أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - عاشق يصر على الحضور














المزيد.....

عاشق يصر على الحضور


محمد رحو

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


عاشق يصر على الحضور(*)
إلى جبيهة رحال+
محمد رحو
كان يمحو أسطر الليل من دفتر الأحبة
يتلو على سمع الحبيبة المعذبة
كتاب العبور لشط الفجر
كان يتمطى تحت لحاف القهر
و يعدو – ضاحكا – صوب مواسم احتراقه العذبة!
***
هل تعرفون ولدا تنام المدينة
يشاكس و يرفض أن ينام!
هل تعرفون ولدا يجري كالنهر
يسري كالعطر
ويطير كالحمام!
هل تعرفون سهما يثقب قلاع الطمأنينة
ويمشي
يشق صدر الرواسب
يهتك"حرمة" الطحالب
ويمشى
نحو شمس مسيجة بالصمت و الضغينة
***
أيها المطر القاسي
انهمر
أيها المطر القاسي
لن تخمد في صدري الجمرة!
أيتها الرياح الوحشية
هبي
أيتها الرياح الوحشية
ففؤادي الآن شجرة!
أيتها الأسوار الليلية
لن تمنعيني من أن أحلم
ببلاد شمسها حرة!
أيتها الكهرباء المجنونة
تدفقي
أيتها الكهرباء المجنونة
لن تفتحي في جدار الشموخ ثغرة!
أيتها الرؤوس المحشوة بنصوص التدجين
لتراجعي الآن ما لقنوك
لن تسرقي من الصدر بذوره الجميلة
لن تعبري لعصافيري السبعين!
لن تزحفي شبرا واحدا
في قارة القيم الجليلة
لن تقنصي عصفورا واحدا
من عصافيري السبعين!
لن تحرقي حلما واحدا
من أحلامي النبيلة
إذن .. فلتٌسْقطيني في دجاك
نجمة قتيلة!
هي معركة قصيرة
وحرب النور و الديجور..
دامية طويلة.
***
لأنه سرق الغصن/البلسم
وأهداه لأحبته الغرقى في الأغلال
لأنه حين تكلم
خاط حنين الكلمات بنبض الأعمال!
لأنه تعلم
كيف يبحر لأحشاء وطن الجرح..
يغني بين قيوده الخفية و الجلية ..يتبسم
ويضرب كثبان اليأس بوردة الآمال!
لأنه ظل وفيا لوعوده الجذرية..ولم يندم
لأنه أفشى للنهار شرايين الحقد
لأنه"امتص" لسعات الوقت
ليمتص القادمون الشهد!
لا تستغربوا إن توهج
لوحة خضراء
بريشة الملائكة/الأطفال!
***
للسائل أن يسأل
هل مل العاشق سماءه الضيقة ؟
هل كان يرحل ليرحل
هل كان الفرار – في قاموسه – لفظة ضيقة! ؟
أم هو الحنين لعينيها الشاردتين
يأبى إلا أن يسرقه
إلا أن يقترب
ليقاسمها جحيمها اليومي عن كثب
ليصوغا معا..مغربا أجمل
من عيون الغزالة..أنقى
من خد الزنبقة!
***
لآسية الآن أن تسقط في بركة الفرح
لقطرة دمعها الفضية
أن تنير دروب العميان!
لطلعة قوس قزح
شكل الوردة الطعينة الجنان
لعصفور الزغرودة أن يحلق الآن
فالأفق سهل حرية
وصدر البلاد انشرح!
***
هو الآن يشهر في وجه الزمن المنهار
وقافلة الهاربين أسئلته
هو الآن يركب جمر الإختمار
وينثر على الغائبين أمثلته!
يسافر في دهاليز الليل..عميقا بعيدا
ويعود إلينا مصهورا بالشوق و الأسرار
مجبولا بأنفاس الطريق و نسغ الأشياء
فمه/نشيد لعرس الفقراء
دمه/بوصلته
من أقصى مرايا الحلكة
يطل علينا
قمرا وليدا وشهيدا! !
***
أيها الرحّال المفتون بربيع الأغاني
أيها الرحّال المسكون بوجع يمتد كالشطآن
لك الآن أن تخلع خرقة الكفن
لقبضتك العمالية أن تشق جدار الزمن
لمسامك المحاصرة أن ترشف عبير الوطن
لكفك القوية أن تلوح الآن
لرفاق يبتسمون خلف القضبان
ورفاق يخرجون الآن
ورفاق يدخلون الآن!
لك الآن أن تلبس بذلة الشغل الزرقاء
وتفك لغز هذا العطب الكهربائي
لك الآن أن "تحتل" منصة النقابة
لترسم لإخوتك البسطاء
أشداق الذئاب/الأعداء
وجيوب السماسرة/الذيول!
لك أن تقول
طلقتك البليغة بلا ضوضاء
وتنسحب
لتنساب في الفاتن البحري
لك أن تعود
لتشاركهم نخب فاتح ماي..
وتضحك لآخر نكتة شعبية
أبدعها فنان مجهول!
لك أن تنثر أنوارك السرية
لك أن ترعى عصافيرك الفضية
لك أن تعبئ شرايين الوطن
أنفاس الديناميت و الورد
أناشيد العشق والطريق
لك أن تسرق ذرة من ذهب الزمن
لتشرب قهوتك السوداء
(ما أعذب السهر من أجل فجر الفقراء !)
جرعة واحدة
وتأخذ الحافلة
لموعد آخر!
لك أن تجلس الآن
لتقرأ كتاب الشعوب العميق/
عيون بلادك الحزينة/
تواريخ نفي الإنسان!
لك أن تأسى قليلا
فأنامل النور النحيلة لم تتعانق بعد
لم تشكل بعد
قبضة تردي الليل قتيلا!
لك أن تغني طويلا
لك أن تغني طويلا
لك ما تشاء
أن تلثم حبيبتك السمراء
على صهوة الطريق العام!
أن تحطم أسطوانة جوفاء
وتغني رحم الأرض المعطاء
لك أن تحوك "مؤامرة"
لك أن تعود "مغامرة"
لك أن تقود مظاهرة
من ساحة السراغنة
حتى واحة الشهداء!
فهم الآن يرفعون
أسعار الخبز و الهواء!
هم الآن يقذفون
أحلام الشبيبة للعراء!
هم الآن يذبحون
أزهار الحب و الضياء!
***
أيها الرحّال الجميل الجميل
لتبعث صوت المعجزة
ولتقنص فراشات المستحيل!
أيها الرحّال الأصيل الأصيل
لتخرق قانون الزمكان
ولتزرع نطفة الألق, وتد القنديل
في حلكة الهنا و الآن!
الدارالبيضاء – صيف 1985
+ جبيهة رحال مناضل يساري مغربي(منظمة23مارس)..
اعتقل في نونبر 1974..صدر في حقه حكم ب 32 سنة سجنا..
استشهد بتاريخ 13 أكتوبر1979
بعد محاولته التخلص من قبضة القمع.
(*)نشرت هذه القصيدة بالعدد 40
من جريدة أنوال الثقافي
بتاريخ 30 يونيو1987



#محمد_رحو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة حب من عالم سفلي
- إلى أحمد بركات
- أشواق
- كالينابيع ينبجسون
- أقول لا
- ضد أعراف تتلكأ
- المتلبّس
- يا بلادي..ياالتي تخير عشاقها مخالب الموت
- أطفال الشعوب
- قصائد أخرى
- قصائد
- دعوا الفتى يستريح
- رجل يضحك في وجه الموت
- تازمامارت
- امرأة رمزية
- أمي
- عبد اللطيف الفؤادي
- صديق آفاقي
- الليلة تنجبني سيدة الأسئلة
- أنا المرأة..هذا بياني


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رحو - عاشق يصر على الحضور