أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل العراق بحاجة إلى قوات برية دولية لمواجهة داعش؟














المزيد.....

هل العراق بحاجة إلى قوات برية دولية لمواجهة داعش؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 2004 نشرت مقالاً بعنوان: (اللهم أحفظ العراق من العراقيين). وبعد عشر سنوات مازال العراقيون يتنافسون على الانتحار الجماعي، وتدمير وطنهم بمختلف الدوافع والذرائع، و يلقون اللوم على الغرب. نعم هناك حكومات إقليمية تعمل على تصدير الإرهاب ودعمه لقتل العراقيين، ولكن من الذي ينفذ المخططات الأجنبية هذه غير العراقيين أنفسهم؟

خطابنا هذا ليس موجهاً إلى تنظيم داعش الذي يشكل البعثيون العراقيون نحو 90% منهم، وإنما نوجهه إلى العراقيين الحريصين على سلامة وطنهم وشعبهم، وخاصة الذين في السلطة. فتنظيم داعش من صنع السعودية وقطر ودولة الإمارات وتركيا. وهذا ليس تخميناً أو توزيع الاتهامات عشوائياً، بل هناك تقارير من الاجهزة الاستخباراتية الغربية، نشرتها صحف أمريكية كبرى مثل واشنطن بوست، ونويورك تايمس، وبريطانية، مثل الديلي تلغراف والغارديان، أكدت على دور هذه الحكومات الإقليمية في تأسيس ودعم داعش. وأخيراً جاء التأكيد من السيد جو بادين، نائب الرئيس الأمريكي، الذي أدلى بتصريحات في جامعة هارفارد يوم الخميس [2/10/2014]، قال فيها: "إن تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولا خليجية أخرى ساعدت تنظيم الدولة الإسلامية من خلال دعم تنظيمات تحارب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد."
طبعاً نفس هذا التنظيم يقوم بالإرهاب في العراق.

و لما تجاوز داعش الخطوط الحمراء المرسومة له، وتحول إلى فرانكشتاين الذي قتل صانعه، وبات يشكل خطراً يهدد العالم كله وليس العراق وسوريا فحسب، وحدت 50 دولة كلمتها بقيادة أمريكا وعزمت على مقاتلة داعش بالضربات الجوية كخطوة أولى.

ولكن لحد الآن أثبتت الأحداث أن القصف الجوي لوحده لم يكفِ ما لم تدعمه قوات على الأرض. إلا إن المفارقة أن مختلف الأطراف العراقية، صاحبة المشكلة الأساسية، ترفض بشدة وجود قوات دولية في العراق بدلاً من الترحيب بها لمواجهة الإرهاب وسحقه. وإذا كنا نشارك المسئولين المخلصين في التخوف من القوات البرية العربية، ومن تركيا، المشكوك بنواياها لأن هذه الحكومات هي داعمة لداعش ولا تريد الخير للعراق، ولكن لا أرى أي مبرر لرفض القوات البرية من الدول الغربية وخاصة من أمريكا وبريطانيا، لأن ليس لهذه الدول أغراض طائفية ومطامع بالعراق عدا كونها تريد مساعدة الشعب العراقي وحماية شعوبها من شر الإرهاب الداعشي الذي بات يهدد العالم كله.

والجدير بالذكر، أنه لحد الآن ليس لهذه الدول الرغبة في إرسال قوات برية، ولكن في نفس الوقت يجب أن لا يضع المسؤولون العراقيون عقبات أمام هذه الدول فيما لوغيرت رأيها، ورأت أن من الضروري إرسال قوات برية إلى العراق. فباعتراف الجميع أن الحرب على الإرهاب هي حرب عالمية ثالثة. وأي اشتراطات من الحكومة العراقية لمنع الدعم الدولي هو نوع من البطر واستخفاف بحياة الألوف من العراقيين الذين تعرضوا للقتل الوحشي على أيدي البعثيين الذين انضموا إلى داعش ويرتبكون جرائمهم باسمه.
ذكرنا في مقال سابق أنه نجح أنصار داعش من الإعلاميين أن يستغلوا تعلق العراقيين بالسيادة الوطنية إلى تحويل السيادة لخدمة أغراض الإرهابيين. فراحوا يروجون أن الدعم الدولي يسيء للسيادة الوطنية!! ونحن إذ نسأل: ما معنى السيادة، والشعب يعاني من رعب الإرهاب الداعشي وقواته الأمنية عاجزة عن توفير الأمن والسلام لهم؟ وما قيمة هذه السيادة لعوائل 1700 شاب تم قتلهم في قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين؟ وماذا تعني السيادة لآلاف العائلات من سكان تلعفر والشبك والإيزيديين والمسيحيين الذين تم نحر رجالهم، وهتك أعراضهم، وسبي نسائهم وأطفالهم وبيعهم في أسواق النخاسة، وقد عجزت القوات الحكومية عن حمايتهم من الأوباش الذين تم غسل أدمغتهم بعشق الموت واحتقار الحياة؟
كما واعتدنا على سماع أخبار مؤلمة ومخجلة في نفس الوقت، عن محاصرة قوات داعش للمئات من الجنود العراقيين في مختلف المناطق الساخنة، والقوات الحكومية عاجزة عن إنقاذهم فيتم قتلهم بالجملة وبدم بارد. فماذا تعني السيادة الوطنية لذوي الضحايا؟

تواجه شعوب غرب أفريقياً مثل سيراليون ولايبيريا وباء الإيبولا، فبالإضافة إلى المساعدات الطبية التي تقدمها لهم الدول الغربية، كذلك أرسلت بريطانيا نحو 700 جندي إلى سيراليون لدعم المجهود الطبي في مكافحة هذا الوباء الخطير هناك. لم تعترض حكومة سيراليون على تواجد القوات البريطانية في بلادها، ولم تشعر بأية إساءة لسيادتها، بينما العراقيون مهووسون بهذه السيادة والتي هي أساساً أسيء لها من قبل الإرهابيين، علماً بأن وباء داعش أخطر من وباء إيبولا بملايين المرات.

وبناءً على كل ما تقدم، أرى من واجب الحكومة العراقية تقديم طلب للتحالف الدولي بإرسال قوات برية إلى العراق لمساعدة القوات العراقية في حربها على الإرهاب. نعم، ليس هناك شحة في عدد المنتسبين للقوات العراقية المسلحة (الجيش والشرطة)، والألوف منهم انضموا بدوافع وطنية لحماية الشعب والوطن، ومستعدون للتضحية بأرواحهم في سبيل الواجب الوطني، ولكن يجب أن لا ننسى أن هذه القوات حديثة التكوين تنقصها الخبرة والتجهيزات الحديثة الدقيقة الضرورية، وهناك أعداد غفيرة انضموا للجيش بدافع الراتب كأية وظيفة في الدولة. كذلك هناك مشكلة عدم الالتزام بالانضباط العسكري، واستفحال التغيب مع استلامهم لرواتبهم دون أدائهم للواجب. وكنتيجة مباشرة لهذه المشاكل، استفحل الإرهابي الداعشي ونجح في احتلال نحو ربع مساحة العراق. لذلك يجب أن نعترف أن هذا الجيش يحتاج إلى دعم دولي، وأن داعش لا يمكن القضاء عليه بالقصف الجوي وحده، بل وإلى وجود قوات برية دولية أيضاً لمساعدة الجيش العراقي وقبل فوات الأوان.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول الموقف من الدعم الدولي للعراق ضد داعش
- هل يتراجع الدعم الدولي للعراق ضد داعش بسبب اشتراطاته؟
- الكرامة والسيادة في خدمة (داعش)
- درس حضاري من اسكتلاندا
- هل أمريكا دولة إستعمارية؟
- عودة إلى مقال: الاتفاقية..أو الطوفان!!
- حوار هادئ مع الأستاذ علي الأسدي
- مناقشة حول العلاقة مع أمريكا
- خطاب مفتوح إلى الدكتور حيدر العبادي
- داعش يفضح مناصريه السياسيين
- نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني
- لماذا ربح المالكي الانتخابات وخسر (المقبولية)؟
- المالكي يعطي درساً حضارياً في التداول السلمي للسلطة
- أما حان الوقت لإنصاف المسيحيين؟ نقترح مسيحي عراقي نائباً لرئ ...
- هل تكليف العبادي حل لمحنة المالكي؟
- لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟
- حول مفهوم حكومة التكنوقراط
- لا بديل عن صناديق الاقتراع
- البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!
- إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هل العراق بحاجة إلى قوات برية دولية لمواجهة داعش؟