أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - أنفصال الجنوب اليمني الان وليس غدا.














المزيد.....

أنفصال الجنوب اليمني الان وليس غدا.


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 17:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في البدء أتوجه بنداء عاجل إلى كل جنوبي في الشمال، سواء كان في السلك العسكري أو المدني أو القطاع الخاص أن يفكر وبطريقة جدية بالانتقال إلى الجنوب، أو على الأقل يؤهل نفسه وجدانيا ومعنويا، على كل جنوبي أن يفهم جيدا بأن الشمال سيدخل نفق مظلم ولا نهاية له ، وأن القوى المتحاربة ستفني نفسها في صراع إيديولوجي ديني عرقي كبير، وان ضرر أي اقتتال من هذا النوع يعود بالمقام الأول على المدنيين وعلى أمنهم وأمن أطفالهم ونسائهم، كما أني أوجه ذات النداء لإخواننا في الشمال أن يعوا جيدا بأن المرحلة القادمة هي مرحلة خطيرة وأن عليهم مغادرة مدنهم أن استطاعوا واللجوء إلى قراهم، فعبدالملك الحوثي لديه من الثارات التي لا تحصى، والجميع عنده في سلة واحدة مالم يكونوا طبعا ضمن جماعته، وأنصار الشريعة قادمون لخوض حربهم المقدسة ضد الحوثي وأنصاره.

حتى الأعمى يدرك بأن العاصفة قادمة لا محالة، وأن نذر الصراع المذهبي ستكون هو شعار المرحلة القادمة، والجميع يعرف بأن الشمال يمر بحالة مخاض ناجمة عن حمل طال امدة وكان محتقن بكل التعقيدات الاجتماعية والأمنية والسياسية وان ما يحدث الان ليس نتيجة إبداعية خرجت فجأة، بل هي امتداد لطبخة على نار هادئة منذ سنين بعيدة، فحكم الشمال للدولة لم يكن حكما واعيا مقتدرا ومتناسبا مع مقتضيات العصر والتمدن، حكم الشمال كان نسخة من حكم ما قبل الثورة ولكن بصورة اكثر فوضوية ولا مبالاة، كان في حقيقته إقطاعيات تتقاسمها قوى قبلية ودينية وعسكرية، وخروج الحوثي رافعا شعار المظلومية ما كان له أن ينتشر ويتسيد الموقف لولا ذلك الحكم الفاشل.

في الجنوب مازلنا نترقب بصمت وبحيرة، وكأننا فوجئنا بكل هذه الأحداث المتسارعة، فأسقط في يدنا الأمر، كأننا أخذنا على حين غرة أو باليل ، حائرون وببلادة مفرطة فاغرين أفواهننا، ننتظر تصريح من زعيم أو بيان من تنظيم سياسي، كأن الجنوبيين دخلوا زمن التيه الأبدي ، و هذا يعري حقيقة النضال السياسي الممتد من سنين طويلة، ويكشف العجز السياسي الذي يتمتع به القادة الجنوبيين الذين بدوا لنا و في لحظة ما كأنهم اكثر عددا من الشعب نفسه، فلا يوجد شعب مكافح في العالم ولديه كل هؤلاء القادة إلا نحن في الجنوب، وبطبيعة الحال فأن القضية ستدخل في دهليز الصراعات الداخلية وتصفية الحسابات والذهاب بها بعيدا عن صلب الهدف المراد تحقيقه.

من يُعد لمليونية 14 أكتوبر، والقائمون عليها ، اين كانوا ، عليهم أن يدركوا جيدا بأنه لا مطلب آخر يمكن أن يقنعنا غير مطلب العمل الفوري لتحقيق فك الارتباط مع الشمال، والنجاة بأنفسنا من صراع عميق تتداخل به الجغرافيا والتاريخ والدين وهي عوامل كفيلة بحرق الأخضر واليابس وإفناء المتصارعين حتى آخر مقاتل فيهم، فك الارتباط ولا شيء سواه لأن كل شيء مهيأ كما انه يبدوا الحل الوحيد للنجاة بما يمكن النجاة به.

اعرف جيدا بأنه هنالك من يعول على الحوثي بتحقيق هذا المطلب، وأعرف ان البعض رهن قضيتنا دون الرجوع إلى أحد ضمن محاور أقليمية لا يمكن لها أن تعود لنا بالفائدة، والتعويل على فصيل في الشمال هو الآخر يعمل ضمن الأجندة ذاتها في الأقليم أمر غاية في الخطورة، والأخطر من كل هذا أنه وحتى الان لم نسمع تلميحا من الحوثيين بحق الجنوب في تقرير مصيره، وخطاب عبد الملك الحوثي الأخير والذي تطرق فيه الي القضية الجنوبية معربا عن تضامنه معها ومساويا معاناة الجنوب مع معاناتهم، مشيرا بأن الخصم كان واحدا، وأن الضرر أيضا شمل الجميع، امر خطير للغاية إذ ان تحجيم القضية الجنوبية ومساواتها بما يدعي انه حدث لهم فيه إجحاف وأيضا فيه لؤم ، إذ انه هنا لا يختلف عما كان يصرح به علي محسن سابقا أو حميد الأحمر بشأن الجنوب في احداث عام 2011م
قضيتنا في الجنوب لا تشبه قضية الحوثي بأي حال من الأحوال، بل يجب التبراء منهم لأنهم يمثلون اسوء ما يمكن أن تحمله جماعه وتقاتل من أجل، الجنوب دولة مدنية والحوثي جماعة مذهبية تدعي أن كل ما تقوم به هو لأجل مرضاة الله وتنفيذا لرغباته، الجنوب شعب يتطلع إلى مساواته تحت النظام والقانون ويريد حريات شخصية ودينية ويؤمن بحقوق المرأة والطفولة وبالتعددية السياسية الليبرالية، والحوثي لا يرى إلا نفسه فقط بينما لا تعني له حقوق المرأة أو الطفل أي شيء إطلاقا، ولديه مواقفه المعلنة تجاه الفنون والموسيقى، إنه تنظيم رجعي بكل ما تعنيه الكلمة، وليس من مصلحتنا ابدا أن نقرن أنفسنا به او نسمح له بالحديث نيابة عنا.

أخر فرصة للشعب في الجنوب هي هذه الأيام وتحت ظل هذه الأوضاع، ويجب ان تستغل لأنه لا خيار آخر لنا .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغول في صنعاء
- اطلاق رصاصة الرحمة على البيض
- الخطوة الإستباقية للسعودية في اليمن
- عبد الملك الحوثي أنت رجل شرير
- الدين السيء هو الدين المسيس
- العلمانية إذ تلقي طوق نجاتها
- تهاوى الحراك الجنوبي وبقي علي سالم البيض
- لا ....لجامعة تعليم القرآن
- من أجل ممارسة جنسية
- بين السيد والشيخ ما هو موقف المواطن
- ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة ابو سكينة
- ماذا تعلم اخوان اليمن من اخوان مصر
- أما أن نحمل السلاح أو لنعد إلى منازلنا
- سلمية الثورة لا تؤدي إلى حسمها
- لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق
- امرأة بخمسة أصابع
- الشمالي الرائع والجنوبي الإنتهازي
- الشماليون الجدد ...اسوء واسوء
- قادة الجنوب في اليمن ... صح النوم !
- دولة الخلافة تحت ظلال الزنداني


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - أنفصال الجنوب اليمني الان وليس غدا.