أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ايمان محمد - الطعن من الخلف... القصة كاملة















المزيد.....

الطعن من الخلف... القصة كاملة


ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 17:19
المحور: المجتمع المدني
    



أنه الصباح , ككل يوم منذ شهرين أبدأه بإلإتصال على زوجتي ليلى و الجوال مغلق
لقد أخذت إجازة ليومين من الشركة الأهلية التي اعمل فيها كمهندس حاسبات
,أعياني إلإرهاق و قلة النوم منذ ليال و كابوس يراودني و يعكر نومي , ارى سكينا تأتي من خلف الظلام و تطعنني من ظهري , بيدي قدح شاي أرتشف منه الرشفة تلو الرشفة و نظري متسمر على ورقة على الطاولة تسلمتها قبل يومين كبلاغ من محكمة الأحوال الشخصية تستدعي حضوري لدعوى التفريق التي رفعتها زوجتي عليّ ...اليوم موعد الجلسة الأولى , ذهبت لوحدي و إذا بليلى و والدتها و محامٍ يترافع عنها , يحمل ورقة بيده و يقدمها للقاضي , بعد لحظات رفع القاضي رأسه نحوي و بدأ يسألني و أجيب
_متى تركت زوجتك البيت ؟
_قبل شهرين يا سيدي
_أي إنها في التأريخ الفلاني كانت في بيتك ؟
_إنه اليوم الذي غادرت فيه البيت
تنتحب ليلى و تخفي وجهها بكفيها و تطب طب والدتها على كتفها
فيتحدث المحامي
_سيدي القاضي إن الذكريات الأليمة التي حدثت لموكلتي في ذلك اليوم حطم نفسيتها و كبريائها كإمرأة و كسيدة في هذا المجتمع الذكوري الظالم المتبجح
_ما هذا الهراء ؟ أي ذكريات أليمة تتحدث عنها يا هذا ؟
ينهرني القاضي _ هدوء انت في محكمة , أمامي تقرير طبي مختوم من إحدى المستشفيات الحكومية يحمل نفس التأريخ الآنف الذكر , يذكر التقرير أنك مارست اللواط مع زوجتك في ذلك اليوم مسببا لها نزيفا" من فتحة الشرج جعلها تلجأ الى طبيبة نسائية في مشفى حكومي قريب من سكن ذوويها و قد زودتها الطبيبة بهذا التقرير بناءا على طلب من زوجتك المدعوة ليلى محمد صادق ..فما قولك ؟
_ لواط , أنا , ليلى , وأنا ..مستحيل
لقد كدت افقد عقلي لحظة سماع تلك الكلمات , كل ذرة في جسدي ترتعش
نار تموج في دواخلي , لقد طُعنت رجولتي و ممن من حبيبتي و زوجتي ...حدد القاضي موعدا للجلسة التالية , وكّلت محاميا يترافع عني فالمسألة أخذت محورا جادا ويمس سمعتي و لابدّ أن ادفع عن نفسي هذا إلإفتراء
في اللقاء الثاني امام القاضي , هذه المرة أنا و المحامي و جيراني السيدة أم طارق كشاهدة ...
القاضي يسأل (أم طارق ) بعد أن أدت اليمين على الصدق
_ماذا تذكرين في اليوم الذي تركت فيه السيدة ليلى بيت زوجها؟
_أتذكر أنني سمعت صوت أم مصطفى و هي تشتم زوجها و تتوعده بأنها سترفع عليه قضية تفريق في المحاكم و تذله و تفضحه مما إضطرني و بحكم الجيرة التي تربطني بها الى إقتحام البيت و التدخّل لإيقاف الخلاف
_ماذا رأيتِ ؟
_رأيتها و هي تحمل حقيبة و ابو مصطفى جالس على الدرج يضع رأسه بين كفيه
_ألم تشكُ لكِ السيدة ليلى من ألم او طلبت منكِ إصطحابها إلى طبيبة ؟
_كلا , كانت تبدو بصحة جيدة وقتها و قد حاولتُ إسترضائها و لكنها لم تستمع لي ...
و هكذا سين و جيم حتى إكتفى القاضي من سؤال الشاهدة و يوجه لليلى الكلام
_هل ما تقوله جارتكِ صحيح ؟
_نعم صحيح و لكنني كنت قد اخذت كبسولا مسكنا للألم و وضعت ..أممم ( في حياء مصطنع
)وضعت منديلا لتجفيف الدم
_يذكر محاميك في مطالعته أنك إنفصلتِ عن زوجك قبل أقل من عام لأنه بدأ يسيء معاملتك و خصوصا"في المعاشرة الجنسية و أنك عدت إليه قبل إنقضاء العدة بشهر لأنه وعدك بأنه سيتغير , فما قولك ؟
_أجل يا سيدي
_هل كان زوجك سيء معك منذ بداية العلاقة الزوجية ؟
_كلا , لقد كنا نعيش بسعادة حتى توفي طفلنا الوحيد مصطفى قبل عام ... و تبدأ بالولولة و النحيب كالثكلى
فأبادر بالحديث :
_ سيدي القاضي أرجوك أن تأذن لي بالحديث
_نعم بالتأكيد
_سيدي , لقد تزوجت أنا و ليلى زواجا" تقليدي قبل أربعة اعوام , و رزقنا الله بعد عام بمصطفى و لإننا كنا في بداية حياتنا الأسرية قررنا عدم إنجاب الأطفال حتى نمتلك بيتا" خاصا إذ إننا تزوجنا في بيت والداي , و كانت تلك أمنية ليلى و طلبها و قد حققت لها ذلك حين بلغ طفلنا العامين و لكن التعاسة لاحقتنا فبعد أقل من شهر في سكننا الجديد , مات طفلنا الوحيد إثر حادث مؤسف , ذلك الحادث أفقدني عقلي و جعلني أقسو على زوجتي و ألومها , نعم لقد ضربتها في وقتها و آذيتها بالكلمات و إتهمتها بالتقصير و حدث إلطلاق إثر ذلك و لكنني عدت لرشدي و أعدت زوجتي قبل إنقضاء العدة و برضاها بعد أن إعترفت أمام ذوويها بظلمي و إعتذرت لها و وعدت بأن أعود ذلك الزوج المحب الذي عهدته في السابق لكن ليلى لم تعد هي تلك المرأة التي عرفتها
_كيف ذلك أوضح للمحكمة ؟
_لقد صار طبعها الغضب و الثورة من أتفه الأمور , تصرخ في وجهي لأبسط إختلاف , تكره معاشرتي , تغلق الباب عليها هاجرة إياي بلا سبب غالبا , و لكنني تحملت ذلك عاذرا إياها فهي أم فقدت طفلها الوحيد أمام عينيها و لابدّ أنها تشعر بالذنب و قد أكون أنا سبب شعورها بهذا الذنب كما أسلفت قائلا يا حضرة القاضي
_و كيف فقدتما الطفل , ما هي تفاصيل الحادث ؟
_لقد كان يلهو في صالة البيت و بيده زجاجة مشروب غازي و سقط الطفل بسبب لهوه و إنشغال أمه عنه في المطبخ و انكسرت الزجاجة التي في يده و إنغرست حافتها الحادة في رقبته الغضة , و توفي أمام ناظرينا و أنا أقود السيارة في الطريق الى المشفى
_ما قولكِ يا سيدة ليلى ؟
_كل ما يقوله صحيح غير أنه لم يفِ بوعده لي كما يدعي , لا على العكس بل صار أقسى , لطالما تلذذ و هو يراني أتلوى على الفراش من ألألم , أجبرني على اللواط يا سيدي , لقد إستغل ضعفي و حيائي
_هل مارس معك الجنس من الخلف أكثر من مرة ؟
_ أجل و بإلإكراه ( تخفي وجهها بكفيها )
_ ما قولك فيما تسنده زوجتك إليك ؟
_لم يحدث و أنا أطعن بالتقرير الطبي (موجها" الكلام لزوجتي )و إن كنتِ تريدين الطلاق يا ليلى فأنتِ طالق و لكن لا تفترِ عليّ يا إمرأة فأنا رجل مسلم أؤدِ الفرائض و اعرف حدود الله
قرر القاضي أن يتم إحالة زوجتي للطبابة العدلية لعرضها على لجنة طبية للبت في صحة ما تقول ...
و أتى موعد الجلسة الأخيرة ...تقرير اللجنة الطبية بيد القاضي , لقد وصل من الطبابة العدلية مغلقا و مختوما و لا أحد في المحكمة يعلم ما به الا الله ثم القاضي الذي يقرأه على العلن ...لقد تم فحص المدعوة ليلى محمد صادق في تأريخ كذا و كذا , الساعة كذا و كذا في معهد الطب العدلي في بغداد من قبل أعضاء اللجنة الطبية و وجد أنها مارست اللواط مرة واحدة و حديثا ...
ما قولكِ يا سيدة ليلى؟ التقرير يقول أنها كانت مرة واحدة و حديثا" ؟
ما كان لتلك المرأة إلا أن تعترف بخيانتها لي مع ذلك المحامي الواقف عند باب غرفة القاضي و أنه هو من علمّها تلك المكيدة القذرة كي تحصل على الطلاق مع كافة مستحقاتها الزوجية من مؤخر الصداق و غيرها من تعويض عن الضرر النفسي الذي سببته لها ...
لقد طلقت زوجتي طلاقا" بائنا و رفعت قضية على الطبيبة النسائية التي كتبت لها التقرير الطبي الكاذب الذي تم فيه إتهامي بالشذوذ الجنسي ..و إتضح من خلال التحقيق أن تلك الطبيبة ذات سمعة سيئة بين زملائها و زميلاتها و أنها تسلمت مبلغا" ماليا من ليلى مقابل ذلك التقرير , لكن تلك الطبيبة حويطة فقد أدخلت نفسها مشفى للمجانين متظاهرة بالجنون و أنها مصابة بمرض نفسي يجعلها غير مسؤولة عن تصرفاتها و من يدري من الطبيب الذي أدخلها للمشفى , لابدّ أنه طبيب قذر مثلها... أما المحامي فقد تم منعه من ممارسة مهنة المحاماة و دخل في قضية أخرى و هي الزنا و اللواط مع حليلة رجل آخر , أنه عار الدنيا و ما زال هناك عذاب الآخرة ...
لا يهمني ذلك كله فالمهم أنني أثبت براءتي للناس الذين سألوني هل ستنتقم يا عبد الله ؟
و كان جوابي في كل مرة لقد أخذت حقي بالقانون فأنا لا أطعن من الخلف



#ايمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطعن من الخلف... الحلقة 4
- الطعن من الخلف... الحلقة 1
- الطعن من الخلف... الحلقة 2
- انا احبك
- السرداب
- الخياطه ...8 و 9 و 10 ( آخر حلقة)
- الخياطه ...6 و 7
- الخياطه ...4 و 5
- الخياطة... 3
- الخياطة... 1 و 2
- دمية على الرف .الحلقة الخامسة (الاخيرة)
- دمية على الرف .الحلقة الرابعة
- دمية على الرف .الحلقة الثانية
- دمية على الرف .الحلقة الاولى
- بنت بغداد على طريق زراعي
- انثى جامحه


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ايمان محمد - الطعن من الخلف... القصة كاملة