أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - هل سيتعرى الكون أمام أعين البشر يوما ما ويكشف عن نفسه؟















المزيد.....

هل سيتعرى الكون أمام أعين البشر يوما ما ويكشف عن نفسه؟


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 15:30
المحور: الطب , والعلوم
    



بعد عقود طويلة من المتابعة والقراءة والتأمل والبحث ألمضني حول الكون وأسراره وألغازه ، قررت أن أعرض ما يختزنه عقلي وذاكرتي وتقديمه للقراء. بيد أن العقبة التي واجهتني هي بأية لغة وبأي مستوى وبأية منهجية يمكنني إنجاز هذا المشروع الفكري ؟ هل أسلك طريق العلماء والمتخصصين والأساتذة الجامعيين بما لديهم من أدوات ونظريات ومعادلات رياضية لا يستوعبها إلا نخبة النخبة؟ أم ألجأ الى طريقة التبسيط وتقديم السهل الممتنع بلغة يفهمها الجميع بكافة مستوياتهم دون التضحية بالرصانة العلمية والجدية وصحة المعلومة العلمية؟ وكان أن اخترت الخيار الثاني وأصدرت كتابي الأول بعنوان : الكون أصله ومصيره سنة 2011، وفي أعقاب ردود الفعل وحسن الاستقبال الذي لقيه الكتاب أصدرت كتابي الثاني في نفس السياق تحت عنوان : الكون الحي بين الفيزياء والميتافيزياء سنة 2012. ولم تكن طريقة النشر تقليدية في طبعات ورقية بل نشرتهما عن طريق دار للنشر الإلكتروني في صيغة رقمية ، لكنني شعرت بأن المشروع غير مكتمل بعد ويحتاج إلى التطوير والمتابعة في نطاق الموسوعة الكونية المبسطة التي عزمت على تأليفها ونشرهافي عدة مجلدات فنشرت كتابي الثالث هذا تحت عنوان : الكون المطلق بين اللامتناهي في الصغر واللامتناهي في الكبر في نفس دار النشر الالكترونية إي – كتب وفي طريقي للانتهاء من المجلد الرابع وهو تحت عنوان : "الواقع الظاهر والواقع الخفي في الكون المرئي نظرات في أطروحة الأكوان المتعددة". وما أزال إلى يوم الناس هذا أراقب السماء المظلمة والمضيئة، محطة الأسرار والأساطير والألغاز، والمرآة التي تعكس صورة الجذور الحقيقية والوهمية عن أصولنا، السماء التي نظر إليها الإنسان، برهبة، ومنح أسماء آلهة خرافية للنجوم لينسج حولها جملة من الخرافات والأساطير التأسيسية بحثاً عن منطق يفسر هيئة وغموض وماهية السماوات المرئية وكذلك تلك الخفية عن بصائر البشرية.
خطت في السماء المتسامية الخطوط الأولى لنصوص التكوين، كما أعتقد الأوائل من البشر وهم يبحثون عن جواب لسؤال من أين أتينا؟ كان الفلك هو العلم الأول الذي اتبعه القدماء واحتكرت النصوص الدينية محتواه وموضوعاته لغاية سنة 1609 عندما وجه توماس هاريوت وغاليلو غاليله منظاريهما نحو السماء وسجلا الولادة العلمية لعلم الفلك الحديث الذي يتجاوز الإمكانات القاصرة للعين البشرية ومحدودية الرؤية البصرية لها للمضي إلى ابعد ما يمكن، والرحيل إلى ماضي الكون وطفولته الأولى، لأن الصورة التي رصدتها تلسكوباتنا الحديثة وتلقتها من النجوم والمجرات البعيدة استغرقت ملايين ومليارات السنين البشرية حسب المسافات التي تفصلنا عنها، لكي تصل إلينا لتروي لنا قصة الكون وتاريخه منذ لحظة الانفجار العظيم إلى يوم الناس هذا. وكان لابد من التعاطي مع المسافات المهولة والأرقام الفلكية والقوانين الجوهرية والمعادلات الرياضية والنظريات الفيزيائية لسبر أغوار وأسرار المادة والطاقة وتعقيداتهما، والتي علمتنا إن من موت النجوم تولد نجوم وكواكب جديدة قادرة على البقاء على الحياة لفترات أطول تقاس بمليارات المليارات المليارات من السنين وفي طياتها تولد الحياة في كل مكان في الكون لتواجد مكوناتها بوفرة في كل زوايا الكون المرئي.
أطروحة ما فوق وما تحت الذرة:
كان الفضاء الخارجي والكون المرئي ومحتوياته المنظورة والمرصودة هو الذي يشغل عالم ما فوق الذرة أي عالم اللامتناهي في الكبر، الذي تعاملت معه من كافة جوانبه، نظرية النسبية لآينشتين ، ولكن عندما نقول اللامتناهي في الصغر فهذا يعني أننا ملزمون بالحديث أولاً عن العلم الذي يتعامل مع هذا المفهوم، وهو فيزياء الكوانتا أو ميكانيكا الكموم ، وهناك قلة من العلماء من تفهموا في بدايات القرن الماضي أسرار هذا العلم وما يترتب عليها من تغيرات في الرؤية العلمية للكون والمادة والطاقة وإعادة النظر في المسلمات العلمية السائدة.
والأهم من ذلك كله هو التطبيقات العملية لفيزياء الكموم أو الكوانتا في مجال البحث العلمي وفي حياتنا اليومية، كموضوع الليزر واستعمالاته المدنية والطبية والعسكرية الذي جرى تطويره من سنوات الستينات في القرن المنصرم، إلى جانب تطبيقات مستقبلية مثل الكريبتوغرافية أو التشفيرية والترميزية والانتقال الفوري الآني تيليبورتيشن والحاسوب الكمومي أو الكوانتي ومختلف الأدوات والأجهزة الالكترونية الحديثة كالهاتف الذكي والجي بي أس GPS أي محدد الأماكن عبر الستلايتات أو الأقمار الصناعية والتصوير الشعاعي الطبي الخ.. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن اللامتناهي في الكبر حيث لابد من عرض وشرح للنظرية النسبية لآينشتين وما اعقبها من نظريات على يد علماء فطاحل من طراز ستيفن هاوكينغ وليونارد سيسكند ونظريات من نوع النظرية أم ونظرية الاوتار الفائقة وغيرها، والتي تبحث في المستوى الماكروسكوبي أي النظام الشمسي والنجوم والمجرات والاكوان الأخرى والابعاد الكبيرة. كل ذلك تناولته في كتبي السابقة وفي هذا الكتاب بالذات وبالتفصيل وبلغة تبسيطية مفهومة كما أسلفت .
عندما نستعرض تطور الكون المرئي منذ بدايته إلى يوم الناس هذا تستوقفنا محطات مذهلة لم يفكر بها أحد من الناس عدا المتخصصين والعلماء، منها على سبيل المثال لا الحصر، متى بدأ الكون المرئي وجوده المادي الفعلي؟ وعندما نستخدم كلمة متى فهذا يعني أننا نتعامل مع شيء اسمه الزمان. وما هي أصغر وحد زمنية؟ لا يعرف أغلب الناس إنها معروفة باسم زمن بلانك ، نسبة الى العالم الألماني ماكس بلانك الأب الحقيقي لفيزياء الكموم أو الميكانيك الكوانتي، والذي حصل على جائزة نوبل للفيزياء سنة 1918. ولو وضعنا أرقاماً لقياس زمن بلانك فهو جزء لايمكن تخيله بشريا من الثانية الواحدة وهو10-44 أي 10 أس 44 بالسالب من الثانية أي صفر وبعده فارزة ومن ثم 44 صفر آخر قبل الواحد من ثانية فعلينا أن تذكر هذا الرقم 0،000000000000000000000000000000000000000000001 من الثانية أو 10-44 وهناك قمر صناعي يعمل الآن في الفضاء يحمل نفس الإسم تكريما لهذا العالم، والذي قدم لنا معلومات علمية أحدثت ثورة حقيقية في مفاهيم الفيزياء المعاصرة ونظريات علم الكون سنتحدث عنها لاحقا بالتفصيل. من هنا يمكننا القول إن لحظة حدوث الانفجار العظيم البغ بانغ Big Bang يمكن أن تحمل إسم لحظة بلانك، العالم الذي قتلت السلطات النازية إبنه تحت التعذيب سنة 1944، وكان مقربا من العالم الشهير البرت آينشتين ورحلا معاً عبر الكون المرئي أو المنظور من مستواه اللامتناهي في الصغر إلى مستواه اللامتناهي في الكبر. بلانك يمثل اللامتناهي في الصغر وآينشتين يمثل اللامتناهي في الكبر. ولو عدنا الى لحظة الانفجار العظيم سنجد أن الواقع كان مضغوطاً ومسحوقاً في حيز يشبه العدم أو اللامكان، وهو أصغر مليارات المليارات المليارات المرات من نواة أصغر ذرة في الوجود. وهو أصغر شيء رصدته وعثرت عليه أجهزتنا وتكنلوجيتنا المعاصرة. فمن يصدق أنه عن هذا الشيء اللامتناهي في الصغر انبثق الكون المرئي بمليارات المليارات من السدم والمجرات والنجوم والكواكب والغازات والأغبرة الكونية، التي انتشرت في الكون المرئي عبر مسافات مهولة لا يمكن تخيلها؟ ومع ذلك فهذه هي الحقيقة العلمية المؤكدة اليوم. فذلك الجسيم الأولي اللامتناهي في الصغر، الذي سمي بالفرادة الأولية البدئية، كان يختزن كماً مهولا من الطاقة وفي حرارة تبلغ مائة ألف مليار المليار المليار درجة في مرحلة مذهلة من التوازن. أي إن الكون قبل خروجه للعلن كان في حالة توازن حراري تام على مستوى بلانك الزماني والمكاني. أي في زمان بلانك ومكان بلانك. قبل حصول التفاعل النووي المرتبط بحدث الانفجار العظيم البغ بانغ، وهو نفس الرأي الذي أعلنه العالم البريطاني الفذ ستيفن هاوكينغ . الذي قال ما معناه أنه "كان الكون البدئي مشبعاً بجسيمات أو جزيئات ما دون ذرية، افتراضية، سميت الغرافيتونات ، التي افترض أنها هي التي تحمل قوة الثقالة أو الجاذبية الكونية، وسماها البعض مداعباً بالجسيمات الربانية، فقوة الجاذبية أو الثقالة، وهي قوة كونية جوهرية، كانت موجودة حتى قبل وقوع الانفجار العظيم واتحدت بالقوى الكونية الجوهرية الثلاثة الأخرى بعد حدوث البغ بانغ، وهي القوة الكهرومغناطيسية، والقوة النووية القوية أو الشديدة، والقوة النووية الضعيفة. وإذا تعذر كشفها ورصدها فعلى الأقل يتم العثور على الدالات أو الموجات الثقالية التي تعتبر الآثار الوحيدة الباقية عن ولادة الكون في مستويات بلانك". ومن يرغب ذ بمعرفة التفاصيل فعليه أن يبحر معي ويغوص في أعماق المعلومة الكونية في محاولة للإمساك بأول الخيط الذي سيقودنا في رحلتنا هذه معاً إلى الحقيقة الكونية وإن كانت نسبية.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة الحروب الحديثة التي لا تنتهي في العراق
- حرب التحالف الدولي على داعش تبدأ بالمخابرات
- الواقع الظاهر والوقع الخفي في الكون المرئي 2
- الواقع الظاهر والوقع الخفي في الكون المرئي 1
- داعش بين صورتها الحقيقية وقصور الإعلام 1
- الغرب ينظر إلينا بعين واحدة
- نقاط القوة والضعف في كينونة القوة القائدة للعالم
- داعش الآلة الجهنمية التي خرجت من رحم الإخوان المسلمين
- الولايات المتحدة الأمريكية منجم المشاكل الدولية؟
- ومضات من وراء الحدود
- رحلة في أعماق الكون المرئي من المنبع إلى المصب
- مقابلة مع د. إسماعيل قمندار
- الحياة ظاهرة كونية وليست أرضية فقط ؟
- الشرق الأوسط في إعصار لعبة الأمم
- حكايات الكوانتا الغرائبية
- الموجود والمفقود في الكون المرئي
- التشققات الكونية
- مفردات الكون المرئي الجوهرية: الصدفة أم الضرورة، الشواش والع ...
- التشيع والدولة: رجال الدين أمام اختبار الحداثة
- دردشة في باريس بين جواد بشارة و الباحث الفرنسي المتخصص بالإس ...


المزيد.....




- من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا ...
- فيديوهات لملابس عمل -قبيحة- تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي با ...
- بيانات تكشف واقع عدم المساواة بين الجنسين في العالم
- هل بخّرت قنابل إسرائيل الحرارية جثثا غزية وحولتها إلى رماد؟ ...
- تقرير دولي: نحو 282 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي ال ...
- ما هي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد البلاستيك ...
- إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: العثور على بقايا إنفلونزا ال ...
- دراسة: الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفا من البشر.. ولكن!
- بحيرة زجاجية مذهلة من الحمم البركانية على سطح قمر آيو
- ناسا تحث على توحيد الجهود لمواجهة التغيّر المناخي


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - هل سيتعرى الكون أمام أعين البشر يوما ما ويكشف عن نفسه؟