أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوفل علي نيوف - أحمد الخميسي: -الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة-















المزيد.....

أحمد الخميسي: -الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة-


نوفل علي نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 23:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحمد الخميسي:
"الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة"
نوفل نيُّوف
في الأسبوع الأول من هذا الشهر(تشرين الأول/ أكتوبر 2014) دار نقاشٌ قصير، صحفيّ الطابع ظاهرياً، ولكنه عالي الأهمية والقيمة من حيث المسائل التي أثارها وأضاءها بقدْر من الجلاء والجرأة والمنطق قلّما نجد له مثيلاً في أيامنا العصيبة المختلطة التفكير والتلفيق والأفعال والرؤى. واللافت في الموضوع أن هذا النقاش يمرّ باهتاً، سريعاً، عارياً إلا من بعض تعليقات "فيسبوكية"...، يطويه الزمن مثلَ حياة مئات آلاف الضحايا الذين تطويهم الهمجية السافرة من كل صنف ونوع خلال السنوات الأربع الأخيرة في بلداننا المنكوبة بالظلام.
تتلخص المشكلة/الحدث في رفض أديبٍ صحفيّ مصريّ عرضاً للكتابة في صحيفة تدفع مكافأة مجزية... لماذا؟ ما الجدوى؟ أين الصواب وأين الغلط؟ هل الدافع زهدُ غنيٍّ بالمال؟ هل هو ترفّعٌ للتباهي، أم موقفٌ مبدئي ينبني على مبادئَ أخلاقية ورؤية إنسانية ما يزال لها حضورها الفعلي بيننا؟ أين يضع الصحفي (قلِ المثقّف، أنت، أنا، الصاحب، الخصم، الشريك في الوطن...) قدمه وقلمه في أرض وزمان مليئين بالألغام والعوز والتداخل والاضطراب، بالحاجة إلى الضوء والدليل؟ كيف تنظر إليه ألوان الآخرين، وكيف ينظر هو إلى نفسه ومعنى وجوده، وإلى محيطه والآخرين الذين يُفترَض أنهم جميعاً يشاركونه في الوطن الحياةَ والإنسانية والمصير؟
مقالة نشرها الدكتور أحمد الخميسي في صحيفة يومية كانت المادّة التي أسفرت عن النقاش المعني وما نحن بصدد عرضه الآن.
الدكتور أحمد الخميسي، أديب يكتب القصة القصيرة والمقالة الصحفية ويترجم من اللغة الروسية منذ عقود. يقول:
"قمتُ بنشر نحو عشرين كتاباً لم أتقاض عن أي منها تقريباً مليماً. وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً كتبتُ للصحافة المصرية بدأب وانتظام مجاناً! وعلى امتداد تلك السنوات لم أتمتع بعضوية ولا لجنة واحدة من لجان الثقافة الحكومية التي تمنح المكافآت وترفِّه عن اعضائها بالسفريات والجوائز. وظللت طوال تلك السنين أدلي بأحاديث للتلفزيون والإذاعة بدون مقابل مع إصرار المسئولين هنا وهناك على عدم دفع مليم واحد".
نشر الأستاذ الخميسي في جريدة "الدستور" المصرية (الأربعاء 4 أكتوبر 2014) مقالاً تحت عنوان "أشياء لا تُشترى" عبّر فيه بوضوحٍ قوي عن رفضه دعوة رسمية للكتابة في صحيفة خارجية جديدة:
"تموِّلها شركة "فضاءات ميديا ليميتد" التي أسّسها ابراهيم منير عضو التنظيم الدولي للإخوان" المسلمين.
وبالوضوح نفسه أفصح الدكتور أحمد الخميسي عن القواعد الأخلاقية التي يعتمدها ويهتدي بها في الكتابة والصحافة والحياة:
"...المال نعمة لا يرفسها إلا الأحمق. مع ذلك ثمّت مالٌ لا بدّ من رفضه بوضوح (...). عليك وأنت تكسِب المال أن تتأكّد من أنك لن تخسر شيئاً لا يمكن شراؤه. (...). المشكلة الوحيدة مصدر ذلك المال، هل هو مرتبط بشراء موقفك؟ هل هو استجلاب قلمك ـ كما تُستَجلَب طوابير العبيد ـ للخدمة في قصور الأمراء؟ (...) موقفي أنا وكلُّ ما لديّ".
بعد نشر مقالته "أشياء لا تُشترى" تلقّى الدكتور الخميسي تعليقاً يتضمن أسئلة ونصائح من الأستاذ حاتم الشرقاوي، فردّ على التعليق بتفصيلٍ مكثّفٍ شديدِ الوضوح أيضاً أعرب فيه عن موقفه من المنابر الصحفية التي يقبل أو يرفض الكتابة فيها، ورسم حدّاً فاصلاً بين منابر إعلامية يختلف معها في "وجهات النظر"، بل قد تكون رجعية ولكنه يقبل الكتابة فيها:
"صحف أو مجلات قومية تصدرها هذه الدولة أو تلك في إطار مشروعات الدولة الثقافية العامة (...) لكنها لم تُخلق خلقاً لدعم الإرهاب الإجرامي، ولم تولد في أحضان الإخوان الذين أعتبرهم ألدَّ أعداء الأوطان بل والأديان".
وبين منابر إعلامية نقيضة للأولى جاء:
"تأسيسها وتمويلها خصيصاً لغرض محدد هو التعبير عن جماعة إرهابية مجرمة هي جماعة الإخوان المسلمين (...) وأنشئت لمناصرة الإرهاب الدموي الذي روَّع المصريين، والتزم بنهج الإرهاب والتفجيرات".
ينطلق الدكتور الخميسي في ذلك من رؤيته أن:
"الصحف التي تدعم الإخوان (...) تنتقل من دائرة "وجهات النظر" التي أختلف معها، إلى دائرة دعم "الفكرة"، إلى "غرز القنبلة".
وتعليله هذا يقوم على وجود "فارق كبير" بين الكتابة في تلك المنابر:
"وبين دعم مشروع سياسي محدد يهدد الوطن بالكلمة والقنبلة. فالكتابة بالنسبة لي هي أن تهجر معسكرالقتلة، خاصة أولئك القادمين من كهوف البربرية تحت أقنعة الدين".
وبين الكتابة في منابر الاختلاف بالرأي والرؤية أيضاً، لأن:
"أهدافها في النهاية ليست هدمَ الدولة المصرية، ولا تقسيمَ الوطن إلى مسلمين وأقباط، ولا تفتيته، ولا الترويج لأفكار العصور الوسطى المنحطّة".
أكرِّر مرة أخرى وبإلحاح: أين يضع الصحفي (قلِ المثقّف، أنت، أنا، الصاحب، الخصم، الشريك في الوطن...) قدمه وقلمه في أرضٍ وزمان مليئين بالألغام والعوز والتداخل والاضطراب، وبالحاجة إلى الضوء والدليل؟
هذا الوضوح، هذا الموقف الذي يقول الخميسي إنه "أنا وكلّ ما لديّ"، صفة جوهرية في شخصيته وسلوكه في الحياة. وتقديراً للصديق الأديب أحمد الخميسي قد لا يكون زائداً عن الحاجة أن أسمح لنفسي في هذه المناسبة بتسجيل واقعة على شكل "ملاحظة/ شهادة شخصية" هي التالية:
سنة 1998 كنّا مقيمَين في موسكو، الصديق الدكتور أحمد الخميسي وأنا. اتصل به شخص من إذاعة عربية في الخارج يعرض عليه التعاون كمراسل صحفي من موسكو يقدم وجهة نظره بمجريات الحياة السياسية الدولية بكامل حريته، من دون حسيب أو رقيب. وبعد أن قدّم الصديق الخميسي مادة تجريبية وتقريراً صحفياً في تلك الإذاعة، على ما أذكر، تبيّن له أن الإذاعة تموّلها المخابرات الأميركية تحت غطاء مساعدة المعارضة العراقية.
رنّ هاتفي ظهراً: ـ هل أنت في البيت؟ بعد قليل أكون عندك.
وانتهت المكالمة فجأة كما ابتدأت. نادراً ما كان أحمد الخميسي يزور أحداً في بيته... فأي موضوع خطير يأتي به من دون دعوة وفي منتصف النهار؟ يتصوّر القارئ معنى نصف ساعة لي من انتظار غامض وفجائي!.. كان قد حدد موعداً مع المسؤول في تلك الإذاعة "لمناقشة موضوع التعاون" وأعطاه رقم هاتفي المنزلي... وبما هو معهود عن الخميسي من صراحة ووضوح قال لمحدثه على الطرف الآخر من الخط:
ـ طلبتُ الموعد مع حضرتك لأقول لك فقط: إنني أرفض التعاون مع إذاعتكم التي علمت متأخراً أن تمويلها من المخابرات الأميريكة... لن أناقش معك أي موضوع آخر، ولا أريد أي مكافأة على تقرير قدمته بالغلط .
لا أريد ان أضيف شيئاً، أعتقد أن الموقف ناطق بما يغني عن التعليق.



#نوفل_علي_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد الخميسي: -الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة-


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوفل علي نيوف - أحمد الخميسي: -الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة-