أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - الجنوبي ليس انفصالي ولكن ؟














المزيد.....

الجنوبي ليس انفصالي ولكن ؟


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجنوبيين وقضيتهم لم يظهروا إلى سطح الواقع اليمني بالصدفة ولم يخضعوا لترتيبات مسبقة ليعلنوا عن وجودهم ومعاناتهم وإنما هم ضحية خراب الأقلام المأجورة التي تعمدت بشكل يثير الأسى والغثيان تجاهل وإهمال الكتابة عن قضيتهم , أقلام فقدت إنسانيّتها ولم تعد تنتمي إلا لفئتها الضيقة القبلية و المتطرفة, الجنوبيين هم ضحية الساسة الفاسدين والقبائل والمتطرفين والمطبلين المذهبيين , هم جزءاً جوهري من الصراع اليمني وضحية خلافاته السياسية بين قوى النفوذ القبلي المحلي والإسلامي المتطرف وأطماعها , هم ضحية تورط أطراف إقليمية و دولية في مساندة قوى سياسية يمنية داخلية على حساب قوى أخرى دون أي اعتبار أو احترام لإرادة الشعب اليمني ومكوناته .
الجنوبيين لم يكونوا انفصاليين ولم يختاروا طريق الانفصال حتى بعد حرب 1994 التي شارك البعض منهم من اجل الحفاظ على الوحدة يحدوهم الأمل أن يحدث توازن سياسي عقلاني للحكم , يروا من خلاله الاستقرار والرخاء والأخوة والعدل والمساواة والتنمية , ورغم تعرضهم لبذاءات واتهامات بالخيانة والعمالة والانفصال ظلوا يعملون من اجل اليمن الموحد و وضعوا مصالح الشعب أمام أعينهم لكي يتجنب اليمن ما يعقد أوضاعه ويزيد من احتمالات تحول الخلاف القبلي والمذهبي والصراع السياسي إلى صراعات مريرة ومدمره , ولكنهم ظلوا يحصدون في كل مرة التخوين والتهميش والإقصاء والدعايات المضادة لحقوقهم ونهب أراضيهم وثرواتهم و تنامي دور قوى الإسلام السياسي و المتطرفة ضدهم , الأمر الذي دفعهم في النهاية إلى المطالبة بالتغيير والبدء بالإصلاحات السياسية والاقتصادية وتقاسم عادل للثروات أو الانفصال .
أهمية وحساسية القضية الجنوبية العادلة وبروزها بقوة في الوقت الحالي جاء نتيجة معناه طويلة استمرت لعقدين من الزمن تجرعها الجنوبيون بصبر وحكمة تحت حكم قوى النفوذ القبلي والعسكري والإسلامي المتطرف التي سيطرت على الجنوب وتقاسمته وحكمته منذ اجتياحه في العام 1994 , وكذلك تغير الأوضاع السياسية الحالية على الأرض وخاصة بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء , الأمر الذي رأى فيه الجنوبيين أن عقليات الإخوة في الشمال لا تتعدى التفكير في السيطرة على الحكم وألفيد ومصالح القبيلة والمذهب حينها أعلنوا الاعتصام المفتوح للمطالبة بدولتهم دون خط رجعه , وقلبوا بذلك طاولة الساسة والمحللين وابرزوا القضية الجنوبية بقوة وجعلوها تحتل الأولوية على طاولة المناقشة في الداخل والخارج بشكل علني وسري , فالجميع يدرك أن الاعتصام يأتي بعد أن تعب الجنوبيون من الفوضى و الإرهاب المصطنع على أرضهم والنهب المستمر لثروتهم وانتشار ظاهرتي الفساد المالي والإداري والمحسوبية وألمنسوبية , والجريمة والسلاح والمخدرات في مدنهم مع ارتفاع نسبة البطالة في صفوف كوادرهم وارتفاع نسبة الفقراء والمعوزين, وسط أخباراً مؤلمة وحزينة تشير إلى تزايد يومي لعدد شهداء وجرحى ومعوقي الإرهاب والحروب القبلية والثأر والانتقام المتبادل بين قبائل الحكم والنفوذ .
جمعينا نحب الوحدة وتربينا على حلم تحقيقها والعيش في ظلها , ولكنها اصطدمت برغبات سياسية وقبلية سيئة أفرغتها من محتواها الوطني والإنساني والأخلاقي , و باسمها مورست سياسية القتل والتهديد والابتزاز الغرض منه تخويف الجنوبيين وأبعادهم عن مطلب حق تقرير المصير لكن القوى التقليدية الحاكمة لجاهليتها لم تكن تعرف أن الخوف لا يولد ألمحبه بل جعل الكثير من الجنوبيين ينفرون من الوحدة وبصبر يُحسد عليه سعوا نحو هدف حق تقرير المصير, ولذلك علينا أن نبتعد عن لغة المزايدة والنضاليات الزائفة وتمرير الصورة الضبابية عن الواقع وحقيقته وإبراز المغالطات المجافية للحقيقة ولابد من قول الحقيقة مهما كانت مرارتها, فالمشهد الجنوبي باتا واضحاً ألان ويسير نحو الاستفتاء حول تقرير المصير و المتتبع للوضع السياسي في اليمن يدرك ذلك , حيث أمنت الصراعات المستمرة للقوى القبلية والمذهبية التقليدية في الشمال الحالمة بالعودة إلى كرسي الحكم ولو كان كرسي قديم ما قبل 1990 فرصة سانحة للجنوبيين لاستعادة دولتهم التي سعوا أليها تحت نضال سلمي متواصل منذ سنوات بعد أن ظلوا يرزحون تحت حكم دوله تعيش على النزاعات القبلية والمذهبية لا تراعي حقوقهم وعلى ما يبدوا هذه المرة أن بوادر حق تقرير مصير باتت واضحة رغم قلة الأقلام التي تكتب عن ذلك .

د/ مروان هائل عبدالمولى
[email protected]



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القات والمخدرات
- افصلوا الدين والقبيلة عن السياسة والدولة
- قانون اللجوء الوطني في اليمن
- الاختراق الإقليمي أو الدولي
- ميناء عدن والمشاريع الإستراتيجية
- أماه أرثيك وأترجاك
- في صنعاء كالعادة صراع على السلطة
- الوساطة القبلية في اليمن
- أبين لم تتعافى بعد
- انتم في اليمن أي خدمه
- لنا الله
- أزمة مطار عدن
- إقليم كردستان في ملعب النار
- المرأة العربية وتحديات المشاركة والإقصاء
- السنة و الشيعة کلهم مسلمون
- اليمن فوبيا
- معجزة التوظيف في اليمن
- يكفي تطرف وارهاب
- نظام سياسي مريض نفسياً
- الفساد يأتي بالإرهاب والفشل


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - الجنوبي ليس انفصالي ولكن ؟