أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - ما بين خلق آدم و حواء، و ولادة السيد المسيح - مولود غير مخلوق














المزيد.....

ما بين خلق آدم و حواء، و ولادة السيد المسيح - مولود غير مخلوق


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 05:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لسة الناس إلى الآن شايفة إن مفيش فرق بين ولادة السيد المسيح و عملية خلق آدم وحواء.. بل يروا أن الإعجاز في خلق آدم وحواء أكبر لأنهما بلا أب ولا أم بينما السيد المسيح له أم و بلا أب ؟!

في الحقيقة هناك خداع فكري كبير بيتم تداوله، الموضوع ليس له علاقة بمين إللي له أب وأم أو مين إللي وُجد بدون، بل السؤال إيه الفرق بين عملية الخلق وعملية الولادة. وما الهدف من خلق آدم والهدف من ولادة المسيح بهذه الطريقة الفريدة التي لم تشهد البشرية مثيلها من قبله أو من بعده، فلا يوجد أي وجه للمقارنة بين عملية الخلق و عملية الولادة!

أولاً آدم خلق من طين الأرض أي جُبِل من «أديم» الأرض ولهذا سمى« آدم» فهو مخلوق ترابي. وحواء خلقت من ضلعه لتصير زوجته. فآدم وحواء خلقوا طبيعي ألا يكون لهما أب و أم لأنهما كما الأب و الأم الأولين للبشرية.

أما السيد المسيح وُلد ولادة بشرية فريدة بإعجاز من الروح القدس،فهو{ مولود غير مخلوق}، لهذا فهو { كلمة الله، الإبن الكلمة المتجسد}، في وقت كانت البشرية قد اكتملت عملية خلقها، فالله لم يكن بحاجة ليثبت قدرته الإلهية بعد أن خلق الإنسان في أكمل صورة «آدم وحواء» ولكن وُلد المسيح في زمن إكتملت فيه الطبيعة البشرية من ذكر وأنثى و إكتملت فيهما قوانين الطبيعة وكائناتها و نواميسها بالتناسل.

فكيف ولماذا يعود الخالق إلى ولادة فريدة لإنسان بهذه الطريقة التي لم ولن تحدث، ولا شبيه له في العالم، ما الهدف من هذا؟!
الإجابة أن هذا الإنسان الذي{ صار في شبه الناس..و وُجد في الهيئة كإنسان}«فيليبي2: 7» هو خارج قوانين الطبيعة الإنسانية وخارج دائرة نواميسها ولا يخضع كسائر البشر لها، فلم يدخل للعالم كأي إنسان ولم يخرج منه كأي إنسان. لأنه كما قال يسوع:{ خرجتُ من عندالآب...نزلت من السماء...أنا هو الخبز الذي نزل من السماء}« يوحنا16: 28...يو6: 38... يو6: 41»
فهو الإبن الوحيد الذي خرج من حضن الآب« يو1:18» وطالما خرج من حضن الآب فهو كائن ليس موطنه وليس أصله من الأرض بل من السماء
لأنه خرج من عند الآب ونزل من السماء، لأنه كان في الآب منذ الأزل { أنا في الآب والآب فيَّ }«يو14: 10» و { أنا والآب واحد}«يو10: 30 »
غاية مافي الأمر أنه أخلى ذاته الأولى الأزلية ليأخذ صورة عبد في شبه الناس، ولكن هذا التخلى لا يُحسب خلسة أبداً أنه معادلاً لله الآب:
{ فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ...}«فيلبي2: 5- 7»

فهو مولود ميلاداً أزلياً قبل كل الدهور و قبل أن يدخل للعالم بميلاد بشري، ومن لم يخلق فهو خالقاً و واهباً للحياة، لهذا وكما اعلن يسوع عن ذاته أنه واهب الحياة للعالم:{لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ}«يوحنا6: 33» فمن يهب الحياة فهو خالق وليس بمخلوق. هذا التخلي لم يمنع وجوده - وهو في الجسد كإبن الإنسان- أنه أيضاً كان موجوداً في ذات الوقت في السماء:{ لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ}«يو3: 13»
- فهو ليس واهباً للحياة فقط و سيقيمنا في اليوم الأخير كما قال فقط ، بل كما قال يوحنا عنه:{ و الذي به كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء مما كان}«يوحنا 1: 7»
- و هو رسم جوهر الآب الذي به عمل العالمين لأنه الحامل لكل شيء بكلمة قدرته:
{ الذي به ايضا عمل العالمين، الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره و حامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي}« عبرانيين1: 2-3«
- و هو الإله المبارك الذي أخلى ذاته وتجسد لإتمام الفداء ولكنه إلهاً منذ الأزل وإلى الأبد:
{وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ، الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ}«رومية9: 5»

فمن له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الوحي الإلهي بالروح القدس.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الظلم ساعة و دولة الحق إلى قيام الساعة
- ياصديقي كُلنا دواعش!
- المجد لداعش.. معبود الرياح
- كهنوت و مذبح و ذبيحة لن تُبطَل
- الربيع العربي في ذمة داعش
- بدعة آريوس وكيفية تصدي التعاليم الأرثوذكسية لها
- كنيسة المقطم، رمزاً للمحبة و اللاطائفية
- متحرشون لكن متدينون بالفِطرة !
- و أخيراً فازت الراهبة النجمة كريستينا سكوتشا
- قبطي كافر على ما تُفرج !
- ظاهرة الإلحاد ما بين إستخفاف الإعلام و سقطات ريهام !
- الشهيد مارمرقس، كاروز الديار المصرية
- ما بين مارى سامح و مريم الحسيني، وطن جريح
- تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي
- لعازر هلم خارجاً !
- كنيسة الله التي إقتناها بدمه
- يا إما تتفكك الدولة !
- صليبك يا ماري، محنة برهامي
- الشفاء بالطب الإنجيلي !
- ارفعي حجابك، هذه ثورة !


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - ما بين خلق آدم و حواء، و ولادة السيد المسيح - مولود غير مخلوق