أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - الخدمة والبضاعة:- مابين مجتمع البرجوازية الوضيعة والمجتمع الاشتراكي















المزيد.....


الخدمة والبضاعة:- مابين مجتمع البرجوازية الوضيعة والمجتمع الاشتراكي


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 21:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الخدمة والبضاعة:- مابين مجتمع البرجوازية الوضيعة والمجتمع الاشتراكي

تعرف الخدمة من قبل الكتب والمصادر الاقتصادية اليوم بأنها مجموعة من الأنشطة الاقتصادية التي توفر الوقت والمكان والشكل والمنافع النفسية والعاطفية . أو هي المزيج من الحاجات الملموسة وغير الملموسة التي تؤدي إلى إشباع حاجات الزبائن .أو أي نشاط أو منفعة يقدمها أي طرف لأي طرف أخر وتكون غير ملموسة . وسلسلة عمليات ذات بعد زماني ومكاني محدد تكملها عوامل إنسانية أو مادية تنجز لإرضاء الزبون وفق نظام إنتاجي محدد. أوهي عمل أو إجراء يمكن لطرف إن يبدله بطرف أخر يكون أساسا غير ملموس ولاينتج تملك لأي شي وقد يرتبط تقديمه بسلع مادية أو لارتبط .


ولان النشاط الخدمي اليوم يعتبر من الأنشطة الحيوية في مجال الحياة اليومية من خلال مؤسساته الأساسية التي تتدخل في كل نواحي الحياة وترافق الإنسان الحديث من ساعة وجوده مرورًا إلى كافة سلسلة حياته . من خلال تقديم كافة أنواع الخدمات الاتصالات .البنوك . التعليم . خدمات الطيران والخطوط الجوية . الإجراءات الوقائية . الكشف المبكر عن الإمراض . التحصين ضد الإمراض . فالعلاجات المباشرة والعمليات الصغيرة إلى الكبرى .وتعاملها مع صحة الإنسان وعامل الحياة والموت. ولتحسين جودة هذه الخدمات وتقليل تكاليفها والوقت اللازم لتقديمها ابتكر الإنسان طرقا متعددة وأساليب مختلفة وطورا مناهج جديدة تتلاءم مع المتطلبات الحديثة للعلم والتقنية وتعتبر إدارة الجودة الشاملة واحدا من هذه المناهج الحديثة في نواحي الحياة الإدارية والعملية التي دخلت كمنهج في الجامعات الحديثة . وأن ضمان تطبيق هذا المنهج في أداء العاملين يمثل أسلوباً ومنهجاً سليماً للارتقاء بكل الخدمات ورصدها وتقييمها على أساس علمي حديث.


وساعدت عوامل عديدة على تطوير الخدمات وظهورها منها :

-1 الخصخصة لمختلف المنظمات العامة والمنظمات غير الربحية .
2 - زيادة نمو المنظمات وزيادة سلسلة الخدمات المقدمة .
-3الإبداعات التكنولوجية وخصوصا ثورة الحاسوب والاتصالات والانترنت
4-توسع حركات تأجير الإعمال .
5 -الضغط على المنظمات الحكومية وغير الربحية .
-6أوجدت الشركات الصناعية أقساما خاصة لتقديم الخدمات مع السلع.
7 -رغبة المنظمات الصناعية الكبرى بتمييز نفسها وتحقيق ميزة تنافسية في أسواقها عن طريق تقديم خدمات مميزة مع سلعها .
8 -نشوء حركات ونظريات العولمة .
9 -الحركة الحديثة تجاه جودة الخدمات .
-10 انتشار الجامعات الحديثة ونظام التعليم الحديث وارتباط الخدمة بالاقتصاد المعرفي والتحسين المستمر .


صنف جوفري (goffrey) الخدمات استنادا إلى مشاركة الزبون والدور الذي يلعبه في تقديم الخدمة ودور السلع المساندة التي تعتبر أساس في تقديم الخدمة على النحو التالي :

-1 من حيث الاعتمادية . تختلف الخدمات وتتنوع استنادا إلى درجة اعتمادها على السلع أو الإفراد

2- من حيث تواجد المستفيد بحيث لا يمكن تقديم هذه الخدمات إلا بوجود المستفيد منها وفي حالة غياب احدهما فلا يمكن تقديم هذه الخدم

3 - من حيث نوع الحاجة : تتباين الخدمات من حيث طبيعة الحاجات فقد يكون إشباع حاجة شخصية مثل تقديم خدمات تجارية .خدمات الوفود .تقديم خدمات طبية .مكافحة أفات زراعية.


وتبعا لهذا احتلت الخدمة ومكانا واسعا من حجم العمل ومن عدد العاملين في المنظمات المختلفة . وفي إحصائيات بلغت نسبة العاملين في قطاع الخدمات (70%) في الولايات المتحدة بينما يبلغ العدد المشتغلين بهذا القطاع وحدة 75% من مجموع القوى العاملة في اليابان ووصلت نسبته إلى و72% في بعض دول أوربا .
وأصبحت مردود قطاع الخدمات يمثل 60% من المخرجات الإنتاجية لبعض الدول . وظهر الاهتمام واضحا وجليا بهذا القطاع في عقد الستينات من القرن الماضي في الدول الصناعية أميركا واليابان وأجزاء من أوربا .

و تشير الإحصائيات إلى تنامي وتزايد نسبة عدد العاملين فيه حيث تتراوح نسبتهم في لدول المتقدمة من70الى 80% من مجموع العاملين وبلغ نمو هذا القطاع مابين سنة 1990 إلى 1999 معدل 2.7 في الولايات المتحدة و نسبة 3.2 في اليابان و2.1 في أوربا وتقوم الشركات بطرح وتقديم خدماتها في السوق . وهذه الخدمات إما قد تكون مرافقة للسلع بدرجات متفاوتة أو قد تكون خدمات تامة وصرفة دون إن ترافق السلع .

ولأهمية هذا القطاع في تشغيل وتنظيم عملياته ظهرت تسمية "إدارة العمليات" التي تحتل بمفهومها العلمي محل إدارة الإنتاج .

تمتاز الخدمات بتنوعها الكبير وبممارستها من قبل كبرى المنظمات العالمية وفي عدة قطاعات مثل قطاع الاتصالات . التامين . البنوك .الفنادق . النقل الخطوط الجوية . المستشفيات . وترتبط بعض الخدمات بالسلع المادية الملموسة كخدمات الإصلاح والصيانة والحفظ والتنظيف وتزداد أهمية الخدمات لأنها أصبحت تشكل جزئا كبيرا من الناتج المحلي والإجمالي العام لمعظم الدول النامية والمتقدمة .


وتقوم منظمات الخدمة عبر كل قنواتها ومفاصلها البشرية والمادية المتنوعة بمساعدة الزبائن من خلال تقديم الخدمات المتنوعة كخدمات التعليم والصحة التغليف والاتصالات بينما تقوم المصارف والمستشفيات بتقديم خدمات غير ملموسة لزبائنها وتقدم شركات أخرى خدماتها الملموسة المتمثلة بالنقل بالسيارات أو بالطائرات .
ويعتبر ظهور وتنامي قطاع الخدمات والاهتمام به واحدا من ابرز التحولات المهمة التي شهدها الاقتصاد العالمي حيث أصبح هذا القطاع محورا أساسيا لتدعيم باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى وأصبح موردا هاما من مداخل الدولة . وان الاهتمام بهذا القطاع يرتبط بصورة أساسية بمستوى معيشة إفراد المجتمع وكلما تزايدت مستويات المعيشة تزايدت معها حاجة الإفراد إلى الخدمات المختلفة .

خصائص الخدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمتاز الخدمة بمجموعه من الخصائص الفريدة منها :-

- 1عدم الملموسية . تمتاز الخدمة بأنها غير ملموسة ولايمكن الإحساس بها أو تذوقها أو شمها أو لمسها على عكس السلع الأخرى التي تكون ملموسة ويسعى المشترون إلى معرفة معلومات حول تلك الخدمات من اجل تقليل حالة عدم التأكد وللحصول على أدلة حول جودة الخدمة المقدمة . وبسبب هذه الخاصية فان الزبون لايتمكن من تقييم الخدمة قبل استهلاكها . و تجعل من المستفيد في حالة عدم تأكد من اتخاذ القرار بالشراء الفعلي.ويعتبر عدم الملموسية المصدر الأولي الذي ينشا منة الخصائص الثلاث الأخرى التلازم وعدم التجانس .
2--التلازمية (غير القابلية للفصل ): وهذا يتطلب وجود المقدم والمستفيد منها في إن واحد وهذا ما يميز السلعة عن الخدمة بأنها تنتج وتستهلك بنفس الوقت لان السلعة يمكن الاحتفاظ بها ومن ثم يتم استهلاكها ويلعب التفاهم والتفاعل بين مقدم الخدمة ومستهلكها دوراً كبيراً في تحديد مستوى الجودة ورضا المستفيد .

3-عدم القابلية للخزن -والخدمات منتجات غير قابلة للخزن مما يتسبب بمشاكل تتعلق بتنظيم وتسيير القدرة الإنتاجية للمؤسسة الخدمية من اجل التوفيق بين جانبي العرض والطلب على الخدمة . ويكون العميل أو الزبون جزء مهم من نظام تشغيلها في بعض الأحيان . و يكون التفاعل مابين مقدم الخدمة والعميل شي أساسي في تقديم الخدمة بان يتم شراءها مباشرة إلى العميل وقد تقوم المؤسسات الخدمية بتفويض وسطاء معينين أو وكلاء محددين لغرض أداء خدمات معينة . ويشير مفهوم التلازم إلى الاعتبار المادي لمجهز الخدمة بالخدمة التي يراد تقديمها وتدخل الزبون بعملية الإنتاج واستماله للزبائن الآخرين في عملية إنتاج الخدمة .

4- التنوع ( عدم التجانس ) : تمتاز الخدمات بخاصية التباين على عكس السلعة الملموسة لكون الخدمة تعتمد على مهارة وأسلوب وكفاءة مقدمها وزمان ومكان التقديم وتقدم الخدمة بطرق مختلفة وبمستويات جودة أيضا مختلفة نتيجة لطبيعة الظروف المؤثرة علية وطبيعة ومزاجه وسلوكه ومدى انسجامه مع متلقي الخدمة فالطبيب قد يعالج مرضاة بطرق مختلفة وقد لا تكون بنفس مستوى الجودة وذلك لاختلاف وقت تقديم الخدمة وعدد المرضى الذين عالجهم وسلوك المريض و ماهى استجابته ويلعب أيضا عدد الذين يطلبون الخدمة في التأثير على مستوى جودة الخدمة .بحيث يختلف أداء كل مورد خدمة أو الزبون في كل مرة تقدم فيه الخدمة ففي بعض الأحيان لا يلتزم مورد الخدمة بمعايير الأداء المتفق عليها أو لايتمكن من المحافظة على الثبات في التعامل مع من يحيطون به .

وتختلف الخدمة باختلاف المقدم لكون الخدمة تعتمد عليهم بشكل أساسي . ويتفاوت مقدمي الخدمات من حيث المهارات والقدرات أوقد يكون احدهم ناجحا أكثر من الأخر أو قد يعود السبب في هذا التغاير هو زيادة وعي العملاء حول التغاير وقدرتهم على تمييز الخدمات الجيدة ن الخدمات غير الجيدة .

-5 التلاشي(الهلاكيه ) : بسب عدم إمكانية خزن الخدمة لكونها مل أو منفعة تتلاشى وتنتهي سواء أتمت الاستفادة منها ام لم تتم يولد مشكلة للمنظمة الخدمية في حالة عدم وقوع الطلب عليها. والهلاكية هو الشي الذي يميز الخدمة عن السلعة بأنها لايمكن خزنها أو بيعها في موعد لاحق . وعندما تختفي الخدمة وتتلاشى وتختفي معها فرصة تعظيم الربح . كما وتعتبر الكلف المترتبة عن الخدمة بالنسبة للمنظمة تكلفة اقتصادية ولا يمكن استرجاعها.

-6 تذبذب حجم الطلب : بحيث يكون إنتاج الخدمة وتقديمها عند وقوع الطلب عليها فقط . وهذا مما يميز الخدمة عن السلعة هو إنتاجها وتقديمها المرتبط بوجود المستفيد منها . ويختلف كذلك إدراك الخدمة التي يتم تقديمها من يوم لأخر بسب اختلاف طبيعة العملاء وبسبب انضمام العنصر البشري العالي لإنتاج الخدمة .

7 -عدم انتقال الملكية: تتميز الخدمات بعدم انتقال أي شي ملموس للمستفيد منها وان الثمن الذي يدفعه المستفيد هو الحصول على الخدمة والاستفادة منها فالمريض يدفع ثمن الخدمة وتأجير غرف المستشفى أو النزول في مشفى صحي بدون إن يتملك شي .ولا تنتقل الخدمات من المنتج إلى الزبون عند الانتفاع فما يقوم الزبون بدفعة إلى المنتج من ثمن لا يتعدى كونه مقابل نقدي عن حق الانتفاع بالخدمة الغير ملموسة وغير القابلة للخزن. وتستند الخدمة في بعض الأحيان إلى قاعدة المعرفة مثل التعليم والخدمات الصحية.


الفرق بين الخدمة والسلعة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تختلف الخدمة عن السلعة اختلافا من حيث التقديم والرقابة الشكل وتوجد عدة فوارق رئيسية تميز الخدمة عن السلعة
-1 تكون الخدمة غير ملموسة بينما تكون السلعة ملموسة .
-2 صعوبة الرقابة على الجودة في الخدمة بينا يمكن الرقابة على الجودة في السلعة .
-3تتأثر جودة الخدمة بأداء المقدم بينما لا تتأثر جودة السلعة بذلك .
-4 لا يمكن للمستفيد إن يتعرف على الخدمة قبل الشراء بينما يتمكن في السلعة .
5 -لا يمكن خزن الخدمة بينما يمكن خزن السلعة . .
-6تتأثر جودة الخدمة عند زيادة الطلب عليها بينما لا تتأثر السلعة .
7- تنتج الخدمة وتستهلك في نفس الوقت بينما تنتج السلعة حسب الطلب ويمكن خزنها .
- 8 يلعب التوزيع المباشر الدور الأساسي في الخدمة بينما يكون التوزيع في الخدمة مباشر وغير مباشر ..
-9 تتصف الخدمة بالتباين بينما تكون السلعة متماثلة .
-10تختلف جودة الخدمة باختلاف مقدمها بينما لا تتأثر جودة السلعة باختلاف المقدم .
-11 لا يمكن فصل الخدمة عن مقدمها بينما يمكن فصل السلعة عن مقدمها


: أنواع الخدمة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقسم الخدمة من حيث التقديم من قبل القطاعات إلى عدة أنواع

-1القطاع الحكومي: بما يحتويه من محاكم وخدمات التوظيف المختلفة والمستشفيات وكالات القروض. الخدمات العسكرية . أقسام الشرطة .الدفاع المدني . خدمات مكاتب البريد .المدارس الحكومية . والإعمال الخدمية الأخرى .

-2 القطاع الخاص غير الربحي: كالمتاحف و الكنائس .الجمعيات الخيرية . الكليات التعليمية . المستشفيات . والإعمال الخدمية الأخرى .

-3 قطاع الإعمال :مثل الخطوط الجوية و البنوك . الفنادق . شركات الخدمات . شركات القانون . شركات الاستشارات الإدارية . الشركات والمؤسسات العلاجية . شركات إعادة الإصلاح والترميم . وغيرها من المنظمات الأخرى القائمة بتقديم الخدمات
.
-4 القطاع الصناعي : ويشمل كافة المنظمات الصناعية التي تقدم خدمات السلع المادية التي تنتجها مثل السيارات والحواسيب .

هذا ما يقوله اقتصاد اليوم بعد انهيار المنظومة الاشتراكية عن الخدمة لكن ما يهملة هذا الاقتصاد أو ما يسكت عنة هو هل تحقق الخدمة فائضا نقديا يسهم في زيادة مردودات الدخل القومي أو الناتج الوطني .

ولفهم هذا السؤال يجب علينا أولا معرفة تحديد أسعار العملات في هذا الزمن بعد انهيار قاعدة الذهب وقاعدة تبادل الذهب والاعتماد اليوم على تعويم العملات أمام الدولار بعد أن أصبحت الولايات المتحدة تلعب دور البنك المركزي لكل العالم بعد عام 1971 وأصبحت قوة العملة وسعر صرفها يتحدد بما تملكه الدولة من بضاعة مصدرة وما تختزنه الدولة من خزين أو فائض نقدي . ويحدد قيمة العملة للدولة هو وضع ميزان المدفوعات الذي يكون شقة الأساس العلاقة مابين صادرات الدولة ووارداتها من التجارة المنظورة أي السلع ومابين التجارة غير المنظورة أي الخدمات وان كانت العناصر الأساسية لهذا تتكون من الميزان الحسابات الجارية حساب رأس المال .الفرو قات الإحصائية .التسويات الرسمية

ازدهر ت الخدمة كثيرا في بلداننا النامية لعدة أسباب منها :-

1- انهيار النظام الاشتراكي والانفتاح على السوق الحر.
2- إزالة القيود الحكومية التي كانت تستبعد النشاط الخاص والتدخل المباشر في تحديد أسعار العملات في بنوك الدولة حصرا وهكذا أصبحت قوى السوق هي التي تحدد الأسعار .
3- تحويل الملكيات من ملكية الدولة إلى القطاع الخاص وظهور الحيتان والمستثمرين و الشركات العابرة .
4- تضائل أو انتهاء دور الدولة في الاقتصاد وتخليها عن إدارة الإنتاج ووضع السياسات العامة والخطط الخمسية .

وبدل التحول نحو الصناعة والإنتاج البضاعي للحصول على العملة اعتمدت بعض الدول في عالم اليوم على ما تملكه من ميزة مطلقة في الإنتاج الريعي كالتي نادى بها ادم سميث والتخصص بإنتاج سلعة محددة واعتماد نظرية ريكاردو في الميزة النسبية في المقايضة كل سلعة بأخرى كالاعتماد على تصدير النفط أو الحبوب .الغاز الطبيعي .
ولهذا استغلت بعض الدول جمال فتياتها كميزة مطلقة وشرعت البغاء والدعارة لجلب العملة وأصبحت هذه الدول مواخير يقضي فيها المتنفذون الليالي الحمراء والاتجار بالرقيق الأبيض من اجل أن تبقى دولا ذات سيادة .

لا ينمو المجتمع الخدمي في ظل النظام الاشتراكي لأن هذا النظام يعتمد على الإشباع الكامل لحاجات الإنسان ويعمل في ظل نظام صناعي متكامل تكون فيه الخدمة ثانوية أمام البضاعة بسبب سيطرة الدولة على كل المفاصل اقتصادية
لا تملك الخدمة ميزاتها وقيمتها في ذاتها بل تعتمد على مجموع العلاقات الأخرى وتلعب الدولة هذا الدور الفاعل فالدولة في ظل سيطرة البرجوازية الوضيعة مثلما يسميها الرفيق النمري هي السند الأول لعالم الخدمات بعد أن تواطئت مع الشركات الاستثمارية وألغت الصبغة الوطنية عن بلدانها واعتمدت على البروتوكولات والارتباطات مع البنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية والاستثمار والشركات العابرة من اجل تكريس نفسها كطبقة حاكمة أبدية عبر تكوين اللوبيات المالكة للنقد وتحويل أحزابها ومؤسساتها الدينية إلى مؤسسات نقدية متنفذة ليكون بالنتيجة النهائية تدمير الصناعة في هذه الدول وبروز قوى جديدة تعتمد على الخدمات ونهب العملة بطريقة السرقات المنظمة عبر تشريع القوانين الاقتصادية الجديدة والاعتماد على بعض القوى المحلية مثل نقابات الأطباء .الصيادلة .المهندسين والمحامين وإطلاق يدها وتعظيم دورها في المجتمع والضحك على الذقون بنظرية تأسيس المشاريع الصغيرة من اجل تقليل البطالة المتصاعدة في هذه الدول وإطلاق تأسيس الجامعات الأهلية ذات الفروع الإنسانية فقط والتي لا يجد خريجوها أية فرصة للتعيين .

وتعمل الحكومات البرجوازية على التماشي مع هذا الوضع وتسكينه للخلاص من الطبقات العمالية وما تجره عليها من مصائب وويلات عبر المطالب بالتأميم أو الاستقلال الوطني .

بقي أن نقول إن مجتمع الخدمة لا يضيف شيئا إلى مردودات الدولة والدخل القومي بل أنة فقط يقوم بنقل النقد من مكان إلى مكان ويقوم بحرق العملة وامتصاص النقد المتأتي من البضاعة ويخلق حالة فقر شديدة للمكونات الشعبية الفقيرة والشرائح المعدمة التي لا تستطيع من مسايرة هذا الوضع ويخلق حالة غنى فاحش لبعض الطبقات المهيمنة على المجتمع .


وتعتمد السلطات الحاكمة على تعزيز قوة عملتها على ما تملكه من ميزة مطلقة في الإنتاج الريعي فقط عبر تصدير النفط . الغاز الطبيعي .المنتجات الزراعية أو تأجير ما تملكه من مصادر للطاقة للشركات العابرة عبر بوابة الاستثمار .
وتبقى هذه السلطات ذليلة تعيش على الهامش لا تستطيع المواجهة ولا تصنع القرار وتنئ عن أية مواجهات خارجية وليس لها سيادة مطلقة وتنهار في أية مواجهة خارجية أو حين التعرض إلى أية اضطراب داخلي شديد تقوم بة الطبقات المستغلة بالكسر .

تنهار الصناعة في الدول الخدمية وتتلاشى طبقة العمال والأحزاب العمالية وتظهر بدل منها الأحزاب الليبرالية واللوبيات الحاكمة ويتعزز دور الدين .الكنيسة .الجامع كقوة قائدة سيطرة المالكين الجدد لمؤسسات المجتمع من اجل تسكينه وفرزه إلى مكوناته الأولية من ملل وطوائف ليسود الركود الفكري وتنعدم فرص التقدم إلى الأمام .

لكن القاعدة الاقتصادية الشهيرة تقول إن قيمة الشي لا تحدد بذاته بل بمجموع العوامل والعلاقات المرتبطة ولهذا فان أية اهتزازات في مجموع العلاقات الخارجية وتدهور قيمة النقد والإفلاس والأزمات المالية الخانقة ربما تصنع وضعا جديدا تدمر هذا المجتمع الجديد الهش المهزوز من دواخله لاعتماده على العوامل الخارجية المكونة له وارتباطه بالمعسكر الديمقراطي الجديد والهيمنة الأميركية وهو معرض للانهيار في أية لحظة لأنة لا يخلق أية قيمة فائضة تضاف للدخل القومي .
وإذا قال ماركس يوما بان طاحونة الهواء تعطي مجتمعا أقطاعيا بينما تعطي طاحونة البخار مجتمعا رأسماليا .فإننا نقول بان مجتمع الخدمة يعطينا أنسانا محطما ومجتمعا جاهلا يسيطر على عقلة المثال والخرافة .
بينما يعطينا مجتمع البضاعة الإنسان والمجتمع المفكر الواعي .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين - أكتوبر - هكذا هكذا و إلا فلا لا
- هكذا واجهنا -الداعشيون - في الميابيري
- يوم كنت رئيسا للجمهورية العراقية
- عالم الخدمة والنقد : الذي استعبد فاتنات اسطنبول
- انتحار التاريخ حين يكون السلف ماركسي متنور والخلف ظلامي متشد ...
- حين يتأسلم اليسار ويدعي الوسطية
- هل كان الإفلاس المالي وراء التقليص الوزاري ؟
- ماذا لو مسك نوري المالكي الولاية الثالثة ؟
- العصر المظلم في التاريخ العراقي
- وكانت قناة الأمل التلفزيونية . تفتتح بالنشيد الأممي
- وأخيرا:- عزفت ديمقراطيتنا لحنها الأخير
- وتفتت عراقك ياعبد الكريم قاسم
- نبارك مقدماً لكردستان استقلالها المجيد
- العراق : من التكوين البريطاني إلى التقسيم في العهد الطائفي
- نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل
- الحرب العادلة وحرب التحرير والحرب الأهلية . في المفهوم المار ...
- ماذا سيقول -القرموطي - عن انهزاميي الموصل
- متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟
- الاشتراكية يبنيها الحزب الطليعي القائد ... وليس الديمقراطيات ...
- هكذا توقع الاقتصاديون ....العراق في العقد التسعيني كوريا جنو ...


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - الخدمة والبضاعة:- مابين مجتمع البرجوازية الوضيعة والمجتمع الاشتراكي