أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - هل الإسلام دين إرهاب؟-1-















المزيد.....

هل الإسلام دين إرهاب؟-1-


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحتويات
ما هو السؤال
أهمية السؤال
الأجوبة المطروحة
أدلة الطرفين
ما هي طبيعة وحدود السؤال
تعريف الإسلام
نفيّ أدلة الطرفين
التراث الإسلامي
أحداث التاريخ والحاضر
ما هي معايير القراءة للمجموعات البشرية
إشكالية التعميم وخطورته الكارثية
أسباب التعميم
مخاطر التعميم
الجواب "الإسلام ليس دين إرهاب"
الخاتمة

 -;-
هل الإسلام دين إرهاب؟
علاء الدين الخطيب
سؤال مزعج ومؤلم وربما مهين لمئات الملايين من المسلمين، لكنه سؤال مطروح وتأثيره كسؤال وكجواب له أبعاد هائلة على مصير الشعوب والعالم، ويجب أن نملك شجاعة مواجهة السؤال. من خلال هذه الدراسة المختصرة سنحاول مناقشة السؤال وأجوبته المطروحة بعيدا عن العواطف وعن الإجابات التقليدية التي اعتدنا سماعها بكثرة بعد أن تم طرح السؤال بقوة بعد 2001. هذه الدراسة المختصرة بعيدة عن التقليدي في طرح هذه القضية، فلا تتناول جدالات النصوص وتفسيراتها ومبرراتها، ولا أحداث تاريخية معينة، ولا الأسلوب الأكاديمي الجامد. إنها دراسة تطمح للبساطة دون سطحية وللبقاء ضمن الأساسيات العقلانية الإنسانية الغائبة عن بقية مناهج الجدال في عصرنا الحالي.
ما هو السؤال
هذا السؤال يحمل بطياته سؤلا آخر هو "هل كل مسلم مهيئ عقائديا للعنف؟" أو "هل كل مسلم مشروع إرهابي؟"، هذا السؤال المخفي يدخل لعقل السامع شاء السائل أم أبى. بعض من يجيبوا على هذا السؤال الأساسي بالإيجاب، يستطردون أن كلامهم هو عن الأفكار وليس الناس وبأحيان كثيرة هم صادقون بكلامهم هذا. لكن هذا هروب من مواجهة حقيقة السؤال، فماذا يبقى من الإسلام إن عزلناه عن المسلمين. نعم إن السؤال شكليا يتناول الإسلام كعقيدة ونصوص، لكنه يصل بنتائج جوابه لإدانة أو تنزيه حاملي الإسلام المسلمون.
أهمية السؤال
يكفي أن نقوم بسبر سريع للإعلام العالمي حول المشاكل السياسية والصراعات التي تعصف بالعالم منذ بدايات الألفية الثانية لنرى أن كلمة "الإسلام" تحتل جزءا كبيرا من الأخبار والنقاشات والتحليلات، وإن اختلف توظيف الكلمة والغاية منها حسب الجهة الإعلامية. الأهمية تتصاعد بشكل كبير لمواجهة هذا السؤال بالتحليل والنقاش الموضوعي المنطقي لأنه أصبح الفلاش الإعلامي الإعلاني الأكثر استئثارا بمؤسسات صناعة الرأي العام في كل العالم.
من ناحية ثانية، كمنطقة تمتد من شمال إفريقيا إلى وسط آسيا فالصراع بالكلام وبالسلاح يزداد باطراد مع أو ضد اسم أو شعار ينتمي للإسلام.
وربما ما زلنا نذكر الأسطورة التي أطلقها بعض النخبة الغربية الفكرية ابتداءً من هنتغتون حول الصراع القادم بين الغرب والإسلام وتلقفتها النخبة العربية والإسلامية بسذاجة وضخمتها. وأقول أسطورة لأن الحرب والصراع هو قرار السوق وليس رجال الدين أو الفكر أو الناس العاديين.
الأجوبة المطروحة
تتوزع الأجوبة المطروحة على اتجاهين أساسيين متضادين فيما يشمل المهتمين والمسيطرين على نقاشات الهم العام إعلاميا (لا نقول النخبة لأنها أصبحت كلمة خادعة) وتتوزع بين الاتجاهين محاور تحاول البحث عن حل وسط، هذان الاتجاهان نختصرهما كالتالي:
1. الأول يقول إن الإسلام هو دين إرهاب مقدس ويدعم كلامه بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث والقصص والمرويات المختصة بالقتال والجهاد، ويضيف عليها الكثير من واقع الظلم في المجتمعات الإسلامية خصوصا بما تعلق بالمرأة. وأقوى سلاح يستخدمه يدخل في إطار قراءته الخاصة لحركة التاريخ، فليس الإسلام فقط دين إرهاب بل هو أيضا السبب الأساسي لتخلف هذه البلاد. النتيجة الأخطر التي يصل لها بشكل علني أو مستتر أن "المسلم مشروع إرهابي كامن لأن نصوصه المقدسة إرهابية".

2. الثاني يقول إن الإسلام ليس دين إرهاب بل سلام، ويذهب معددا عشرات الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والقصص والمرويات ليظهر السلام والرحمة في الإسلام. وهذا الاتجاه غالبا هو من جماعة المسلمين الذين يشعرون أن السؤال بات أكبر وأخطر من يتجاهلوه. أقوى سلاح يستخدمه هذا التيار يدخل في إطار قراءته الخاصة لحركة التاريخ فيدعي أن الدولة الإسلامية هي الإمبراطورية ذات التاريخ الأنصع بتاريخ البشر ولولا الإسلام لما كانت، وأما تخلف المسلمين فهو نتيجة المؤامرة الكونية عليهم بسبب الخوف من عودتهم لحكم العالم. لكنهم بالغالبية يهرعون لأسلوب أن "الهجوم خير وسائل الدفاع" وباعتبار أن المخيلة العامة تقول إن طارح السؤال هو غربي أو مسيحي فيهجمون على السؤال من باب تعداد تاريخ الإرهاب في الدول المسيحية وحاليا في فلسطين ليصلوا لنتيجة أنهم، أي المسلمون، إن كانوا قد أنتجوا إرهابا فهو أقل بكثير كثير مما أنتجه السائل. ويصلون للنتيجة الهدّامة "إنهم يكرهون الإسلام والمسلمين، هم تعني كل غير المسلم".
التيار الأول أقل انتشارا في الشارع العربي لأسباب موضوعية، لكنه أقوى إعلاميا وبكثير في خارج العالم الإسلامي. وخطورته أنه أصبح بالسنوات الخمس الأخيرة أكثر انتشارا بين الأقليات الدينية. فصحيح أن الأقلية من الناحية الإحصائية أقل قوة، لكنها بواقع بلدان مثل سوريا والعراق ومصر تمثل أساسا للهوية الوطنية لا يقل عن أهمية الأكثرية المسلمة. هذه بلدان قامت على التنوع الديني والعرقي منذ آلاف السنين وأي تخريب مُتقصد ومفاجئ لهذه البنية هو بالنتيجة تهديم لهذه الوطنيات.
التيار الثاني بطبيعة الحال أكثر انتشارا في الشارع العربي وأقوى إعلاميا بحكم الغلبة العددية. فهو مدعوم شعبيا بشكل طبيعي، لكن الأهم هو أنه مُتبنى من قبل الإسلاموية السياسية وفق مذاهب مختلفة تتدرج من تيار شديد التطرف يرد بأن كل ما عدا المسلم وفق مذهب وفقه معين كافر يستحق القتل (التيار القاعدي الوهابي المتعصب أو التيار الإمامي الشيعي المتعصب) مرورا بتيار إسلاموي أقل حدة في تكفير الآخر (التيار الإخواني والسلفي المعتدل) وصولا لتيار معتدل جدا يرفض حتى إلزامية الدولة الإسلامية وهو الأقل انتشارا.

أدلة الطرفين
يأخذ الطرفان أدلة رؤيتهما من منبعين أساسين:
التراث الإسلامي بكل ما فيه بدءا من القرآن الكريم والسنة الشريفة مرورا بتاريخ الدولة الإسلامية وصولا لزمننا الحاضر. ربما ندعي أن التراث المكتبي للإسلام خلال هذه المرحلة هو الأضخم مقارنة بكل الأديان الأخرى.
أحداث التاريخ والحاضر المليئة بالحروب والمآسي والمجازر والظلم وبنفس الوقت المليئة بالإنجازات العلمية والحضارية والحقوقية والقانونية.
مثلا، التيار الأول يتعلق عشقا بسورة التوبة وآياتها التي تختص بالقتال والمقاتلة لأنها بوجهة نظره تكفي لتحويل كل مسلم لعدو ومقاتل لغير المسلم. بينما التيار الثاني يلجأ فورا إلى البسملة الأكثر تواترا على لسان المسلم بما تحمله من تأسيس للرحمة والتراحم، وإلى آيات التسامح وحرية الكفر والتفكير.
التيار الأول يلجأ دائما لرواية عقوبة يهود خيبر ويعتبرها أساس الذبح الجماعي المتبع في فكر القاعدة. ويجيب التيار الثاني بالتشكيك بأصل الرواية وبقصة اليهودي جار الرسول الكريم وقصة العفو عن أهل مكة.
الأول يبحر بتاريخ الحروب بين المسلمين من صفين وما تلاها وتاريخ التعذيب في الدولة الإسلامية. الثاني يعيد ويكرر قصة ابن الخطاب مع كنيسة القيامة وحقيقة بقاء المسيحية واليهودية طوال 1400 سنة من حكم المسلمين حتى بنسبتهم العددية الصغيرة.
الأول ينكر أي مساهمة حضارية للمسلمين بتاريخ الحضارة البشرية أو يقزمها لأقصى حد ويدعي أن العطاء العلمي للمسلمين هو أساسا مجرد ترجمة لتراث الشعوب الأخرى ومن قدم من علماء المسلمين إنجازا إنما كان استثناء لا قاعدة. بينما يذهب الثاني لاعتبار أن لا حضارة إنسانية جارت الدولة الإسلامية بإنتاجها العلمي والحضاري بل ويعيد كل المكتشفات العلمية الحديثة لأسرار كامنة بالقرآن منذ 1400 سنة.
الأول لا يترك زاوية في علم التحليل النفسي تتصل بعقل عناصر المنظمات القاعدية بزمننا هذا وأثرها المدمر على المجتمع البشري، ويقدس التفسير الفرويدي الجنسي للسلوك الإنساني. الثاني يعود هنا لتفسير المؤامرة الكونية على الإسلام والظلم التاريخي والحالي الذي يتعرضون له سواء بالممارسة المباشرة أو بالتشويه الإخباري والإعلامي، ويقدس التفسير الروحي للسلوك الإنساني.
وما بين التيارين مع أطيافهما نجد بعض الصحة لديهما، لكنهما يتشابهان بتطرف النتيجة وقصور الرؤية.
القراءة بين الاتجاهين السابقين وضمن طيف التوجهات فيما بينهما لن يقود لإجابة شافية على هذا السؤال. لأنهما أساسا قاما على منهجية غير علمية وغير موضوعية وانتقائية بشكل كبيرـ فكلاهما يختصر مليارات البشر في بضعة آلاف من الكتب، وبضعة عشرات الآلاف من مشاهير السلطة والعسكر ومؤلفي الكتب. في الفقرات اللاحقة سنتناول المنهج الأصح برأينا للإجابة على السؤال.

** الاجزاء الثلاثة ستاتي تباعا.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصاد المرّ لأربع سنين في سوريا
- داعش أسطورة أم واقع؟
- الانتخابات الرئاسية السورية قرار إقليمي ودولي
- لماذا تخشى إسرائيل النظام السوري والإسلاموية الجهادوية؟
- التخصص العلمي والمهني والكهنوت الديني
- هل سوريا بين خيارين فقط (2) ماذا لو كان الحسم للفصائل الإسلا ...
- هل سوريا بين خيارين فقط (1) ماذا لو كان الحسم للنظام السوري؟
- يوم مات حافظ الأسد(2) الإنذار الأول بالزلزال الطائفي
- يوم مات حافظ الأسد(1) الإنذار الأول بالزلزال الطائفي
- لماذا ليست طائفية في سورية؟ -2-
- لماذا ليست طائفية في سورية؟ -1-
- الخليج العربي، أزمات حكام أم قوانين سوق
- مشكلة القطار والرجل السمين. بين الأخلاق وسعة الاختيار
- تلفزيون الواقع السوري
- أخطاء أم خطايا، الائتلاف والمجلس السوريان
- النظام السوري وسلاح الوقت
- جنيف2 دكان الأوهام، تجارة الطوائف بين الوفدين
- سوريا ساحة صراع الكل مع الكل
- لماذا الأقليات؟
- البيان النهائي لجنيف 2


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - هل الإسلام دين إرهاب؟-1-