أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - موائمات وتوازنات ومعالجات سياسية تحولت لمقدس- تديين السياسة أم تسييس الدين.















المزيد.....



موائمات وتوازنات ومعالجات سياسية تحولت لمقدس- تديين السياسة أم تسييس الدين.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- تديين السياسة أم تسييس الدين (9).
-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية (38).

الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية هكذا قدمت الكثير من المقالات التى تؤكد أننا أمام مشاريع ومنتجات بشرية الفكر لحماً ودماً وإنفعالاً لتأتى نصوصها وفق خيال وفكر وهوى إنسان قديم وضع فيها رؤيته ووعيه ومعارفه ونزعاته ومصالحه لذا يمكن أن نضيف رؤية أن الدين بمثابة هوية إجتماعية لجماعة بشرية ذات مشروع سياسى إجتماعى فى الأساس لها رؤيتها وطموحاتها ومصالحها وصراعاتها ليتوائم النص مع المشهد السياسى أو قل يتخلق النص ليتناسب مع الحدث السياسى بكل جموحه وتداعياته وبمرونة تعرف كيف تؤكل الكتف أو بتعبير سياسى كيف تحقق التوزانات والموائمات غير غافلة آفاق مشروعها ولعل هذه الجزئية فى تعريف ماهية الدين يمكن منها تَفهم لماذا تتناقض النصوص الدينية فى مواضع عديدة مع بعضها البعض حيث تأثير المشهد والحدث السياسى .
هذا البحث يأتى فى إطار سلسلة مقالات ( تديين السياسة ام تسييس الدين ) التى تناولتها سابقاً وإن كانت الأبحاث السابقة تناولت الخطوط العريضة للمشروع السياسى الإسلامى والعبرانى وتوجهاته ومراميه والظروف التى أدت لنشأته بينما البحث الذى نحن بصدده الذى سنتناوله على عدة أجزاء نظرا لضخامة المحتوى سيتناول المشاهد الدقيقة وصنع النص فى حينه ليتوائم مع حالة سياسية محددة بنت لحظتها ليكون النص بمثابة مطبخ لمعالجة مشهد سياسى مما يؤكد بشرية النص فهو ليس رؤى إلهية كما يتراءى للبعض بل معالجة لحظية لحدث شديد الخصوصية .
لعل الشفافية التى يتمتع بها التراث الإسلامى من خلال فقه التنزيل الذى يسرد منشأ كل آية يُيسر على الباحث بشكل رائع تلمس الظروف السياسية والإجتماعية التى أنتجت الآية مما ينسف وهم المقدس ويجعل مقولة أنها نصوص مقدسة صالحة لكل زمان ومكان هو الهراء بعينه .

دعونا نقلب فى بعض المشاهد السياسية التى شاء حظها أن تكون مقدسة ....
* ( يَسْأَلُونَك عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) , (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وللرسول ) .
الأنفال هي المسروقات التي كان يتم نهبها في الحروب أو ما يقال عنها الغنائم فى أدبيات الكتب الدينية كالقرآن والكتاب المقدس , فالنبى محمد كان يرى أنه يجب أن تكون من نصيبه لأنه هو الرسول فقال إنها لله وله شخصياً وبديهياً أن الله لا يمكنه الحصول على الغنائم فجاءت كلمة لله للتمويه (يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) ولأن هذا القرار جاء بتجاوز وإفتئات على حقوق المقاتلين الذين ما كانوا لهم أن يقاتلوا بدون حصتهم من الغنائم ليضطر مكرهاً التنازل عنها لينسخها بآية (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وللرسول).
دعونا نتلمس المشاهد المحيطة بهاتين الآيتين من خلال أسباب التنزيل للواحدى- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله :( يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَنْفَال قُلْ الْأَنْفَال لِلَّهِ وَالرَّسُول .قَالَ : الْأَنْفَال : الْمَغَانِم كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِصَة لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهَا شَيْء , مَا أَصَابَ سَرَايَا الْمُسْلِمِينَ مِنْ شَيْء أَتَوْهُ بِهِ , فَمَنْ حَبَسَ مِنْهُ إِبْرَة أَوْ سِلْكًا فَهُوَ غُلُول . فَسَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنْهَا , ليقول الله : يَسْأَلُونَك عَنْ الأنْفَالِ قُلْ الأنْفَالُ لِي -;- جَعَلْتهَا لِرَسُولِي لَيْسَ لَكُمْ فِيهَا شَيْء فَاتَّقُوا اللَّه وَأَصْلِحُوا ذَات بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ , وبعد موقعة بدر وأخذ المسلمين أسلاب القرشيين، تشاجر المسلمون فيما بينهم بسبب قسمة الغنائم ، فسألوا الرسول الذي أتاه القرآن بسورة كاملة اسمها "الأنفال" قال فيها( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) الأنفال 1 , إذاً نفهم من هذا أن الأنفال أو الغنائم كلها لله والرسول. وبعد فترة وفي نفس السورة، قال لهم (واعلموا إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير) الأنفال 41.
نرى هنا أن محمد قد تنازل عن أربع أخماس الغنائم للمسلمين واحتفظ بالخُمس فقط له . وبعد فترة أخرى، وفي نفس السورة، يقول الله للمسلمين (لولا كتابُ من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم , فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم) الأنفال 68-69 , فلولا كلمة سبقت من الله لأذاقهم شر العذاب بما أخذوا من الغنائم التي كانت كلها لله وللرسول ، لكنه الآن قال لهم كلوا من الغنائم حلالاً طيباً. ثم يقول كذلك(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأتاهم فتحنا قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً) الفتح 18-19 , وهذه الآية من سورة الفتح التي نزلت في حوالي السنة الثامنة من الهجرة، أي في زمن متأخر جداً من البعثة وقرب نهايتها ليقول لهم إن كل المغانم الكثيرة أُحلت لهم هنا ليأخذوها بدون أي تحديد ، مع أنه قال سابقاً ولولا كلمة سبقت منه لحاسبهم على ما أخذوا من المغانم. ولعل هذا هو سر نجاح المشروع الإسلامى من خلال الحوافز والوقود الذى منح المقاتلين الحافز والشراسة للقتال .
بعد هذا العرض للأحداث المواكبة لظهور تلك الآيتين من سورة الأنفال لنا أن نتوقف للتأمل :
- لو وضعنا الآيات فى إطار أنها أقوال إلهية فسنحظى على التناقض يصطدمنا ليضاف لقائمة التناقضات الإلهية فى النصوص والتى تطرقنا له فى سلسلة تناقضات فى الكتابات المقدسة فنحن أمام آية تجعل الغنائم كلها لمحمد وآية أخرى يكتفى فيها بالخُمس
- مقولة أن آية نسخت آية هو الهراء والتهافت بعينه ومحاولة توفيق التناقضات بل تنال من سمعة الله المُفترضة ككلى الحكمة والمعرفة فإذا كانت الآية الناسخة هى المُعتمدة فلما أنزل الآية المَنسوخة فألم يعلم أنها لن تجدى وستثير التذمر فى صفوف المقاتلين ولك أن تعلم أنه لا يوجد فارق زمنى يذكر بين الآيتين .
- الآيتان تبينا وتؤكدا أننا نتعامل مع موقف سياسى وردود فعل أدت لتغيير المواقف ممن له أحقية فى الغنائم هل لله والرسول متفردين أم الخُمس لله والرسول بعد تململ وتذمر المقاتلين .
- هذا المشهد يعطينا إنطباع قوى أن الأمور دارت فى إطار النهب والغنائم فقط فلا هو جهاد فى سبيل الله ولا يحزنون بل السعى نحو الغنائم فالمُجاهد لن يعتنى بالجهاد فى سبيل الله أملا فى الثواب الإلهى بل بحثاً عن غنيمة وهذا يعطينا رؤية عن طبيعة ومغزى المشروع السياسى الإسلامى .
-الآيتان تفضحان بشرية النص وأنه غير صالح لكل زمان ومكان فلم يعد فى زماننا غنائم ونهب ولما يعد معنا رسول ليستحوذ على كل الغنائم أو خمسها وهذا دلالة على إرتباط الآيات بزمانها وعرفها .

* ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) الأنفال : 65 ,(الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال :66.
عندما تقرأ سورة الأنفال ستُفجع من التناقض الفج فآية 66 تذكر أن الله سيجعل عشرون من المجاهدين يغلبون مئتين من الأعداء بينما الآية التالية لها مباشرة تجعل النسبة مختلفة فالله سيجعل مئة من المقاتلين يغلبون مئتين لتندهش من هذا التناقض فى آيتين متتاليتين .
يقولون لك بدون أن يغمض لهم جفن تبريراً لهذا التناقض الفج أن آية سورة الأنفال 66 نسخت آية سورة الأنفال 65 لتندهش من هذه العقلية التى تتقبل ذلك , فالله ينسخ آية قبل أن يجف مداد الآية المنسوخة فهما ملتصقتان بجوار بعضها أى أن الله كلى المعرفة والحكمة والقدرة وعالم الغيب وجد آية الأنفال 65 بعد نزولها أنها غير صالحة فأنزل آية الأنفال 66 ليلغى محتوى الآية 65 التى تعلن عن إمكانية إنتصار عشرون من المؤمنين على مائتين من الكفره ومئة على ألف أى بنسبة 1: 10 ليجد الله هذا الأمر غير صالح فيجعل النسبة 2:1 فمئة صابرة تغلب مئتين وألف تغلب ألفين ,لتستغرب ألم يكن الله يعلم منذ الأزل أن نسبة 1: 2 هى النسبة المعقولة عن نسبة 1: 10 .. وألا تنال هذه الآية من حكمته وعلمه ومعرفته اللانهائية ليجد تقديراته الأولى بنسبة 1: 10 خاطئة وغير مُجدية فيعدلها بعد ذلك لنسبة 1: 2 والغريب أننا لم نبارح السورة فالآيتين متتاليتين بسورة الأنفال .!! .. لنقول إذا كانت الآية 66 التى تقدم نسبة 1:2 هى الصحيحة فلماذا أنزل الآية 65 طالما سيلغيها بالآية 66 .!!!
هناك كلمتان خطيرتان جاءتا فى سياق آية الأنفال 66 (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) وهما كلمتى "الآن" و"علم فيكم ضعفا" , فالآن التى تم بها إفتتاح الآية تعنى أن الله عرف "الآن" أى التو أن فيكم ضعفاً فماذا يعنى هذا سوى أن الله لم يُدرك خطأ هذه النسبة قبلها وعندما أدرك ضعف المسلمين عدل النسبة .. فكلمة " الآن " تعنى أن علمه ومعرفته حادثة جاءت بعد الحدث فقد عرف " الآن" بينما المُفترض أن هذه المعلومة مُدركة منذ الأزل بحكم أنه إله كلى المعرفة والعلم مسجلاً إياها فى لوحه المحفوظ منذ قديم الأزل . أما كلمة "علم أن فيكم ضعفا" تؤكد هذا التداعى وتعنى المعرفة المُستحدثة بعد المشاهدة لتبدد ألوهيته .
بالطبع إيعاز الآيتين لله سيصيب فكرة الإله بالخلل الشديد فنحن أمام إله لا يعلم الحدث وليس لديه معرفة كلية ليصدر حكمه ثم يلغيه بعد أن شاهد التجربة أمامه ولكن لنا أن نرى المشهد برؤية موضوعية منطقية عقلية ,فالنبى أراد شحذ نفوس مقاتليه وتوسم فيهم خيراً كثيراً وآمالاً عريضة بقدرتهم على قتال الكافرين بنسبة 1: 10 وعندما أدرك صعوبة هذا وأنه قد يصيب مقاتليه بالإحباط قام بتخفيض النسبة إلى 2:1 ويأتى تحليلنا هذا متوافقاً مع قول ابن عطية : وذهب بعض الناس إلى أن ثبوت الواحد للعشرة إنما كان على جهة ندب المؤمنين إليه ثم حط ذلك حين ثقل عليهم إلى ثبوت الواحد للاثنين ولا يَقْتَحِمُ الْوَاحِدُ عَلَى الْعَشَرَةِ وَلا الْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ؛ لأنَّ فِي ذَلِكَ إلْقَاءَ الْيَدِ إلَى التَّهْلُكَةِ. - أليس هذا هو التفسير الحقيقى لهذا المشهد الذى يثبت بشرية النص وأننا أمام معالجة سياسية لشأن قتالى يعتمد على واقع الحدث وحال المقاتلين .

* آية :( الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) التوبة: 97 وآية :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ) التوبة 101:نَزَلَتْ فِي أَعَارِيبَ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ، وَأَعَارِيبَ مِنْ أَعْرَابِ حَاضِرِي الْمَدِينَةِ. وقَالَ الْكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ فِي جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ وَأَشْجَعَ وَأَسْلَمَ وَغِفَارٍ{وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَعْنِي عَبْدَ الله بْنَ أُبَيٍّ وَجَدَّ بْنَ قَيْسٍ، وَمُعَتِّبَ بْنَ قُشَيْرٍ وَالْجُلَاسَ بْنَ سُوَيْدٍ، وَأَبَا عَامِرٍ الرَّاهِبَ.
- الآيتان عممت الكفر والنفاق على الأعراب بالرغم أنهما جاءتا تعبير عن موقف سياسى واضح خاص بأعراب من أهل المدينة حينها وهو ما يدل دلالة بينة على بشرية النص وتسخيره فى التعامل مع المشهد السياسى فلا مكان هنا لمن يتوهم نصوص آتية من السماء ,فهاتان الآيتان تتعاملان مع نفر محدد فى زمانها ومما يزيد بشريتها أنها غير صالحة للتعاطى مع الواقع الراهن ,فالأعراب لن يكونوا أشد كفراً ونفاقاً على الدوام فهم مسلمى اليوم و تبقى ذات خطورة بإستخدامها لإثارة الفتن والكراهية بين الأعراب والفرس مثلا .

* (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقتتلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) سورة الحجرات: 9. هذه الآية من سورة الحجرات تطرح حكم ورؤية طيبة فهى تحض على الإصلاح والتصالح بين المؤمنين المتقاتلين لتوصى بقتال الفئة الباغية من المؤمنين حتى تفيق من غيها وحينها يتم الإصلاح بالعدل .
واضح أن الآية لا تحتاج لسبب لكى تظهر للنور فمن المُفترض أنها رؤية وفكر وحكم إلهى لا تحتاج لحدث يُظهره , ولكن الحقيقة غير ذلك فلها سبب طريف فى تنزيلها فلنرى أسباب تنزيلها من أئمة الإسلام . ففي القرطبي : رَوَى الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : قُلْت : يَا نَبِيّ اللَّه , لَوْ أَتَيْت عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ ؟ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَكِبَ حِمَارًا وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ يَمْشُونَ , وَهِيَ أَرْض سَبِخَة , فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِلَيْك عَنِّي ! فَوَاَللَّهِ لَقَدْ آذَانِي نَتْن حِمَارك . فَقَالَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار : وَاَللَّه لَحِمَار رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَب رِيحًا مِنْك . فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّه رَجُل مِنْ قَوْمه , وَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا أَصْحَابه ,فَكَانَ بَيْنهمْ حَرْب بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنِّعَال , فَبَلَغَنَا أَنَّهُ أُنْزِلَ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَة .( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) .صحيح البخاري باب الصلح- 2691 .
بعد هذا العرض نكرر ثانية أليست آية "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا "لا تحتاج لحدث مؤثر يأتى بظهوره .. ونسأل هل فى حالة عدم حدوث تلك المعركة الناشئة من إستياء البعض من حمار النبى هل سيكون لهذه الآية حضور فى القرآن أى لو لم يحدث هذا العراك من أجل نتن الحمار ذو الرائحة الكريهة هل كنا نحظى على هذه الآية فى سورة الحجرات .!!
الواضح لدينا أن الآية جاءت من النبى كمحاولة نبيلة منه فى تجاوز العراك الناشب بين الذين يستاؤون من رائحة حماره وأحباءه ولا علاقة لها بنصوص تسقط من السماء ليثبت لنا بشرية النص ,فالبشر هم من ينتجون النصوص بينما السماء لا تسقط إلا الأمطار .

* على نفس شاكلة آية سورة الحجرات التى تأتى لمعالجة حدث هامشى ليس بذو شأن فلدينا آية أخرى من سورة النساء 9 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا) كمثال آخر على معالجة حدث بعينه فنقرأ فى أسباب التنزيل : (أَخْبَرَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاعِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَحِقَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا في غنيمة له، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أَيْ تِلْكَ الْغَنِيمَةَ -رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ.
- وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ( مَرَّ رَجُلٌ مِنَ سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ غَنَمٌ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ، فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا غَنَمَهُ وَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ).
وفى موضع آخر : (أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَصْفَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّيْخِ الحافظ قال: أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ قال: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: ( خَرَجَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فِي سَرِيَّةٍ، فَمَرُّوا بِرَجُلٍ فِي غَنِيمَةٍ لَهُ، فَأَرَادُوا قَتْلَهُ، فَقَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَتَلَهُ الْمِقْدَادُ، فَقِيلَ لَهُ: أَقَتَلْتَهُ وَقَدْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله وَدَّ لَوْ فَرَّ بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ؟ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرُوا ذَلِكَ له، فنزلت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا).
- هذه الآية تأتى فى سياق حدث معين لتعالجه بطريقتها ,فرجل مسلم معه غنم يطمع فيه رجال محمد فيقتلوه للإستيلاء على غنمه بالرغم أنه أعلن لا إله إلا الله ولكن لم يشفع هذا للباحثين عن السطو والغنائم وهذا يعطينا صورة دقيقة الملامح بأننا أمام مجموعة نهب وسلب هكذا هى حرفتها وهكذا هو إنتمائها فلا هو جهاد ولا يحزنون بل قطع للطرق وسلب ممتلكات الآخرين فلا يكون سلوك داعش والنصرة والقاعدة بغريب عندما ينهبون ممتلكات المسلمين الذين يقولون لا إله إلا الله .
- يأتى عتاب الرسول رقيقاً ناعماً فلم نرى عدله وحزمه وإنصافه بإقامة الحد على المقداد ليتغافل محمد عن الشريعة والقصاص لدم المقتول البرئ بالرغم أنه القائل لو سرقت فاطمة لقطعت يدها ولكن يبدو أن هذا الكلام للإستهلاك المحلى .
- لا نريد أن نغرق فى الإدانة فكل ما يعنينا هو هذا المشهد الفج الذى جاء من أجله آية ليؤكد رؤيتنا أن النص جاء من اجل حدث يعالجه وليس منهج ودستور حياة . وللمتحذلقين الذين يعتبرون أن النص سارى المفعول هل لنا أن ندين داعش ونحاكمهم أم نعاتبهم عتاباً رقيقاً كونهم لم يتبينوا عندما يقتلون وينهبون ,فرسول الله لم يفعل غير العتاب .

* آية أخرى تأتى لمعالجة حدث عارض لتبرر فعل غير مقبول فهكذا النصوص لم تترك موقف ولو كان مُحرجا إلا لتبرره ففى سورة الحشر 5 ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) فقد جاءت إثر قيام الرسول بحرق نخل بني النضير وقطعه، كما في حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة وفق حديث صحيح البخاري، رقم: 4031، فتح الباري 7/329 وصحيح مسلم3/1365- وقد ذكر المفسرون في سبب نزول الآية قولين (القول الأول: إنه صلى الله عليه وسلم عندما قطع نخل بني النضير عابه هؤلاء واتهموه بأنه ينهى عن الفساد ويأتيه، فنزلت الآية والقول الثاني: إن بعض الصحابة هم من قطعوا النخل، وبعضهم توقف ورأى أنه لا يسوغ القطع لأنه مغنم للمسلمين، فنزلت الآية مبيحة فعل القاطعين، وتوقف الكارهين.)! تفسير الطبري 28/34 - وعلى القول الإباحة إتفق الحنفيون، والمالكيون والشافعيون، وأدلتهم واضحة فيما تقدم. وقال السرخسي: " ولا بأس بأن يحرقوا حصونهم ويغرقوها، ويخربوا البنيان، ويقطعوا الأشجار" – إلى أن قال : ثم الدليل على جوازه ما ذكره الزهري رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع نخيل بني النضير، فشق ذلك عليهم، حتى نادوه: ما كنت ترضى بالفساد يا أبا القاسم، فما بال النخيل تقطع؟! فأنزل الله ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها على أصولها) -المبسوط 10/31، وحواشي تحفة المحتاج 9/245.
- هذا المشهد ثرى بالتوقفات فها نحن أمام فعل غير مقبول بقطع الأشجار والنخيل والذى لقى إدانة وقبحاً من الصحابة أنفسهم ولكننا أمام فعل قائد عسكرى لا يعتنى بتلك القضايا فى تعاملاته ! .. كما لنا أن نتوقف كثيرا أمام هذا المشهد الذى لا يعتنى بالنماء والحياة بل منافاته للأعراف القائمة حينها فلا يعتنى بذلك بل يصف من يستنكره بالخزى ولنا أن نعتنى أيضا بتبيان بشرية النص فهاهو موقف واجه فعل النبى أو صحابته بالإدانة ليكون من السهولة بمكان الدخول للخيمة لإبداع نص يجعل الله المُفترض يبيح ذلك وليخزى الفاسقين .!

* آية أخرى مُحرجة ولا تستقيم مع العصر أو التحضر بقوله ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ)الآيَةَ67 - فهى إذا كانت ناموس وأوامر إلهية فهى مصيبة نجد صداها فى ممارسات الجماعات الإسلامية المتشددة كداعش والقاعدة بنحر الأسرى لديها فهنا هم يطبقون شرع الله "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ" بالرغم أن الملفقين سيقولون أن هذا خاص بالنبى أى ليست رخصة للجميع ولكن هناك وعى إسلامى بالقدوة الحسنه والسنه النبوية الجديرة بالإقتداء علاوة أن خصوصيتها تلغى جداوها فى تواجدها بالقرآن .
فلننظر لأسباب التنزيل فيقول مُجَاهِدٌ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَرَى الرَّأْيَ فَيُوَافِقُ رَأْيَهُ مَا يَجِيءُ مِنَ السَّمَاءِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَشَارَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: بَنُو عَمِّكَ افْدِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْهُمْ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى )
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الأُسَارَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: قَوْمُكَ وَعَشِيرَتُكَ خَلِّ سَبِيلَهُمْ، وَاسْتَشَارَ عُمَرَ فَقَالَ: اقْتُلْهُمْ، فَفَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا قَالَ: فَلَقِيَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُمَرَ فَقَالَ: كَادَ أَنْ يُصِيبَنَا فِي خِلافِكَ بَلاءٌ.
- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ (بَدْرٍ) وَجِيءَ بِالْأَسْرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-«مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الْأَسْرَى؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْمُكَ وَأَهْلُكَ اسْتَبْقِهِمْ وَاسْتَأْنِ بِهِمْ لَعَلَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ عُمَرُ: كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ فَقَدِّمْهُمْ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْظُرْ وَادِيًا كَثِيرَ الْحَطَبِ فَأَدْخِلْهُمْ فِيهِ، ثُمَّ أَضْرِمْ عَلَيْهِمْ نَارًا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَطَعْتَ رَحِمَكَ. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يُجِبْهُمْ، ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عُمَرَ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- لَيُلِينُ قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ حَتَّى تَكُونَ أَلْيَنَ مِنَ اللَّبَنِ، وَإِنَّ اللَّهَ-عَزَّ وَجَلَّ- لَيُشَدِّدُ قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ حَتَّى تَكُونَ أَشَدَّ مِنَ الْحِجَارَةِ، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنَّ مِثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ عِيسَى قَالَ: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ مُوسَى، قَالَ: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ.. وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ نُوحٍ قَالَ:رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-( أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَالَةٌ أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَالَةٌ، فَلَا يَنْقَلِبَنَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا بِفِدَاءٍ أَوْ ضَرْبِ عُنُقٍ) ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ.
وفى راوية اخرى قريبة من الراوية السابقة ولكن بإختلاف طفيف لا يؤثر على المشهد : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْعَدْلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ (بَدْرٍ) وَالْتَقَوْا فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ وَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيًّا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةُ وَالْإِخْوَانُ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمُ الْفِدْيَةَ، فَيَكُونَ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ فَيَكُونُوا لَنَا عَضُدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-«مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ»، قَالَ: قُلْتُ وَاللَّهِ مَا أَرَى مَا رَأَى أَبُو بَكْرٍ وَلَكِنْ أَنْ تُمَكِّنَنِي مِنْ فُلانٍ- قَرِيبٍ لِعُمَرَ- فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلَانٍ أَخِيهِ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- أَنَّهُ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ، هَؤُلَاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ؛ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ عُمَرُ: غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَإِذَا هُمَا يَبْكِيَانِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنَ الْفِدَاءِ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنَ الشَّجَرَةِ لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ- وَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأرْضِ إِلَى قَوْلِهِ: لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ مِنَ الْفِدَاءِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) - رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ .
لك أن تقرأ هذه الراويات السابقة التى أنتجت الآية وفق تفاعلات ومشاورات ورؤى لتصل إلى حسم الموقف بقتل الأسرى ولتتأمل كيف أننا أمام مشهد سياسى بكل جوارحه أنتج فى النهاية نص لم يخرج عن بشريته لينتج سلوك غير إنسانى أخذ طريقه للمقدس .

* آية أخرى تتناول الأسرى ولكن وفق حدث مختلف طلب أداء ومعالجة مختلفة فى قولُهُ :( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم اللّه في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) الأنفال الآية 70.
قَالَ الْكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ فِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ وَمَعَهُ عِشْرُونَ أُوقِيَّةً مِنَ الذَّهَبِ وَكَانَ خَرَجَ بِهَا مَعَهُ إِلَى بَدْرٍ لِيُطْعِمَ بِهَا النَّاسَ، وَكَانَ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الَّذِينَ ضَمِنُوا إِطْعَامَ أَهْلِ بَدْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ بَلَغَتْهُ النَّوْبَةُ حَتَّى أُسِرَ، فَأُخِذَتْ مِنْهُ وَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُ، قَالَ: فَكَلَّمْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَجْعَلَ لِيَ الْعِشْرِينَ الْأُوقِيَّةَ الذَّهَبَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنِّي فِدَاءً، فَأَبَى عَلَيَّ وَقَالَ:«أَمَّا شَيْءٌ خَرَجْتَ تَسْتَعِينُ بِهِ عَلَيْنَا فَلَا»، وَكَلَّفَنِي فِدَاءَ ابْنِ أَخِي عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ فِضَّةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: تَرَكْتَنِي وَاللَّهِ أَسْأَلُ قُرَيْشًا بِكَفِّي وَالنَّاسَ مَا بَقِيتُ، قَالَ:«فَأَيْنَ الذَّهَبُ الَّذِي دَفَعْتَهُ إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ قَبْلَ مَخْرَجِكَ إِلَى بَدْرٍ وَقُلْتَ لَهَا: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فِي وَجْهِي هَذَا فَهُوَ لَكِ وَلِعَبْدِ اللَّهِ وَالْفَضْلِ وَقُثَمَ .قَالَ: قُلْتُ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قَالَ:«أَخْبَرَنِي اللَّهُ بِذَلِكَ»، قَالَ: أَشْهَدُ إِنَّكَ لَصَادِقٌ وَإِنِّي قَدْ دفعت إليها ذهبا ولم يطلع عليها أَحَدٌ إِلا اللَّهُ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَأَعْطَانِي اللَّهُ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنِّي، كَمَا قَالَ: عِشْرِينَ عَبْدًا كُلُّهُمْ يَضْرِبُ بِمَالٍ كَثِيرٍ مَكَانَ الْعِشْرِينَ أُوقِيَّةً، وَأَنَا أَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبِّي.
وفى تفسير القرطبى : آية(يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم اللّه في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) .قال العباس: فأعطاني اللّه مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبداً كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة اللّه عزَّ وجلَّ. وقال أبو جعفر بن جرير: قال العباس فيّ نزلت: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ، فأخبرت النبي صلى اللّه عليه وسلم بإسلامي، وسألته أن يحاسبني بالعشرين الأوقية التي أخذت مني فأبى، فأبدلني اللّه بها عشرين عبداً كلهم تاجرٌ مالي في يده. وقال ابن عباس قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم: آمنا بما جئت به ونشهد أنك رسول اللّه لننصحن لك على قومنا، فأنزل اللّه: إن يعلم اللّه في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم يخلف لكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم الشرك الذي كنتم عليه .
- هل لنا ان نتوقف أولا أمام مقولة (إن يعلم اللّه في قلوبكم خيرا) فهل الله ينتظر ويبحث عن العلم والمعرفة .
- هذه الآية تأتى مغايرة ومتناقضة مع آية ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) فهكذا هو التناقض ويرجع هذا إلى كون المشهد السياسى هنا مختلف أو قل بالأحرى المصلحة النفعية فرضت نفسها فالأمور فيها فداء بعشرين أوقية ذهب ومفاوضات فى سبيل ذلك ليجعل النبى يقول : الله يؤتيهم خيراً مما أخد منهم ولا مانع من الغفران ..وهكذا نحن أمام نصوص بشرية تتعامل مع مواقف سياسية ببرجماتية شديدة تعرف كيف تؤكل الكتف لتجد سبيلها فى المقدس بالرغم انها بنت مشهدها الزمانى المكانى الغارق فى بشريته ونفعيته .

* قولُهُ ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) المائدة 17- آية غريبة وطريفة عندما نقرأ اسباب تنزيلها .. هذه الآية كنت أفهمها بمعنى مغاير تماماً عن محتواها وأسباب تنزيلها فقد كنت أظن أن "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى" تعنى الإتكال على الله وأن الله هو المعين والموفق فى الرمى وهذا ما تم تمريره لذهنى أيام حرب أكتوبر أن التوفيق فى النصر يرجع لمشيئة الله وتوفيقه بينما هذه الآية جاءت لتعالج قصة طريفة فوفقا لأسباب التنزيل للواحدى رَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ خَيْبَرَ دَعَا بِقَوْسٍ، فَأُتِيَ بِقَوْسٍ طَوِيلَةٍ، فَقَالَ: جِيئُونِي بِقَوْسٍ غَيْرِهَا، فَجَاءُوهُ بِقَوْسٍ كَبْدَاءَ، فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْحِصْنِ، فَأَقْبَلَ السَّهْمُ يَهْوِي حَتَّى قَتَلَ كِنَانَةَ بْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى , فالقصة أن النبى رمى فأصاب كنانة بدون أن يقصد ولكى يبرر هذا الحرج ويزول عنه جاءت الآية وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى فألا ترى أننا أمام نص بشرى يعالج حرج النبى لم يتوانى فى إستدعاء فكرة الله لتخرجه من موقفه المحرج هذا .

ماذا نرى بعد هذا السرد لتلك المشاهد والتى سيلحقها المزيد فى الأجزاء القادمة فألسنا أننا أمام نصوص بشرية دماً ولحماً وإنفعالاً تعاملت وتفاعلت مع الحدث وفق رؤيتها الذاتية ومصالحها ومشهدها السياسى لتغطى أفعالها تلك بإدعاء أن هذا من وحى المقدس الإلهى لنجد من يتلقف هذا ليعتبره مقدساً صالحاً لكل زمان ومكان ومن هنا يعم التخلف فى كل المشاهد .

- المصادر التراثية من كتاب أسباب النزول للواحدى وتفسيرات القرطبى وابن كثير والبخارى.

دمتم بخير وعذراً على الإطالة وإلى لقاء مع الجزء الثانى من موائمات سياسية .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعاتنا سبابة لعانه بسند ورخصة إلهية- الدين عندما يشوه إنس ...
- الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جد ...
- تناقضات الأحاديث مع القرآن-تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء ث ...
- تأملات فى ماهية الإنسان والحياة.
- للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان
- ذبح العدل والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ...
- سوبر ماركت أم تناقضات أم موائمات .
- يلعنكم-الكتابة بالصور-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء سادس
- داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات
- حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة.
- قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!
- منطق الله الغريب !.
- من فلسفة الجمال ندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان .
- وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .
- على هدى الداعش الكبير .
- داعش الوجه الحقيقى للإسلام ولكنها تفرط أيضا.
- إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
- مازال ملف حماس مفتوحاً فى أسئلة محددة تطلب إجابات محددة.
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم.


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - موائمات وتوازنات ومعالجات سياسية تحولت لمقدس- تديين السياسة أم تسييس الدين.