أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - بين عرب اسيا وشرقها قصة عقدين














المزيد.....

بين عرب اسيا وشرقها قصة عقدين


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتـب تشـارلز ديكينــز في (قصـة مدينتــين ):( لقــد كــانت أفضــل الأوقــات، لقــد كانت أعسر الأوقات). وينطبق هذا على العقد الاخير مـن القـرن العشـرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين يتعلق بتأثيره على دول اسيا غير العربية حيث تحقق في تلك الدول ازدهـار اقتصـادي قـوي وحريـات سياسية جديدة وروائع تكنولوجية بشـرت بخـير وافـر للأجيـال القادمة؛ ومـن جهـة أخـرى كان التطرف الذي انتج ثلاثي التخريب والقتل والاغتصاب في شوارع الدول العربية والمسلمة المجاورة لها بقيادة متطرفين يسيطرعليهم جنون شهوة السلطة والتدمير والجنس مخبئين تطرفهم وفجورهم تحت عمائمهم وحسب طول ثيابهم، أنهم يقتلون الاباء امام اعين الامهات ويقتادون الجميلات لتهتزاللحية على انقاض عوائل الضحايا...
تتزايد معاناة المجتمعات الاسلامية عامة والعربية خاصة من تصاعد موجات الفكر المتطرف وهي وإن اختلفت في حجمها ومستواها وحدتها من مجتمع إلى آخر إلا أنها يجمعها فكر واحد هو فكر الغلو والتشدد والكراهية والذي تحول في العقد الاخير مـن القـرن العشـرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين إلى سلوكيات عدوانية وصلت إلى ترويع مجتمعاتنا واستهداف الآمنين من المدنيين الأبرياء عبررفع السلاح بوجه الدولة والمجتمع وتفجيرالنفس في الآخرين ،بهدف زعزعة الاستقرار وبث الرعب وصولا الى أهداف سياسية ....
لقد اصطلح العالم على تسمية هذا السلوك العدواني بالعمل الارهابي تمييزاً له عن السلوك العدواني العادي وعن التمرد السياسي الذي قد يصاحبه بعض العنف لأن العمل الارهابي يقوم أولا على إرهاب المجتمع ولأنه يستهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين وثانيا عابر للحدود والقارات وثالثا يجمع أصحابه فكر واحد وهو فكر الكراهية للمجتمع والدولة والعصر والحياة بصفة عامة .
لماذا تحول هؤلاء الى المتطرفين؟
ان الإنسان يولد محباً للحياة ومقبلاً عليها و لكن عوامل مجتمعية داخلية وخارجية تجعل من هذا المخلوق كائناً عدوانياً يفضل الموت على الحياة وحول تساءلنا : ما الذي جعل هؤلاء الشباب الذين تربوا بين أحضاننا وارتشفوا من ثقافتنا وتعلموا من خلال مدارسنا وشيوخ الدين في مساجدنا ما الذي جعلهم ينقلبون على مجتمعهم وحوشاً ضارية وأدوات للقتل واحزمة ناسفة؟
اعتقد أن الترببة والاعلام والتعليم الصحيح هي عوامل تفرز النماذج البشرية التي تقود العالم في كل المجالات لأنه الأسلوب الذي يُفرز العلماء والعباقرة على نقيض الأسلوب الذي يُفرز الإنسان الذي يُجيد التلقي والتبعية ويكبت في نفسه قدرات الخلق والإبداع كما يحفز في شخصه عوامل الفردية الهدامة لكي يكون الفائز بتقديرات النجاح بينما يترك عار التأخر لزملائه . هذه البيئة العلمية هي التي تُفرز أفضل عناصر البيئة العملية .. فما العمل إلاَّ إستمرار لمراحل التعليم الأولى : إذ أن وحدات العمل هي الجهة التي تتلقى المنتج النهائي للمؤسسة التعليمية اي الفرد بعد أن تمت صياغته وتشكيله إما بشكل إيجابي أو بشكل سلبي ....
في الجانب الاخرالسيناريو الآسيوي للدول الناهضة لقد تركت الانشغال بحوار لا ينتهي حول (من هو الاصلح السياسي ام شيخ الدين لقيادة الدولة! الشيعي ام الوهابي الخ) وذهبت دول اسيا الى ابقاء (الاقتصاد الإشتراكي القائم على التخطيط المركزي) وتجربة اقتصاد السوق طبقت دول شرق اسيا هذا النهج فبقيت معظم الاقاليم تسير على أساس من النظام القديم...باستثناء أقاليم محددة اتبعت آليات (وأهداف) اقتصاد السوق، وبعد نجاحها بدأ التوسع التدريجي في التحول من الأطر الاقتصادية القديمة الى الأطر الجديدة دون تمزيق المجتمع بحوار لا ينتهي وصدوع لا ترأب مع فيما يضر ولا ينفع ....
وهذه الدول هي أشد خطرًا على الغرب من العرب ومحيطهم ومع ذلك فإنها لم تنخرط في سيناريو التآمر والمتآمرين وإنما انشغلت بعملية بناء الداخل ولم تصرخ متباكية من التآمر والمتآمرين وهو ما يدل على عدم القدرة على التعامل مع الواقع على أنه صراع...وأن الصراع له أدوات تدخل كلها تحت مسمى بناء داخل قوي وصحي وفعال ومثمر ومزدهر ومستقر..
لقد أحكمت العوائل الثرية من سيطرتها على القرار السياسي في العالم العربي عبر الاعلام منذ غزو الكويت والهم الاول لهؤلاء الابقاء على الانظمة القائمة .اذا لا سبيل للنهوض بهذه الأمة اجتماعيا واقتصاديا إلا برفع الوصاية عن نظام الاعلام والتعليم .علينا ان نفكركيف يتحول الانسان من تابع إلى كيان قائم بذاته عبر رفع سقف الحريات حتى يستطيع التقدم وان يجيد الاختيار ....



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحقق مستقبل آمن لاطفالنا في اوربا؟
- الحمار بين السودان والعراق .. النقل لم يعد سعره متواضعا
- هل هي حقيقة...المحاولة الخامسة لنبش قبر النبي صلى الله عليه ...
- IAMA تدعو الى محاكمة مديرشبكة الاعلام العراقي بسب الفساد وال ...
- تفاصيل رسالة المرجعية الى المالكي
- نقل مدفع الافطار في قطر دليل اخر على ان الخليفة علي(رض) اول ...
- حرب غزة ...دعوة لاحترام مبادرة السلام العربية
- ماجينه ياماجينه...
- متطوعي السماوة .. ارض الموصل درس وعبرة للذين لم يفهموا الدرس ...
- المسلمون ما بين صائم ومفطر اليوم لاختلاف رؤية الهلال لماذا ؟
- الى ال bbc مع التحية الخدعة من جديد تسقط الاسود الثلاثة؟!
- عيد الصحافة وخريف الاعلام العراقي
- كأس العالم لكرة القدم في الامارات 2022
- الآخر والوان المدينة؟
- العراق حكومة قادمة وأسئلة عائمة؟
- AMAومصداقية الانتخابات في العراق؟
- كريمة السعدي صراخ المكلوم وسط خوار مستمر؟!
- جمعية الاعلاميين الاكاديميين مقتل الدكتور محمد بديوي استمرار ...
- بمناسبة عيدها ..المرآة والغربة والفن
- المؤتمر العالمي للصحة النفسية للمرأة في السعودية (ظاهرة محاو ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - بين عرب اسيا وشرقها قصة عقدين