|
ماذا يقصد التحالف الدولي من تعامله مع كوباني
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 20:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتعامل التحالف الدولي بقيادة امريكا باعصاب باردة دون حراك جدي، و التصريحات المتناقضة الصادرة من اطراف هذا التحالف تدل على مدى التناقض الموجود في اهداف كل طرف في المنطقة و ما يريد ان تقع فيه في النهاية .استغلال الضعيف و المظلوم في تحقيق نيات و اهداف خبيثة من اخلاقيات الراسمالية العالمية التي لا تتردد و لا تتورع في استغلال ما يمكنها من تحقيق ما تريد على حساب الحق و امال الشعوب اينما كان . انه التحالف الذي يناور تركيا من جهة و ايران من جهة اخرى، و في المقابل انها تركيا التي تستغل موقعها و اهميتها الاستراتيجية في ما يجري في المنطقة و تريد ضرب عدة عصافير بحجر واحد من اتخاذها المواقف السياسية الانانية، و تعتبرها فرصة في هذه المرحلة لتحقيق حلمها القديم الجديد دون اي حساب لما يتطلبه العصر من حقوق الشعوب في تقرير مصيرها و هي تتصرف و كانها في العهد العثماني على الرغم من كونها مريضة لحد الان، وهي ليست على حال او وضع يمكنها ان تكون الاخ الاكبر و الوالي الامر لناهي كما كانت في عصرها الذهبي الذي ولٌى دون رجعة . ما تريدها امركيا هو اشتراك تركيا لاسباب عسكرية سياسية معلومة و لضمان نجاحها في مهمتها الرئيسية و هي التغيير على ان يكون لصالحها و تامين ما تريد منه و ضمان المستقبل لوجودها و بقائها دون منافس في الشرق الاوسط و بتغييرات تعتبرها ضرورية لمنع اي منافس لها و قطع الطريق امام بروز اي محور قوي ممانع . اما تركيا و هي تستغل كونها طرف مهم و ضروري في التغييرات الممكنة حصولها و هي تعرف مدى القصور في العملية بغيابها، و على كل هذه التناقضات و ما تريده الاطراف لا تتحمل المرحلة غير الهيجان الاكثر و لم تعد الا بالشر على شعوب المنطقة ذاتها . لو ابعدنا كوباني عن اهميتها الاستراتيجية الجغرافية فانها اصبحت رمزا للشعب الكوردي ولتركيا على حد سواء و تفعل تركيا كل ما بوسعها من اجل اسقاطها، و هذه هي المرحلة الفاصلة المتنقلة للعبور الى مرحلة جديدة متغيرة من حيث تعامل الاطراف مع القضية السورية، و لكن لعبة الكبار اللاانسانية في نظرتها و تفاعلها مع ما يجري على الارض اوضحت انتهازية و استغلالية الراسمالية العالمية التي تدعي الانسانية زورا و بهتانا و لا تفعل غير التضليل للعالم باسماء و مفاهيم انسانية براقة لا تمت بمبادئهم و افعالهم بشيء يُذكر امام مصالحهم، و افعالهم الهمجية تدل على تجردهم من كل مفهموم انساني عصري، و اثبتوا للعالم، انهم مضللون و شاهد الجميع كيف يضربون كل تلك المفاهيم عرض الحائط لو تقاطعت مع مصالحهم هم، و انزلوا ما يهم الانسان و الانسانية في هذه المنطقة الى الحضيض . ان التحالف الدولي اثبت هشاشته و عدم تماسكه في اول ايامه، و استغلت تركيا هذه الثغرة للحصول على ما تريد باخبث الطرق و مستغلة الارهاب بالارهاب على الشعوب المظلومة و هي تدعي الانصاف و الانسانية في نهجها و استغلالها للدين في تحقيق ايديولوجيتها و بعيد عن كل البعد عن كل ما يمت بالانسانية بشيء، و هي تتعامل مع الواقع بتناقض ايضا تدعم الارهاب بطرق شتى و تستغل الارهاب في تحقيق مرامها و تريد استغلال الارهاب و ماربته لتحقيق اهداف استراتيجية مستقبلية لها ايضا، و كل ذلك على حساب شعب بريء مظلوم لم يذق طعم الحرية منذ عشرات العقود . لو دققنا ما يفعله التحالف الدولي نتاكد بانه ليس على السكة الصحيحة له و يمارس ما شكل من اجله بشكل غير مقنع لاي منا، و حتى امريكا بنفسها متخوفة من نتنائج ما تفعل و تتضارب مواقفها مع ما هي تفعله يوميا و تنتظر افقا واضحا و لكن شعوب المنطقة تدفع الضريبة لهذا التلكؤ الكبير . تعامل امريكا مع ما يحدث في كوباني يوضح مدى التخبط الذي هي فيه من تعامله مع الاطراف تركيا من جهة و المنضوين في تحالفه من جهة اخرى اضافة الى ايران و روسيا و الصين و من لف لفهم من جهة اخرى . الكل يسال ماذا تريد امركيا و التحالف المشكل من منطقة و هل تتحمل مسؤليتها ام انها تريد ابعاد الارهاب عن باب بيتها و تريد ترتيب اوراقها في المنطقة بهدوء و تاني و لا تهتم بما تُسفك الدماء من الابرياء من شعوب المنطقة، و هذا هو قمة اللاانسانية في سياسة امريكا الراسمالية المصلحية الجشعة . اما بقية اطراف التحالف لكل منهم له اهدافه الخاصة و اكثرهم بالضد من المحور الاخر و يريدون سوريا حليفة و بقيادة و نظام يلائمهم و الهدف اخراجها من كنف ايران و المحور الاخر فقط، لتقوية موقفهم كمحور رئيسي في المنطقة، و لا يهمهم اي شيء اخر .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حيرة الوضع في سوريا
-
انحني و اسجد اليك يا بيريفان
-
هل الالتزام بالعادات و التقاليد روتين يقتل الابداع
-
هل بالامكان انهاء منهج المحاصصة في العراق
-
لم تتحرك امريكا ازاء ما يحصل في كوباني بجدية
-
هل تسمح ايران لتركيا بالتدخل في سوريا ؟
-
كوباني رفعت راس الامة الكوردية
-
المواقف المتقلبة لتيار الاسلام السياسي في كوردستان
-
الالتزام بالعادات و التقاليد و ضيق الوقت
-
على الكورد ان يفقهوا لعبة محاربة داعش
-
نتحاور كي نتشاجر
-
لماذا هذا الموقف من تركيا تجاه مصر
-
لدينا عقدة التقليد في غير محله
-
من آمن بالاستقلال و عمل بالفدرالية
-
أغدر التاريخ ام جهل القيادة ؟
-
لماذا اوصلوا كوردستان لما نحن فيه
-
قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا
-
ماوراء تخبطات تركيا السياسية
-
مثقفو العتبات واعتقادهم بان النَعَم يُزيد النِعَم
-
يا له من تضليل سياسي
المزيد.....
-
-الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف
...
-
امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي
...
-
توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح
...
-
علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
-
بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم
...
-
مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير
...
-
رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ
...
-
تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار
...
-
عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
-
لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|