أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد مظفر الحلي - شعرية الجسد في ديوان (متفق عليه) ابراهيم جابر ابراهيم















المزيد.....

شعرية الجسد في ديوان (متفق عليه) ابراهيم جابر ابراهيم


زيد مظفر الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 18:57
المحور: الادب والفن
    


يعد الجسد من أغنى الخطابات وأوسعها , وعن طريق هذا الخطاب يمكن قراءة ما ينتجه من دلالات إيمائية أو مرئية أو لغوية , كون اللغة هي جسد , ولهذا عُد خطاب الجسد خطاباً ثقافياً , ويمكن من خلاله قراءة المجتمع والانسان , ولهذا اهتم الخطاب الديني بالجسد وعدّه مركز قطبية الانسان , حيث يشكّل الجسد نسقاً منفردا ضمن انساق اخرى تعطي هذه الأنساق كونية للجسد ودلالة مخالفة لما ينتجه الجسد , فكونية الجسد لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال مزاوجته مع الأنساق الاخرى , ومن خلال هذه المزاوجة ينتج الجسدُ دلالات لا متناهية انطلاقا من تنوع الانماط الصانعة لكينونته , هو الخطوة نحو انفصاله عن الاشياء والغوص عميقاً في الحقل الثقافي .
ولهذا يخلق الجسد دالاً مكثفاً يحمل فضاءً نصياً ذو ابعادٍ جمالية , ويمكن لنا قراءة النص قراءة تأويلية لما ينتجه من دال والدال هو الآخر يعتبر المفتاح أو العلامة (سبر اغوار الجسد) , ولهذا عُد الجسد نسقاً ثقافياً تواصليا ليس كتلة جامدة أو فضاءً سكونياً أنها دال ديناميكي , يستطيع انتاج عدة دلالات لها القدرة على توليد سلسلة لا متناهية من الوحدات المرئية وأنّ هذه الوحدات قادرة على خلق سلسة من الانزياحات تعود إلى انتاج انواع متعددة من النص قد تكون نصوصاً طبيعية , أو ثقافية , أو دينية .
وما ينتجه الجسد يكون قادراً على التماهي به مع الفعالية اللغوية للتواصل بالنص إلى تحريك الجسد تحريكاً شعرياً مستفيداً في ذلك من كل إمكانات الجسد الشعرية , وعندها ينتقل الدال الجسدي الشعري إلى دالٍ سيميائي يكون قادراً على تأسيس بلاغة الخطاب ومن خلالها يمكن قراءة الجسد الشعري لا بوصفه دالاً مجتمعياً أو كهنوتياً وإنما بوصفه دالاً تشكيلياً. يكون قادراً على جمع هذه كُلها , ولهذا عُد خطاب الجسد من اغنى الخطابات ؛ لأنه حامل جميع الخطابات المرئية وغير المرئية التي تجوب العالم .
نص ابراهيم جابر ابراهيم من النصوص التي تشتغل على الدلالة الجسدية , المنفتحة على الأنساق الاخرى وهذا ما يجعل نصه يمتاز بالذاتية المنفردة وسط تحول الجسد من دالٍ آيروسيٍ قادرٍ على نقل صيرورة الحركة والفعل إلى فضاءٍ شعريٍ درامي , يستطيع عكس سيميائية الجسد بما يختزله من دلالات نصية متشظية داخل جسدية النص .
ونصوصه تتعامل مع الاشتغال الجسدي ببراءة تامة , ولهذا نرى الجسد يمارس حركته الديناميكية بعيداً عن أطرٍ سلطة النص , فنصه يبدو للقارئ صورة مرئية قادرة على التمثيل , وهذا ما نلاحظه في نصه (( فضيحة السنوات الثلاثين )) :
(( أي ملامح تحملين ..وكيف انصاغ كل هذا الجنون والملاحة في امرأة ؟
هل رأيت مرةً كيف تنتشي الوردةُ , وتخضل قسماتها حين تضمٌّها اصابعك , كما شفتاك في اضمامتهما الخجولة !!
أصديقتك هي الوردة ؛ حتى لا يربت على كتفها حين تبكي سواك ؟!
للك كفان تدفعان النهر للنزق: أحقاً منبع الماء أنا أم باطن هاتين الكفيين .. الوضيئتين؟ ))
دال الجسد الانثوي ينفتح على الطبيعة محاولاً تفكيك الدلالة للانفتاح على كونية العالم , بوصفه دالاً قادراً على قراءة الكونية في ظل خطاب سلطة الجسد , ممارساً بذلك تقنية السارد العليم , فدلالة الجسد تعطي بُعديين دلاليين : البعد الأول : سلطة الجسد على الوردة بوصفها سلطة غير قمعية محولاً بذلك عكس الايروسية. والبعد الثاني هو الفضاء الايروسي الذي خلقه الدال من خلال فعل انتشاء الوردة , بكون دال اليد دالاً حياتياً.
ولذلك نلاحظ أن اليد جعلت من الوردة الصديقة الوحيدة لها والقادرة على التفاهم معها (( حتى لا تربت على كتفها حيث تبكي سواك ؟! )).
وكلما تصاعد اداء السارد كلما أنفتح الدال الجسدي أكثر ، فدال اليد لم يعد يملك الانحناء على الوردة أو الربت عليها وإنما دفع جريان النهر ، محاولاً بذلك خلق دالاً انتشارياً قادراً على الشمولية .مما حدى بالآخر على أن يخلق توهماً لديه ، محاولا بذلك اعطاء دالين الدال الاول هو اليد والدال الاخر هو الماء أو صفاء الماء . وهاتان الصورتان المتضادتان يعكسان جمال اليد وعذوبتها , وفي نصه ((عتبة بيت)) يتحول دال اليد الى رقيم لقراءة طالع المرأة التي أصطفى جمالها كجمال ماء النهر .
((هاتي أقرأ لك كفك :
هذا جدول من حنين , وبقايا قٌبلة علقت بباطن كفّك , وآثارُ تلويحاتٍ كثيرةٍ كُنتِ تُرسلينها لسنواتنا الجميلة .. هذه رائحة تبغٍ ورائحة ترابٍ من الأرض التي توقفنا فوقها قليلاً لنبدأ ضِحكة قصيرة ..
هذا طريقٌ طويل , سأحملُك إلى آخِره , ويبدو مُسيّجاً بالتوتِ , والأساور , وزهر الليمون .. )).
دال الجسد يتحول إلى رقيمٍ لقراءة طالع المستقبل , باستخدام تقنية السرد , ونلاحظ أنّ هذا الدال عرض الماضي من خلال قراءة الخطوط والاشارات وتأويل هذه الخطوط المتقاطعة من خلال تقريبها من احداث الحاضر , فالسارد يمتاز بقراءة دوال الجسد التي ينتجها بوصفها لغة جسدية متقاطعة مع التراث الشعبي .
وعند اعادة قراءة النص بعيداً عن دال الجسد نلاحظ أنه صورة مرئية قادرة على ارسال عدة دلالات سيميائية منها دال التعبير والآخر دال المحتوى والثالث دال الجسد النصي وهذه الرموز التي يرسلها دال التعبير تكون قادرة على طمس فضاء الاشارات (( الصورة البيانية )) .
فضاء المستوى مقسم إلى ثلاث رموز , تطبع على خطوط اليد :
الخط الأول المرتفع : هذا جدول من حنين , وبقايا قٌبلة علقت بباطن كفّك , وآثارُ تلويحاتٍ كثيرةٍ كُنتِ تُرسلينها لسنواتنا الجميلة..
الخط الثاني المنخفض والملتقي به خط طولي قد يلتحم بالصاعد وقد ينفرج عنه : هذه رائحة تبغٍ ورائحة ترابٍ من الأرض التي توقفنا فوقها قليلاً لنبدأ ضِحكة قصيرة
الخط الثالث الطولي : هذا طريقٌ طويل , سأحملُك إلى آخِره , ويبدو مُسيّجاً بالتوتِ , والأساور , وزهر الليمون ..
الصورة المرئية لدال الجسد (( اليد)) دالة منفتحة على تقنية الصورة المرئية وعوضاً عن كونها تمتلك مفاتيح الماضي والحاضر وربما المستقبل , وهذا ما جعل خطوط اليد خطوطاً سيميائية مرئية قادرة على محاكاة العالم ((الاتسام بالكونية)) على الرغم من السكون التي وصفت به من خلال افعال السرد (( هاتي أقرأ لكِ كفكِ)) الفعل الامر دالاً إلزامياً .



#زيد_مظفر_الحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضراوة اللغة وفضاء الأيروتيكية الجسدية حسين مردان انموذجاً
- شعرية الجسد في الشعر العراقي
- جدلية الحضور والغياب في شعر فليحة حسن
- التفاعل النصي للمكان في شعر عبد الامير خليل مراد
- اللوحة
- التناص الأسطوري في نص حضرة الغياب لمحمود درويش
- الصورة الشعرية في الشعر العراقي (نازك الملائكة) إنموذجا
- قصيدة النثر استقراء منشئيه الرفض
- شعرية اليومي والمألوف في الشعر العراقي الحلقة الاولى
- اللغة الشعرية عند الماغوط
- الاغتراب الروحي في شعر نازك الملائكة
- شعرية المكان في شعر باسم فرات
- التناص الديني في شعر محمود درويش


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد مظفر الحلي - شعرية الجسد في ديوان (متفق عليه) ابراهيم جابر ابراهيم