أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عمر - رأی-;- فی-;- مصی-;-ر العراق















المزيد.....

رأی-;- فی-;- مصی-;-ر العراق


فاضل عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأی-;- فی-;- مصی-;-ر العراق
أيها السادة كفاكم ضحكاً على الذقون، حان وقت الاعتراف بالحقائق
فاضل عمر
قبل تأسيس مملكة العراق عام 1921 على يد الانكليز و ضم ولاية الموصل للمملكة المستحدثة كان العراق الحديث عبارة عن ثلاثة ولايات تابعة للدولة العثمانية و هن ولايات البصرة و بغداد و الموصل. و الذي يجهله اكثرية الاجيال الحديثة ان ولاية الموصل نفسها، بمساحتها المعروفة، كانت ولاية مستحدثة، تم تشكيلها عام 1879 بعد سيطرة القوات العثمانية على الامارات الكوردية الثلاث- امارة بهدينان و عاصمتها العمادية و امارة سوران و عاصمتها رواندز و امارة بابان و عاصمتها السليمانية، كذلك نتيجة ضعف سيطرة ولاية بغداد بعد نهاية حكم مدحت باشا ( 1869 ـ 1872 ) الذي كان قد بسط نفوذه على وادي الرافدين انذك. كما اسلفت، عند تشكيل ولاية الموصل، اصبحت غالبية اراضي جنوب غرب كردستان ضمن هذه الولاية. الغاء حكم الامارات او السيطرة عليها بالحروب الداخلية، كانت جزءا من السياسة الجديدة للدولة العثمانية لالغاء اللامركزية، و تشكيل دولة مركزية موحدة.
القصد من هذه المقدمة المقتبضة هو التأكيد على احدى حقائق العراق قبل تأسيسها الى حد اليوم، الا وهي ان العراق لم يكن نسيجا اجتماعيا او فكريا او سياسيا او اقتصاديا او تاريخيا او جغرافيا، متناسقا و منسجما مع بعض. العراق كان و مازال نسيجا مختلطا من اقوام و اديان و مذاهب و جغرافيات مختلفة. هنا لاانكر التعايش و العلاقات الاجتماعية على اساس الجيرة الجغرافية، ولكن عندما كانت المنطقة بعيدة عن السياسة و افكارها السوداوية كالهيمنة و السيطرة و التوحيد و الحروب الايديولوجية و الابادة..الخ من استخدامات السياسيين للدين و القومية و المذاهب كادوات لاشراك المواطنين في حروب، ربما، لا دخل لهم بها.
الولايات الثلاث او العراق فيما بعد 1925 لم تكن دولة بنيت على اساس التجانس او التوافق البشري، و لكنها تشكلت كخريطة فقط، لانها و بمساحتها الحالية، من الاوطان النادرة التي جمعت الصحراء و السهول الرسوبية لنهرين كبيرين و مناطق جبلية مطرية و مثلجة. هذه البيئات الثلاث، شئنا ام ابينا، تشكل ثلاث مجتمعات او ثقافات مختلفة، قبل ان تفرقهم القومية او الدين او المذهب.
ولكن الولايات الثلاث، داخلياً، كانت الى حد ما منسجمة من ناحية او اكثر وذلك بهيمنة مكون او تشكيل هذا المكون للاكثرية السكانية في الولاية. و هي معروفة و لاينكرها سوى السياسيون الذين يلغون الانسان في سبيل امور و اهداف معينة.
ولاية البصرة كانت و مازالت شيعية في طابعها، و ولاية بغداد كانت سنية في غالبيتها و الموصل كانت ذا اكثرية كردية.. طبعاً مع عدم نسيان التداخل الجغرافي هنا و هناك او وجود قوميات او اديان اخرى متناثرة هنا و هناك.
اليوم، ومع كل ما قامت بها الحكومات العراقية من تغيرات ديموغرافية قسرية في القرن الماضي، ما زالت الخريطة القديمة تشير الى نفس المكونات السابقة، مع بعض التغيرات اللاجوهرية. اي ان العراق الواحد هو موحد قسريا بعملية قيصرية سياسية، و العراق المتناسق و المنسجم غير متناسق و غير منسجم، ان لم اقل هذا التوحيد القسري قد بذرت الكراهية و العداوة و البغضاء بين مكوناتها الى ان وصلت الى القتل على الهوية المذهبية، لان القتل على الهوية القومية او الدينية قد سبقتهما بالقتل الجماعي و الفرمانات والتهجير و الانفال و استعمال السلاح الكيمياوي.
اذن وحدة العراق لم تكن نعمة للعراقيين، سواء في العهد الملكي او في العهد الجمهوري، عدا للسياسين المتربعين على كراسي الدولة في بغداد، كائنا من كان او يكون.. لان تجربة عشر سنوات من الديمقراطية و حكم الشعب، اوصل العداوة الى اقصى حدودها وذلك بسيطرة غرائز الشر و البغضاء بين المجموعات البشرية على العقول و المنطق البشري، و لعل قتل الطلبة على الهوية القومية او المذهبية هو اخر انجازات السياسيين في هذا المجال و هي بمثابة صلاة الميت على جسد التعايش و الاخوة.
ولكن لغة رجال السياسة و قاموسهم، مازال لوحة طينية سومرية، و يصرون على استعمال كلمات التوافق و الاتفاق و الوفاق و الوحدة الوطنية و المواطنة و الاخوة و التعايش و التسامح و الديموقراطية ووو.. من الالفاظ الخطابية التي عفى عليها الزمن و تأذي الاذان و لم تعد قابلة للتصديق ان لم اقل اصبحت في مزبلة الواقع المعاش و المرئي الذي اصبح يشك في كل شىء، حتى نفسه!
كيف سيصدق الكردستاني هذه الكلمات و قد مر عقد من الزمن و لم تحل اية مشكلة كردستانية مع المركز، عدا ما حلتها حكومة الاقليم، و اصبحت سببا للمشاكل. اي ان بغداد لم تكتفي بعدم حل اية مشكلة عالقة، و لكنها افتعلت المشاكل عندما حاولت حكومة الاقليم حلها بالطرق القانونية المعروفة او استعمال حقوقها الدستورية بدون اذن بغداد. و كيف يصدق الكردستاني، السني العربي و من والاهم، اذا جلبوا ارهابيي العالم الى حدودهم و هاجمتهم في عقر ديارهم؟! اليست داعش، جزءا من النسيج الاجتماعي العربي السني؟ اليست وسيلتهم للسيطرة على مقاليد الحكم مرة اخرى؟ اليست طريقة غير مباشرة لمحاربة الديموقراطية و التوافق؟ اليست...
كيف سيصدق العربي السني هذه المصطلحات، اذا طرد و شرد و قتل لانه سني او كان جزءا من النظام السابق و قد تبرء من صدام و ربعه و اعترف بخطأه و عاد الى الصف الوطني؟ كيف يصدق السني هذه الكلمات و كانت حصته من العراق الجديد تبديل دوره بالعربي الشيعي فقط.
والشيعي العربي او الكردي كيف يصدق الاخرين اذا كانت مواكبه الدينية او اسواقه الشعبية او مقراته او بيته او مساجده او مجالس عزاءه معرضة للانتحاريين و التكفيريين المستوردين من الخارج لمحاربة السلطة بواسطة قتل الاطفال و النساء و الابرياء و المدنيين؟
اذن، فالنعترف بان اللاانسجام و اللاتعايش و اللاتوافق هي صفات مكونات هذا الوطن، و هذه حقائق اجتماعية و فكرية و سلوكية متغلغلة في النفوس و من الصعب التغاضي عنها لان السياسيين يودون ذلك او يامرون بها. الانشقاق الحاصل في المجتمع العراقي (والذي كان موجودا اصلا) قد اصبع صدعا غير قابل للردم،.. الا بمرور الزمن و بوضع استراتيجية وطنية بعيدة المدى تعتمد الانسان المجرد، كنواة للتربية، و المواطن المجرد كنواة للمجتمع، والانسان الحر كنواة للسياسة و الانسان العامل و الفعال كنواة للاقتصاد.
و لوضع حد للنزيف المادي و الروحي للعراقيين كافة و لوضع حد للتدخل الخارجي في شؤون هذا الوطن، و لنعيد الطمأنينة و التعايش و التسامح الى الشارع العراقي، و لوضع القدم على عتبة التقدم و الازدهار و السعادة، لابد ان يتنازل السادة السياسيين عن مبدأ (القوة هي صفة المركز و الضعف هي صفة الاطراف) اي تبديل مبدأ العراق المركزي الموحد الى العراق الفدرالي اللامركزي. اي ان يبدأوا بتقسيمها الى ثلاث مناطق فيدرالية ديموقراطية لامركزية و دستورية. و جعل بغداد مدينة محايدة و مقرا للحكومة الفيدرالية التي تتكون من الوزارات و المؤسسات السيادية فقط. و بذلك لاتنتهك خصوصيات كل منطقة و تطمأن للمستقبل و بعدها تخطوا نحو الاخوة و التعايش و بناء المستقبل، بدلا عن الحروب و الانتحاريين و القاعدة و داعش و ماشاكلهم.
الدولة القوية في العصر الحديث ليست الدولة القوية في مركزها، ولكنها الدولة المتكونة من اكبر عدد من الوحدات القوية.



#فاضل_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش؛ من صراع الحضارات الى حرب الحضارات


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عمر - رأی-;- فی-;- مصی-;-ر العراق