أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - التقرير الصادر عن دورة المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين















المزيد.....



التقرير الصادر عن دورة المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 21:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دورة عمل المكتب السياسي
في مطلع تشرين الأول 2014

«شركاء في الدم.. شركاء في القرار»
عدوان «الجرف الصامد» على غزة – إستخلاصات وتوجهات

شكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، المسمى «الجرف الصامد»، محطة مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، تمثلت بالتصعيد غير المسبوق، على يد جيش الإحتلال، تجاوز في المدى والمستوى، ما شهدته غزة إبان حملتي «الرصاص المصبوب» (2008 - 2009) و «عمود السحاب» (2012).
لقد إستخدم الجيش الإسرائيلي في حربه الأخيرة، أحدث أنواع الأسلحة وأكثرها قدرة على التدمير والقتل. كما إستهدف بها، بشكل متعمد، المناطق السكنية وقام بشراسة غير معهودة، بتدمير أحياء كاملة في طول القطاع وعرضه، موقعاً الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين، وتدمير آلاف المنازل والمباني، والمدارس، والمستشفيات، ودور العبادة، والمراكز الخدمية وغيرها، وتشريد حوالي نصف مليون نازح، ما زالوا ينتظرون إطلاق مشروع إعادة إعمار ما دمره العدوان، وفك الحصار عن القطاع.
كما تمثلت هذه المحطة المفصلية، بالدور المتقدم والمبدع والبطولي لفصائل المقاومة المسلحة، في التصدي للعدوان، والدفاع عن القطاع، بإتباع أساليب قتالية متطورة، أربكت جنود العدو وقيادته العسكرية، كما أربكت جبهته الداخلية، ما أرغم مئات الآلاف من الإسرائيليين على الهروب إلى الملاجيء والأماكن الحصينة، بعدما نجحت المقاومة، بأساليبها القتالية المتطورة، من إلحاق الخسائر الفادحة في صفوف جنود العدو وضباطه، ما أفقده صوابه، في ردود فعل جنونية، كما وقع في المعارك البطولية التي خاضها مقاتلو المقاومة في الشجاعية، ورفح، وخزاعة، وغيرها.
كذلك تمثلت هذه المحطة المفصلية بالصمود المدهش للشعب الفلسطيني، والتفافه حول المقاومة، وتمسكه بأرضه، وبحقوقه الوطنية المشروعة، وتماسكه وثباته، وتأكيد وحدته الوطنية والكفاحية، في قطاع غزة، والضفة الفلسطينية، والقدس، ومخيمات اللجوء والشتات، وبلدان المهاجر.
أثمرت هذه البطولات، وهذه التضحيات مكاسب سياسية على الصعيد الإقليمي والدولي، أعادت تقديم قضية الشعب الفلسطيني، مرة أخرى، إلى الرأي العام العالمي، باعتبارها قضية تحرر وطني، لشعب يكافح لأجل حقه في الخلاص من الإحتلال والاستيطان، ولأجل الحرية والاستقلال والسيادة وحق العودة. فإتسعت دائرة مقاطعة المؤسسات الحقوقية والأكاديمية، والثقافية، للكيان الإسرائيلي ومؤسساته النظيرة، كما إتسعت حركة المقاطعة الأوروبية لمنتجات المستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية، وسفنه من قبل النقابات في مرافيء غربية وأمريكية عدة، كذلك بدأت تتسع دائرة الاعتراف بدولة فلسطين، كالخطوة السويدية الأخيرة، ما فتح أفقاً أوروبياً لخطوات مماثلة ما يؤكد إتساع التأييد العالمي للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وزيادة عزلة الكيان الإسرائيلي، وتعميق سياسة نزع الشرعية عن الاحتلال للأرض الفلسطينية.
تجري هذه الأحداث في أجواء إقليمية ودولية شديدة التعقيد، تطال بنتائجها الأوضاع في منطقتنا العربية بشكل خاص، التي باتت، وفي ظل بناء التحالف الأمريكي - الإقليمي - الدولي، وقيام منظمات ومشاريع كيانات ذات هويات تكفيرية وتدميرية، كتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، تشهد تطورات متسارعة وصاعقة، تنبيء بمستقبل شديد الغموض للمنطقة، ولما سوف تكون عليه كياناتها ودولها الحالية. وهو الأمر الذي يتهدد القضية الفلسطينية، في ظل الاستراتيجيات الأمريكية والإقليمية، بتراجع أولويتها على جدول أعمال المجتمع الدولي، ما يوفر للجانب الإسرائيلي، الفرص الغنية لتكريس وتعميق مشروعه الإحتلالي عبر فرض المزيد من الوقائع الميدانية وبالذات الاستيطانية، تقطع الطريق على المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، كاملة السيادة، بحدود الرابع من حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة، كما تشكل هذه التطورات فرصة لتوفير الأجواء السياسية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي لإتباع سياسات تذهب بعيداً في قمع الشعب الفلسطيني، وحركته الوطنية وأدواته الكفاحية، وتوسيع دائرة العدوان ضد المجتمع الفلسطيني، في رهان على إضعاف إرادة الصمود لديه، وجره إلى تسوية مختلة، تنسف الحد الأدنى من الحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين.
في ظل هذه الأجواء، يسجل على القيادة السياسية الفلسطينية أنها لم تنجح، من جانب، في تثمير هذا الصمود، وهذا الثبات، وهذه البطولات والتضحيات في التصدي للعدوان الإسرائيلي، والبناء عليها، بإتباع سياسة تستند إلى برنامج وطني موحد، يتجاوز أخطاء الماضي، ويطوي صفحة المفاوضات العقيمة تحت الرعاية الأميركية المنفردة، ويشق الطريق نحو الحقوق الوطنية المشروعة والثابتة وغير القابلة للتصرف.
كما يسجل على هذه القيادة، من جانب آخر، أنها لا تمتلك إستراتيجية سياسية تمكن الحالة الوطنية الفلسطينية ، من مجابهة التطورات والتعقيدات والتحديات الدولية والإقليمية، بما تحمله من مخاطر على القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك إستنهاض عناصر القوة الفلسطينية، والتفاعل مع الحركة الشعبية العربية، ومع القوى العالمية، الديمقراطية اليسارية والليبرالية المحبة للسلام، والتي إنحازت، خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، لصالح الشعب الفلسطيني، في تحركات تضامنية واسعة وذات مغزى. بل ما زالت هذه القيادة تراهن على دور واشنطن في استئناف العملية السياسية، وما زالت تعتبر البوابة الأميركية، المدخل شبه الوحيد، للوصول إلى تسوية النزاع في المنطقة، متجاهلة دروس الصمود البطولي في قطاع غزة، والضفة الفلسطينية والقدس، والعبر السياسية الواجب إستخلاصها في هذا السياق.
كذلك عادت حركتا فتح وحماس إلى التراشق الإعلامي، متجاوزتين الاتفاقات العديدة لإنهاء الإنقسام، وإستعادة الوحدة الداخلية، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية بالإنتخابات الشاملة.
على ضوء هذا كله، عقد المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دورة عمل كاملة، «دورة الصمود والمقاومة في الوطن والشتات»، مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 2014، برئاسة الأمين العام نايف حواتمه، ناقش فيها الأوضاع الفلسطينية، وتطوراتها، كما ناقش مجمل الأوضاع العربية والدولية، وفي أجواء من الاعتزاز الشديد بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ضد العدوان الإسرائيلي الهمجي، وفي أجواء من الترحيب الشديد بردود الفعل الشعبية العربية والدولية لصالح القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة خلص إلى سلسلة من الإستخلاصات والتوجهات السياسية، والتنظيمية، في مقدمتها القرارات الكفيلة، بتعزيز القدرات القتالية لكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لتبقى تحتل موقعها المتقدم في حماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والدفاع عنه في وجه الأعمال العدوانية الإسرائيلية، جنباً إلى جنب مع باقي الأذرع العسكرية، لفصائل المقاومة الفلسطينية. كما صدر عنه تقرير سياسي ومبادرة سياسية موجهة إلى الشعب وقواه السياسية والاجتماعية، ننشر فيما يلي نصه كاملاً ■-;-


(1)
مشروعان فئويان
■-;- تتميز الحالة الفلسطينية، في وضعها الراهن، بأنها تحت وطأة تجاذب مشروعين سياسيين فئويين، هما برنامج السلطة الفلسطينية، وبرنامج حركة حماس، ما أدى إلى تغييب وإضعاف البرنامج الفلسطيني الموحد، لعموم الشعب الفلسطيني وقواه السياسية، برنامج العودة، وتقرير المصير، والدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، بحدود الرابع من حزيران (يونيو) 67، وعاصمتها القدس المحتلة.
■-;- يقوم برنامج السلطة الفلسطينية على الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع دولة الاحتلال، بكل ما في هذه الالتزامات من ضرر وإجحاف بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، كما يقوم على الالتزام بخيار المفاوضات الثنائية، مع العدو الإسرائيلي، تحت الرعاية الأميركية المنفردة، خياراً وحيداً حتى الآن، بعيداً عن إعتماد قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة مرجعية سياسية وقانونية لهذه المفاوضات، وعن سياسة التسلح بكل عناصر القوة الفلسطينية، ما حوَّل هذه المفاوضات إلى عملية سياسية عقيمة، إمتدت لأكثر من عقدين من الزمن، على حساب المصالح والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، أضعفت قضيته، وشكلت في الوقت نفسه غطاء سياسياً لمشروع إستيطاني إستعماري إلتهم مناطق واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة وفرض وقائع ميدانية، عبر مشاريع التهويد والأسرلة، خاصة في القدس الشرقية المحتلة، لقطع الطريق على أية تسوية متوازنة تضمن الحد الأدنى من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين؛ ووفرت هذه المفاوضات غطاء سياسياً لسياسة قمعية أدت إلى الزج بالآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في السجون والزنازين الإسرائيلية؛ كما شكلت هذه العملية السياسية غطاء لسياسة إقتصادية كولونيالية إسرائيلية، عمقت تبعية الاقتصاد الفلسطيني، وعطلت الفرص لبناء إقتصاد فلسطيني يعزز عوامل صمود الشعب الفلسطيني، في كفاحه ضد الاحتلال والاستيطان ولأجل الاستقلال وحق العودة.
إلى هذا أدت هذه السياسة إلى إحداث شرخ واسع في العلاقات الوطنية الفلسطينية، وإلى إضعاف الموقع الوطني والتمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما أضعفت عناصر وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قضيته وحقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، كما أقرتها المؤسسات التشريعية الفلسطينية، وكما إعترفت بها الشرعية الدولية في قراراتها ذات الصلة.
■-;- بالمقابل يقوم مشروع حركة حماس على إتباع سياسة إنقلابية على شرعية المؤسسة الفلسطينية، وتمزيق وحدة الشعب الفلسطيني، وتكريس مبدأ الاستفراد بالسلطة وإحتكار القرار، وتغليب المصالح الفئوية على المصالح الوطنية، واتباع سياسة إقليمية محورية، لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية بل تلحق بها أضراراً جسيمة، وتغلّب إنتمائها الفكري والسياسي الإخواني على إنتمائها الوطني الفلسطيني، وتتبع سياسات رجراجة في تعريف الحقوق الوطنية الفلسطينية، ورسم آليات النضال من أجل هذه الحقوق وصونها والدفاع عنها؛ وبالتالي يشكل مشروع حماس الوجه الآخر لمشروع السلطة في رام الله، ولا يقدم بديلاً وطنياً توحيدياً لعموم الشعب الفلسطيني وشرائحه وقواه السياسية، بل عزز ويعزز سياسة الانقسام والتشرذم وتفتيت الحالة الوطنية الفلسطينية وإشغالها بمعارك جانبية، فئوية، على حساب الانشغال التام بالمعركة الوطنية.
■-;- على خلفية ما تقدم، يجب القول إن الحلقة المركزية في النضال الفلسطيني راهناً، تتمثل بالعودة إلى المشروع الوطني الفلسطيني الموحد، ومغادرة المشروعين آنفي الذكر، بعد أن أثبتت التجربة فشل كل منهما في تحقيق الأهداف التي رسمها لنفسه، وفي تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني.
لقد فشل مشروع السلطة في رام الله بالوصول عبر المفاوضات العبثية والعقيمة تحت الرعاية المنفردة للولايات المتحدة، وخارج مرجعية الشرعية الدولية والوقف الكامل للاستيطان، في كسب المعركة الوطنية، وإنهاء الاحتلال، وصون حق العودة للاجئين؛ كما فشل بتثمير عضوية فلسطين المراقبة في الأمم المتحدة، في خط هجوم سياسي دولي وإقليمي يقود إلى مزيد من نزع الشرعية عن الاحتلال، وعزل إسرائيل على الصعيد الدولي، والاستقواء بالإتفاقيات والمؤسسات الدولية في مكافحة الإحتلال كمحكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي وغيرها. كذلك فشل مشروع السلطة في رام الله بفتح الآفاق السياسية الكفاحية أمام الحركة الشعبية، لا بل أدت سياسته، سياسة الخيار الوحيد، وسياسة التسليم والارتهان للدور الأميركي، إلى إضعاف الحركة الشعبية، وإفراغ شعاراتها من مضمونها، كشعار «المقاطعة الاقتصادية»، أو شعار «المقاومة الشعبية» أو شعارات التصدي للاستيطان، وإسقاط الانقسام، ودعم الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية الخ..
وبالمقابل فشل مشروع حركة حماس في تأكيد صلاحيته كحل للقضية الوطنية الفلسطينية، أو كحل لسلطة وطنية فلسطينية بديلة، أو كحل للمشروع الوطني التوحيدي الفلسطيني. لقد وصلت حركة حماس إلى الطريق المسدود في إدارة الشأن العام في قطاع غزة، بواسطة السلطة البديلة التي بنتها على خلفية الانقسام، كما فشلت حماس في بناء علاقات إقليمية وعربية تخدم المشروع الوطني الفلسطيني، بل إن تورط حماس في سياسات محورية إقليمية عربية وشرق أوسطية، أدت إلى إلحاق الضرر بمصالح الشعب الفلسطيني (سوريا، مصر..).
هذه الوقائع، إنما تؤكد فشل المشروع السياسي الفئوي لحركة حماس؛ ولعل قبولها مؤخراً بالدخول في تسويات فلسطينية لحالة الانقسام، وتوقيع إتفاق الشاطيء (23/4/2014) وإتفاق القاهرة (26/9/2014) وإخراج حكومتها برئاسة إسماعيل هنية، والقبول بحكومة «التوافق الثنائي» مع حركة فتح، تشكل دلائل، وإعترافاً، من حماس، بفشل مشروعها الفئوي، وحاجتها إلى غطاء سياسي فلسطيني، يوفر لها القدرة، على تعديل سياساتها، وتكتيكاتها، دون أن يعني ذلك أنها تخلت، بشكل كامل عن مشروعها السلطوي في قطاع غزة، وإن من تحت الطاولة، وعبر الهيمنة على المؤسسات الإدارية والخدمية والأمنية، بعد أن أتخمت مؤسسات السلطة بأكثر من 40 ألف موظف، ولاؤهم السياسي والحركي لحماس وحدها ■-;-

(2)
المشروع الوطني الفلسطيني الموحّد
يشكل المشروع السياسي الوطني الفلسطيني الموحد، الرافعة الحقيقية لوضع حد للاحتلال والاستيطان، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، بحدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وصون حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948؛ إنه المشروع البديل لكل المشاريع الفئوية، الخارجة عن حدود الشرعية الفلسطينية المتمثلة بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني، والمشاريع الأربعة التي إنتهت إليها جولات الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة (آذار/مارس 2005)، وغزة ورام الله (26/6/2006)، والقاهرة (4/5/2011)، والقاهرة (شباط/فبراير 2013). وقد نصت هذه الحوارات على سلسلة من الأسس والقرارات والتوجهات الضامنة للحقوق الوطنية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة حقوقه ومؤسساته الوطنية، وفي مقدمها:
1 - إعادة بناء وتطوير المؤسسات الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمها المجلس الوطني الفلسطيني، على أسس ديمقراطية عبر الانتخاب بنظام التمثيل النسبي الكامل، وإنتخاب لجنة تنفيذية تكون القيادة اليومية، والفاعلة، للشعب الفلسطيني، ومرجعيته السياسية.
2- تبني سياسة فلسطينية وطنية جديدة، تجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، تحت سقف قرارات الشرعية الدولية، والنضال في الميدان، ضد الاحتلال والاستيطان، واستنهاض عناصر القوة في الحالة الشعبية نحو مقاومة شعبية نشطة، تتطور نحو إنتفاضة شعبية شاملة، تتبع كل الأشكال الكفاحية المتاحة، بما فيها أدوات وتكتيكات الاستراتيجية الدفاعية ضد الإحتلال، وفك الحصار عن قطاع غزة.
3- إعادة صياغة علاقة جديدة مع الاحتلال، عبر وقف كل أشكال التنسيق والتعاون الأمني، ومقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي، وتبني سياسة إقتصادية، توفر عناصر الصمود للشرائح الإجتماعية الفقيرة ولعموم شرائح الشعب، كجزء من حرب الاستقلال.
4- البناء على قرار إعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة وفق القرار 194، من أجل إكتساب وتفعيل العضوية في الإتفاقيات والبروتوكولات والمؤسسات والوكالات الدولية، وفي المقدمة التوقيع على نظام روما الأساسي المنشيء لمحكمة الجنايات الدولية والدخول إلى محكمة لاهاي، لنزع الشرعية عن الاحتلال، وعزل إسرائيل، ومحاكمة مجرمي الحرب من قادتها السياسيين والعسكريين على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني: الحروب العدوانية على قطاع غزة والضفة والإغتيالات والإعتقالات وهدم المنازل والاستعمار الاستيطاني في القدس والضفة الفلسطينية.
5- إتباع سياسة عربية وإقليمية ودولية تهدف إلى تجميع عناصر التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم نضاله، وتحقيق أهدافه الوطنية.
6- الدعوة إلى عملية سياسية جديدة، تحت رعاية الأمم المتحدة وتحت سقف قراراتها ذات الصلة، بما يكفل وضع حد للاحتلال والاستيطان، ويضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة؛ بحدود الرابع من حزيران (يونيو) 67، ذات إقليم متصل، خالية من المستعمرات الاستيطانية والطرق الالتفافية والجسور والانفاق الاستيطانية، عاصمتها القدس الشرقية، ويضمن حق العودة إلى الديار والممتلكات الذي يكفله القرار الرقم 194.
7- وفي إطار هذا المشروع الوطني الموحد، إعادة بناء مؤسسات م.ت.ف والسلطة الفلسطينية، وكافة مؤسسات المجتمع الفلسطيني في الأرض المحتلة، على أسس إنتخابية ديمقراطية وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، تشمل أيضاً المجالس المحلية والبلدية والقروية والاتحادات الشعبية والنقابات العمالية والمهنية، ومجالس الطلبة والمؤسسات الاجتماعية والأندية الثقافية والشبابية والاجتماعية، كأطر حشد وكفاح، في معركة الاستقلال والعودة والخلاص من الاحتلال والاستيطان.
8- تعزيز الوحدة السياسية والإدارية بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، ووحدة الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده، عبر صون وحدة حقوقه، داخل مناطق الـ48، والضفة بما فيها القدس والقطاع، وأقطار الشتات واللجوء وبلدان المهاجر.
9- إن الإلتزام بهذا المشروع الوطني الموحد، بخطوطه العامة، وتفاصيله اليومية، يتطلب إنشاء علاقات ديمقراطية بين القوى السياسية الفلسطينية، على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة، وعلاقات ديمقراطية بين المؤسسة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وقطاعاته الجماهيرية، ما يفترض بدوره، إجراء حوار وطني شامل، يستعيد ويستكمل محطات الحوار الأربعة الكبرى (2005/2006/2011/2013)، وبما يكفل الوصول إلى الوثائق والبرامج المؤطرة ذات الصلة، وإعتماد الخطط والآليات التنفيذية الكفيلة بصون وحدة الشعب، وصون وحدة حقوقه، ومسيرته الكفاحية وفك الحصار عن قطاع غزة، وصولاً إلى دحر الاحتلال، وتفكيك الاستيطان، وقيام الدولة المستقلة وضمان حق العودة ■-;-

(3)
العدوان على غزة.. دروس وإستخلاصات
■-;- إنتهز العدو الإسرائيلي حادثة إختطاف ثلاثة من المستوطنين في الضفة الفلسطينية ليشن حرباً جديدة ضد الشعب الفلسطيني، إبتدأت يوم 12/6 وإنتهت (إعلامياً) يوم 27/8/2014، منها – بدءاً من 6/7 - واحد وخمسون يوماً من الاجتياحات البرية والجوية والبحرية لقطاع غزة، ما أدى إلى سقوط 2200 شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين، وإصابة أكثر من 12000 جريح جلهم من المدنيين العزل، وتدمير آلاف المنازل والمؤسسات ودور العبادة والمدارس والمستشفيات، وتشريد حوالي نصف مليون مواطن من منازلهم.
لقد إتسمت الحرب العدوانية على القطاع (والضفة والقدس في السياق) بوحشية غير مسبوقة، إستعمل فيها العدو الإسرائيلي أحدث ما لديه من آلة الحرب والقتل والدمار، لجأ فيها إلى إستهداف متعمد للمناطق السكنية وللآمنين في مآوي وكالة الغوث المشمولة بالحماية الدولية، كما لجأ إلى أساليب التدمير الشامل لمناطق كاملة في أكثر من مكان، في الشجاعية، ورفح وخزاعة وخانيونس وبيت لاهيا وبيت حانون وغيرها، في محاولة لكسر إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني ومقاومته، والإدعاء بتحقيق أهداف العدوان الإجرامي على الشعب الفلسطيني. بالمقابل صمد الشعب الفلسطيني في وجه العدوان، صموداً أسطوريا، وتحققت وحدة المقاومة والشعب في الميدان، رغم إختلال ميزان القوى بشكل فادح لصالح العدو، وخاض ملحمة تاريخية، سجل خلالها صفحات مشرقة من تاريخ النضال الفلسطيني، وجدد تأكيده للعالم وإصراره على التمسك بأرضه ومقاومته، وقضيته، وحقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، وتصميمه على مواصلة النضال إلى أن تتحقق أهدافه الوطنية.
■-;- بدورها خاضت المقاومة الفلسطينية في القطاع جولات من القتال البطولي ضد العدوان، فوق الأرض، وتحتها، وفي خضم البحر، وابتدعت تكتيكات قتالية متطورة، نجحت خلالها في تقليص المسافة الواسعة بين القدرات العسكرية الهائلة لدى العدو، والقدرات العسكرية المحدودة لدى المقاومة. ورغم هذه القدرات المحدودة، شكل المقاتل الفلسطيني الأساس المتين الذي إعتمدت عليه المقاومة في التصدي للعدوان، وخوض معارك البطولة والشرف، وفرض إرادتها على ميدان المعركة، والنجاح في كثير من الأحيان بمباغتة العدو في عقر مستعمراته ومواقعه العسكرية الخلفية، والتسلل إلى قلب مراكزه القيادية، ما أحدث بلبلة وإرباكاً بين قادته وفي صفوف جنوده، وأوقع منهم 74 قتيلاً، ومئات الجرحى، يسجلون في التقييم العسكري الإسرائيلي لنتائج المعركة والعدوان، كخسارة فادحة، وغير منتظرة.
لقد نجحت المقاومة الفلسطينية، في وحدتها الميدانية، والتفاف الشعب من حولها، في إعادة تظهير القضية الوطنية الفلسطينية، باعتبارها قضية تحرر وطني لشعب مكافح ضد الاحتلال والاستيطان ولأجل الحرية والاستقلال والعودة، واستنهضت تأييد الشعوب العربية مرة أخرى، والقوى الصديقة والمحبة للسلام في أمريكا اللاتينية، وأوروبا الغربية، وآسيا، وأفريقيا، وداخل الولايات المتحدة نفسها في تظاهرات وإعتصامات شعبية أمام البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي.
■-;- جدد صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان توفير الظروف السياسية الموضوعية في الضفة الفلسطينية لاستنهاض مقاومة شعبية نشطة تتطور نحو إنتفاضة شاملة تستل كل أساليب النضال والمقاومة، ضد الاحتلال والاستيطان، ومن أجل فك الحصار عن قطاع غزة؛ فالضفة (بما فيها القدس الشرقية المحتلة) لا تتضامن مع صمود غزة ومقاومتها فحسب، بل هي الساحة الرئيسية الأخرى لخوض النضال بآفاقه المفتوحة، ضد الاحتلال والاستيطان. لقد قدمت الضفة والقدس، في سياق الحرب العدوانية على غزة أكثر من عشرين شهيداً، ومئات الجرحى والأسرى والمعتقلين، فضلاً عن كونها مصدر الشرارة التي أشعلت نيران الحرب والعدوان، وهي ساحة الصدام اليومي مع جيش الاحتلال.
إن آفاق تطوير النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، في الضفة والقدس، مازال يصطدم بتردد القيادة السياسية الفلسطينية، وإحجامها عن إتباع سياسة بديلة للخيار الأحادي، خيار المفاوضات الثنائية مع العدو، وترددها في اللجوء إلى المحافل الدولية لمزيد من رفع الشرعية عن الاحتلال وعزل إسرائيل، وكذلك إصرارها على الالتزام باستحقاقات الاتفاقات المجحفة مع العدو الإسرائيلي، وفي مقدمها التنسيق (أي التعاون) الأمني، وتحويل الشرطة وجهاز الأمن الوطني إلى حاجز يحول دون توسيع الصدام مع مواقع العدو وحواجزه، وإلى أداة قمع محلية، تلجم الحركة الشعبية وتمنع تصاعدها.
إن جوهر القضية يتعلق بغياب القرار السياسي الموحد للحالة الفلسطينية في الضفة والقدس، بما يقترب من القرار الموحد في قطاع غزة الذي شكل أساساً متيناً لوحدة ميدانية لكافة الأذرع العسكرية المقاتلة، إلتف من حولها الشعب الصامد بكل فئاته، وشكل لها حاضنة عززت من إرادة الطرفين معاً، على القتال والصمود. إن آفاق تطوير نضالات الحركة الشعبية في الضفة الفلسطينية والقدس، مفتوحة على الدوام، ولا تحتاج سوى إلى القرار السياسي الموحد من قبل القوى السياسية، والإنتقال من الشعارات والأقوال إلى ميدان الأفعال، الأمر الذي مازالت سياسة السلطة الفلسطينية تعمل على تغييبه، وتعطيل إمكانية الوصول إليه والتوافق حوله.
■-;- شن العدو الإسرائيلي عدوانه ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وانتقل إلى الاجتياح البري والجوي للقطاع، محاولاً أن يستفيد من إنشغال الأوضاع الإقليمية والدولية بقضايا وملفات دفعت بالقضية الفلسطينية إلى الخلف على قائمة الاهتمامات السياسية. واحتلت قضايا الإرهاب والتكفيريين وأزمتي العراق وسوريا، وقضية أوكرانيا، والتوتر الأميركي - الروسي، وأزمة الملف النووي الإيراني وغيرها من القضايا، الموقع المتقدم في إهتمامات الدوائر السياسية العربية والإقليمية والدولية.
من جهة أخرى، حاول العدو أن يستغل العلاقة المتوترة بين القاهرة وحركة حماس، في ظل المعركة السياسية والأمنية الدائرة بين الدولة المصرية وحركة الإخوان، فشن حربه ضد الشعب الفلسطيني، في رهان منه على تحقيق سلسلة من الأهداف العسكرية والسياسية والأمنية، في مقدمها الاستفراد بالقطاع، والقضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة، وتدمير بنيتها التحتية، وخطوط إنتاجها ومخزونها من السلاح والعتاد، واستهداف قياداتها وكوادرها ومفاصلها القيادية، وخلق شرخ بينها وبين الحالة الشعبية، وصولاً إلى فرض حصار سياسي خانق عليها، محلي وإقليمي ودولي، يقود إلى تجريدها من سلاحها، وإحداث إنقلاب في ميزان القوى، والبنية السياسية للحركة الوطنية الفلسطينية. كما من أهداف العدوان، في ما تبدّى في السياق، إعادة الاعتبار للدور الإسرائيلي في مكافحة ما يسميه بالإرهاب، خاصة بعدما لاحظ، بحسرة شديدة، عزلته السياسية إزاء محادثات الملف النووي الإيراني، وسقوط دعاويه المطالبة بالحل العسكري الأمني لهذا الملف لصالح الأخذ بالحل التفاوضي السياسي (إطار الـ 5 + 1)، الأمر الذي توّج مؤخراً بعدم إدراجه من قبل الولايات المتحدة، في تحالفها الإقليمي والدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
لقد حاولت حكومة نتنياهو أن تجعل من الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة مدخلاً جديداً لتستعيد إسرائيل دورها في مشاركة الولايات المتحدة بصياغة التوجهات والقرارات ذات الصلة بإقليم الشرق الأوسط والمنطقة العربية. كما أدرجت إسرائيل على جدول أهدافها من الحرب العدوانية على القطاع، إفشال سياسة إسقاط الإنقسام واستعادة الوحدة الداخلية الفلسطينية، والإبقاء على الانقسام الجغرافي والسياسي والمؤسسي في الحالة الفلسطينية بما في ذلك فصل القطاع عن الضفة والقدس.
لقد أفشل الشعب الفلسطيني ومقاومته تلك الأهداف السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية، وخرج من المعركة صامداً، كما خرجت المقاومة وهي أكثر إصراراً على التمسك بسلاحها وتطوير أدواتها القتالية. كما فشل العدو في قطع الطريق على مشروع المصالحة الفلسطينية، وإقحام نفسه في السياسات الإقليمية المستجدة. ولعل محاولاته الإدعاء بأن العدوان على غزة أوجد فرصاً للتقارب بين تل أبيب وعدد من العواصم العربية في محاربة الإرهاب، ما هي إلا تعبير عن مسعى فاشل في الزعم بأن حربه حققت بعض أهدافها.
ولابد أن ردود الفعل السياسية داخل إسرائيل وردود فعل الشارع الإسرائيلي، والانتقاد الحاد الذي تعرضت له حكومة نتنياهو على يد القوى اليمينية المتطرفة والمستوطنين ووسط الرأي العام الإسرائيلي، والإنتقاد الحاد الذي تعرض له الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في تل أبيب على أوسع نطاق، ما يبرز مدى فشل العدوان في تحقيق أهدافه المعلنة والمضمرة. ولا شك في أن رضوخ تل أبيب للقبول بالتفاوض (غير المباشر) مع وفد فلسطيني موحد فرضته أدوار فصائل المقاومة في الميدان، إنما يعكس واقع المقاومة الفلسطينية المسلحة وتركيبتها، وهو إعتراف واضح وصريح، بفشل العدوان في تحقيق أهدافه.
■-;- إفتقدت السلطة الفلسطينية خلال الحرب على الضفة والقدس والقطاع إلى السياسة الكفيلة بتوحيد الموقف الفلسطيني وتوحيد قواه السياسية وتعبئة الشارع لمقاومة العدوان والتصدي له، وتعزيز الصمود الوطني في وجه العربدة الإسرائيلية، واستقطاب الدعم العربي والتأييد الدولي للشعب الفلسطيني وقضيته وإدانة العدوان. فمنذ الإعلان عن إختطاف المستوطنين الثلاثة، إتبعت السلطة سياسة خاطئة كادت أن تبرر للاحتلال إجراءاته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وأفرغت قضية إختفاء المستوطنين من مضمونها السياسي وأبعادها القانونية المتمثلة في إنتفاء أي مبرر للاستيطان ولوجود المستوطنين كمحتلين على الأرض الفلسطينية، وجعلت منها قضية إنسانية من الطراز الأول، غمزت من قناة صوابية وصحة الأساليب النضالية للشعب الفلسطيني، وساوت، قانونياً، وسياسياً، وأخلاقياً، بين الإنسان الفلسطيني على أرضه المحتلة وفي ظل القمع والاستبداد الإسرائيلي، وبين الإنسان الإسرائيلي، في إحتلاله للأرض الفلسطينية، وإفراغها من سكانها، وإقامة مستوطناته الاستعمارية عليها.
وعندما إنتقلت الحرب العدوانية بأساليبها الإجرامية إلى القطاع، غمزت السلطة الفلسطينية من قناة بعض فصائل المقاومة، في محاولة لتحميلها مسؤولية إنفجار الأوضاع في القطاع، وساوت بينها وبين الجانب الإسرائيلي، بين الضحية والجلاد، مما أساء إلى المصلحة الوطنية الفلسطينية، دون أن ينال من روح المقاومة لدى الحالة الشعبية في الضفة والقدس، لكنه بالمقابل أثر سلباً على عمليات إستنهاض التأييد الشعبي العربي والدولي للشعب الفلسطيني وصموده البطولي، ووفر الذرائع لبعض العواصم العربية لتتحلل من واجباتها القومية والإنسانية والأخلاقية نحو الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
كما حاولت السلطة الفلسطينية أن تشق الوحدة الميدانية للمقاومة الفلسطينية المسلحة ووحدة الشعب في معركته المصيرية، من خلال اللجوء إلى تشكيل ما سمي بالوفد الفلسطيني «المقلص» إلى المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة، علماً أن السلطة، وقد نصّبت نفسها في رئاسة الوفد، لم تكن واحداً من الأطراف التي تحمّلت عبء القتال والصمود والتضحيات الغالية، بعد أن عمدت عام 2005 إلى حل كتائب الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح.
لقد نجحت المقاومة الفلسطينية المسلحة، بتصديها البطولي للعدوان، وثباتها في خنادق القتال، وعلى محاوره المختلفة، في زرع الرعب في قلوب الإسرائيليين وقادتهم السياسيين والعسكريين، وإرغام مئات الآلاف من الإسرائيليين الإحتماء بالملاجيء والأماكن الحصينة، كما نجح الشعب الفلسطيني بصموده وتضحياته وإلتفافه حول المقاومة في خلق مساحة ضغط على السلطة الفلسطينية لتتراجع عن سياساتها الخاطئة، وتبني مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني.
إن تضافر هذه الأمور أفضى إلى التراجع عن مشروع «الوفد المقلص» لصالح «الوفد الفلسطيني الموحد» الذي ضم في صفوفه ممثلي الفصائل الفلسطينية المقاتلة: حماس (القسام)، الجهاد (سرايا القدس)، الجبهة الديمقراطية (كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية)، الجبهة الشعبية (كتائب الشهيد أبو علي)، كما إنضم إليه ممثل عن السلطة مستفيداً من الموقع الذي تحتله السلطة في الخارطة السياسية. إن رضوخ السلطة لضغوط المقاومة وإنجازاتها، ولضغوط الشعب الفلسطيني وصموده، لم يعنِ على الإطلاق أنها غادرت مشروعها السياسي الفئوي، لصالح المشروع الفلسطيني الوطني الموحد، بل إن ما قامت به، جرى بالأساس تحت ضغط الأحداث الجسام التي شهدها قطاع غزة، وتحت ضغط المقاومة وبطولاتها، وصمود الشعب وتماسك مواقفه والتفافه حول فصائل المقاومة في الميدان.
■-;- إن الواجب الوطني يفترض إجراء مراجعة بناءة لأداء المقاومة المتقدم، ولأشكال الصمود الشعبي الأسطوري في مواجهة العدوان الإسرائيلي. ولعل القضية الأشد بروزاً على السطح في اللحظة الراهنة هي كيفية العمل على تطوير الوحدة الميدانية لفصائل المقاومة، إلى وحدة أرقى وأكثر تقدماً، بما يطور الأداء القتالي للمقاومة، ويعزز العلاقات الوطنية الداخلية، كما يعزز من إلتفاف الشعب حول مقاومته. لقد أكدت التجربة ضرورة بناء جبهة مقاومة وطنية متحدة، تجمع تحت راياتها الأذرع العسكرية كافة للفصائل الفلسطينية، وتضع الأساس السليم لشراكة وطنية متقدمة، وتقوم على مبدأ «شركاء في الدم.. شركاء في القرار»، بحيث تضع حداً لسياسة الاحتكار، والاقصاء، وسياسة حصر الصلاحيات بيد طرف دون آخر، وتحويل المقاومة، في بعض الأحيان، إلى أمر تكتيكي في خضم المناكفات السياسية تحت سقف الانقسام الذي دام أكثر من سبع سنوات عجاف.
إن تشكيل جبهة المقاومة الوطنية المتحدة، في القطاع، وبمرجعية سياسية موحدة، من شأنه أن يعزز من الوحدة في الخندق، وأن يعزز إمكانيات الصمود، وإلحاق الخسائر بالعدو وتخفيفها في صفوف الشعب الفلسطيني، وأن يوطد إلتفافه حول المقاومة، كما من شأنه أن يعزز إلتفاف الحالة الشعبية العربية والقوى المحبة للسلام في العالم، حول نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية. إن جبهة للمقاومة الفلسطينية متحدة، ذات مرجعية سياسية موحدة، تعتبر خطوة هامة نحو بلورة المرجعية الوطنية لقرار «الحرب والسلم» تحت مظلة الوحدة الوطنية و م.ت.ف الائتلافية ■-;-

(4)
إتفاق 26/9/2014 الثنائي.. آفاق النجاح
ما أن توقف إطلاق النار، بموجب إتفاق 27/8/2014، حتى عادت الحرب الإعلامية لتنشب بين حركتي فتح وحماس، تتبادلان خلالها الاتهامات بانتهاك «إتفاق الشاطيء» الذي تم توقيعه في 23/4/2014، وعلى أساسه أعلن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إنتهاء الانقسام، وإنطلاق مسيرة إستعادة الوحدة الداخلية، وخروج حكومته لصالح حكومة توافق وطني شكلها الدكتور رامي الحمدالله؛ وفي هذا السياق نسجل ما يلي:
■-;- فتح إتهمت حماس بأنها تعرقل عملية إستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، عبر إصرارها على الإمساك بالأوضاع في قطاع غزة، من خلال حكومة ظل خاصة بها، تدير شؤون القطاع من تحت الطاولة وتمنع على حكومة رام الله ممارسة صلاحيتها الإدارية والأمنية وسواها. كما إتهمتها بأنها فرضت الإقامة الجبرية على كوادر فتح ومناصريها في القطاع طوال الحرب الإسرائيلية. كذلك إتهمتها بأنها تتبع سياسة عملية تعطل المصالحة، وتبقي الانقسام على ما هو عليه، وتحوّل حكومة رامي الحمدالله إلى مجرد طربوش تتغطى به أمام الجانب المصري، لفتح معبر رفح، وأمام الحالة العربية لتجاوز سياستها الإقليمية المرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين؛ بل ذهبت فتح أبعد من ذلك حين حمّلت حماس مسؤولية تفجير الوضع في القطاع، وتوفير الذرائع للعدوان الإسرائيلي، وتعطيل المبادرة المصرية ما أدى إلى تمديد الحرب إلى واحد وخمسين يوماً، بينما كان من الممكن الوصول إلى إتفاق بوقف إطلاق النار، وبذات الشروط، بعد أسبوعين فقط من إندلاع القتال وبدء الحرب الإسرائيلية ضد القطاع. أما الرئيس محمود عباس – محقاً - فلم يكن أقل توتراً في مواقفه إزاء حماس، خاصة بعد إعتراف أحد قادتها، صالح العاروري، المقيم في تركيا، بمسؤولية حماس عن إختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة، بعد أن كان خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي قد نفى مراراً وتكراراً مسؤولية حركته عن هذه العملية.
■-;- حماس، بدورها، إتبعت تكتيكات تبرير إنفرادها بالقرار السياسي، قرار «الحرب والسلم» ورفض المبادرة المصرية والرد على إتهامات فتح، من خلال تأكيدها على التمسك باتفاق الشاطيء، وإنهاء الانقسام، وإستعادة الوحدة الداخلية، وتحميل حكومة الحمدالله مسؤولياتها نحو القطاع، نافية أن تكون «حكومتها» تدير الأمور من تحت الطاولة، داعية، في السياق، إلى تأمين رواتب 46 ألف موظف محسوبين على حماس، ورثتهم حكومة الحمدالله عن حكومة هنية، متبنية ضرورة الإسراع بإعادة إعمار قطاع غزة، خاصة وأن المعونات قد بدأت تصل إلى حكومة رام الله. وأبدت حركة حماس إستعدادها لتسهيل عودة حكومة رام الله إلى القطاع، نافية عن نفسها أية مسؤولية عن توفير الذرائع للعدوان. وبوساطة قطرية، تم الإتفاق على إستئناف الحوار بين الجانبين، في لقاء عقده وفدا الحركتين في القاهرة في 24/9/2014 إنتهى إلى إعلان التفاهم على استئناف تطبيق إتفاق الشاطيء، في بيان ثنائي صدر عنهما في 26/9/2014.
■-;- لم يكن مفاجئاً أن يتوصل الطرفان إلى «حل» للقضايا العالقة بينهما والتي سبق أن تم الاتفاق عليها في مخيم الشاطيء بغزة؛ فلفتح مصلحة في الوصول إلى هذا الاتفاق يعيد - كما تتوقع - نفوذها الضائع في القطاع على يد حماس، مدركة أن المدخل لذلك، بما في ذلك إعادة بناء الحالة الفتحاوية فيه، هو في عودة السلطة ممثلة بحكومة الحمدالله، إلى ممارسة دورها وإدارة الوزارات والمؤسسات الخدمية. وبالتالي، فإن البند المتعلق بتمكين حكومة الحمدالله من أداء دورها، يأخذ شكل التوافق، لكنه في حقيقته سيأخذ، في التطبيق، شكل التزاحم والتنافس على النفوذ، وعلى دور كبار الموظفين في إنتماءاتهم الحركية الفتحاوية والحمساوية، بإدارة المؤسسات والدوائر الرسمية.
■-;- لفتح، أيضاً، مصلحة في إستعادة الدور الأمني للأجهزة الرسمية، خاصة بعد أن أعيدت صياغتها، خلال سنوات الانقسام، بحيث باتت كلها، في القطاع، ذات طابع حمساوي، كما هي في الضفة ذات طابع فتحاوي. وتدرك فتح أن عودة نفوذها إلى الأجهزة الأمنية معناه فك وإعادة تركيب وترتيب هذه الأجهزة من أجل «إعادة التوازن» لنكهتها الفصائلية التي تنسجم وطابع السلطة الفلسطينية والنفوذ الحزبي (أي نفوذ فتح) المهيمن عليها. ويدرك الطرفان أن هذا المسار سوف يكون شديد التعقيد، بل ربما سيكون مساراً تعجيزياً، خاصة وأنه هو بالضبط الذي أدى إلى ما أدى إليه (إنقلاب حماس) في حزيران (يونيو) من العام 2007. ومن شأن هذا البند أن يزرع طريق المحاصصة الثنائية مرة أخرى، على خلفية كل طرف، وتطلعاته الفئوية، بالألغام والاحتكاكات والحساسيات، بل وربما بشكل من أشكال الصدامات المحدودة إلى أن تأخذ الأمور شكلها الجديد وتستقر على حال من الأحوال.
■-;- ولفتح، كما تعتقد، مصلحة في تولي ملف إعادة الإعمار، خاصة بعد أن توصلت، من خلال السلطة، إلى إتفاق بهذا الشأن مع الأمم المتحدة والجانب الإسرائيلي، ينظم آليات إدخال مواد الإعمار عبر معبر كرم أبو سالم، كما ينظم آليات توزيع هذه المواد. لذا كان من الضروري، وفق إعتقاد فتح، الوصول إلى إتفاق حول دور السلطة في هذا الأمر، وتحت هذا السقف يمكن عندئذ الحديث عن إحتمال نجاح مؤتمر الإعمار في 12/10/2014 برعاية مصرية - نرويجية مشتركة، في حشد العدد الأكبر من الدول، وتوفير أكبر قدر ممكن من وعود التمويل. كل هذا تعتقد فتح أنه سيشكل ميداناً لها لاستعادة نفوذها في القطاع من خلال تصدرها عملية إعادة الإعمار، عبر دور الحكومة.
■-;- أما حماس فقد وجدت مصلحتها - أولاً - في حل مشكلة موظفيها البالغ عددهم 46 ألفاً، والذين توقفت عن دفع روايتهم منذ أشهر، رغم أن عودتهم إلى الإدارة تعني إتخام الإدارة بهذا العدد الضخم من الموظفين، الكثير منهم له بديله في الترتيب والتراتب الإداري. مثل هذه الخطوة، وكما هو متوقع، ستضع الإدارة أمام إزدواجية وظيفية وستكون أمام حمل مالي ثقيل يتعارض والدعوة إلى إعادة النظر بالسياسة الاقتصادية والمالية للسلطة في الضفة وقطاع غزة، لصالح إعتماد سياسة تعزيز الصمود في وجه الاحتلال بعيداً عن الهدر والتبذير، وحشد الموظفين في الإدارة لأسباب فئوية وإنتخابية وزبائنية. إن مثل هذا الحشد الحمساوي في إدارة القطاع، سوف يضمن لحماس نفوذها السلطوي الإداري والخدمي والأمني حتى ولو كانت خارج التمثيل الوزاري في الحكومة الفلسطينية، أو محدودة التمثيل فيه.
■-;- الاتفاق، وبالصيغة التي تم التوصل إليها شكل محاولة للتعبير المتوازن عن مصالح الطرفين. وليست هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الطرفان على إتفاق ما، ثم يفشلان في تنفيذه بشكل متوازن. فلقد أثبتت التجارب المرة، إن الاتفاقات الثنائية بين الطرفين فشلت في توفير الحلول المطلوبة للقضايا الوطنية، السياسية، والاجتماعية وسواها. فلقد إلتقى الطرفان على إتفاق الشاطيء الذي عقد بين وفد م.ت.ف وبين حماس، لصالح إتفاق ثنائي فشلا في تطبيقه. وها هما الآن يكرران التجربة ذاتها، تجمعهما سياسة الاستقطاب الثنائي، وإحتكار القرار الوطني والاستفراد به، وتجاوز البديل الصحيح المتمثل في الحوار الوطني الشامل الذي نجح، في بناء أربعة إتفاقات وطنية (2005/ 2006/ 2011/ 2013) عطلها الطرفان، بتغليب كل منهما مشروعه الفئوي، على المشروع الوطني الفلسطيني الموحد، وباستقواء كل من الطرفين بتحالفات إقليمية، تخدم مشروع كل منهما، بدلاً من تبني المشروع الوطني الفلسطيني الموحد، وإعادة تقديم الحالة الفلسطينية تحت سقف هذا المشروع إلى الحالتين العربية والدولية، وتقصير المسافة الضرورية للوصول إلى تسوية متوازنة تضمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وتعفيه من تقديم المزيد من التضحيات والآلام والدم والدموع، في معارك ونزاعات داخلية، على خلفيات فئوية، تعطل السير إلى الأمام، وتفتح في جدار الصمود الفلسطيني ثغرات وفجوات، تمكن العدو من إتباع سياسات وتكتيكات، هدفها قطع الطريق على حقوق الشعب الفلسطيني.
■-;- إن الهيئة الوطنية العليا (اللجنة العليا لتفعيل م.ت.ف) التي تضم في إطارها أعضاء اللجنة التنفيذية ورئيسها، والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كافة، ورئيس المجلس الوطني، وشخصيات مستقلة، هي الهيئة الوطنية المعنية ببلورة الحلول للقضايا المطروحة بإلحاح على جدول أعمال الحركة الوطنية، وهي الجديرة بأن تقدم الإجابات الضرورية على السؤال الاستراتيجي «ماذا بعد غزة»، خاصة في ظل إعتراف السلطة الفلسطينية في رام الله بفشل مشروعها التفاوضي الفئوي تحت الرعاية الأمريكية وإعلان خطاب رئيس السلطة في الأمم المتحدة (26/9/ 2014) بأنها مفاوضات عقيمة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى إعتراف حركة حماس بفشل مشروعها الانقسامي الفئوي في قطاع غزة، وبحث الطرفين، كل من موقعه، عن الحل البديل.
أمام فشل المشروعين الفئويين لفتح وحماس، لا تشكل مباحثات القاهرة الثنائية، ولا إتفاق 26/9/2014 الحل البديل، الذي لا يمكن أن يجترحه سوى القيادة الوطنية العليا، التي أبدعت 4 مشاريع وطنية جامعة منذ العام 2005، وهي الأقدر، وهي الأكفأ على وضع البرنامج الوطني الفلسطيني الموحد، إستكمالاً لمشاريعها السابقة لأنها – أي الهيئة الوطنية العليا – وبحكم تكوينها، هي الإطار الفلسطيني القائم على ما يفترض أن يضمن مبدأ الشراكة الوطنية ■-;-

(5)
النظام العربي الرسمي.. الخذلان
■-;- طوال فترة التصدي للحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، ساد صفوف الشعب الفلسطيني ومقاومته إحساس بالخذلان العربي الرسمي، وغياب الدول العربية وتقاعسها، وإحجامها عن القيام بأي دور فعال، سياسي، أو دبلوماسي أو معنوي، يصب في خدمة تعزيز الصمود وتعزيز القدرة على رد العدوان؛ بل إن بعض المحاور العربية - الإقليمية، كالمحور القطري - التركي، لعب دوراً سلبياً نحو القطاع، من خلال التشويش على الدور المصري، وعلى دور الوفد الفلسطيني الموحد، وتعميق الشرخ القائم بين القاهرة من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى، والذي إنعكست سلبياته ضرراً فادحاً على المصلحة الوطنية الفلسطينية.
ومما لاشك فيه أن الدور السلبي الذي لعبته السلطة الفلسطينية في ردود فعلها على الممارسات الإسرائيلية في الضفة والقدس، وعلى إنتقال الحرب العدوانية إلى قطاع غزة، وفّر الأجواء المناسبة، والذرائع الضرورية لحالة الخذلان العربي الرسمية، وبرر لبعض العواصم العربية سياساتها السلبية إزاء الشعب الفلسطيني، حتى أن نتنياهو، على حد قوله، وجد نفسه، وبعض هذه السياسات العربية في موقع متقارب وتفاهم موضوعي وضمني.
صحيح أن المبادرة المصرية، في طبعتها الأولى، لم ترتقِ إلى مستوى الحدث، رغم أنها صيغت بالتشاور مع فريق السلطة في رام الله، لكن الصحيح أيضاً أن سياسة حكيمة، تأخذ بالاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني، نجحت في تطوير هذه المبادرة من خلال السياسات المسؤولة التي إعتمدتها الفصائل الفلسطينية في مواجهة السياسة الفئوية المحورية التي إتبعتها حركة حماس، في محاولة منها لتغليب دور المحور القطري - التركي - الإخواني، على الدور المصري، الذي يلبي، بخصوصيته التاريخية والراهنة السياسية والجغرافية، حاجة فلسطينية موضوعية. لقد نجح الوفد الموحد، بسياسته الوطنية، واستناده إلى صمود أسطوري لا يضاهى للشعب في القطاع، والضفة، والقدس، وإلى أداء متميّز للمقاومة المسلحة في القطاع، في تطوير المبادرة المصرية، بحيث إستجابت في بنودها للمطالب الفلسطينية كما صاغتها المقاومة، وإلتف حولها الشعب، وتبنتها السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف.
■-;- أثبتت الوقائع الدامغة ليوميات البطولة والصمود في القطاع وباقي المناطق الفلسطينية المحتلة أن الشعب الفلسطيني، بتصديه للعدوان الإسرائيلي، ورفضه رفع الرايات البيضاء، وتشبثه بأرضه، نجح مرة أخرى في إستنهاض الحالة الشعبية العربية وعلى رأسها القوى التقدمية والديمقراطية واليسارية، التي تصدرت الصفوف في شوارع العواصم العربية ومدنها الرئيسية. وأثبتت هذه القوى إستعدادها للتفاعل مع نضالات الشعب الفلسطيني، ومعاركه الكفاحية، السياسية والعسكرية، ما دامت هذه النضالات تشكل تعبيراً عن البرنامج الوطني الفلسطيني الموحد، خارج إطار المعارك والنزاعات الفئوية الضيقة. كما أثبت الوقائع أن هذه السياسات هي الكفيلة بتوفير الدعم الحقيقي والفاعل والمثمر للشعب الفلسطيني ونضالاته، في مواجهة سياسة المحاور العربية والشرق أوسطية والدولية التي أدمنت على إدامة وتعميق حالة الانقسام الفلسطيني وتمويله.
■-;- كما أثبتت الوقائع الدامغة ليوميات الصمود والمقاومة الفلسطينية، أن المجتمع الدولي، جاهز، بقواه الديمقراطية والليبرالية والمحبة للسلام، للإنحياز إلى جانب الشعب الفلسطيني وإدانة السياسات الإسرائيلية الدموية، وسياسة الانحياز الأميركية والغربية للعدوان الإسرائيلي. وما التظاهرات الضخمة التي خرجت في واشنطن ولندن وباريس، وروما وبرلين، ومدريد، وغيرها من العواصم والمدن الغربية إلا دلالة على إستعداد هذه القوى للذهاب مع الشعب الفلسطيني في مشروعه التحرري، مشروع الحرية والإستقلال والعودة.
وفي خضم هذه التظاهرات، أبرزت الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة قدرتها على القيام بدور متقدم لصالح القضية الفلسطينية، ما يفترض بالدوائر الرسمية الفلسطينية، وبفصائل العمل الوطني الفلسطيني، أن تستخلص من كل هذه التجارب الدروس الضرورية الكفيلة بتطوير العلاقات النضالية والكفاحية مع القوى التقدمية والديمقراطية واليسارية العربية، ومع القوى السياسية الديمقراطية والليبرالية والمحبة للسلام في الغرب، وتوفير العناصر الضرورية في الإرتقاء بدور الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة في دعم القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني الموحد ■-;-

(6)
وحدة الشعب.. وحدة الحقوق الوطنية
■-;- نجح صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، في توحيد الشعب الفلسطيني في مناطق تواجده كافة. تمثل ذلك في الهبّة الجماهيرية التي شهدتها مناطق الـ 48، والمواقف المتقدمة التي عبّرت عنها القوى والأحزاب العربية داخل إسرائيل، وإدانتها العلنية للعدوان، وتنظيمها لمختلف أشكال التحرك الجماهيري تحت سمع وبصر وسائل الإعلام المحلية والدولية، مما جدد وعزز الروابط التي تجمع بين أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وجدد تظهير وحدة حقوقه الوطنية المشروعة في مواجهة المشروع الإسرائيلي الصهيوني، بتجلياته المختلفة.
إن الهبّات الشعبية في مناطق الـ 48 تطرح مجدداً على القوى والأحزاب الفلسطينية والعربية في إسرائيل، وعموم فصائل العمل الوطني الفلسطيني، داخل م.ت.ف، وخارجها، ضرورة التوافق على المشروع الوطني الفلسطيني الموحد، باعتباره مشروعاً لعموم الشعب الفلسطيني في مناطق تواجده كافة، مع الأخذ بعين الاعتبار، الخصوصية السياسية والقانونية لكل تجمع، وخصوصية ظروفه النضالية والكفاحية ضد المشروع التوسعي الإسرائيلي الصهيوني.
■-;- بدورها شهدت أقطار الشتات وبلدان اللجوء والمهاجر، تحركات شعبية متقدمة تحت سقف المشروع الوطني الموحد للشعب الفلسطيني وصموده في القطاع، ورغم الظروف شديدة التعقيد، التي تشهدها بعض التجمعات الفلسطينية، كما هو الأمر في سوريا ولبنان مثالاً، إلا أن هذا لم يَحُلْ دون الإنخراط في المعركة الواحدة. لقد أثبتت هذه التحركات، مرة أخرى، بما حملته من دروس وعبر، تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، ورفضهم لكل الحلول والمشاريع البديلة، وتمسكهم بمنظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية، وبأهمية تطويرها في رحاب الوحدة الوطنية وعلى قاعدة «شركاء في الدم.. شركاء في القرار»، وتمسكهم بالمقاومة، بكل أشكالها، إلى جانب جميع الأساليب النضالية السياسية والإعلامية والدبلوماسية والجماهيرية، تحت راية المشروع الوطني الفلسطيني الموحد، مشروع الاستقلال والحرية والعودة ■-;-

(7)
التحالف الأميركي العربي الاقليمي.. الأهداف الحقيقية
يحتدم الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في ظروف إقليمية ودولية شديدة التعقيد، من أبرز معالمها قيام تحالف أمريكي – دولي - إقليمي جديد، تحت عنوان التصدي للإرهاب ولتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتقديم الولايات المتحدة وحلفائها، باعتبارهم أعداء للإرهاب والتكفيريين، في تجاهل فظ للسياسات الأمريكية العدوانية ضد المنطقة وضد شعوبها؛ في مقدمها الشعب الفلسطيني.
إن التصدي للإرهاب بلبوسه الديني التكفيري، كما يقدم نفسه في المنطقة وخارجها، لا يكون بالوسائل العسكرية والأمنية فحسب، ولا يكون بالتحالف مع أنظمة القمع والاستبداد ومدها بكل عناصر القوة للتصدي للمتغيرات التاريخية، وتعطيل مسيرة التطوير والتطور، واتباع سياسات إقتصادية تزيد من إفقار المجتمعات، وتهميش المزيد من شرائحها الاجتماعية، وسد الآفاق أمام أجيال الشباب وأوسع قطاعات المرأة، وهدر الطاقات والثروات القومية والوطنية، وفي بناء جيوش وأجهزة أمنية فشلت في حماية شعوبها ومصالحها القومية، وإقتصر دورها على حماية الأنظمة المستبدة، ومصالح قوى الفساد وأصحاب السياسات الزبائنية.
إن التصدي للإرهاب، واقتلاعه من جذوره، وقطع الطريق على ولادته بأشكال وأساليب متعددة، يكون بالنزول عند مطالب الشعب، ونشر الديمقراطية، والحريات السياسية والفردية، بما فيها حرية بناء الأحزاب، وحرية الرأي والضمير، وحرية التجمع والتظاهر، وإسقاط السياسات الاقتصادية القائمة على النهب والهدر والإمتيازات الفئوية، لصالح العدالة الاجتماعية، وتوفير إحتياجات الفئات الفقيرة في الخبز، والغذاء، والدواء، والتعليم، وفرص العمل الشريف، وتطوير الأنظمة التعليمية والتربوية وتخليصها من المفاهيم والأيديولوجيات المتخلفة، والتسلطية، وما يتطلبه ذلك من إصلاح ديني وتجاوز الطائفية والمذهبية وفتاوى العصور الظلامية لصالح برامج منفتحة على الفكر العلمي، والإنحناء أمام القيم الكونية الإنسانية، وتخطي التقوقع الفكري، لصالح الانفتاح بديلاً لتكفير الآخرين دينياً، وتخوينهم سياسياً.
إن سياسة تقسيم المجتمع إلى «فسطاطين»، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، أو فسطاط الولاء للحاكم، وفسطاط تخوين الآخرين، إنما يدخل المجتمعات في حروب أهلية لا نهاية لها وصراعات عبثية مكلفة، تفسح المجال للتدخلات الخارجية تحت ستار «مقاومة الإرهاب» و«التدخلات الإنسانية».. الذي، في ظله، بنت الولايات المتحدة حلفها الجديد في المنطقة.
إن كل أشكال التعمية الأيديولوجية والتغطية الإعلامية الخارجية للتحالف الإقليمي والدولي الجديد بقيادة واشنطن لن تنجح في التمويه على أهدافه الحقيقية المتمثلة بالمشروع الأمريكي الأصلي لإعادة صياغة الأوضاع السياسية والجغرافيا السياسية في منطقتنا العربية، بما يضمن للولايات المتحدة الحفاظ على مصالحها الإمبريالية المكشوفة والمتمثلة في «صون أمن إسرائيل» وضمان تفوقها على الفلسطينيين ومجمل الحالة العربية والإقليمية، ودوام السيطرة على أسواق النفط المحلية والدولية، والإمساك بطرق المواصلات، وإبقاء الاقتصادات العربية في حالة تبعية للاقتصاد الأميركي، ما يبقي المنطقة سوقاً إستهلاكية للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين -;-

مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 2014

مبادرة سياسية من 10 نقاط
إلى شعبنا في الوطن والشتات، والفصائل، وسائر مكوناته السياسية والاجتماعية
«شركاء في الدم .. شركاء في القرار»

• نحو مشروع وطني فلسطيني موحد لمواجهة الاستحقاقات والتحديات وإعادة بناء أوضاعنا الفلسطينية على أساس من الشراكة الوطنية.
• لبناء جبهة مقاومة وطنية متحدة لحماية شعبنا والدفاع عنه وتكريس مبدأ «شركاء في الدم ... شركاء في القرار».

عقد المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دورة عمل كاملة، دورة «الصمود والمقاومة في الوطن والشتات» مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 2014، برئاسة الأمين العام نايف حواتمة ناقش فيها الأوضاع الفلسطينية وتطوراتها، كما ناقش مجمل الأوضاع العربية والدولية، وخلص إلى ضرورة إطلاق مبادرة وطنية لشعبنا ولعموم الحالة الوطنية، تشكل إسهاماً من الجبهة من موقعها الوطني المسؤول، في إعادة تنظيم الصف الوطني الفلسطيني، لمواجهة الاستحقاقات والتحديات القادمة على شعبنا وقضيته الوطنية، وإسهاماً في تقديم الإجابات الضرورية على سؤال «ماذا بعد الحرب العدوانية على غزة؟» و«ماذا بعد فشل العملية السياسية تحت الرعاية الأميركية المنفردة»؟

المبادرة الوطنية السياسية لشعبنا وعموم الحركة الوطنية والقوى الاجتماعية

1 – إن ما تواجهه القضية الفلسطينية من إستحقاقات وتحديات، بات يتطلب إجراء حوار وطني شامل، بين جميع القوى السياسية، على إختلاف إتجاهاتها. الأمر الذي يستدعي دعوة الهيئة الوطنية العليا (اللجنة الوطنية لتفعيل وتطوير م.ت.ف) إلى إجتماع فوري، لبحث الأوضاع، وهي المعنية بتقديم الإجابات الإستراتيجية على السؤال الملح: ماذا بعد حرب العدوان على غزة؟ وماذا بعد فشل العملية السياسية تحت الرعاية الأمريكية المنفردة؟
2 – تدعو الجبهة الديمقراطية لإعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية من الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية وشخصيات مستقلة وكفاءات تكنوقراطية، وبما يمكن الحكومة الجديدة من أداء واجباتها نحو شعبنا في الضفة والقدس والقطاع، وتحمل مسؤولياتها بالجدارة المطلوبة، خاصة بعد تعطيل قدرات الحكومة الحالية في إدارة الشأن العام، في ظل إستمرار الانقسام وسياسات الاحتكار والاقصاء، وأن تضع حكومة الوحدة الوطنية الآليات الكفيلة بإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية للإدارة والمؤسسات الرسمية، في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، والارتقاء إلى مستوى الواجبات التي أملتها عليها العملية العدوانية الإسرائيلية المسماة «الجرف الصامد»، وما ألحقت بشعبنا من كوارث إنسانية وإقتصادية وإجتماعية.
3 – تشكيل قيادة وطنية عليا موحدة في قطاع غزة، من ممثلي القوى الفلسطينية، والوزارات الحكومية، وفعاليات المجتمع المدني، وممثلي القطاع الخاص، تأخذ على عاتقها العمل على إنجاح خطة إسقاط الحصار عن القطاع، وإعادة إعمار ما دمره العدوان، وإزالة العراقيل والمعوقات أمام إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، على المستوى السياسي، وعلى مستوى الإدارات والمؤسسات الرسمية.
4 – حكومة الوحدة الوطنية، والهيئة الوطنية الموحدة لقطاع غزة، تضعان خطة سياسية إقتصادية إجتماعية، كفيلة بإعادة الحياة الطبيعية للقطاع، بما في ذلك الحد من ظاهرة البطالة، وهجرة الشباب، وإنهاء ظاهرة «مراكب الموت» التي أودت بحياة العشرات من أبنائنا الشباب في الهجرة غير الشرعية التي لجأوا إليها، هرباً من البطالة والفشل وإنسداد الآفاق أمامهم في توفير فرص العمل والإستقرار.
5 – العمل من أجل توفير الحماية الدولية لشعبنا في الضفة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة، في مواجهة الحروب والأعمال العدوانية، على يد جيش الإحتلال، خاصة في قطاع غزة، الذي تعرض للدمار لثلاث مرات على مدى ست سنوات في السنوات الست الأخيرة.
6 – دعم صيغة «الوفد الفلسطيني الموحد» في المفاوضات غير المباشرة مع دولة الاحتلال، وصولاً إلى تحقيق مطالب شعبنا المشروعة، في الاستقرار والحياة الآمنة، وفك الحصار، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، إعادة بناء المطار والميناء وإزالة المنطقة العازلة على الشريط الحدودي وتوسيع مساحة الصيد البحري إلى 12 ميلاً بحرياً.
7 – في إطار إنهاء الانقسام، والاحتكار والاقصاء واستعادة الوحدة الوطنية، العودة إلى الشعب، لإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وسائر مؤسسات المجتمع على أسس ديمقراطية بالانتخابات الشاملة، بقانون التمثيل النسبي الكامل، ما يؤسس لعلاقات وطنية متكافئة، على قاعدة من الشراكة الوطنية الحقيقة.
8 – أمام إنسداد آفاق الحل السياسي على يد العملية التفاوضية الإنفرادية تحت الرعاية الأميركية، الدعوة إلى إتباع إستراتيجية كفاحية وسياسية وإقتصادية ومالية وإجتماعية بديلة تستند إلى العناصر التالية:
أ) البناء على عضوية فلسطين المراقبة في الأمم المتحدة بالتوقيع على نظام روما الأساسي المنشيء والمنظم لمحكمة الجنايات الدولية، والانتساب إلى الوكالات والمؤسسات والمنظمات والإتفاقيات والبروتوكولات الدولية كافة، بما يفتح الأفق لهجوم سياسي دبلوماسي فلسطيني لنزع الشرعية عن الإحتلال، وعزل إسرائيل ومحاسبتها على إنتهاكاتها وجرائمها، وإختصار الطريق نحو الحرية والاستقلال وحق العودة.
ب) وقف التنسيق الأمني مع سلطات الإحتلال، وتكليف الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتوفير الحماية الضرورية للحركة الشعبية في مقاومة الاحتلال والاستيطان.
ج) إعتماد سياسة إقتصادية – مالية – إجتماعية جديدة، تتجاوز قيود وإكراهات بروتوكول باريس الإقتصادي، وتقوم أيضاً على مقاطعة منتجات المستعمرات الاستيطانية والمنتجات الإسرائيلية، ومقاطعة العمل في هذه المستعمرات ومشاريعها، مع توفير فرص عمل بديلة لعمالنا، وتعديل الموازنات والمشاريع الإقتصادية في خدمة الفئات الفقيرة في المدينة والريف والمخيمات، ومن الفئات الوسطى ذات الدخل المحدود، وتوزيع أعباء الصمود، بعدالة وإنصاف بين جميع طبقات شعبنا، وبما يعزز من قدراته على خوض معركة الاستقلال والعودة ضد الاحتلال.
د) تعميم ظاهرة لجان لدفاع عن الأرض والتصدي للإستيطان في الضفة (بما فيها القدس) والمنطقة العازلة في القطاع، وهدم الجدار، ورسم سياسات إقتصادية لدعم الفلاحين والمزارعين المهددين بالاستيطان، والمتضررين من توسعه.
ه) بناء جبهة مقاومة وطنية متحدة في قطاع غزة، ذات مرجعية سياسية موحدة، ترسم على المستوى الوطني، وفي إطار الاستراتيجية الدفاعية، المشاريع الضرورية للدفاع عن تراب الوطن، على المستويات السياسية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية كافة، وعلى قاعدة الإلتزام بشعار «شركاء في الدم ... شركاء في القرار».
9 – تطوير العلاقة النضالية مع شعبنا الفلسطيني في مناطق الـ 48 في إطار المعركة الواحدة، ضد الاحتلال والاستيطان، والأسرلة والتهويد، وصون الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا في كافة مناطق تواجده، بما في ذلك رفض الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، ورفض مشاريع تبادل الأرض والسكان، ومشاريع التوطين للاجئين في أية تسوية سياسية مع الجانب الاسرائيلي.
10 – القيادة الفلسطينية مدعوة لتحمل مسؤولياتها الوطنية نحو شعبنا في مناطق اللجوء والشتات، عبر إتباع سياسة تقوم على مبدأ رفض الانخراط في المحاور العربية، وتحييد الحالة الفلسطينية في النزاعات والخلافات والتجاذبات الداخلية، وتكريس دور المرجعيات الفلسطينية المحلية، لبناء قيادة يومية إئتلافية موحدة للوجود الفلسطيني في الدول العربية المضيفة، خاصة في لبنان وسوريا، وتوفير الدعم الضروري خاصة لأهلنا في مخيمات سوريا، بما في ذلك رفض كل المشاريع البديلة لحق العودة إلى الديار عملاً بالقرار 194 ■-;-
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين



#الجبهة_الديمقراطية_لتحرير_فلسطين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقف إطلاق النار 72 ساعة بناء على الاقتراح المصري بين الفصائل ...
- الجبهة الديمقراطية تنعى عضو قيادتها المركزية الشهيد إسماعيل ...
- لا -لمبادرات- تقديم الرعاية الامريكية -المرجعية الوحيدة- بشأ ...
- الخامس من حزيران/ يونيو 1967، ذكرى العدوان والهزيمة المروعة
- رسالة نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية في الذكرى ...
- الموضوعات الصادرة عن دورة اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ...
- البلاغ الصادر عن دورة اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتح ...
- البلاغ الختامي الصادر عن اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ...
- البلاغ الختامي الصادر عن اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ...
- بلاغ صادر عن دورة أعمال المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لت ...
- -تفاهمات كيري- لا تقدم أساساً كافياً لاستئناف المفاوضات
- حواتمة في لقائه مع فضائية الميادين -برنامج حوار الساعة-
- البلاغ الختامي الصادر عن أعمال المؤتمر الوطني العام السادس ل ...
- الحالة التنظيمية.. في جماهيرية الحزب ومنظماته الديمقراطية
- مشروع التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر الوطني العام السادس ...
- الانتخابات البلدية في الضفة بالتمثيل النسبي الكامل استحقاق د ...
- في ذكرى النكبة الكبرى المستمرة ...دروس راهنة واستخلاصات ...
- بيان سياسي بالعيد الثالث والأربعين للانطلاقة المجيدة للجبهة ...
- بلاغ صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول الازمة الم ...
- البلاغ الختامي الصادر عن أعمال الدورة الكاملة للجنة المركزية ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - التقرير الصادر عن دورة المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين