أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية















المزيد.....

الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هدد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية داعش الرئيس الروسي فلادمير بوتين بأنهم سوف يأتون غازين لبلده ويحررون الشيشان والقوقاز بأذن الله. وقام أحدهم من الذين يجيدون اللغة الروسية بإعادة ترجمة التهديد باللغة الروسية . وجاء التهديد هذا أثر سيطرة رجال داعش على مقاتلات حربية في مطار الطبقة العسكري وحلب وسط سوريا.
مثلما اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية على الأخذ بجدية التهديدات الصادرة عن داعش وقبلها القاعدة، فأن الرئيس الروسي لا يسعه إهمال مثل هذا التهديد الموجه له مباشرة. فقد سبق لروسيا السوفيتية أن ذاقت مرارة الهزيمة الشنعاء على يد رجال المقاومة الإسلامية في أفغانستان وقدمت ضحايا كثر مازالت مشاكلهم عالقة مع حكومتهم .
يبدو أن الروس أدمنوا التعامل ألمخابراتي في منطقة الشرق الأوسط، مفضلين التدخل الغير معلن والطرق البعيدة عن الأضواء. فقد كانت تجربة العلاقة مع نظام أنور السادات غنية بدروسها ونتائجها لأصحاب القرار من القادة الروس. وكانت تلك العلاقة قد وضعت الأمور على المحك وأذاقت السوفييت وقتها طعم المرارة، لذا ترتب على صانع القرار في جهاز المخابرات الروسية أن يأخذ الحذر في تعاملاته القادمة مع حكومات المنطقة، ولذا كانت الدبلوماسية والمخابراتية السوفيتية تتقدم الحراك عندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية، رغم مبيعات الأسلحة الروسية لطرفي النزاع. ومثله كان أداء الروس أثناء غزو العراق للكويت، بالرغم من تهديد الحربين للعديد من مصالح السوفيت في المنطقة.وعلى وفق رؤية مخابراتية مدروسة وحذر من تداعيات محتلمة دفعت الإدارة الروسية رجالها وسفيرها في بغداد لسرقة ملفات المخابرات العراقية وتهريبها إلى سوريا ومن ثم روسيا رغم ضراوة المعارك والقصف العنيف الذي كان يوجه للعراق من قبل الأمريكان وحلفائهم أيام حرب الإطاحة بصدام حسين التي بدأت صفحتها الأولى في 20 مارس 2003.فقد تقدمت العلاقة مع أجهزة المخابرات الصدامية على جميع الوقائع والمخاطر وباتت وقتها هاجسا مقلقا للمخابرات الروسية، لذا جازف سفيرها ونخبة من رجال المهمات الخاصة بنقل أغلب الملفات وأكثرها حساسية خوفا من انكشافها للطرف الأمريكي.
يبدو أن الرئيس الروسي بوتين وهو رجل مخابرات من الطراز الأول يعرف كيف يتعامل مع المتغيرات في المنطقة وفق منطق يتخذ جانبين من العلاقة، يتمثل الأول في دراسة العوامل المؤثرة على وضع روسيا في الإقليم وتأثير المتغيرات المستقبلية على مجمل أوضاع المنطقة ولما تحمله الخارطة الجغرافية لإقليم الشرق الأوسط من قرب وتفاعل مع مناطق الحدود الروسية وإمكانية تأثيرها على طبيعة التركيبات السكانية جنوب روسيا . كذلك تدرس المخابرات الروسية بدقة متناهية سياسات الأطراف المناهضة والمتمثلة بتوجهات حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة والمحاولات المبذولة لمحاصرة روسيا ومنعها من التمدد أو حيازة نفوذ في هذا الإقليم.
بصورة طبيعية وضمن صراع الأنداد، دائما ما كانت السياسات الروسية تجهد في وضع العراقيل أمام خطط الناتو وبناء تراكيب واستحكامات بما يواجهها من عمليات لإفشالها مهما كانت طبيعة تلك السياسات. فالمخابرات الروسية لا تريد وفي مجمل عملها أن يستحوذ الطرف الأمريكي وذراعه حلف الناتو على أنجاز متكامل بما يضمن جعل أغلب مناطق العالم ضمن سيطرته عسكريا واقتصاديا وسياسيا .أن مثل هذه المهام الكبيرة تدفع الطرف الروسي باستغلال وحشد جميع العوامل لبناء استحكامات تحرج الطرف الأمريكي وتعمل على إفشال مشاريعه. ومثل هذه السياسة الروسية دائما ما كانت غير معنية على الإطلاق بالكيفيات التي يسفر عنه هذا التقاطع أو العمل التخريبي. وتجربة العلاقة بين طرفي المعركة بين العراق وإيران وتزويدهما بالسلاح وأيضا ما قدمته المخابرات الروسية من دعم لبعض الفصائل الأفغانية لإدامة زخم المعركة ضد أمريكا وحلفائها. ويمكن في هذا الشأن النظر أيضا إلى طبيعة العلاقة بين روسيا ونظام الأسد وإدارة المعركة هناك كواحدة من خطط الدعم لإفشال المخططات الأمريكية . كل ذلك يفصح عن طبيعة الجهود الروسية لإفشال جهود الطرف الأخر.
في المعارك ضد تنظيم داعش يبدو الطرف الروسي بمنأى عن مجمل الحدث. والدبلوماسية الروسية لم تحيد عن توجيه الانتقادات للجانب الأمريكي فيما يتخذه من إجراءات في الحرب ضد الإرهاب، ومازالت التكتيكات الدبلوماسية والعسكرية الروسية بعيدة جدا عن جعل هذه المعركة في وارد خياراتها لمحاربة الإرهاب، رغم التهديدات التي أشرنا لها سابقا والتي وجهت للرئيس بوتن مباشرة ولروسيا مجملا.
رغم انغماس الروس حد الركاب في الصراع السوري، لم نجد لحد الآن ما يشير لردة فعل عن ما أعلن عن سيطرة داعش على مجموعة من الطائرات الروسية في مطاري الرقة وحلب، وبدا الأمر وكأنه لا يعنيها، رغم حساسية الموضوعة، كونه يتعلق بسلاح روسي، دائما ما كانت روسيا تحرص على أن تحافظ على أن لا يقع مثل هذا السلاح المهم بيد أعدائها. وأن صدقت تلك التقارير عن وجود مثل ذلك السلاح وإقلاع تلك الطائرات من مطارات سورية بقيادة رجال من داعش، فأن أصابع الاتهام التي أشارت إلى طيارين عراقيين من أتباع صدام قاموا بتدريب رجال داعش على الطيران، تبدو معها مثل هذه الرواية تحمل الكثير من الضبابية والعيوب والخطل، أن لم تكن هناك دول أو دولة تدعم مثل تلك المهام اللوجستية العملاتية المعقدة. فالطائرات الراقدة لفترة طويلة في المطارات السورية متهالكة وتحتاج لإدامة مستمرة، وأيضا بحاجة ماسة لقطع غيار لتتعافى وتدار محركاتها ثم تستطيع بعدها أجراء طلعات جوية. يضاف لذلك حاجتها للعتاد من صواريخ جو أرض كي تمارس مهامها الحربية، أن أريد أشراكها في المعركة. وقبل كل ذلك توفر مجال لأرض مطار صالحة للاستخدام وهذا ما لا يمكن توفره مع الخراب العام الذي طال المنشآت العسكرية والمدنية في سوريا.
من الممكن أن يقوم رجال صدام وطياروه بتوجيه عمليات الإدامة، ولكن توفير قطع الغيار يتطلب عمليات معقدة لا تستطيع القيام بها وتوفيرها غير دولة المنشأ أو حلفائها السوريون والصينيون والكوريون أو الكوبيون أو حتى إيران. وهذا يرحل أيضا للحاجة من العتاد وبالذات صواريخ جو أرض التي تستخدمها تلك الطائرات في طلعاتها لضرب مواقع الأعداء. وفي تلك العملية توجه الاتهامات مباشرة للجانب الروسي، كون العملية ممكن لها أن تكون واحدة من عمليات التقاطع التي يقوم بها الروس ضد سياسات الناتو وقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. والتي دائما ما تستخدم فيها جميع الأطراف دون استثناء أخس الأساليب في محاربة الخصوم.
ولكن وهذا هو المرجح. فالغاية الأساسية من الرواية وضعت لتكون جزء من حملة أعلام تضليلي يقصد بها إرعاب الخصوم، ولكن قبل كل ذلك جعلها جزء من إستراتيجية لتوجيه التهم للجانب السوري قبل الروسي، ووسمه بتبني العصابات الإرهابية وفي مقدمتها داعش. لتذهب الرواية بعيدا جدا وبيقين مكين لتكون نقطة التحول في الحرب الدائرة في سوريا، من خلال جعلها حقيقة واقعة ومقدمة لخيار أيجاد مظلة حظر للطيران فوق سوريا، عندها يمكن صيد طائرات النظام السوري من قبل سلاح الجو للولايات المتحدة الأمريكية، وفي ذلك وضع سماء سوريا تحت مظلة الولايات المتحدة وحلفاؤها ومنع النظام السوري من استخدام سلاح طيرانه ضد مناوئيه .وهو المسعى التي تجهد الولايات المتحدة لوضعه كإستراتيجية تتقدم خيارات إسقاط النظام السوري.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة
- العراق، خيار التوافقية بديلا عن صناديق الاقتراع
- تركة ثقيلة عافها المالكي للعبادي وجميع العراقيين
- سليم الجبوري خيار خائب لتصعيد حالة الاستعصاء
- الولايات المتحدة الأمريكية وتفكيك عقد العراق المستعصية
- من يحال إلى المحاكم بعد الهزيمة
- الترشح لرئاسة الوزراء بين هواة السياسة ورجال التكنوقراط
- الطائفة تغلب الاعتراض على التزوير أم العكس
- هل تختفي هذه المساوئ بعد انتخابات عام 2014
- سوريا إلى أين
- سمعة العراق وشعبه بين وزير النقل ولجنة الخدمات البرلمانية
- لغز داعش ومدن الانبار والجيش العراقي
- قرارات تسحب العراق نحو الهاوية
- ذكرى فارس أسمه طارق محمد البوعزيزي/ بسبوسة
- اتحاد أدباء العراق مقدمة رسالتكم كانت غير حكيمة
- بوري صدام واستشهاد الزعيم عبد الكريم
- رواتب المؤلفة قلوبهم في البرلمان العراقي


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية