أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - مأساة عين العرب














المزيد.....

مأساة عين العرب


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معركة عين العرب، التي تدور في هذه الأثناء في شوارعها اشتباكات عنيفة بين سكانها ومقاتلي التنظيم الإرهابي (داعش)، تختصر أزمة الهوية والانتماء التي يعاني منها سكان الشرق الأوسط منذ انهيار الدولة العثمانية حتى الآن. فما بين انتماء سكانها جغرافياً للجمهورية العربية السورية، ومعظمهم ينتمي إثنيّاً للقومية الكردية ودينياً للإسلام، وعقائدياً للفكر اليساري، تحولت مدينة عين العرب إلى نقطة تقاطع في مشروع إعادة رسم حدود المنطقة، بعد انتهاء مفعول اتفاقية سايكس - بيكو، وبدء الحديث عن إعادة تقسيم المنطقة وفق قواعد جديدة.
من هذا المنطلق، تمثّل معركة عين العرب أول اصطدام جدّي بين مشروع الدولة الإسلامية التي يسعى تنظيم (داعش) الإرهابي لتأسيسها في المنطقة، والإدارة الذاتية الكردية في مدينة عين العرب شمال سورية، والتي أصبحت تُشكّل عقبة كبيرة بوجه (داعش) الذي يُحاول إلغاء جميع الهويات الفرعية في دولته التي يحاول إنشاءها مقابل هوية (مواطن في دولة الخلافة)، ما يجعل هذه المعركة معركة (أكون أو لا أكون) بين مشروعين متنافرين.
المستوى الثاني للمعركة أنها تشكل أول اختبار جدي لمشروع تُركيا الكبرى التي يُبشّر بها العثمانيون الجدد في أنقرة، وحلم الدولة الكردية التي يسعى الأكراد إلى تأسيس قواعدها في مناطق وجودهم. فالأتراك الذين أصيبوا بالذهول بعد أن تغيرت قواعد اللعبة في شمال العراق إثر تدخل الولايات المتحدة الجوي، وقوات الحرس الثوري على الأرض لصد هجوم داعش على أربيل، يخشون من أي تنسيق بين طهران - واشنطن، يؤدي إلى تقوية الأكراد عسكرياً، وبذلك تبقى أنقرة على هامش الأحداث، ما دفعها إلى دعم (داعش) في هجومه على عين العرب، على أمل إسقاطها مع المشروع الكردي في سورية، قبل أن تتراجع قوة (داعش) تحت ضربات قوات التحالف الجوية، أو قبل أن يضطر إلى الانكفاء حفاظاً على قواته.
المستوى الثالث من المعركة يوضّح الأزمة الفكرية والعقائدية التي يعانيها (الإسلام السياسي) في المنطقة منذ بداية ما يُعرف بالصحوة الإسلامية في القرن المنصرم. فالأكراد خلال هذه الفترة تعرضوا لقمع شديد من دولتين رفعتا، في سبيل تحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، راية (الإسلام السياسي): العراق إبان فترة حُكم صدام حسين وخصوصاُ بعد كارثة احتلال الكويت، وتركيا التي دمجت القومية والمذهبية في هويتها الوطنية. وجاءت معركة عين العرب لتُبيّن أن الأكراد يحاربون باللحم الحي هذا الوحش الذي صنعته الغرف السرية في بعض الدول الإقليمية بهدف تحقيق مخططاتها الاستراتيجية في المنطقة. وبعدما اكتفت المؤسسات الدينية الرسمية في المنطقة بالشجب والتنديد والتحّذير من هذا الفكر، بدأت التقارير الرسمية تقرع ناقوس الخطر من هذا الفكر الذي بدأ يلقى التأييد من فئات كثيرة من سكان المنطقة، مثل الخليج ولبنان وتركيا وبعض المناطق في العراق وسورية.
أخيراً، قد تؤدي النتائج التي ستُسفر عنها هذه المعركة إلى تهديد النسيج الاجتماعي في شمال سورية. فالمعركة التي نشبت بعد أن شكّل الأكراد مع ما يُسمى (المعارضة المعتدلة) غرفة عمليات بركان الفرات بهدف التصدي لهذه المجموعات، ما سيجعل من عدم الثقة هو العنوان الرئيسي الذي سيحكم العلاقات بين سكان شمال سورية.
مما سبق، نرى أن الأكراد قد بدؤوا بالظهور على المسرح السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط وهذا ما قد يكون استثماراً مهماً للقوى الكبرى، للأسباب التالية:
- اشتراكهم في الانتماء الديني مع سكان المنطقة.
- تمركزهم في أغنى مناطق الهلال الخصيب.
- وجود خلافات عميقة مع أكبر مكونين قوميين في المنطقة.
- تقديمهم صورة متطورة عن المجتمع الشرقي وقراءة متطورة للإسلام، بعد أن أثبت النموذج التركي فشله وقدم نفسه بصورة الذئب المفترس الذي يُريد ابتلاع المنطقة.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن ومبدأ راعي البقر
- أردوغان – أوغلو ... إلى أين تسير تركيا والمنطقة؟
- شياطين واشنطن وملائكة الجحيم
- ضحايا على مذبح لعبة الأمم - مصير الأقليات الدينية في الشرق
- ربيع أنقرة وخريف المنطقة
- يوميات مدينة منسية - الجزء الثاني
- يوميات مدينة منسية - الجزء الأول
- تداعيات إعلان الخلافة الإسلامية على دول المنطقة والعالم
- صراع القوى الإقليمية على رقعة الشطرنج العراقية
- ماذا يحدث في الموصل؟
- ليلة سقوط الموصل
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية -جمول-
- سورية ... والصراع على هوية الشرق الأوسط
- موسكو بكين.. القضاء على هيمنة القطب الواحد
- قراءة لبعض بنود بيان الحزب الشيوعي السوري الموحد الذي صدر تح ...
- مخاطر مزج الدين بالسياسة
- النازية ... الفاشية أصل كل الشرور
- مذابح -سيفو-... إحدى الفصول المنسية من تاريخ شعوب ضُحِّيِ به ...
- ترشّح المشير عبد الفتّاح السيسي ... بين المؤيد والمعارض ... ...
- امّرُؤ القيس ... التُرّكي


المزيد.....




- هاجمتها وجذبتها من شعرها.. كاميرا ترصد والدة طالبة تعتدي بال ...
- ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل.. هل انتهت المواجهات عند هذ ...
- هل الولايات المتحدة جادة في حل الدولتين؟
- العراق.. قتيل وجرحى في -انفجار- بقاعدة للجيش والحشد الشعبي
- بيسكوف يتهم القوات الأوكرانية بتعمد استهداف الصحفيين الروس
- -نيويورك تايمز-: الدبابات الغربية باهظة الثمن تبدو ضعيفة أما ...
- مستشفى بريطاني يقر بتسليم رضيع للأم الخطأ في قسم الولادة
- قتيل وجرحى في انفجار بقاعدة عسكرية في العراق وأميركا تنفي مس ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطا ...
- لماذا يستمر -الاحتجاز القسري- لسياسيين معارضين بتونس؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - مأساة عين العرب