أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أحاديث (نبى) العرب محمد (2)















المزيد.....

أحاديث (نبى) العرب محمد (2)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 21:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ينشغل الأصوليون الإسلاميون (مُعتدلون ومُـتشدّدون ، رسميون وتنظيمات ، من يقتلون الإنسان بالرشاش ومن يقتلون العقل بمرجعيتهم الدينية) بقضية أشبه بتلك التى شغلتْ العقل السوفسطائى فى اليونان القديمة : أيهما أسبق : الفرخة أم البيضة ؟ بينما تغاضوا عن كل مشكلات مجتمعهم . كذلك فعل الأصوليون فانشغلوا ب : هل الأحاديث ضعيفة العنغنة أم صحيحة السند ؟ مُـتغافلين عن مرور 200سنة من بدء تدوين الأحاديث ، والأهم تغافلهم عن مغزى الأحاديث بغض النظر عن اسم صاحبها. وإذا كان للعقل الحر أنْ يتغاضى عن الأحاديث التى يرفضها العلم ، مثل حديث ((إذا سقطتْ الذبابة فى الماء فأحد جناحيها فيه الداء والآخر فيه الدواء)) أو تبنى صيام عاشوراء الذى يصومه اليهود فقال محمد ((أنا أولى بموسى منهم)) (رواه البخارى) أو التدخل فى لبس الإنسان مثل حديث ((إنما يلبس الحرير فى الدنيا من لا خلاق له فى الآخرة)) (رواه مسلم) فإنّ الأصوليين يختلفون حولها : فيقول أدعياء اليسار من أصحاب تيار (تجديد الخطاب الدينى) إنها أحاديث ضعيفة العنعنة ، بينما يقول المُـتشدّدون أنها ((أحاديث صحيحة ومتفق عليها)) ولكن أصحاب الفريقيْن يصمتون تمامًا عن الأحاديث التى تنضح بالتعصب العرقى والدينى ، ويصمتون أكثر عن الأحاديث التى تـُحرّض على غزو الشعوب الآمنة ونهب ثرواتها تحت مُسمى (الجزية) مثل حديث ((من لم يغز ولم يجهز غازيبًا أو يخلف غازيًا فى أهله ، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة)) (رواه أبو داود) ومثل حديث ((من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق)) (رواه مسلم) ومثل حديث ((جعل رزقى تحت سن رمحى)) وحديث ((بُعثتُ بالسيف ، والخير مع السيف ، والخير فى السيف)) وحديث ((لا تزال أمتى بخير ما حملت السيف)) (رسالة الغفران- ص41، 230، وتاريخ الطبرى- ج2) وجاء فى لسان العرب- المعجم الوسيط تحت مادة غزو ((الغزو- لغة- هو إرادة الشىء وطلبه ، أو هو السير إلى (قتال العدو) وانتهابه)) أما لماذا كانت الغزوات التى أطلق عليها العرب (فتوحات) فالجواب يأتى من حديث لعائشة زوجة محمد التى قالت ((ما شبعنا من طعام قط إلاّ بعد فتح خيبر)) (المستشار محمد سعيد العشماوى فى كتابه الخلافة الإسلامية- سينا للنشر- عام 90- ص139) وهى تقصد بالفتح (غزو خيبر) وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال ((غزوتُ مع رسول الله ست سنوات نأكل الجراد)) (رواه سفيان بن عُيينة ورواه الثورى عن أبى يعفور قال ((سبع غزوات)) (أسد الغابة فى معرفة الصحابة- عز الدين بن الأثير- كتاب الشعب بمصر- عام 70- ج3- ص 182) وكتب المرحوم خليل عبد الكريم أنّ (محمد) اشترك فى 27غزوة أى ربع الغزوات تقريبًا لم يكن طعام الصحابة فيها سوى الجراد ثم تغيّر الحال بعد الغزوات (الصحابة والصحابة- السفر الثانى- سينا للنشر عام 97- ص115، 116) وأنّ عمر بن الخطاب كان يحرص على مشاهدة تعذيب الأفراد من الشعوب التى احتلها العرب وأطلقوا على أهلها (علوج) والتعذيب كان ((بغرض استصفاء أموالهم ، فكيف يكون عمر طيبا؟)) (المصدر السابق- ص190) وكتب أ. خليل أنّ ((صحابيًا من العشرة المُبشرين بالجنة يدعو على صحابى آخر قال محمد بدخوله الجنة. الأول هو عمر بن الخطاب والثانى بلال والسبب الخلاف على أرض البلاد (المقهورة) الأخير يهدف إلى تقسيمها عينـًا والآخر تـُقسّم خراجًا حتى تتمتع بخيراتها الأجيال بعد الأجيال فى مكة والمدينة على حساب عرق وكد فلاحى العراق والشام ومصر (المصدر السابق- ص53، 54) لذلك كان المرحوم خليل عبد الكريم – فى كل كتبه ومقالاته- يذكر تفاصيل النهب الذى حصل عليه العرب بعد غزواتهم بحجة نشر الإسلام ، فكتب عن ((الأموال الأسطورية التى نـُزحتْ نزحًا وكـُسحتْ كسحًا من البلاد الموطوءة (فارس ، العراق ، الشام ومصر) و((وصلتْ الأموال إلى أيديهم بعد استنزاف البلاد (المفتوحة) بكثافة أذهلتهم ولم تكن تخطر لهم فى الأحلام ومن ثمّ كان القتال عليها مستعرًا يبلغ حد امتشاق السيوف والتهديد بالإغتيال)) وأنّ عمرو بن العاص وطىء مصر بجيشه فكان يستصفى أموالها من أصحابها ويُرسلها إلى المدينة لينعم بها المهاجرون والأنصار، وفى إحدى المرات أرسل قافلة أولها فى المدينة وآخرها بفسطاط مصر محملة بالمحاصيل من عرق الفلاحين المصريين . ولذلك فإنّ صحابة محمد الذين كانوا يتنازعون على (جراب شحم) سيملكون قرى بكاملها فى البلاد التى وطأتها خيولهم (المباركة) بحجة إخراج أهلها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد مع أنّ هؤلاء لم يشكوا لهم ولم يستنجدوا بهم . وفى حديث لعمر بن الخطاب قال فيه لو عاش لقابل (أى العام المقبل) فسوف يُرسل للراعى نصيبه من العطاء وهو قابع فى باديته. وكان تعليق أ. خليل ((أنّ (العلج) المصرى يشقى طوال العام وولاة عمر يضعون يدهم على حصيلة كده ويرسلونه إلى عمر الذى يُوزعها على صحبه حسب مراتبهم وما يفيض يبعث به إلى راعى الغنم وهو مستلقٍ على قفاه فى باديته)) (المصر السابق- عدة صفحات ، خاصة ص176)
لكل ما سبق – وغيره كثير- كان لابد من تبرير غزو الشعوب المُـنتجة (خاصة الشعوب الزراعية) ولابد أنْ يكون ذلك التبرير قد أخذ الرخصة (من السماء) لذلك كان من الطبيعى أنْ يُرسل محمد تلك الرسالة (ذات الدلالة) التى أرسلها محمد إلى المقوقس جاء فيها ((بسم الله الرحمن الرحيم من عند محمد رسول الله إلى صاحب مصر. أما بعد فإنّ الله أرسلنى رسولا وأنزل علىّ كتابًا مبينـًا وأمرنى بالانذار والاعذار ومقاتلة الكفار حتى يُدينوا بدينى ويدخل الناس فيه. وقد دعوتك إلى الإقرار بوحدانية الله تعالى ، فإنْ أنت فعلتَ سعدتَ وإنْ أنت أبيتَ (= رفضتَ) شقيتَ والسلام)) (فتوح الشام للواقدى- مكتبة ومطبعة المشهد الحسينى بمصر- بدون سنة نشر- ج2- 23) الرسالة لا تحتاج لأى تعليق : إلاه محمد أرسله (بالانذار ومقاتلة الكفار) فلابد أنْ يكون المُبرّر هو ذلك المصطلح غير العلمى (الكفر) والذى يعنى فى قواميس اللغة العربية تكفير الزرّاع ، وكتب الشيخ محمد الرازى ((الكافر الليل المظلم لأنه ستر بظلمته كل شىء وكل شىء غطى شيئــًا ومنه سُمى (الكافر) لأنه يستر نعم الله عليه. والكافر الزارع لأنه يُغطى البذر بالتراب والكفار) الزرّاع)) (مختار الصحاح- المطبعة الأميرية بمصر عام 1911- ص599) إذن المدخل للاحتلال استخدام ذلك المصطلح (التكفير) وارتباط ذلك المصطلح – لغويًا – بالموقف العدائى ضد الشعوب الزراعية. ويكون المدخل الثانى للاحتلال التهديد ، فإذا وافق (المُـخاطب) بالرسالة (سلم) وإنْ رفض (شقى)
وإذا كان العروبيون والإسلاميون كتبوا كثيرًا عن الظلم الذى عاناه شعبنا من المقوقس (ملك مصر) فإنّ الواقدى (وهو مسلم كامل الإسلام) كتب أنّ ((القبط كان ملكهم المقوقس . وكان هذا الملك من أهل الرأى والتدبر والفضل والحكمة. وكان من أهل العلم فى زمانه وكانت القبط معه فى عيشة رضية)) ولكن هذا المقوقس استسلم للغزاة الجـُدد ولم يفكر- مجرد تفكير- فى تشجيع الشعب على مقاومة الغزاة ، وإنما ((جمع القسس والرهبان وقال لهم يا أهل دين النصرانية اعلموا أنّ زمانكم قد مضى وهذا النبى المبعوث لا شك فيه وهو آخر الأنبياء ولا نبى بعده)) (الواقدى – مصدر سابق- نفس الصفحة)
ولأنّ شعبنا عاش معظم فترات تاريخه بدون طليعة روحية (إنتيليجنسيا) وأنّ الإنتيليجنسيا أثناء الغزو العربى كانت من القسس وآباء الكنيسة ، ولأنّ هؤلاء القسس وآباء الكنيسة استسلموا ولم يُشجّعوا الشعب على مقاومة الغزاة ، لذلك كان الاحتلال ميسورًا (مع وجود بعض أشكال المقاومة من الأميين فى بعض المناطق كما ذكر الواقدى (ص34، 35) فاستخدم العرب الغزاة آلية القهر المُـتمثلة فى الاختيار المر بين ثلاثة بدائل : الدخول فى الإسلام أو دفع الجزية التى نصّ القرآن عليها أو القتال (الواقدى- الصفحات 28، 31، 33، 138، 139، 156، 160) وفى الصفحة الأخيرة (160) ذكر الواقدى أنّ أهل أهناسيا قاوموا العرب ((فأقام المسلمون على حصار أهناس ثلاثة أشهر. وكل يوم يناوشونهم بالقتال والأسوار منيعة. وأصحاب رسول الله كل يوم يشنون الغارات فضعفتْ من أهل أهناس القوى ومات الضعيف وانقطع عنهم المدد وضاقتْ أنفسهم وطمعتْ فيهم الصحابة.. وقذف المسلمون الأبواب بالنار. وتعلــّـق النار فى الحطب والخشب فتهدّمها. فلما أصبحوا فعلوا ذلك (من جديد) وألقوا النار فى الزيت والكبريت ووضعوها حتى تعلقتْ النار بحجارة الباب والأخشاب وثارتْ النار إلى أعلى السور حتى وصلتْ إلى البرج بمن فيه من الروم وهلك منهم جماعة كثيرة وكانت الأعمدة من الحجارة المنحوتة. وكانوا أغلقوا أبوابه. ولما رأى (الملعون) ذلك لم يطق أنْ يصبر وأمر بفتح الباب وصاح (الأمان) ومعه جماعة من حشمه وخدمه وبطاركته فعرضوا عليهم الإسلام فأبوا (رفضوا) فأمر خالد بضرب أعناقهم فمن أسلم تركوه ومن أبى قتلوه . ومن بقى على دينه ضربوا عليه الجزية. وهدموا دورًا وأماكن حتى صارتْ تلالا وغنم المسلمون (العرب) أموالا كثيرة من أوانى الذهب والفضة والفرش الفاخرة. وقال خالد لأتباعه من العرب إذا وصلتم إلى بهنسا التى هى دار ملكهم فأرسلوا إلى الملك وادعوه إلى الإسلام فإنْ أطاع فاتركوه فى ملكه وإنْ أبى فالجزية عن يدٍ وهم صاغرون وإنْ أبى فالسيف (الواقدى- ص159، 160)
وذكر الشيخ عبد الله الشرقاوى الذى وضع الهوامش على كتاب الواقدى ((دولة عمرو بن العاص أربعين كورة وعدة قراها ألفان وثلاثمائة وخمسة وسبعون قرية دون الكنوز. وكان خراجها فى زمن عمرو بن العاص اثنى عشر ألف ألف (أى 12 مليون) دينار. ثم تغيّرتْ أحوال مصر فى دولة الإسلام وخرب أغلب قراها وانحط خراجها. ولم يزل عمرو واليًا على مصر إلى أنْ توفى عمر بن الخطاب وولى عثمان بن عفان فعزله وولى بدله عبد الله بن سرح فلما أتى إلى مصر ارتحل عمرو إلى المدينة. فجبى عبد الله بن أبى سرح خراج مصر فى تلك السنة أربعة عشر ألف ألف (14مليون) دينار. ولما وصل ذلك إلى عثمان بالحديبية نظر إلى عمرو بن العاص وقال له قد درّّتْ الحقة (أى زاد الخراج) يا عمرو. فقال عمرو: نعم ولكن جاعتْ أولادها فإنّ هذه الزيادة التى أخذها عبد الله بن سرح إنما هى (كلى) الجماجم فإنه أخذ من كل رأس دينارًا خارجًا عن الخراج وحصل لأهل مصر بسبب ذلك ضرر شديد)) (المصدر السابق- ج1- ص55، 56) وقال الواقدى : اجتمع جيش خالد وجيش أبى عبيدة وأصحابه سائرون والرهبان سائرون بين أيديهم وما أحد من أصحاب أبى عبيدة جرّد سيفه. فلما نظر خالد إليهم ورأى أنْ لا أحد منهم جرّد سيفه بُهتَ وجعل ينظر إليهم متعجبًا فنظر إليه أبو عبيدة وعرف فى وجهه الانكار فقال يا أبا سليمان قد فتح الله على يدى المدينة صلحًا وكفى الله المؤمنين القتال. فقال خالد وما الصلح؟ لا أصلح الله بالهم وأنىّ لهم الصلح وقد فتحتها بالسيف وقد خضّبتْ سيوف المسلمين (العرب) من دمائهم وأخذتُ الأولاد عبيدًا وقد نهبتُ الأموال. فقال أبو عبيدة أيها الأمير اعلم أنى ما دخلتها إلاّ بالصلح فقال له خالد بن الوليد إنك لم تزل مغفلا وأنا ما دخلتها إلاّ بالسيف عنوة وما بقى لهم حماية فكيف صالحتهم ؟ قال أبو عبيدة اتق الله أيها الأمير. والله لقد صالحتُ القوم ونفذ السهم بما هو فيه وكتبتُ لهم الكتاب . فقال خالد وكيف صالحتهم من غير أمرى وأنا صاحب رايتك والأمير عليك ولا أرفع السيف عنهم حتى أفنيهم عن آخرهم)) (ج1- ص46) وتكرّر نفس الموقف فى دمشق فقال خالد ((فتحتُ دمشق عنوة بالسيف وكان أبوعبيدة على باب الجابية فخدعته الروم فصالحوه على الباب الآخر. ومنعنى أنْ أسبى وأقتل)) (53)
ولأنّ الشعر العربى جزء من الثقافة العربية ، لذلك فهو ترجمة لأحاديث (نبى) العرب عن الغزو، وفى هذا الشأن قال الشاعر (ضرار) عن المعارك التى دارتْ بين العرب والروم ((فيا ويل كلب الروم أنْ ظفرتْ يدى/ به سوف أصليه الحسام بنقمة/ وأتركهم قتلى جميعًا على الثرى/ كما رمة فى الأرض من عِظم ضربتى)) فإذا كان الغزو جريمة ضد الإنسانية ، فلماذا يكون تشبيه الإنسان بالكلب؟ ولماذا يكون القتلى (رمم) ؟ وهل هذا (شعر)؟ أما الزبير بن العوام (أحد العشرة المُبشرين بالجنة) فقال ((أنا الزبير ولد العوام/ ليث شجاع فارس الإسلام/ قرم هُمام فارس هجّام/ أقتل كل فارس ضرغام/ وإننى يوم الوغى صدّام/ وناصر فى حانها الإسلام)) وقال الفضل بن العباس ((إنى أنا الفضل إبى العباس/ وفارس منازل حراس/ معى حسام قاطع الراس/ وفالق الهامات والأضراس)) وقال زياد بن أبى سفيان بن الحرث بن عبد المطلب ((أنا الفارس المشهور يوم الوقائع/ بحد حسام فى الجماجم قاطع)) ولأنّ القرآن والأحاديث (النبوية) رسّخا لمقولة (التكفير) كمبرر للغزو، لذلك قال الزبير بعد انتصار العرب على أهالى أهناسيا ((أيا أهل أهناسيا الكوافر/ ويا عصبة الشيطان من كل غادر/ أتتكم ليوث الحرب سادات قومها/ على كل مشكول من الخيل ضامر/ فإنْ لم تـُجيبوا سوف تلقون ذلة/ ونقتل منكم كل كلب وفاخر)) الكلمة الأخيرة وردتْ هكذا فى النسخة التى معى وأعتقد أنّ صوابها (فاجر) لتمشى مع الكلمة السابقة (كلب) ثم جاء الدور على الفضل بن العباس فقال ((يا أهل أهناس الكلاب الطواغيا / أتتكم ليوث الحرب فاصغوا مقاليا / أقروا بأنّ الله لا ربّ غيره/ وألاّ تروا أمرًا عظيمًا مدانيا / أقروا بأنّ الله أرسل أحمدًا / نبيًا كريمًا للخلائق هاديًا)) كيف يكون (النبى) كريم الأخلاق وهاديًا وهو الذى حرّض على الغزو فى الأحاديث المنسوبة إليه والمُعتمدة من كل كتاب سيرته؟ وعندما جاء الدور على ميسرة بن مشروق العبسى قال ما يُــكذب الفضل ((أتينا الأهناس بكل غنضفر/ على كل صهال من الخيل أجود/ فإنْ هم أطاعونا شكرنا فعالهم/ وإلاّ أبدناهم بكل مهند/ ونـُـخرّب أهناسيا ونقتل أهلها / إذا خالفوا دين النبى محمد)) إذن ها هو ميسرة يؤكد على أنّ الدخول فى الإسلام بالإكراه وليس بالإقناع ويتناقض مع آية (لكم دينكم ولى دين) وأنّ من يرفض الدخول فى الإسلام مصيره الإبادة وأنّ هذا هو (دين محمد) كما قال ميسرة الذى ترجم أحاديث وسيرة محمد دون أى أدوات تجميل أى كما يقول شعبنا فى أهازيجه العفويه العبقرية ((جابها علا بلاطه)) ويؤكد ذلك ما قاله زهير المحاربى وهو يُحرّض العرب على القتل ((يا معشر الناس والسادات والهمم/ ويا أهل الصفا ويا معدن الكرم/ فشددوا العزم لا تبغوا بعد فشلا / ومكــّنوا الضرب فى الهامات والقمم/ وخلفوا القوم فى البيداء مطرحة/ على الثرى خمشـًـا بالذل والنقم))
والملاحظ على تلك النماذج المنسوبة زورًا إلى الشعر 1- أنها ليست لها علاقة بالشعر، من حيث وظيفته فى الارتقاء بقيم النبل والجمال والحث على الفضيلة وليس على قتل (المختلف) والفرحة المجنونة برؤية جثث القتلى وتشبيهها بالرمم الخ 2- الفقر فى المفردات والتكرار عند من كتبوا هذا (الشعر) مثل مفردة (الكلب) و(الكلاب) و(الذل) و(الانتقام) و(الطواغيت) و(الحسام) و(المهند) و(الليوث) والاطاحة بالرؤوس الخ . ورغم أنّ الواقدى هو الذى ذكر تلك النماذج من (الشعر) فإنه كان موضوعيًا عندما ذكر أنّ العرب بعد (انتصاراتهم) كانوا ((يقتلون ويأسرون وينتهبون وأحرقوا الأبواب وهدّموا الجدران وأخرجوا الناس من بيوتهم ثم بعد ذلك عقدوا الصلح معهم على أداء الجزية)) (ج2- ص165) وإذا كان محمد ومن تبعه أسّسوا لمنظمومة الاختيار المر بين ثلاثة بدائل : الإسلام أو الجزية أو القتال ، فإنّ الحصول على الجزية قرّرها القرآن بكلام صريح لا يحتاج أى تأويل وبدأها بالقتال فقال ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يُحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون)) (التوبة/29) و(صاغرون) فى اللغة العربية تعنى الخضوع والرضوخ والاستسلام الخ وهكذا بدأتْ الآية بالتحريض على القتال وأنتهتْ بالخضوع لدفع الجزية التى هى (إتاوة) يفرضها الغالب على المغلوب كما فعل كل الغزاة السابقين على العرب واللاحقين عليهم.
وعن مغزى الأحاديث فإنّ أحدًا من الأصوليين لم يتوقف ليُحلل حديث ((اغزوا باسم الله فى سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله)) (صحيح مسلم) فما معنى الغزو باسم الله وفى سبيل الله ؟ وما مصلحة (الله) فى الغزو؟ ولماذا كان حرص (الله) على الجزية ؟ وهل الجزية ستذهب لله؟ وهل (الله) يتعامل بالنقود والحبوب والخضروات والفواكه ؟ كل تلك الأسئلة يتغاضى عنها الإسلاميون ويتناسون (والأدق يتغافلون) عن أنّ (الله) غير الإنسان ، فلا يحتاج إلى مسكن ولا إلى ملبس ولا إلى طعام . وإذن لا يكون هناك معنى لمُجمل أحاديث الغزو، إلاّ أنها فى النهاية صُـبّتْ لصالح من يقومون بالغزو، أى لصالح العرب ونبيهم الذى ورد عنه عدة أحاديث تـُحرّض على الغزو. وأنّ من يرفض الغزو فهو من (الجاهلية) ليس ذلك فقط وإنما هدّده بمصير مظلم فى الأخرة وفى الدنيا و((أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة) (رواه أبو داود) ولأنه (محمد) كان رعيًا للغنم لذلك انحاز للرعاة ضد الزرّاع فى حديث ((إذا تبايعتم بالنسيئة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) (رواه أحمد وصححه الحاكم) أى أنّ (الجهاد) يكون فى القتل والاحتلال والغزو، وليس فى العمل المُـنتج الذى يفيد البشر (الزراعة) وهو هنا كان مُـتماثلا مع الرب العبرى الذى انحاز لأحد ابنىْ (آدم) فتقـبّـل قربان الراعى ورفض قربان الزارع . واعترف محمد أنّ هدف الغزو الحصول على الطعام فقال ((جعل رزقى تحت سن رمحى)) واعتبر أنّ الخير فى السيف وبالسيف كما ذكرتُ فى بداية مقالى ، ونظرًا لأهمية (السيف) فى غزوات العرب ، لذلك قال زهير المحاربى وهو يُحرّض العرب على القتال ((أبشروا بالحور والولدان فى غرفات الجنان . إنّ الجنة تحت ظلال سيوفكم)) وهو ما كرّره سليمان بن خالد بن الوليد الذى قال لهم ((الله الله الجنة تحت ظلال السيوف)) الواقدى- مصدر سابق- ص162، 163) وبالتالى صار ذلك التعبير (الجنة تحت ظلال السيوف) من التعبيرات المأثورة فى التراث العربى/ الإسلامى ، والترجمة الحقيقة لذلك التعبير أنّ الجنة تسبح فى بحر من الدم وليست (الجنة) كما قيل فى مأثور عربى/ إسلامى آخر ((تجرى من تحتها أنهار اللبن والعسل والخمر))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)
- مغزى تعدد أسماء الآلهة
- الجسد بين الإنسان والوطن إبداعيًا
- العلاقة بين الواقعى والغرائبى فى (ماكينة الأحلام)
- حنان الشيخ وروايتها البديعة مسك الغزال
- ذيح الابن فى تراث الشعوب القديمة
- الأدب الإسرائيلى ومجابهة الصهيونية
- الخيال والواقع فى الأسطورة الأوزيرية
- القومية العربية والقومية المصرية : نقيضان
- الهجرة والعودة للوطن الأم
- الوحدة العربية والوحدة الأوروبية : مفارقات
- الجوائز الدولية والأغراض السياسية
- اعتذار وتوضيح
- الوسطية الدينية : وهم أم حقيقة
- المعامل الأمريكية لتفريخ الإرهابيين
- أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين
- عندما يكون الصحافى مجرد بوق للنظام
- الناصرية ومتوالية الكوارث
- لماذا كان الصراع بين (حور) و(ست) ؟
- العروبيون ورفض الاعتراف بالشعر المصرى


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أحاديث (نبى) العرب محمد (2)