أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أدهم مسعود القاق - ثورة شعب سورية العظيم، رؤية قدمت لمؤتمر -التجمع الوطني السوري الحر- الوهمي في آب، 2011م تحوّل الداعون إليه إلى قيادات فاسدة في المسار السياسي















المزيد.....


ثورة شعب سورية العظيم، رؤية قدمت لمؤتمر -التجمع الوطني السوري الحر- الوهمي في آب، 2011م تحوّل الداعون إليه إلى قيادات فاسدة في المسار السياسي


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعيت عبر السكايب من قبل مجموعة سياسيين قدامى لمؤتمر داعم للثورة السورية منذ آب 2011م، لـ "التجمع الوطني السوري الحر" الوهمي وخرجت من سورية بناء على وعودهم في تأمين الدعم اللازم الممكن، كانت الثورة بأوجها، وشبابها الأحرار قد أيقظوا في نفوسنا روح الثورة والتوق للحرية والكرامة المهدورتين، النتيجة: المؤتمر تحوّل للقاء جماعي مع بضعة شخصيات تافهة تحولت إلى رموز فاسدة في المسار السياسي للمعارضة البائسة.
وبقيت هذه الورقة طي النسيان حتى هذه اللحظة.. وهذه هي الورقة كما كتبت في شهر أيلول عام 2011م
لاشك ان العالم اتجه بعد الحرب العالمية الثانية، الى محاولات خجولة لقوننة العلاقات الانسانية بين الدول والمجتمعات، تنهض على احترام السيادة والاستقلال وصون حرية الشعوب والاخذ بيدها ماديا ومعنويا ، ومساعدتها في حل مشاكلها الداخلية ، ومما لاريب فيه أن الدول المنتصرة في الحرب العالمية سعت لقطف ثمار انتصارها بتحقيق مصالحها الاقتصادية والنفعية حيث استثمرت المواد الاولية وصنعتها لمصلحة شركاتها وأبقت في البلدان المتخلفة الفتات من خيراتها بيد أنظمة استبدادية متخلفة فاسدة أثرى رموزها على حساب الفئات المهمشة من الشعب حيث أدخلتها الطغم الحاكمة في مسالك الفساد والرضى بالعيش بلا كرامة وبلا حرية خشية الفقر والتشرد ....ولقد ترافق هذا كله مع التمادي العملي بالخروقات في اماكن عديدة من العالم ، علما ان القوة العسكرية مهما عظمت - كما يبدو واضحا في مناطق عديدة من العالم- لم تعد قادرة بشكل دائم أو مؤقت على المكوث فوق اراضي الغير ولا تحمل تكاليفه الباهظة ، كما ان المجتمع الدولي بدوله ومنظماته الحقوقية والانسانية يمارس دوره كنشاط منظم لوضع حد لهذا التدخل ، اتكاء على نصوص مكتوبة توافقت عليها أمم الأرض عبر منظماتها الدولية وانظمة وقوانين يمكن تعديلها والاضافة اليها والغاء ما لم يعد صالحا منها تبعا لمقتضيات اللحظة الراهنة ، وقد يكون ممكنا تجاوز كل ما ذكر ليبدو منسجما مع منطق الأقوياء . هكذا كما يوجد ثغرات ، لازالت واسعة ، وتتطلب عملا دؤوبا لترميمها ولربما اتسع الخرق على الواقع في اللحظات الحرجة فتتمظهر الثغرات على شكل انتهاكات فاضحة الا أن مقاومة هذا الشكل من التدخل ماض نحو افساح المجال لأشكال من التدخل الناعم كلما لاءمت أو استدعت الظروف أو كانت الفرصة مواتية . اذ من المستحيل أن يتم تدخلا تحركه قوى كبرى طامعة ، بمنابع الثروة أو احتمال وجودها الا ان ترى في نفسها شريكا في تقاسمها مع مالكيها وغالبا ما ينهج هذا الشريك المتغول الى الاستحواذ على النصيب الاكبر منها تاركا ما لا يسد الرمق لضحاياه وهم في الغالب في حالة سعار الى السلطة بغية استئثارها بخيرات الوطن المحدودة بالأساس ، بينما تعيش شعوب العالم على الهامش مكتفية بالقليل ...............
تغيرات مذهلة تفاجئ أهل الأرض، وتكنولوجيا جديدة تتسيد وتطلق ثورة في عالم الاتصالات وتبادل المعلومات ، ثورات علمية متلاحقة تغير وجه التاريخ فمن ثورة الهندسة الوراثية والطب الجيني وثورة الفضاء الى الثورة الرقمية الى هذا الحضور الثوري الحاسم على صعيد العلم في تفسير العالم و تغييره .... انها تلغي الحدود وتقرب المسافات وتطرح منجزها لأهل الأرض جميعا، شعوبا ودولا، ومنظمات وأحزاب ، تحدث انقلابا جذريا في عالم السياسة وطرائق التفكير وكيفية تناول قضايا العالم المعاصر وتظهر اشكالا جديدة من التعاطي السياسي. وأفكارا اكثر جدة تؤول الى اختفاء أنظمة وسياسات ، بينما بعضها في طريقها الى الاختفاء كما تتبدل ثقافات واقتصادات ، وتهتز قيم اجتماعية، تنهض شعوب من ثباتها الطويل، وتدق أرجلها في الأرض، وتنهض بقاماتها وترفع رؤوسها عاليا نحو السماء، تمتلئ بها الساحات وتغص الشوارع، تفتح صدورها للرصاص. وتصدح حناجرها بالهتافات مطالبة بالحرية والكرامة، وتبعث من جديد شكلا من ارقى أنواع الحراك الانساني ، كان قد ثبت شرعيته عبر كفاح طويل معمد بالآلام والدماء وكذلك الانتصارات فتحتشد الساحات بأجساد غضة طرية العود وترفع الأكف عاليا وتصدح بسلمية حركتها، وتسفر أنظمة بقايا حركة التحرر العربي عن نواياها وتسعى بكل ما لديها إلى اغتيالها فتصدمها الوقائع الصلبة ولكنها تتحسسس رؤوسها وتمارس سلوكا لا علاقة له بعصرنا فتتمرغ بالأوحال عندما تعرض بضائعها الفاسدة وفكرها الاّسن، فتفبرك الأكاذيب وتنسج الروايات وتقتل أبناء الوطن بدم بارد ودون أن يرفّ لها جفن فلقد ماتت الضمائر وفسد الوجدان. ولكن الربيع العربي جاء في غفلة دون أن يعطي إنذارات ودون توقع من أكثر المتفائلين بقدومه .حتى الرؤوس المفكرة لم تر بصيص نور ينفذ من خلال الظلمة، وأكثر المهتمين أصيبوا بالدهشة، ولكن في غفلة من الجميع أقبل الربيع العربي الاّن دون تعال وبلا أوهام .
الربيع العربي ليس خارج قواعد السياسة ، ونفسه الطويل الذي قد يتطور إلى التهديد بالقوة العارية لم يجد دعاة له بين دولة وأخرى أو تحالف بمواجهة دولة أو ثورة تدخل في نفق من المساومات قبل مد يد العون لها . وفي كل ذلك تكون المنظمات الدولية في قلب المعترك. دورها الدقيق في تسوية النزاعات وفض الاشتباكات ، ومد العون لمن يطلبه ، والتذرع به لمن لايطلبه والافصاح عن المصالح خلال ذلك ، والتسلل اليها مع الطامعين ، والمساومة عليها بين المتنازعين ..... لكن سوريا هذه ماذا تريد ، وماذا يراد لها ، عربيا وبالجوار الاقليمي ولدى الساحة الدولية في هذا المعترك . اننا اذ نخرج من العزلة ،ونتعارف على بعضنا البعض من جديد ، ونمارس حقنا في العمل السياسي دون اكراه أو فرض ارادات لا علاقة لها بنا....، نريد أن نختار ممثلينا في استفتاء ديمقراطي حر ، نريد أن نحقق شروطنا الانسانية وفقا لأسس أرساها المجتمع الانساني لترسيخ عقد اجتماعي جديد بين المواطن وبين بنيان جديد لدولة من طراز جديد ، والاستمرار في تجديده وفقا لمقتضيات اللحظة الحاضرة ، لابل أن نضع انفسنا داخل المستقبل منسجمين مع ما نقرأه عن الفكر العالمي المعاصر الذي يتطلع الى مواكبة الثورات العلمية الراهنة ، كل ذلك دون أن نكون طعما رخيصا في لعبة الأمم بحيث ننقاد بارادة هشة لشكل أكثر حداثة من الصوملة التي تمضي بعناد واصرار لاستكمال عملية التدمير الذاتي الدائرة رحاها منذ زمن لا نعرف على وجه التحديد كيف ومتى تكون خاتمته .وهنا نريد ان نسجل أن هناك من يتحدث عن أن بنية الدولة الرأسمالية الراهنة لا تتمكن من مواكبة منجزات الثورات العلمية المعاصرة التي لو استفيد من انجازاتها لدخلنا بعالم يقوم على أسس من المساواة والحرية والعدالة بين شعوب الارض وبين أبناء الوطن الواحد للوفرة التي ستحققها فيما لو أحسن استثمارها ، وبذلك فان ثورات شباب الربيع العربي هي ايذانا بنهاية مرحلة تاريخية مرتبطة بالدولة الرأسمالية المتخلفة عن ركب الثورات العلمية من جهة، ومن جهة أخرى استحقاقا تاريخيا للبدء ببناء كونفدرالية ديمقرطية لامركزية تحكم العلاقة بين المواطن والمجتمع ومؤسساته تستند في فعلها لآخر ما تتوصل اليه الثورات العلمية والاستفادة منها للاعلان عن عقد اجتماعي جديد يحدد معان جديدة للسلطة والحريات و...... وصولا لتحديد الموقف من العقل ذاته الذي لايمكن الا أن يفرز ارادات تؤمن بالمستقبل وتقبل بكل منجزات العلم الذي يجب ان يكون مصدرا للمعرفة والسلطة و....
نعود لقضيتنا التي طالما تفاخرنا بانتمائنا لها، للثورة السورية ولمفاعيلها :حيث هناك محاولات لدى ادبيات المعارضة ما يؤكد الاسراع في ترتيب البيت انطلاقا من ثوابت ، ووفق آليات توافقية بالسرعة الممكنة ، وبشكل مستمر ، حيث يحاولون أن تكون على هدي أخلاقيات الحوار الديمقراطي الذي يقوم على الاحترام المتبادل لذوات المتحاورين والحرية في ابداء آرائهم دون تسفيه لها ، ونحن اذ لا نريد ان نفتح باب النقد للقوى السياسية التقليدية في تناولها لمسارات الثورة السورية ولتعاطيها مع حراكها ، وانه ليس بنيتنا اقصاء أحد عن مواقعه المنحازة أو الداعمة أ و المؤيدة لحراك ثورتنا ، نرى في الوقت ذاته ضرورة الوقوف بعد عشرة أشهر من عمر الثورة الباسلة لنعاين المنطق الداخلي الذي ميز ثورتنا والذي افرز مسارات لها تلقائيا كضرورة تاريخية ، ولنلفت الانتباه الى أن حراك ثورة الشعب السوري لم يفرز بعد تنظيمه السياسي المشابه له والمطابق لمنطقه والمعبر عن طموحاته برؤية سياسية صريحة بغية ضبط ايقاعه والتقدم بمواجهة سلطة الفساد والاستيداد والموت لتعديل ميزان القوى لمصلحة الثورة . كما أن المعارضة السياسية التقليدية وسلوكها ،والمعبرة عن تيارات الفكر السياسي العربي منذ القرن 19 وحتى نهاية 2010 بأطيافه المختلفة " الاسلامي والقومي والقومي الاشتراكي والليبرالي والشيوعي " لم تتمكن حتى الآن من الاندماج مع فعل الثورة السورية العتيدة وانما كانت بالنسبة لها منحازة وداعمة كما يعبر" رياض الترك "عن موقفه من حراك الثورة ، وبذلك فان ما أفرزته الى الآن من أشكال سياسية تحالفية " المجلس الوطني " أو الأقرب للمساومة مع السلطة " هيئة التنسيق " هي أقرب لتكون متكأ بمعنى "عكازة "لحراك ثورة الشعب السوري ،وبهذا فالعكازة هي من خارج الجسد، وعندما يطرأ على الجسد جديدا ويتعافى يستغني عن عكازته ويرميها بعيدا ليخلق حالة صحية تستند على الجسد ذاته، ان حراكنا متجدد وفقا لمعطيات اللحظة الحاضرة ولايمكن لأي شكل تنظيمي أن يدعي تمثيله بشكل نهائي الا تنظيما سياسيا ينبثق من داخل الحراك ووفقا لمنطق ثورتنا الداخلي وهنا نستطيع ان نؤكد بعد عشرة اشهر من عمر الثورة على اكتساب شبابها المزيد من الخبرات والمعارف، لا بل لقد تجسدت رؤية الثورة السياسية في سلوكهم اليومي ومن يعايش المناطق الملتهبة لايخفى عليه تطور الموقف من المرأة وتسامح الناس من كافة اطياف الفاعلين في الثورة من متديينين وعلمانيين ...وابتعاد الثوار عن مظاهر الفساد السابقة .. ان هذا يتطلب أولا التنسيق الكامل بين مسارات الثورة ويبدأ بمسار التظاهر السلمي وصولا للاعتصام ثم الاضراب العام ثم العصيان المدني الذي سيتكامل مع المسار العسكري بقيادة الجيش السوري الحر الذي يقوم بدوره الآن في حماية مسار الثورة السلمي ، هذا المسار الذي يجب ان يعبر عنه برؤى سياسية واضحة جوهرها اسقاط سلطة النظام ومحاسبة رموزها والمتعاونين معها على قتل شعبنا بظل مرحلة انتقالية يقودها شباب الثورة المعبر عنهم بتنظيمات سياسية جديدة منبثقة من داخل حراك الثورة و مندمجة منذ الآن بحراكهم.وعلى أساس من هذه الرؤية التي تسعى الى اسقاط سلطة النظام القاتلة من جهة ومن جهة أخرى الى بناء تنظيمي مشابه لحراك الثورة يبنى الفعل السياسي لدى الأشكال التنطيمية التي تسعى لتمثيل الثورة في المحافل الدولية والمنظمات الانسانية في الخارج دون الالتفات الى أية مساومات مع السلطة القاتلة حيث لابنيتها تسمح بالتغيير ولا بنية ثورتنا تسمح بقبول أي تعاط مع نظام الفساد والاستبداد والاجرام المنظم .
ان حراك الشارع في المدن والبلدان والقرى والمتميز بطغيان جيل الشباب عليه هو ضمان ثورتنا في حركتها الصاعدة نحو المستقبل وأداة صيانتها ، وتوسيع دائرة فعلها ،و تعميق مجراها في حياة أبناء شعبنا ، واتاحة الفرص أمام ناشطيها للمشاركة السياسية دون اقتتال فصائلي يوهن القوى ، ويحد من تواصل واتساع الحركة في وقت لايكون فيه مجال للرجوع الى الوراء أو التريث من تواصل واتساع الحركة قليلا في مكان ما، ان حراك الشارع والناشطين يجب أن يكون على رأس مهمات هذه الثورة .
ان قوى شارعية وساحاتية اختبرت تجربتها وما زالت تعيد الاختبار على ارض الواقع ، تتهيأ على أكثر من ساحة في الوطن العربي للقيام بنفس دورنا ، وهي تتطلع الينا وترقب حراكنا وتعد العدة لتلحق بركب الصاعدين الى السماء معنا، ويدا بيد لامتحان أصالة تجربتنا الانسانية ومقاربة القوى الحية فيها بشكل عقلاني . واكتشاف الامكانات الهاجعة على ضوء المستجدات التي تبلور عصرا يبزغ فيه نور مغاير على هذه الأرض التي نحيا عليها .
ان عملية التغيير كيفما كانت ، وعن طريق الشارع بشكل أساسي والقوى التي تمثله لا تلقى قبولا لدى النظام السياسي العربي والقوى الاقليمية المجاورة والدول الكبرى وتعمل على تقزيم هذه الثورات ، وتشويه صورتها واضعاف فعلها وشرزمة قواها وابتزازها . فهي ترغب في صوغها كما تريد لا كما يرغب القائمون بها أن تكون . لقد توجه نظام الاستبداد والقمع الدموي الى قلب المأزق عندما مارس سلوكا سلفيا مبتذلا ورخيصا بالعودة الى نهج القدوة السيئة الذكر التي تخطى الزمن نصحها وارشاداتها فأضاع على نفسه كل الفرص الثمينة التي سنحت له عن عمد وسابق اصرار، ولكن ببلاهة وغباء مفوتا على نفسه ووطنه فرصا ثمينة لا تعوض . ولن يعوض لتجربة الطريق وسالكيه، وسوف يتحمل المسؤولية الثقيلة المترتبة عليه ولربما من جهة اخرى قد يدفع هذا السلوك ولعله دفع الى الكثير من ردود الافعال الغاضبة والثأرية والمستهجنة لما يحدث على مرأى منها للتعبير العملي عن رفضه بالانحياز الى أعمال مسلحة ، وتوسيع دائرة الدم ، مشدوهة بما تراه بحيث تفقد السيطرة ولا يعود ممكنا تطويق التفاعلات لا في الميدان الداخلي ولامع قوى خارجية التي تراقب التطورات عن كثب وترسل اشاراتها .تغيب في حالات متعددة . ومتشابكة مثل حالاتنا ملامسة الحقائق الموضوعية بسبب العجز عن التقاطها احيانا او التساهل في البحث عنها , او اعطائها وزنا اكبر من وزنها الحقيقي وكل هذا يلحق اضرارا فادحة بالمقاربة الواقعية للازمة المستحكمة مع سلطة الاستبداد والقمع الدموي .
من هنا يمكن القول ان حراك الشارع السلمي هو الانسب والامثل والأقل خطرا على سوريا واهلها ويبطن سيرا نحو عملية انتقال آمنة الى مجتمع الديمقراطية وتداول السلطة والتعددية وفقا لمفاهيم وآليات جديدة لا مثيل لها في تراث الانسانية ، وهي ألصق بالقيم الانسانية . وضمانة استمرار الثورة وتصاعدها وتساعد على حشد كل مكونات المجتمع السوري ، وتأمين الحماية اللازمة له من بطش الآلة الاستبدادية المتغولة في الشوارع والساحات والقرى والبلدان ، وهذا يتطلب تحقيق قدر من الانسجام في علاقات اطياف المعارضة وخاصة أركانها الاساسية مع بعضها ووقف التراشق العلني والمبطن بالاتهامات . ويذهب الى الاتفاق المبدئي على شكل من الحوار الديمقراطي يحترم فيه الرأي والرأي الآخر ويكون الاقتراب المتبادل نحو ما هو ملح وضروري سمة اساسية لهذا الحوار المستمر والدائم . وخاصة فيما هو شائك أو معتم عليه، ومما لاشك فيه أن أركان المعارضة يجب أن تقدم المساعدة اللازمة في تشكيل تنظيم جديد مبتكر عماده الأساسي شباب الحراك .
الآن يمكن الحديث عن مرحلة متقدمة في مسيرة الثورة السورية ومن الممكن تتبعها في مناطق عديدة من قطرنا تشمل مدنا وبلدانا وقرى ،والملاحظ هذا الفضاء الشاسع على أطرافها حيث تلقي الدبابات الحصار عليها وتتجول في ساحاتها وشوارعها وتقبض بيد من حديد على محاورها الاستراتيجية وتشترك في عمليات الاخضاع وتساند تحركات رجال الامن وعناصر الجيش والشبيحة في القمع الدموي للتظاهرات السلمية والتشييع وتلاحق الناشطين . وتمتهن قداسة الجوامع وحرمة البيوت وكرامة ساكنيها . وتشتبك مع عناصر منشقة عن الجيش في تبادل للقتل يقارب حربا غير معلنة ومن المرجح أن تتسع دائرة الانشقاقات ويتسع حجم الجيش السوري الحر وينظم بشكل اعظم مما هو عليه الآن . ويظهر رئيس النظام في خطابه الأخير في ساحة الأمويين ليؤكد على استمراره في القتل والاجرام بحق شعبنا وليتمادى في اعلانه حربا شاملة ضد الشعب الثائر وليرفض أي حلول سياسية للخروج من الأزمة التي ستوسع دائرة الدمار والقتل وزعزعة السلم الأهلي طالما لايقتنع بتنحيته عن السلطة ، في حين يشدد الحصار على تسرب الاخبار عما يجري على الارض السورية بمنعه وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية من تغطية مباشرة للاحداث لنقل صورة حقيقية لاعمال القتل والتدمير الممنهج الذي يمارسه نظام الاستبداد والقمع الدموي . ان شعبنا يختزن الكثير من الامكانات المادية والمعنوية التي يمكنها أن تساعد على استمرار الثورة وتصاعدها كما أن القوى السياسية المساندة للحركة الجماهيرية ينفتح امامها فضاء واسعا للحركة يلقي عليها مهمات صعبة وشائكة ولا خيار أمامها غير اقتحام هذا الفضاء بعقل منفتح وعزيمة لا تلين لكسب دعم العالم ومساندته لثورتهم لدى مجلس الأمن وهيئة الأمم والمنظمات الحقوقية والإنسانية لمخاطبتها عن مشروعية ثورتنا وعدالة أهدافها وإقتاعها بتبني قضيتنا والاصطفاف إلى جانبنا، بغية دعمها سياسيا لازما في هذه الاّونة ولكل المراحل اللاحقة. لابد من العمل بجد وبمسؤولية لتغيير مواقف دول لإيقاف دعمها ومساندتها لسلطة الموت في المحافل الدولية. إن الفعل السياسي المنوط بالعاملين في حقل السياسة مثل "المجلس الوطني" و"التجمع الوطني السوري الحر" و"هيئة التنسيق" إضافة إلى الأحزاب والتجمعات والشخصيات الوطنية يتوجب أن يتمحور حول حصار المدن والبلدان وسحب الأمن والجيش والشبيحة وكف يدها عن حراك ثورتنا الشعبية في الساحات والشوارع وفضح سلوك السلطة القاتل بكل أشكاله ولا بدّأن تعمل على تفعيل الحصار الأقتصادي على السلطة والعمل لعزلها عالميا والسعي لملاحقة المجرمين من رموز السلطة والمتورطين في جرائم القتل وتجميد أموالهم بوضع اليد على أملاكهم إضافة إلى حماية الفارين والمبعدين من ناشطي الثورة وإيوائهم، كما يجب التوجه الى مجلس الأمن لاستصدار قرار يتضمن ادانة النظام وحماية المدنيين بوسائل ناجعة .
إن عمل هذه القوى يجب ان يكون هدفه إضعاف النظام وخلخلة مرتكزاته والكشف عن كل سلوكه المنافي للإنسانية والدفع بالثورة نحو تحقيق غاياتها النهائية في إسقاط سلطة النظام والعمل لخلق كونفدرالية ديمقراطية لا مركزية تحكم علاقة المواطن بمؤسسات نظام الحكم الجديد .
مساحة سوريا 185 كم 2 وعدد سكانها 22مليون وفيها تجمعات سكانية مكتظة وقد تقاربت المناطق المأهولة بشكل كبير، وتشكل البادية نصف مساحتها تقريبا ، على ساحل المتوسط سهل مأهول بالسكان وهناك سلاسل جبلية مأهولة كذلك، وسوريا محاطة بدول إقليمية تحمل مشاريعها الخاصة منها الحليف للسلطة يبطن مشروعا إقليميا توسعيا لايخلو من نزعات طائفية دينية وقومية، وأخرى تتردد في رسم ملامح سياساتها إزاء ما يجري في سوريا وأحيانا يكتنف الغموض مواقفها، أما إسرائيل فهي أكثر وضوحا من رغبتها في إبقاء سلطة الحكم في سوريا ولايخفى على أحد أنها تضع مشروع إيران النووي والإقليمي في حسبانها، ولموقع سوريا أهمية إقليمية في الخيارات السياسية التي ستتجه إليها المنطقة وصولا إلى المعارك السياسية التي تتدخل الدول الكبيرة في إنضاجها لضمان مصالحها دون أن تلتفت إلى مصالح الشعوب القاطنة فيها، كما أن سوريا تمتلك أوراقا تستخدمها سلطة البعث بفظاظة واضحة كما يتبدى من تصريحات مسؤولي سلطة النظام القاتل، وإذا ذكرت تراسانة الأسلحة والنظام الصاروخي في سوريا فإنه على الأغلب لن يستعمل بفعالية عالية بمواجهة الخصوم داخليا وخارجيا وان استخدم فستكون المرة الوحيدة والأخيرة، كما أن سلطة النظام تؤكد على ترابطها مع حزب الله في لبنان يتبادلان الدعم والمساندة من خلال إيران الشيعية .ويبدو ان حزب الله وايران لن يتمكنا من وعي مصالحهما بالتمهيد لعلاقات طيبة مع الشعب السوري، وليس مع سلطة صار واضحا للعيان أنها آيلة للسقوط لامحالة، وبذلك على القوى السياسية ان تخاطب الجوار على أساس مصالحها مع ثورة الشعب المنتصرة.
إن هذا يجعلنا نعمل على درجة عالية من المسؤولية السياسية لكسب الرأي العام العالمي ولدعم ثورتنا المنتصرة لا محالة، كما أنه علينا أن نتجنب عملا عسكريا مدمرا يلحق أضرارا بالأرواح والمنشاّت وهذا لا يعني أن نهمل المسار العسكري الذي اختاره منطق ثورتنا الداخلي بشكل تلقائي والذي اضحى قوة فاعلة تتسع دائرة فعله على الأرض حيث نجح في حماية المتظاهرين وفي القيام بعمليات نوعية ضد الشبيحة والأمن .



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض ملامح التناص في رواية -الرجل المحطّم- لطاهر بن جلون
- المواطنة والنظام الديمقراطي


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أدهم مسعود القاق - ثورة شعب سورية العظيم، رؤية قدمت لمؤتمر -التجمع الوطني السوري الحر- الوهمي في آب، 2011م تحوّل الداعون إليه إلى قيادات فاسدة في المسار السياسي