أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - التعايش الطبقي














المزيد.....

التعايش الطبقي


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 03:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سألنتي النادله وقد طلبت مني سيجارة ووضعها فوق اذنها " هل تعرف كم اقبض في الشهر ؟ 500 دولار ، هل تعلم كم يربح صاحب المصلحه شهريا؟ 20000 دولار " . من الطبيعي والمنطق ومن المفترض ان تجد الفتاة جواب لسؤالها ، بالتحليل والتفكير وربط الامور ببعضها لتصل الى نتيجة ان سبب فقرها النظام الراسمالي وسبب غنى غيرها هو النظام الراسمالي ايضا ، من المفترض ان تعرف تلك الشابه ان عقد عملها التي أُجبرت على التوقيع علية وحالة الاحباط التي تعيشها هي بسبب النظام الراسمالي ، ان عدم قدرة هذه الفتاة لتفسر الواقع ، وقدرة رب العمل على امتصال الالوف وقس على غيرها من التناقضات لا تٌفسر دون وعي طبقي

من باب بث الفكر الماركسي لشعوب تم تدجينها تحت مسميات الليبراليه
والحرية الفرديه والعدالة الاجتماعية لابعادها عن واقعها وان ادركتة قبلت به ، اكتب بين الفينة والاخرى افكار ماركسية من اجل النقاش ودراسة ردات الفعل وطريقة التفكير ، وان كنت خبيرا بها من معاشرتي اياهم ، فالقانون الاله والملكيه الخاصة صحائفة المقدسة ، والتفاوت الطبقي مشكلة الفرد ، حتى ان الفرد هناك على قناعة ان بؤسه وُلد معه ولا احد غيرة مسؤول عنه .

طابور من قرابة خمسين شخص في دائرة حكومية من اجل دفع رسوم حجز موعد فحص القيادة ، لتجد من بينهم من يستند الى عكاز او سيدة كبيرة وموظفة واحدة على الكاونتر . سالت من هو أمامي " لماذا يجب علينا ان نقف ساعتين من اجل تحديد موعد؟" اجابني " انه القانون" .
لقد وصل الامر بتدجين الشعوب الى ما يفوق الخيال ، اتذكر ان طفلا لم يتجاوز اشهرا على يد والدته العربيه في احد المطارات قد شفع لها ولزوجها من تخطي ازمة الطابور بسبب الصراخ والبكاء المستمران ، الى درجة ان ازعج ليس الموظفين فحسب بل ايضا المسافرين .

التفاوت الطبقي كبير جدا لتجد من لم يستطع تأمين قوتة اليومي ، الى من يمتلك الملايين وقناعة الطرفين ان كل منهما يستحقان ما هما علية ، ان مفهوم التدجين الطبقي هو ثقافة المجتمع بدل مفهوم الصراع الطبقي ، ان تلك المجتمعات تفتقد الوعي الطبقي ، ولا احسبها سوى تربية موجهة حديثة تبدأ من البيت فالمدرسة فالمجتمع بأسرة .

ان ثقافة التدجين وان تفاجأ البعض مما أكتب هي حصيلة ممنهجة موجه من اجل امتصاص دماء الفقراء لانعاش الاغنياء ، أُعطيك هامش من الحرية اللامتناهية حسب تعبير صديقي الكندي ، فافعل ما بدا لك بعيدا عن حرية الاخرين ، انت ملك نفسك ونغض الطرف عن مستلزمات متعتك ما دمت لا تزعجنا ، نعطيك خيارات امانتك المزيفة المجبر عليها ، حتى ان لم تجد ما تأكل سمحنا لك استعمال ائتمانك دون مسائلة ، ويكفي ان تدافع عن نفسك بقولك كنت جائعا ، كم يعجبني صديقي في تشخيص الواقع حينما يقول " حين ذاك يصبح الكل شريك في الذنب ولا احد له افضليه او حق على احد" .

التدجين الطبقي هو سلاح البرجوازيه ضد الكادحين مع تغييب الوعي الطبقي الممنهج ليصبح التعايش الطبقي ثقافة طارئة تعتصر ما أمكن من اجساد الكادحين .
مظاهرات وول ستريت لم يشترك بها أي عامل وانما تنظيم مجموعات من العاطلين عن العمل بنفس برجوازي لم يكن مدلولة أكثر من ايقاف هروب رأس المال خارج القارة من أجل استمرار الوضع كما هو علية ، فاستمرار هروب رأس المال ناجيا بنفسة من ضرائب باهضة سيخلق حالة من خلل النظام القائم الذي حتما سيقود الى وعي طبقي لا ترغب به النخبة الحاكمة لانة تهديد لوجودها .

ان الامر الغريب هو تعطيل الصراع الطبقي واستبدالة بالتعايش الطبقي ، ولعل أحدا يسأل كيف السبيل الى تعطيل الصراع الطبقي وهو محرك التاريخ؟ وكيف يتم ايقافة وهو حتمية تاريخية ؟ . ان طرفي الصراع هما المالكون وغير المالكين وبسبب هذا الصراع ونتيجة لة يُكتب التاريخ والمجتمع الراسمالي خير من يُعبر عن الصراع الطبقي ، بل من اقداسة تفعيل الصراع الطبقي ، فالصراع الطبقي هو تجميع ثروة ، أما وقد أُستبدل بتعايش طبقي ممنهج ، فالسبات الطبقي هو المفضل .

لكن وبما ان الصراع الطبقي حتمية تاريخية ، سيتولد الوعي الطبقي وستنتصر جماهير الكادحين على مستغليها ، لذلك وجب على الماركسيين بث الافكار الماركسية وتحليل الواقع واستخلاص العبر خصوصا ان العدو الطبقي بات واضحا للماركسيين وهي الطبقة التي تنادي بدجين وتعايش طبقي ، ان الفكر الانساني التقدمي الثوري غير الرجعي يعترف بتعايش طبقي واحد لا غير ، عندما تُنزع ملكية وسائل الانتاج ، واي تعايش اخر ما هو الا تزوير تاريخي رجعي غير تقدمي ، هذا اذا كان هناك تزوير تقدمي .
ان ايقاف الصراع الطبقي لهو تدخل في حركة المجتمعات الطبيعيه وهو تعدي صارخ على مسيرة الانسانية ، وان التعايش الطبقي لهو جريمة بحق الطبقه العاملة والانسانية جمعاء ، نعم تحت شعارات الليبراليه والتعدديه ورشوة الرجعيه تم ايقاف الصراع الطبقي ، لا احد يموت جوعا ، هذا هو الشعار اللعين ، تحت هكذا فتات ونتذكر هنا ان 35 مليون امريكي يعيشون على كابونات الطعام تحت هكذا شعارات تم ايقاف الصراع الطبقي ، لكن يوما ما ستثور الشعوب على مستغليها متسلحه بوعيها الطبقي ، حينها تعود عربة التاريخ الى مسارها الصحيح .






#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة اخرى العمل الخدمي
- حول مفهوم فائض القيمة في الاشكال الاجتماعية للطبقة العاملة 2
- قانون نفي النفي وقانون فناء الضدين ووحدة صراع المتناقضات
- تاملات في الاقتصاد السياسي1
- رد على هرطقات رجعية !!
- صناعة الموت
- حول مفهوم الثقافه
- التدجين الطبقي ٢-;-
- عودة لموضوع تاكل النقود!!!!!?
- هل ظاهرة الدين العالمي تعني انهيار الراسمالية!!!!!!
- قوانين الديالكتيك
- حول اضراب الجامعات الفلسطينيه
- الحرب السورية
- الولايات المتحدة منحازة للاخوان في مصر
- حيفا
- تاملات في الاقتصاد السياسي
- قيم اشتراكية تفتقرها الراسماليه
- من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله الى من كل حسب طاقته ولكل حسب ح ...
- الحقيقة المطلقه والنسبية
- تناقضات الطبقة العاملة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - التعايش الطبقي