أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - تركيا .. والخيارات الصعبة !!














المزيد.....

تركيا .. والخيارات الصعبة !!


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 09:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تركيا .. والخيارات الصعبة !! زيرفان البرواري

ان شبح التمدد الداعشي بات العنوان العريض للاعلام على المستوى الدولي والاقليمي وتحول الى الشغل الشاغل للمحلليين والمراقبين في مجال تحليل الاحدث والمعطيات السياسية، فالتغييرات الديناميكية في الشرق الاوسط والمفاجئات السياسية قد عقدت مسالة فهم المتغييرات في السياسة العامة والخارجية لللاعبين الدوليين في المنطقة. فالاستقرار السياسي والاقتصادي باتوا امام خطر حقيقي واحتمالية تحول المنطقة الى ساحة الحروب الاقليمية بات السيناريو المرتقب في ظل الاحداث المتسارعة.
السؤال الذي يبادر الى الذهن هو اين انقره مما يجري على حدودها والى اي مدى تعاني انقرة من سياسة العزلة بعد طموحاتها القائمة على اساس تصفير المشاكل مع الدول المجاورة؟
إن السياسة الخارجية التركية في ظل الحكومات التركية منذ 2001 قد مرت بمراحل مهمة وتعرضت لتغييرات جوهرية ارتبطت بتغيير وجهة الدولة التركية واولوياتها في البعد الخارجي، وكذلك تغيير النخبة الحاكمة الذي وجدوا في العمق الاسلامي الممر الاستراتيجي نحو تحرير تركيا من ديونها وازماتها الاقتصادية من ناحية وباب الخروج من ازماتها السياسية خاصة فيما يتعلق بموقع تركيا في كل من اوربا والشرق. فالفعالية والمرونة في السياسة الخارجية لانقرة قد اثرت بصورة مهمة على موقع الدولة التركية وكذلك على الاولويات المتبعة في السياسة الخارجية لهذا البلد.
ان تركيا في ظل العدالة والتنمية تبنت مفهوم المثالية السياسية في صنع قرارها الخارجي ورسم سياستها الخارجية مع كل من البلقان والشرق الاوسط فضلا على الحفاظ على نوع من الواقعية السياسية في علاقتها مع كل من اسرائيل واوربا الغربية. وفي هذا الاطار يمكننا ذكر مبدا تصفير المشاكل مع دول الجوار التي صممها داود اوغلو مهندس السياسة الخارجية التركية في حقبة العدالة والتنمية. فالحكومة الجديدة حاولت الاستفادة من الارث الثقافي والتاريخي للامبراطورية العثمانية من خلال تبني المنهج المثالي في السياسة الخارجية الا ان الربيع العربي والتدخل التركي في ثورات العالم العربي قد اثرت على الاستراتيجية المرنه لانقرة وغيرت موقع تركيا من دولة حيادية مع قضايا المنطقة ( العلاقات الاسرائيلية ـالسورية، الملف النووي الايراني) الى دولة فاعلة في دعم قضايا التحرر ومطالب الشعوب، وبناءأ على ذلك بدأت تركيا تفقد تاثيرها على الكثير من الملفات باستمرارها على نهج المثالية في العلاقات الدولية، الامر الذي ادى الى تغيير السياسة الخارجية من تصفير المشاكل الى تصفير الاصدقاء في البعد العربي خاصة سوريا وبعض دول المنطقة.
وفي ظل المعطيات والتطورات السياسية الجديدة وظهور داعش تحت شعار دولة الخلافة وتعرض الامن الاقليمي للشرق الاوسط الى خطر حقيقي بدا تركيا تفكر في الخروج من مازقها باقل الخسائر وعدم التسرع في المشاركة في الحملات الدولية دون ضمان موقف تركي لا تقتصر على المشاركة وفق توجيهات دول اخرى وانما المشاركة وفق شروطها ومعايير القوة التي تمتلكها انقرة في محيطها السياسي والعسكري. لذلك يمكننا ربط عدم مشاركة انقرة في حملة الحرب على الارهاب الداعشي بعاملين:
اولا: الخوف من بقاء نظام الاسد والحرب بالوكالة من اجل حماية ذلك النظام او بالاحرى ضياع مزيد من الوقت في الانشغال بمجموعات ارهابية مع ترك طاغية دمشق للاستمرار في حمالته الترهيبية ضد المواطنيين العزل، فالساسة الاتراك لا يشاركون في المشاريع الدولية بصفة العطاء وانما لدى انقرة سياسة مستقلة يصنعه الاتراك بانفسهم دون الرجوع الى البيت الابيض او الكرملن مثل الدول العربية الاخرى التي تحصل على قرارات جاهزة مجهزة كقهوة الصباح في اروقة مكاتب القادة العرب. ان تركيا تريد المشاركة في الحملة ضد داعش بشرط اقامة منطقة امنه لتحقيق منجزات الثورة السورية وكذلك تخفيف العب على تركيا باقامة مخيمات لللاجئين السوريين على الاراضي السورية. وهذا التردد التركي إفراز للعوامل المذكورة الا ان تركيا سوف تخرج من صمتها عندما تضمن نتائج ايجابية، او التحرك بدافع الطوارى واضاعة فرص الحياد.
ثانيا: الخوف من النفوذ الكوردي المتمثل بالعمال الكوردستاني لان تركيا ترى في كوردستان الغربية- العمق العسكري والسياسي للحزب العمال الكوردستاني، وان التوسع السياسي والعسكري لقوة حماية الشعب الكوردي سوف تتعكس سلبا على الامن القومي التركي حسب ما يعتقده القادة الاتراك، لذلك ترى انقرة ان ما يجري في كوباتي ما هو الا مشروع اقليمي تحاول انقرة الاستفادة من نتائجها قدر المستطاع، فالدولة التركية لا تزال لديها مخاوف من الاستقلال الكوردي على حدودها مع سوريا الامر الذي تُغيير السياسة التركية من سياسة قائمة على القوة المرنه الى سياسة قائمة على المفهوم الامني والعسكري من جديد.
ان التردد التركي يرتبط بالموقف البراكماتيكي للدولة التركية في الوقت الراهن، ولدى انقرة مخاوف من تدخل دول اقليمية كايران بالشكل الذي تخدم ايران على حساب التواجد العسكري والسياسي لتركيا في المنطقة. فالخيارات التركية الصعبة سوف تفرز خيارات اصعب في المرحلة القادمة اذا اخفقت تركيا في إرضا الاطراف المجاورة خاصة الكورد، لان انقرة لا تستطيع الانقطاع عن محيطها الاقليمي ولابد من تبني سياسة قائمة على التقرب من الكورد بدلا من استخدامهم مرة اخرى في سياسات خاطئة تكون عواقبها وخيمة على ما تحققتها تركيا خلال العقدين الماضيين.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش ... هادم الحضارة
- الدب الروسي .. وإعلان الحرب الباردة
- الإقليم بين رهانات الداخل وتهميش الخارج
- حزب الله من المقاومة الى الارهاب
- الحوار التركي- الكوردي. الواقع والتحديات
- لا شتاء بعد الربيع
- عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !
- حكومة الاغلبية .. والاجندة الخفية
- النظام السوري ... والحرب بالوكالة!
- بغداد.. والفشل الدبلوماسي
- النخبة العراقية .. وعقلية العسكرة !!
- تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!
- السياسة الدولية .. وغياب الانسانية
- أنقرة والاقليم .. تعاون طارئ
- بلاد بلا رؤية
- أدلجة العنف
- الارهاب الفكري ..وخفايا الشر
- الفيتو... وصناعة الرعب
- الاستقلال بين الحلم والواقع
- انقرة وصناعة العنف


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - تركيا .. والخيارات الصعبة !!