أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد عبد الستار - لماذا ينتحرون















المزيد.....

لماذا ينتحرون


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 08:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


برزت ظاهرة الانتحار في السسيارات المفخخة أو الاحزمة الناسفة بشكل لافت للنظر في العراق ، ومن نافلة القول إن الذين نفذوا تلك العمليات الانتحارية، سواء بتفجير أنفسهم باحزمة ناسفة أم بسيارات مفخخة ، كانوا من العرب القادمين من الدول المجاورة للعراق ، او من جنسيات اخرى قد تكون اجنبية او اسلامية او عربية ، وليس من السهل التكهن أومعرفة الاسباب الشخصية التي دفعت الشخص المنتحر الى القيام بارتكاب فعل الانتحار، لعدم توفر المعلومات عنه ، ورغم ان التاريخ الشخصي كبير الاهمية في تحديد اسباب اقدام المنتحر على مثل هذا العمل الفظيع بحق نفسه ، الا ان الامر يكشف عن دوافع واضحة لا تخفى على الباحث والمتتبع الحصيف.
ان اول سبب للانتحار هو الاحباط الذي يعيشه الشخص المنتحر ، ولذلك يقع اختيار من يخطط عملية انتحارية على شخص محبط ، يائس. ويفضل من كان قد تعرض الى هزة نفسية قوية ، كأن تكون فقدان شخص عزيز( أب ، أم ، أخت......) ، ولذلك ينتحر بعض الشبان والشابات حين يفقدون عزيزا ، وعلى الخصوص العشاق في عمر المراهقة حين يفقدون من يعشقون،ومشهورة قصة الام فرتر لغوته ، التي اثارت موجة من الانتحار بعد نشرها في المانيا ، ولهذا ايضا تبحث المنظمات التي تخطط للقيام بعمليات انتحارية عن اشخاص يعيشون في ازمة من هذا النوع، على الخصوص بين من فقدوا أبا او أما او أخا..... ، ومثل هؤلاء كثير بين أبناء الشعوب العربية ، وخاصة بين من فقدوا ذويهم من اللاجئين الذين يعيشون في لبنان على هامش المجتمع اللبناني في مخيمات عين الحلوة وابناء تل الزعتر وغيره من المخيمات في سوريا ولبنان والاردن، ومن الشباب الاميين المتعصبين في اليمن والمغرب ومصر ، لذلك لايصعب على منظمي الهجمات الارهابية الحصول على مبتغاهم من الشباب والاحداث الذين يستطيعون تجنيدهم وارسالهم في مهمات انتحارية في العراق والسعودية ومصر وغيرها من البلدان.
ولما كان الحصول على شخص مستعد لان ينتحر بهذه السهولة ، يأتي السؤال الثاني ، وهو: من الذي يخطط للانتحار ، وما هي أهدافه .
ان من يخطط للانتحار يجب أن يكون على دراية كبيرة بالساحة التي يعمل فيها، وأن تكون له أهداف واضحة ، فليس معقولا أن تقوم هيئة أو منظمة ما بالتخطيط لمثل هذه الجرائم دون هدف . ويتضح من مسار العمليات الارهابية في العراق مثلا ، انها تحرص على تحقيق هدفين ، الاول هو خلق حالة من التذمر والاستياء بين اوساط الشعب العراقي ، وتصوير التغيير الذي حصل بانه اسوأ من العهد الصدامي ، الذي كان يحصل فيه المواطن على قدر من الماء والكهرباء أفضل مما يحصل عليه اليوم ، او على حصة تموينية أفضل ، الا أن المواطن ليس ساذجا الى هذا الحد الذي يفكر فيه الارهابيون من أتباع النظام البائد ، فان ما حصل عليه العراقي من مكاسب بعد سقوط النظام الصدامي تفوق كل المضايقات التي تخلقها الاعمال الارهابية ، واهم تلك المكاسب، الحرية التي لن يفرط بها مهما حاول الارهاب التقليل من شأنها.
اما الهدف الثاني الذي يعمل الارهابيون على تحقيقه فهو فسح المجال أمام عصابات النظام السابق للحصول على مكاسب سياسية تسمح لهم الدخول في مفاصل الحكومة من جديد على امل الاستيلاء على السلطة لاحقا والعودة الى حكم العراق.
بالاضافة الى ذلك هناك بعض الاهداف الثانوية ، التي تعمل العديد من الجهات الخارجية ، والقوى الرجعية ، والاقليمية على تحقيقها ، ولهذا تقوم بمساعدة ومعاضدة الشبكات الارهابية وتغذيتها بالمال والرجال ، واهم تلك الاهداف حجب شعاع الحرية والديمقراطية عن العراق كي لاينتشر في المنطقة ، فان التقدم الذي سيتحقق بانتشار الديمقراطية في العراق سيزيل ويكنس – وان بعد حين – المراكز السلطوية المتخلفة التي تتحكم بمصير شعوب وثروات البلدان في الشرق الاوسط ، والتي رأت في اللجوء الى الدين والعادات العشائرية والقيم البدوية ، خير ملاذ يحميها من الزوال ، ويقدم لها مبررات وجودها .
ان اليأس والاحباط الذي أصاب تلك المراكز والسلطات بسبب مصيرها المحتوم ، وقرب زوالها عن طريق تقدم شعوب المنطقة ، لم يبق لها من وسيلة سوى الانتحار وجرف أكبر عدد من الناس معها ، لذلك نجد المنتحرين يفضلون تفجير أنفسهم بين حشود الجماهير البريئة ، وهو يبين هول درجة اليأس التي أصابت مراكز السلطات المتخلفة في المنطقة.
إن رحيل القوى الاستبدادية عن كاهل شعوبها بات امرا دوليا وليس محليا، فقد نقلت العولمة جميع القضايا المحلية الى مستوى جديد ووضعتها تحت مجهر مكبر، ولم يعد ممكنا إخفاء ما يجري في أية دولة أو مجتمع بحجة الاستقلال والسيادة وعدم التدخل وغير ذلك مما كان يخفي تحت عباءته الاستبداد والظلم والتخلف، ولن يرضى العالم باستمرار تلك الانظمة في التحكم بمفاصل السياسة المحلية لان المحلية فقدت حدودها وباتت المناطق المحلية على قدم المساواة مع كبرى المناطق الدولية ، فليس غريبا أن يدير تنظيم القاعدة عملياته من كهوف تورا بورا ، ليصل آثار الاعمال التخريبية الى نيويورك ولندن ومدريد ، وهكذا يمكن التحكم من بقعة في افريقيا ، او الفلبين او اندنوسيا او مجاهل اليمن ، بعمليات تخريب في أشهر مدن الدنيا مثل موسكو وباريس وبرلين.
إن تطور وسائل الاتصال الالكترونية وسعة استخدام الانترنيت ، والهواتف النقالة ( الخلوية ) ، وسهولة الوصول والانتقال بين الدول ، بوساطة الطائرات الحديثة ، وزوال العديد من الحدود الدولية بين الدول المتقدمة مثل زوال نقاط التفتيش والحدود بين الدول الاوربية، سهل انتقال الناس – خيرهم وشرهم – بين الدول ، لذلك نجد اتساع مشكلة تهريب المخدرات وتجارة البشر ، وصعوبة السيطرة على العصابات الارهابية التي تستطيع التخطيط وهي قابعة في مكان بعيد ، او الانتقال بسرعة وترك مسرح الجريمة بعد تنفيذ عملياتها .
كما تقع على عاتق المجتمعات المتطورة اليوم مهام جسيمة ، ومن اولى تلك المهام ، الاخذ بيد المجتمعات المتخلفة ، والدول النامية ، وتطوير حياتها ، الاجتماعية والاقتصادية ، واشراكها بعملية الانتاج الصناعية ، وعدم تركها لقدرها الرعوي أو البدوي أو الزراعي فقط ، هذا القدر المحكوم بتقاليد لاتمكنها من اللحاق بركب المجتمعات الصناعية المتقدمة ، فكلما استطاعت الدول المتقدمة دفع عجلة التقدم في البلدان النامية وطورت امكاناتها ، استطاعت قطف ثمار هذا التطور ، من خلال بناء علاقات ايجابية بينها وبين تلك البلدان.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في الدستور العراقي
- الاكراد الفيلية بين نارين .... نار التبعية الايرانية ونار ال ...
- صدام في حضرة القاضي الهمام
- الزرقاوي أردني أم مبعوث أردني
- التنظيمات الفيلية والبوصلة الكردية
- التانغو الاخير لصدام
- الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام
- مؤتمرات القمة العربية ... في ميزان الفشل والنجاح
- استحقاقات مستعجلة للمرأة العراقية بمناسبة يوم المرأة العالمي
- الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات ال ...
- نتائج الانتخابات: مبروك للعراقيين .... مبروك للفائزين
- من اغتال رفيق الحريري
- الشعب العراقي مدعوالى تأييد ترشيح المناضل جلال الطالباني لمن ...
- أصابع بلون البنفسج .... دبكات كردية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد عبد الستار - لماذا ينتحرون