أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد أسويق - حزب الخضراليساري بإسبانيا يطالب حكومته بدسترة الأمازيغية في مدن الريف المحتلة















المزيد.....

حزب الخضراليساري بإسبانيا يطالب حكومته بدسترة الأمازيغية في مدن الريف المحتلة


محمد أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 19:12
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


.................................................................................................
طالب حزب الخضر الإسباني الحكومة المركزية بإسبانيا بدسترة اللغة الامازيغية في سبتة وامليلية المحتلتين كما هو الشأن في بعض مناطق كاتالونيا حيث تعتبر فيها الأمازيغية ثاني لغة بعد القشتالية .ويندرج هذا الموقف اليساري ضمن المبادئ التقدمية والحداثية لليسار كمنظومة معارضة للحكومة والدولة التي تعتبرها فاشلة في تدبير سياستها العمومية داخليا وخاريا .مما ظل هذا الحزب اليساري على مدى عقود من الزمن يؤسس لمرجعيته من خلال البعد الكوني للقضايا الداخلية والخارجية بعيدا عن أدلجة القضايا المرتبطة بحق الإنسان في الحياة .عملا على الإطاحة بكل المسلكيات الرجعية التي لا تخدم قضايا الشعوب وطموحاتها .مما كان سؤال الأمازيغية عند حزب الخضر بإسبانبا هذه المرة مبادرة تقدمية تستهدف تحرير شعب الريف من الهيمنة اللغوية والثقافية على الأقل المؤسسة لكينونة أمازيغية حضارية لها حضورها اليومي في المخيال والإبداع الفني والنثري .وبالتالي هو نقد بناء للنظام الفرنكوي الذي مازال يحتل المدن والجزر بالريف ويتبجح بالديمقراطية الشكلية وهذا تناقض صارخ على هيمنة اسبانيا على الريف الكبير .أو هو نبذ لتقليدانية الإستعمارية التي لم ترد أن تتخلص بعد من رفع الحصار على شعب الريف الممل لجبروت الإستعمار الإسباني الذي افقر بنياتها ولوث بيأتها وأضر بمجالها تهريب غازات سامة دخول المدينتين بالتأشيرة ...
وموقف الخضر هذا ينسجم أيما انسجام مع المبادئ المثلى للديمقراطية وكونية حقوق الإنسان والتحرر والإنعتاق من القوى الإستعمارية وهو منطلق فكري ومرجع استراتيجي لكل يسار اوربا الذي ناهض الإستعمار منذ أوائل العشرينات وخرج في تظاهرات وندد ببيانات كنموذج اليسار الإسباني والفرنسي الذي قاد حملته سارتروباقي الوجوديين لفضح جرائم فرنسا في الجزائر والشيوعيين بإسبانيا
وقضية دسترة اللغة الريفية في المنظومة الواقعية وعند المفكرين واللسنيين لها اهميتها ومكانتها الإنسانية .فهي اكثر من تواصل والتعبير عن الرغبات ....حسب اللسانيات الحديثة بل تحديد للهوية او كما يقول هايدغر اللغة مأوى الوجود أو كما عب ألبير كامو اللغة الفرنسية وطني
مما يتضح ان موقف الخضركتنظيم يساري معارض غير راضي ان تبقى دولته تمارس الهيمنة على شعب تواق للحرية دون مساندة لشعب الريف الضحية اعتبارا لصيحته المنددة لماهو معادي لقضيته العادلة فكان موقفهم مؤازرة إنسانية ووحده يسار الخضر من حاول إبداء ثمة تضامن مع مطالبه المشروعة ضدا على سياسة اليمين المتطرف
وطبعا فمن شيم اليساركفكر تحرري ثوري وجذري يدافع ويساند المقهورين والمضطهدين انطلاقا من المنظومة الأممية التي تربى عليها كانت هذه الإلتفاتة وهو يقدم نقدا لاذعا للحكمومة المركزية بقيادة اليمين المحافظ و يشعرها بانها مازالت دولة استعمارية بالريف الكبير وحضورها في مدن الريف وجزره تخلف عقلي وسلوك يندى له الجبين في زمن القرن 21
فكان الخضر واعيين اشد الوعي بدور اللغة في صيانة الهوية باعتبارها ألية لإنتاج المعرفة والفكر والفن والادب وتقويتها عبر المؤسسات خوفا من اندثار ممتلكاتنا المادية والروحية واللامادية فطالبوا بصيانة وجودنا الثقافي واللغوي داخل الفضاء المحتل لانه لا يعوض اذا طال الإستعماربالشكل المدبر حاليا فحتما سيكون مصير كينونتنا التلاشي والموت وغالبا الشعوب تعرف كما تقاس بثقافتها ولغتها لا بالسنين والأعوام لأن الأرض ممكن أن تسترد يوما ما لكن الهوية اذا ضاعت لن تعود ثانية وذاك غرض كل مستعمر جبار الساعي إلى طمس الهوية من خلال الغزو الثقافي والإختراق الفكري ونسيان كل ماهو مرتبط بمأسسة الوجود في بعد ه الحداثي والمعاصر وتلك حرب ضروس صامتة للقوى الإستعمارية لإبادة الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها
وتلك أدلجة المستعمر لنسيان الإنتماء للهوية الاصلية والأصيلة

ترى هل هذا المطلب بشان الامازيغية يخدم الحكومة الإسبانية لا ابدا
لانه مطلب عادل وشرعي طبعا والإستعمار بشانه مرفوضا
هل هو موقف تحرري نابع من قناعة اليسار او هو ثورة تمردية لفضح جرائم سارية المفعول بلا شك حقيقة مطلقة
هل هو مكسب للتلاميذ الريفيين والامازيغيين والغماريين في مدارس المدن المحتلة بلا شك مكسب تاريخي سيرفع من معنويات المنظومة التعليمية حين تكون مرتبطة بدروس تتعلق بتاريخ الريف ومحطاته المجيدة
جميل ان تصير الأمازيغية لغة التعليم والتعلم في سبتة وامليلية
أليس مطالبة الخضر بدسترة الامازيغية ينسجم مع اتفاقية ميكسيكو ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
اليست الغة لها علاقة وطيدة بلغة الأم قبل اي تفسير آخر حسب ماورد في اتفاقية ميكسيكو
أليست اللغة سؤال هوياتي وليس تعبير رغباتي
بلا شك رسالة الخضر كحزب يساري معارض يطالب إسبانيا باحترام اللغات حسب ماهو وارد في تنظيم الجهات الباسكية الكطلانية الكستيانة وهو نقد ذاتي في محله لان اللغة قضية انسانية وفكرية وثقافية وتاريخية لان كما يقال قتل الإنسان من لسانه
أو هو -تصور يسار الخضر-نقد للسياسة الخارجية الإسبانية المهيمنة على شعب الريف منذ قرون ومهما حاولت ان تكون متفتحة ومنفتحة فإبقاءها على احتلال الريف نعتبرها لم تتحرر بعد من الثقافة الفرنكوية الفاشية التي دمرت الريف بالغازات السامة حتى اصبح يحطم الرقم القياسي في مرضى السرطان دون نقد ذاتي أمام البرلمان ولا تعويض الضحايا
ومهما يمكن تأويل مطلب الخضر تجاه دسترة الأمازيغية فهو موقف مشروع وواقعي ودستوري ديمقراطي وحقوقي لأنه مرتبط بكيان اثني لسني له خصوصياته وتجلياته ...وهو ما ينسجم مع مطلب الحركة الامازيغية والنظريات الأكاديمية بشأن الهوية اللغوية
وربما قد يفهمه البعض أن الامر يدخل ضمن الحملة الإنتخابية او كسب اصوات المهاجرين الريفيين علما أن الخضر لا ينوي اقتحام مجال البرلمان لأن الشروط الموضوعية في نظره جد مغيبة .ومهما يكن فالامر سليم للغاية و ليس فيه ضر ولا ضرر مادام المطلب عادل وشرعي
وبالتالي تطرحه جهة تقدمية يسارية تحمل قيم التحرر ولها مرجعية تاريخية ومصداقية نضالية وركن مبادئها إشعات الديمقراطية دون مراعاة اللغة والجنس والدين تقديرا للانسة .ومن خلا مطلب الدسترة هذا تسعى للحفاظ على التوازن اللسني والثقافي ضمن المحيط السوسيو لسني بسبتة وامليلية وباقي الجزر المحتلة لان تغييب هذا التوازن اللغوي له تاثير على مستوى النفسي وبالاحرى الإجتماعي
لأن الثقافة الامازيغية بخصوصياتها الريفية ساهمت في بناء الحضارة المتوسطية
وأغنت روافدها كسين أغوسطين على مستوى الدين ....والثقافة الامازيغية الشامخة بقرطبة نقشا وأدبا وغناءا كالزامر النكوري في قصر عبد الرحمن الداخل وفلاحة التي استقدمت تقنياتها من سهل النكور كما تروي مصادر التاريخ
وبدون استثناء رحبت الحركة الامازيغية مع جل مكوناتها من تنسيقيات وكونكرس على صعيد تامزغا بهذا المطلب لأنها تعي جيدا دور دسترة اللغة لمن هو أجدى بها وهو مطلب لا صلة له بشيئ اسمه السياسة لأن الللغة هي من يؤسس لإنتاج المعرفة واستبطان المسكوت عنه في النصوص المهملة فهي تتجاوز البعد الإثني حين نستحضر المناهج البنيوية وفروعها الوظيفية التفكيكية والتوليدية لدراسة النص كبنية مغلقة حسب الشكلانيين الروس وبالتالي فاللغة الامازيغية سيميوطيقيا وهيرمونيطقيا ومناهج لسنية تصون اللغة وتتطورمناهجها في تطوير انتاج المعرفة
ولا احد قد يدري قدر هذه السمات المميزة للغة غير اهلها من النخبة واللغويين
لأن اللغة هي فكر وليس مجرد كلام وبدونها لا يمكن انتاج الإبداع ودونهالا يمكن ان تدون وجودك الفكري وتكون انذاك خارج التاريخ.
فاللغة عبر العصور كانت اهم ثورة احدثها الإنسان ليقطع مع فكر الغابة ويصير حيوانا ناطقا وحسب ديسوسور اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة وحسب بارت من يتكلم يحكم ويسود لأن اللغة حسب قوله لا تنتج تواصل بل سيطرة وسلطة
وليست هناك لغة قوية واخرى ضعيفة عالمة واخرى دون مستوى فالتراتبية مرفوضة لغويا والسلطان حسب ابن خلدون وحده من يحدد مصير اللغة إما ان يضعها في دواوينه وإما ان يستعين باخرى فاللغة دوما ضحية السياسة
وكما يقول بارت ان تقتل اللغة باسم اللغة نفسها تلك هي بداية الجرائم المشروعة
وان يصير الإنسان لغويا بعد السيميوطيقيا ليدع ذالك للحيوانات فقط تلك خاصيته في حداثة رائعة المرتبطة بالعقل والنبوغ فتكون لدينا الافكار أكثر من الكلمات لأن الللغة تتحول إلى مفاهيم كميائية باقتذاب الفكر والادب موجود في اللغة لذا فحسب ديسوسور لا يستطيع الإنسان أن يدرك ذاته إلا عبر اللغة مما لا يمكن أن ننكر سلطتة هذه اللغة المتنوعة والمتعددة ولفهم أكثر يقول بارت اللغة تشريع واللسان سنته لذا فاللغة مؤسسة اجتماعية قائمة بذاتها وليست رموزا دالة بل نسق لها قواعدها الذي يظبط الصوت والمعجم والنحو والصرف والتحويل وكلها بنيات مرتبطة بالمنطق والعقل وتتميز عن أخرياتها وفق دورها داخل النسق اللغوي الذي لا يتحقق الا من خلال الكلام
والبتالي فالمطلب الصادر عن الحركات التقدمية والحداثية سوىمبادئ انسانية تتعلق بالاحزاب اليسارية أو فعاليات المجتمع المدني بشان تصفية الإستعمار العسكري واللغوي والثقافي بالريف الكبير والمطلب كان قد سبق طرحه في بداية التسعينات مع بداية تشكل الخطاب الامازيغي إلا ان بعض القوى الحزبية المغربية ذات التوجه العروبي اعتبرته حملة استعمارية وقضية مدسوسة وكان مراسلوا الجرائد يكتبون تقارير خطيرة تمثلت عندها في بعد عودة الإستعمار من جديد لإرباك الخطاب الامازيغي أثناء بروز تشكله الجنيني لذا أحيطكم علما ان تتطلعوا على التقارير التي كان يبعث بها الصحفي بوغالب العطار من المدينتين المحتلتين كصحفي لجريدة الإتحاد الإشتراكي



#محمد_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة المأمون
- حركة تاوادا اوراق كثيرة ونقاشات موسمية فاي تنظيم سيتمخض عنها
- المرأة والجنس في المتخيل الشعري بالريف مقاربة سوسيو- شعرية
- الماركسية والامازيغية بين الإثني والطبقي
- مقاربة نقدية لتجربة izran ayarala boyaبالريف.
- وجهة نظر في افق تاوادا الحركة الأمازيغية
- مساء المدينة
- afrodit
- بورتريه حول الكوميدي والمسرحي الريفي الأمازيغي الحاج توهامي
- منظومة القيم الرمزية بالريف /إشكالية الحضوروالغياب
- الأدب الشعبي الأمازيغي وسؤال الحداثة
- يوميات تجوالية في أسواق الريف
- أسكاس
- صيف بنكهة زرقاء
- الشعر الأمازيغي القديم جمالية البلاغة وسؤال الهوية
- السكرتير العام لحركة شعراء العالم في لقاء تواصلي بشعراء الأم ...
- البنيات الإجتماعية والقبلية بالريف :قراءة في خلفيات الإنحلال ...
- Autonomiaالحكم الذاتي ..............أو التدبير المحلي للشأن ...
- لامبيدوزا
- الأدب الأمازيغي المكتوب بالعربية :هوة ألسنة أو هوية ذاكرة


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد أسويق - حزب الخضراليساري بإسبانيا يطالب حكومته بدسترة الأمازيغية في مدن الريف المحتلة