الذي ركز على أنشطة البحث الإنساني المعرفي وعلى العمل المنتج مبتعدا بوضوح عن فلسفة السوق وتبادل البضائع بالمعطيات السلبية للعملية وبتسطيح قيم الإنسان وتهميش وجوده.. فوقعت الشخصية العراقية أسيرة الارتهان لسلطة غاشمة تاجرت به وبسماته طويلا!؟
لقد تعاقبت على العراقي أهوال جمة نتيجة تلك السلطة الغاشمة، كان أقربها سلطة الطغيان التي امتدت حوالي الأربعة عقود.. تلك السلطة التي لم تسقط إلا بعملية قيصرية خضعت لكل مقاييس التشويه ليدخل العراقي اليوم في دوامة أخرى؛ وليخضع لسلطة "بازار" جديد يديم المتاجرة بعراق الخيرات المتحولة لنقمة على العراقي!!!
البازار الجديد سلطته لا تختلف سوى بحجم العنف ونوعه وكيفيات استغلاله.. أمس كانت الأجهزة القمعية مؤسسة على سطوة إرهابية على مؤسسات الدولة العراقية بالخصوص تحويل أجهزة أمن المواطن والوطن إلى أجهزة استعباده وساتلابه.. وكانت تلك الأجهزة تنهض بواجبات مؤسساتية من باب تصريف أعمال الدولة وحركتها ولكنها بالأساس كانت الحارس الأمين لسلطة بازار العنف السياسي وطغيان الدكتاتور المستبد وحاشيته...
وفي عراق اليوم لا توجد أجهزة حقيقية لمؤسسات دولة مستقرة لسببين الأول أنها لم تكن موجودة طوال العقود المنصرمة بل ما كان هو أجهزة قمعية (تمثل الطاغية) مارست تصريف شؤون الدولة وما أن انهار الطاغية حتى زالت تلك المؤسسة والأمر الآخر خطيئة حلِّ فوري مستعجل لهياكل "مؤسسات" الدولة البوليسية ما سمح للتشوهات الخطيرة أن تنطلق من عقالها في مجتمع متضخم المشكلات...
وفي عراق اليوم دخلت البدائل خطيرة من كل حدب وصوب فمن قوات أجنبية تعمل على وفق مصالح وسياسات ليس للعراقي يد حقيقية في توجيهها ومن اختراقات إقليمية بمستويات لم يشهدها عراقنا القديم ولا الحديث... حيث لم تدخل القوى المحيطة بقوات منظورة ليخوض معها العراقيون صراعهم ولكن الدخول هذه المرة جاء مقنَّعا بأردية عفى عليها الزمن؟؟؟
ها هو البازار الجديد يأتينا مسلحا بعنف آخر هو عنف البلطجة الملتصق بكل أنماط الطغيان التي مرت على العراق والعراقيين ليدخل هذه المرة برايات المافيات وعصابات السرقة والاغتصاب وميليشيات الموت واستباحة الحياة الإنسانية وقيمهاوهكذا يصطبح العراقيون بسرطان استشرى في الجسد الوطني!!
وليسفر الإرهاب عن سلطته الجديدة ليبدأ فصل آخر من قصول مجازر العراقيين ومقاتلهم.. وأرضية السلطة الجديدة تمر في ظلال انعدام مؤسسة دولتية مرجعيتها العراقي أو هويته وفوضى بلا أول ولا آخر مفتعلة بتقصد وعمد وشلل خطير في إرادة الفعل والقرار في بقايا القوى الوطنية العراقية التي ظلت مربوطة إلى مسلخ الطغيان مفصولة عن جماهيرها بسلطة الدم المستباح...
أما عناصر سلطة البازار الجديد فتتشكل من عصابات الطيش التي تحولت إلأى عصابات منظمة مدربة ومجهزة مدعومة وحتى موجهة.. ومافيات بارتباطات أجنبية وميليشيات بمرجعية إقليمية أبرزها ميليشيا ملالي إيران ومجموعات الطاعون الأسود العائدة لإرهاب التأسلم السياسي المتطرف...
وعقلية كل هذه الفرق والجماعات ليست أكثر من عقلية فأر جائع متعطش للدم موبوء بالطاعون.. أو ذهنية مريضة بجنون سادية دموية كخفافيش الليل المدلهم.. فكيف بنا وهذه القوى تدخل بديلا عن عودة المهجرين والمنفيين وتدخل بعشرات آلاف الحشر لا البشر وتدخل مدججة بأسلحة الموت ومتفجراته القذرة؟
إنَّ توصيغ الحال العراقية لم يعد يمكن اختزالع ولكن سلطة البازار اصطلاح يمكنه أن يعبر عن طبيعة الشر والدموية وطغيان رؤى الاستلاب والاغتصاب والاغتيال التي لا تقف عند حد بعينه فهي لا تكتفي بسد جوعها وجشعها بل تسري نحو مزيد من البشاعات لمصلحة بالتأكيد ليست محدودة بمرجعية تسمي نفسها عراقية كعادة كل طغاة الأمس واليوم والغد...
إنَّ البازار الجديد أبشع من كل ماسبقته لأن قانون الاستغلال يكمن في تزايده وتضخمه تمهيدا لانفجاره وزواله إلى الأبد..
ومن هنا يبدأ وجه الأمل العراقي المستند لإرادة الشخصية العراقية المتحضرة وقوة الحق فيها وصحة الأداء حيث استنرنا بتجاريب أمسنا وضياء دروب غدنا.. وستنزاح عنّا غمة الريح الصفراء من ملالي شرقنا ومشايخ غربنا ومن كل مجاهل الماضي المظلم والحاضر المعتم...
أيها العراقي الطيب، لم تؤمن يوما بعقيدة مزقتك ولست بحاجة لعقيدة بديلة تشظيك كما تفعل قنابل الحشر وليس لنا إلا عقيدتنا الوطنية التي لا تؤمن بعمامة مزيفة ولا عباءة مضللة ولا سيف لقوات "غدر" أو سحر وسينقلب السحر على الساحر لأن السحر الأسود وهم وضلال والعقيدة العراقية حقيقة وإيمان وحتما سينتصر الحق ويزهق الباطل لأن الحق هو العراق والعراقيين ومصالحهم والباطل كل دخلاء الأمس واليوم ....



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فديراليات تنفيذ مخططات إقليمية لا مصلحة للشعب العراقي فيها
- لا تصنعوا طاغية جديدا آخر؟!! أدعياء التسيّد على رقاب الشعب ه ...
- حول تقاسم الثروة الوطنية؟!!
- المثقف العراقي و الدستور؟
- أولويات الخدمات الحياتية الأهم للعراقي؟
- الوضع العراقي الراهن والبديل المنتظر؟
- بين ما يُنسَب للبصرة العراقية، وما ينتسب لأطماع خبيثة!؟حكاية ...
- ثورة الرابع عشر من تموز العيد الوطني العراقي
- ثورة الرابع عشر من تموز بين أهدافها ووسائلها
- العراق وعلاقاته بين الشعوب العربية و النظم العربية
- حول إرهاب الدبلوماسيين العرب والأجانب ومواقف بعض المسؤولين و ...
- المرأة العراقية في الحياة العامة
- الشعب مصدر التشريع وكاتب الدستور الأول
- ندوة الحوار الديموقراطي الوطني
- كيف نكسب معركة الدستور؟
- الأحزاب الطائفية للإسلام السياسي تناقض ونفي لمصالح الشيعة وا ...
- حق العراقي المقدس في العودة
- حكاية النشيد الوطني والوزارة العتيدة؟
- من أجل جمعية -التكنوقراط- العراقي الألفية؟
- تحذير مختزل من بعض مفردات أداء الجمعية الوطنية؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العراق وهيمنة -البازار- على السلطة؟