|
الحلف المشؤم والطبق المسموم
ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)
الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 11:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحلف المشؤم والطبق المسموم
نحن نعرف وعلى يقين ، والكل يعرف ، وقد قلنا ذلك تكرارا ومرارا ، ونبقى نقولها ونكررها لمن فيه صمم ، و ليس ما نكرره الغاية منه للحشو الكلامي بل العكس من ذلك للتوكيد ، ان القاعدة ومشتقاتها هي من بنات خبث ومؤامرات الماسونية العالمية ، وصناعة أمريكا وتعليب بريطانيا .
وكما أسلفنا القول في اعترافات هيلاري كلينتون وما صرحت به ( أن امريكا هي التي صنعت القاعدة كقوة مسلحة تحمل فكرا متطرفا لمواجهة الأتحاد السوفيتي في أفغانستان أنذاك ) وقبلها أسسوا حركة الأخوان المسلمين لصد الفكر الشيوعي والأشتراكي في العالم العربي والأسلامي ، وذلك بدعم حسن البنا ، والوثائق تثبت ذلك بكل وضوح ، وباعتراف شخصيات كانت تعمل في هذا التنظيم ، ومن ثم انشقت عنه ( الأخوان المسلمين ) . هذه المقدمة السريعة تذكرنا بمقولة الصحفي ( يونس صالح خلف الجبوري) الملقب يونس بحري ، ومقولته الشهيرة التي يتداولها العراقيون : (إذا تقاتلت سمكتان في البحر ، فالسبب بريطانيا ) . وفي الحقيقة والواقع ان المسألة هي كذلك ، وبديهية للقاصي والداني ان المؤامرات التي تحاك ضد الشعوب الآمنة والمتطلعة لغد أفضل ، وراءها تحالفات قوى الشر والبغي والهيمنة ، في السر والعلن ، وتأريخ الجرائم التي ارتكبتها تلك القوى الشريرة والأستعمارية ، لا تُعد ولا تُحصى ، إبتدأت لكي لا تنتهي ! وبين حين وآخر تخرج هذه القوى الشريرة وعلى رأسها امريكا ، طبق جديد لمأدبة دم جديدة ، ولو استعرضنا تأريخ هذه المنظومة ( بريطانيا ، فرنسا ، اسبانيا ، ايطاليا ، البرتغال ، المانيا ، و امريكا التي إنضوت كل تلك الدول تحت قيادتها ، والسبب الذي لا شك فيه انها جميعا لا تستطيع العيش وبناء كيانها وتطورها وقوتها ، من دون الهيمنة على خيرات شعوب العالم الذي يمتلك كل الموارد الطبيعية . ولو اردنا سرد تايخ كل دولة من هذه الدول على حدة ، سنحتاج الى مجلدات ، ولكنا نكتفي بالأشارة ، لأن اسماءها تدل عليها . فعندما يكون مثل هذا التاريخ الحافل بالدموية والأجرام بحق الأنسانية ، يضعناامام تساؤل :هل من المعقول والممكن تصديق ما يدعوه اليوم بتحالفهم ضد قوى الشر والأرهاب التي هي من صناعتهم ؟ فالطبخة الجديدة التي يقدموها اليوم لمأدبة دم جديدة في العراق وسوريا مغلفة بعدة علامات إستفهام مريبة ... فالسؤال الأول هو لماذا إختارت قوى التحالف تقديم طبقها الجديد تحت ما يسمى ( محاربة داعش ) في هذا الوقت بالذات ، بعد إستلام العبادي رئاسة الحكومة العراقية الجديدة ، والتي لم يشهد العالم تأييدابهذا الحجم ، لا في التاريخ القديم ولا الحديث ؟ فداعش التي بدأت جرائمها في سوريا الشقيقة ، في الوقت الذي تحالفت كل قوى العدوان الآثم لأسقاط دولة ذات سيادة ، ودعم ادواتها في داخل سوريا وخارجها ومن بين تلك الأدوات داعش وأخواتها ، لا لشئ ، إلا لأن سوريا لم ترضخ لأرادتهم ومخططاتهم في سبيل إنهاء القضية الفلسطينية ، وكذلك خطيئتها الأخرى هي علاقتها الوثيقة مع الجمهورية الأسلامية الأيرانية ودعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية معا . وكذلك علامة إستفهام أخرى مريبة وهي لماذا دعمت قوى التحالف داعش والنصرة والقاعدة ماديا وولوجستيا في ارهابها في سوريا أنذاك ؟ هل انها كانت حمامة سلام بيضاء ، فانقلبت بين عشية وضحاها ، بطفرة وراثية الى وحش مفترس ؟ فلماذا لم يقدم التحالف المشؤم طبقه المسموم عندما غزت داعش مدينة الموصل في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ؟ هل ان قوى التحالف وأضافرها الوسخة ( السعودية وقطر وتركيا ) كانت نائمة كما الخلايا النائمة ؟ وهل حقا ان هذا التحالف الدولي إستيقظ ضميره ومشاعره الأنسانية لبشاعة جرائم داعش ؟ أم ان هذه الدول المتحالفة قامت باعداد الطبخة ، تداركا لطبخة اسقطتها روسيا الأتحادية والصين ، كانت مهيئة لأسقاط النظام السوري ؟ واذا كانت امريكا بالذات جادة بالقضاء على داعش وتخليص العراق من شره ، فلماذا لم تف بوعودها في تسليم العراق ما تم شراؤه من طائرات ومعدات عسكرية ، لا في عهد المالكي ولا في عهد العبادي الذي صفقوا وبكل حرارة له ؟ مع العلم ان روسيا هي اول من دعم العراق بالسلاح ، جوا وبرا ، ومن دون اتفاقات او عقود مسبقة كما هي مع السيدة امريكا. ولماذا هذه التصريحات المتناقضة بين حين وآخر من قبل امريكا بعدم وجود خطة متكاملة في ضرب داعش ؟ ومن ثم يليه تصريح آخر هو ان الحرب على داعش يحتاج الى فترة طويلة الأمد ! ومن ثم يصرح أوباما اننا نحارب داعش من اجل حماية مصالحنا . وهل ان حملة التحالف الدولي المبالغ فيها ضد داعش ، التي اسستها البارحة وتضربها اليوم ، هل ان هذه الحرب على داعش هي من ضمن المخطط الأمريكي في رسم شرق أوسط جديد ، أم بالضد منه ؟ وما هو موقف التحالف المشؤم وطبقه المسموم من النظام السوري بقيادة الدكتور بشار الأسد ، وكذلك موقفه من الحكومة العراقية التي تقف بالضد من اسقاط النظام السوري ، باعتباره يشكل خطرا على أمن العراق ؟ وما هو السر من عدم دعوة روسيا وايران الى هذا الحلف ، في حين تدعى السعودية وقطر وتركيا الداعمات للأرهاب ماديا وبشريا ولوجستيا ؟ أليس من الأفضل دعوة ايران وروسيا اللتان ترفضان فكرة الأرهاب وعصاباته ؟ وهل من المنطق ان يعقد مؤتمر محاربة الأرهاب في بؤرة الأرهاب وراعيته ( السعودية) ؟ وهذا الذي نقوله ليس من عند جيوبنا وتجنيا عليها ، وانما هو تصريح السيدة الموقرة امريكا في اكثر من مرة . فاذا كانت هذه الدول المجاورة الراعية للأرهاب قد غيرت رأيها حقا وانضمت الى قوى التحالف الدولي ( ما حدا مما بدا ) ؟ اليس هناك اكثر من شك بهذا التغير المفاجئ ؟ اليس هناك قرار دولي في ابعاد المالكي عن رئاسة الحكومة العراقية ؟ ألم يكن ابعاده هو عقوبة له لعدم إنخراطه في مسلسل التآمر الدولي ضد سوريا ؟ وبنفس الوتيرة التي عوقب بها الرئيس الروسي بوتين الذي وقف مع النظام السوري ودعمه والوقوف بالضد من الهجوم الجوي المدبر لأسقاط الحكومة السورية الشرعية ، فابتدعت مشكلة اوكراينيا كعقوبة لبوتين والحصار الأقتصادي ؟ وماذا تعني ارسال فرق تدريب من المانيا الى كردستان العراق ، ولم ترسل الى الحكومة العراقية المركزية في بغداد ؟ هل ان قيادة الجيش العراقي في شمال العراق ام في بغداد ؟ ماالسر وراء هذا الأنفجار الغير مسبوق (للغيرة والشهامة) من قبل التحالف الدولي المتمثلة بطبختهم الجديدة لمأدبة الدم الجديدة ؟ وهل ان مقاسات ثوب الأرهاب الداعشي تختلف عن مقاسات ثوب الأرهاب الصهيوني ، وما يرتكبوه من جرائم بحق شعب فلسطين الأعزل منذ 1948 ولحد الآن وعلى أيدي أكبر ارهابيي تل أبيب وعلى مرأى ومسمع من العالم وبوضح النهار ؟ فكل هذه الأسئلة وهناك أسئلة كثيرة يطرحها المحللون السياسيون ومن المنطق السياسي ، ومن عمق الوجدان الأنساني ... فهل هناك من اجوبة واضحة ؟ فكل الأسئلة المطروحة تشير لنا ان القادم اعظم .
الدكتور ابراهيم الخزعلي 11/10/2014
#ابراهيم_الخزعلي (هاشتاغ)
Ibrahim_Al_khazaly#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة - سيدة الأباء
-
تحية لأبناء العراق الأباة
-
حكاية الواعظ والسلطان
-
دور المثقف الملتزم بقضايا شعبه والأنسانية جمعاء
-
وصايا أم- شعر شعبي
-
تموتُ القردة
-
مثل الغيمة من ترعد - شعر شعبي
-
مرثية الى الأنسانة والأديبة فاطمة العراقية
-
قصيدة شعبية - آذار
-
إغتيال ثورة
-
قصيدة - سبع قرارت لسقوط عرش السلطان
-
عام الغضب
-
اذا الشعب يوما أراد الحياة
-
قصيدة - أسْتَغْفِرُ الله
-
قصيدة - عيسى يَكْسِرُ صُلْبانه
-
قصيدة - مراثي الحب السرمدي
-
قصيدة - تراتيلُ الوَجَع المكْنون
-
قصيدة شعبية - وصية أم
-
ألفَ مَرْحى يا عراق
-
قصيدة شعبية - أغنية آذار
المزيد.....
-
هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية
...
-
لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في
...
-
القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم
...
-
رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش
...
-
-تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
-
بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا
...
-
الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
-
علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
-
-تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال
...
-
لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM-
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|