أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - اساطير















المزيد.....



اساطير


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


المحتويات
* المقدمة
* اساطير اشورية من ( العراق)
* اساطير فرعونية من ( مصر)
* اساطير من اليونان
* اساطير من اليابان
* اساطير من الصين
* اساطير من الهند
* اساطير من ماليزا

المقدمة
الأسطورة عبارة عن حكاية خيالية تحكي قصصا مختلقة ذات احداث عجيبة خارقة للعادة مقدسة بكونها تحكي وقائع تاريخية قامت الذاكرة الجماعية بتغييرها وتحويلها لتفسير الظواهر الطبيعة من نشوء الكون أو خلق الإنسان وغيره من المواضيع التي تتناولها الفلسفة خصوصا والعلوم إنسانية عموما ولكن بتفسير الساذج للشعوب البدائية لتلك لظواهر الطبيعة المختلفة التي كانت تصادفهم في حياتهم اليومية، بحيث كانو يضعون لكل ظاهرة - بل ولكل نشاط يقومون به (آلهة) خاصة لكل ظاهرة، وكانوا ينسجون حولها قصصا خيالية خارقة، بعضها مركبة بالخيال واخرى بالحقيقة لأسباب مختلفة يعود بارتباطها بالمعنى الداخلي لحياة البشرية حيث تكون شخوص الأسطورة من الآلهة أو أنصاف الآلهة مع مرافقة الإنسان لها بكونه خاضع لها ، ورغم كون الاسطورة تفتقر إلى النظام ، الا انها تتميز بعمقها الفلسفي، ومن هنا فان الأسطورة تتميز عن الحكاية الشعبية و عن الخرافة و الحكايات البطولية، فهي اذا ثمرة من جهود الإنسان في فهم الطبيعة وفي فهم الكون وتحديد ظواهره ، فهي جزءا من تراث شعب ما بكونها تعبير عن فلسفة كاملة لعصرها .
فالأسطورة، هي قصة من الخيال تجمع بين ما هو معقول واللامعقول في تفسر شتى مجالات الحياة التي كان الإنسان البدائي يهتم بها، ولكل مجتمع بيئته الخاصة ، ذوقا.. وتشخيصا.. واهتماما .. وتحليلا... فثمة علاقة بين الاسطورة وتاريخ المجتمع بعاداته وتقاليده ومعتقداته ومن هنا يؤلف المجتمع الاسطورة بمعطيات تهمه او يريد منها ان تكون له اساس في تحليل الاحداث وتوثيقها وفق دوافع يراد مها ان تكون (عبرا او دروسا او نظاما) تلعب دورا مهما في تنظم المجتع ذاته وفي تفسير الظواهر الطبيعية من حوله وفق قدراته العقلاني وغريزته الفطرية في التحليل واستنباط الحقائق الظاهرية وتطعيمها بقوى غيبية لاعطائها بعدا تأثيرا للمجتمع لإفهام الإفراد وقوعهم تحت رعاية عليا من شانها انزال العواقب وكوارث اذ ما عصى أحدا من أيطاع او تمرد عليا .
ومن هنا نفهم الأسطورة بكونها تذهب في تفسر الوقائع وحركة الحياة وكل ما يحدث ويحيط الانسان بكون كل أفعاله وتصرفاته خاضعة و قائمة بإرادة آلهة تراقب الأفراد والمجتمع، تعاقب و تعفوا وتساعد ، وبذلك تكون الأسطورة هي المعرفة الأولى او بواكير للفلسفة الاولى التي حاول الإنسان من خلالها تفسير ظواهر الكون والوجود ، فالأسطورة اذا هي الذاكرة الإنسانية الأولى في المعرفة ، ومن هنا تاتي اهمية الاسطورة في تاريخ الإنسان نفسه، فان كانت الاساطير تفسر كيف نشاء الوجود كاسطورة (الخلق البابلية الأشورية )، انما كانت الغاية منها هو تفسير طبيعة الخلق وكيفة انشاء الوجود وما هي علاقة الانسان بالكون وتفسير ظواهر الموجودة في الكون، فالأسطورة تتحدث عن أدق التفاصيل وهموم الحياة اليومية، وهي رغم استخدامها لعناصر التشويق، إلا أنها لا تقصد إلى إبهار السامع بالأجواء الغريبة، أو الأعمال المستحيلة بقدر ما تريد منها إرعابه وتخويفه من عاقبة اذ ما خالف أوامر الملك او الحاكم او طقوس المجتمع .
إن استخدام العناصر الخيالية - في بعض الأحيان - يهدف إلى التشويق والإثارة، أما بنيتها فتمتاز بالبساطة، فهي تسير في اتجاه خطي واحد وتحافظ على تسلسل منطقي، ينساب في زمان ومكان حقيقي، ولها رسالة تعليمية، تهذيبية، وذلك مثل جزاء الخيانة، فضل الإحسان، مضار الحسد، ..الخ، والتي تتضمن رموزاً تتطلب التفسير، وحينما نبحث في مكونات الأسطورة ذاتها ، كمعرفة مجردة ، فاننا نجد مدار بحثها ينطلق من قوة الأولى وهي( الإلهة ) وان نسلها الأول كانوا من الملوك حكموا على الأرض حكما مطلقا وهم من ينظم العلاقة بين البشر والإلهة ، و الإلهة تحكم ليس فقط الظواهر الكبرى بل في كل ظواهر الحياة وكل نشاط من أنشطة الحياة فهي تحكم على البحار و الأنهار و الماء و النار والتراب و الجبال والهواء و الحب والحزن و الشمس والزواحف والسياسة والزراعة والجبال والبحيرات، والقبائل، والأنواع النباتية والمعابد والأبراج، وأجزاء من الجسم والحرب والدعارة والغناء والأبواب وقاعات ومداخل القصور..الخ
وكان لكل مجتمع عدد لا يحصى من الآلهة ، في وادي الرافدين كان لهم كذا من الآلهة وعلى نحو ذلك المصريون واليونانيين والصينيين و..الخ،
ومن المؤكد أن هذه الأساطير قد ألفت في مرحلة فكرية أكثر نضجا ، فالأساطير في تلك الفترة كانت تمثل لهم الحياة ذاتها لأنها تفسر وتساعد الإنسان في فهم هذا العالم، ربما تكون( وهم ) لنا (الآن) لكنها كانت (حياة ) عندهم في تلك الفترات، و حتى( نحن) ومن فترة ليست بعيدة آمن الكثيرون من الأجداد بتلك القصص الغريبة والحكاوي التي نحن وبحكم تعليمنا وما يشهده عصرنا من تطورات علمية هائلة لا نصدقها ولكن نستمتع بقراءتها .
ومن هنا فان الإنسان قد خلق الأساطير لتفسر حقيقة وجودة في الكون، لذا فان هذه المعرفة قادة الإنسان فيما بعد إلى التحليل العميق فطور الإنسان علومه في البحث، ورويدا .. رويدا .. تطورت فلسفته البدائية الأولى أي (الأسطورة ) عبر الخيال والرمز الى ما هو الحال علية اليوم، لذ فان مكامن الأسطورة تكمن من هذا المنطلق بكون الأسطورة باكورة العلوم و مدخلا مهما لبداية المعرفة العلمية .
وهكذا فان الأسطورة تحمل دلالات عن تجارب وما عاناه الانسان في بداية تاريخه الأول، وهنا سنأخذ بعض من تلك الأساطير لنتأمل كيف يتم بنائها الفكري
اساطير اشوريه من (العراق)


اسطورة ( كلكامش )



اسطورة او ملحمة جلجامش اكتشفها الأستاذ جورج سمث عام 1853 مكتوبة على اثني عشر لوحا طينيا بالخط المسماري ، وعرف فيما بعد بأن مكان اكتشافها كان مكتبة ( ملك الآشوري هانيبال في نينوى ) بالعراق، وكانت الملحمة مكتوبة باللغة الأكدية اعتمادا على نسخة سومرية يرجع تاريخها الى 2100 قبل الميلاد ، وهنا سنأخذ نص من كتاب أسطورة كلكامش . ترجمة الدكتور سامي الأحمد..
".... كلكامش هذا هو ملك اوروك في محافظة المثنى بالعراق ، وكانت أمه فيما تحكي الأسطورة من البشر أما أبوه فهو من الآلهة ألتي لاتفنى ، لذالك عاش كلكامش في صراع بين الفناء والخلود .
كان جلجامش ملكا جبارا عتيدا سيء السلوك ، حتى أنه كان يشتهر باغتصاب النساء قبل دخولهن على أزواجهن ، فطال الرعية منه شر مستطير وضجت من تصرفاته وبطشه … وطلبت من الآلهة أن تخلصها من هذا الوضع فاستجابت الآلهة بخلق رجل وحش كثيف الشعر ، ويعيش مع الحيوانات اسمه ( أنكيدو ) فاشتكت له الرعية تصرف كلكامش وبدأ الصراع بين الاثنين ، ولكن في النهاية اصبحا صديقين ، وتراجع كلكامش عن أعماله المشينة ، وأراد أن يقوم بعمل عظيم يكفّر به عن أعماله السابقة ، فعرض على صديقه أنكيدو عزمه على قتل الوحش المخيف فى الغابة الذي يمثل القبح والشر ، ويثير الرعب في قلوب الناس ، انه ( الخــــبابا )، فحذره أنكيدو من هذا الوحش فهو قوي لايرحم ، ولكن كلكامش أصر على مصارعته ، وفعلا حدث ما حدث وصرع كلكامش الخبابا وارداه قتيلا .
انتشر اسم كلكامش بعد هذا الحدث العظيم في الآفاق وعمت الأفراح وعلى اثر ذلك تقدمت الآلهة عشتار بطلب الزواج من كلكامش ، لكن كلكامش يرفض هذا الزواج ... وبعدئذ تغضب( عشتار) وتحاول الانتقام لنفسها من هذه الاستهانة ، فتعقد الآلهة اجتماعا طارئا وتقرر انهاء حياة أنكيدو ليظل كلكامش وحيدا ضعيفا ، لأنها لاتقدر عليه لأن دم الآلهة يسري في عروقه ، فينزال المرض على أنكيدو ويموت أمام ناظري كلكامش .
حزن كلكامش على صديقه حزنا شديدا ، حتى أنه لم يوار جثمانه الا بعد ستة أيام ، وتزداد كراهيته للموت ويظل يفكر في طريقة للخلود ، ولكن كيف ؟ من الذي يمتلك حقيقة الخلود على الأرض ليعرف منه كيف يمكنه من التمكن من ذالك؟ وبعد البحث والسؤال ، أِخبر كلكامش بأن هناك رجلا نجا من الطوفان العظيم اسمه (اوتنابشتم) اذ صنع سفينة أثناء الطوفان فنجا هو وزوجته ، فكافأته الآلهة بأن منحته الخلود وأسكنته في ( دلمون ) بالبحرين( أرض الخلود ). ... واخذ كلكامش يفكر كيف يصل اليه وبينهما بحر عميق – مياه الخليج – ؟ لقد حذروه من المخاطر والمغامرة ، ولكنه أصر على الرحلة .... والتقى بأحد الملاحين ( البحارة ) واستشاره في ذالك ، فطلب منه اذ أراد القيام بهذه الرحلة أن يذهب الى الغابة ويقطع 120 عمودا طول كل عمود 60 ذراعا للابحار في مياه الخليج .
رافقه الملاح (اور شنابي ) في الرحلة حتى وصل دلمون ، والتقى هناك اوتنابشتم وسأله عن طريقة يمكن بها امتلاك سر الخلود ، فأجابه اوتنا بشتم : سأقدم لك امتحانا فاذا اجتزته فسوف تملك سر الخلود ، فوافق كلكامش ، فطلب اوتنابشتم من كلكامش أن يظل مستيقظا ستة أيام وسبع ليال ، ولكن كلكامش لم يستطع مقاومة النوم ففشل في الامتحان ،
فطلب كلكامش فرصة أخرى وطريقة ثانية للحصول على سر الخلود ، فأشفق عليه اوتنابشتم وقال له : إن في أعماق البحر نبتة خاصة اذا استخرجتها وذقت منها فانك ستظفر بخاصية الخلود ، ووصف له المكان والنبتة ، امتلأ كلكامش سرورا وقام بربط حجر كبير في رجليه ليهوي به في أعماق البحر بسرعة،... وأخيرا نجح كلكامش في استخراج النبته وقبل أن يتذوقها أراد أن يأتي بها ألى أهل مملكته ليذوقها كبار السن فيعودوا كلهم شبابا، وفي أثناء عودته ، نزل عند ماء نهر ليغتسل ووضع النبتة على مشارف النهر ، ففوجىء بثعبان يهجم على النبتة ويلتهمها ومن ثم يتخلص من جلده القديم ويعود شبابا - ( وهذه الظاهرة التي تقوم بها الأفعى يفسرها أجدادنا الى هذا الحدث .... وكذلك من هذه الاسطورة اتخذت الصيدليات في كل انحاء العالم والى يومنا هذا شعارا يضع على بوابتها ، حيث صور الشعار ، الثعبان وهو يتلوى ويلتف على الكأس كرمز الشفاء ) - يؤمن بعد ذلك كلكامش بأن لاخلود إلا للآلهة فقط أو من تمنحهم ألخلود ، ويقضي باقي حياته في حزن وألم حتى الممات... ." .

اسطورة ( الخلق البابلية الاشورية )
النص مأخوذ من الكتاب ،مغامرة العقل الأولى،دراسة في الأسطورة – سوريا وبلاد الرافدين، تاليف فراس السواح.. الطبعة13، عام 2002 ، دار علاء الدين ، دمشق،ص51-91.

"..... وجدت الملحمة موزعة على 7 ألواح فخارية أثناء الحفريات التي كشفت في مكتبة قصر الملك الاشوري (آشور بانيبال )وحيث احتوت المكتب على مئات الألواح الفخارية في شتى المواضيع الأدبية والدينية والقانونية وما إليها.
وإسم الملحمة مأخوذ كما هي عادة السومرريين والبابلين الاشورية من الكلمات الإفتتاحية في النص( فاينوما ايليش) تعني : عندما في الأعالي فعندما في الأعالي لم يكن هناك سماء وفي الأسفل لم يكن هناك أرض لم يكن في الوجود سوى المياه الأولى ممثلة في 3 آلهة هم ( ابسو) و( تيامت ) و (ممو) .
فـ (أبسو) هو هو الماء العذب و( تيامت ) زوجته كانت الماء المالح أما ( ممو) فيعتقد بأنه الأمواج المتلاطمة الناشئة عن المياه الأولى ولكني أؤيد الرأي القائل بأنه الضباب المنتشر فوق تلك المياه والناشئ عنها.
هذه الكتلة المائية الأولى كانت تملأ الكون وهي العماء الأول الذي إنبثقت منه فيما بعد بقية الآلهة والموجودات. وكانت آلهتها الثلاثة تعيش في حالة سرمدية من السكون والصمت المطلق ، ممتزجة ببعضها البعض في حالة هيولية لا تمايز فيها ولا تشكل. ثم أخذت هذه الآلهة بالتناسل فولد ل(آبسو وتيامت) الهان جديدان هما (لخمو) و(لخامو) وهذان بدورهما أنجبا(أنشار) و (كيشار) اللذين فاقا قوة أبويهما قوة ومنعة ، وبعد سنوات مديدة ولد ل(أنشار وكيشار) إبن أسمياه (آنو) وهو الذي صار فيما بعد الها للسماء ، وآنو بدوره أنجب (أنكي ) و (أيا) وهو إله الحكمة والفطنة، والذي غدا فيما بعد إلها المياه العذبة الباطنية ولقد بلغ إيا حدا من القوة والهيبة جعله يسود حتى على آبائه. وهكذا امتلأت أعماق الآلهة تعامة بالآلهة الجديدة المليئة بالشباب والحيوية والتي كانت في فعالية دائما وحركة دائبة ، مما غير الحالة السابقة وأحدث وضعا جديدا لم تألفه آلهة السكون البدئية التي عكرت صفوها الحركة وأقلقت سكونها الأزلي . حاولت الآلهة البدائية السيطرة على الموقف وإستيعاب نشاط الآلهة الجديدة ولكن عبثا، الأمر الذي دفعها إلى اللجوء للعنف،فقام آبسو بوضع خطة لإبادة النسل الجديد والعودة للنوم مرة أخرى وباشر بتنفيذ الخطة ، رغم معارضة تيامت التي ما زالت تكن بعض عواطف الأمومة. لدى سماعهم بمخططات آبسو،خاف الآلهة الشباب وإضطربوا، ولم يخلصهم من حيرتهم سوى أشدهم وأعقلهم الإله( أيا ) الذي ضرب حلقة سحرية حول رفاقه تحميهم من بطش آبائهم، ثم صنع تعويذة سحرية رماها على الإله آبسو الذي راح في سبات عميق ، وفيما هو نائم قام (أيا) بنزع العمامة الملكية عن رأس آبسو ووضعها على رأسه رمزا لسلطانه الجديد كما نزع عن آبسو أيضا اللقب الإلهي وأسبغه على نفسه ثم ذبحه وبنى فوقه مسكنا لنفسه ، كما انقض على ممو(الضباب المنتشر فوق المياه الأولى) المعاضد لآبسو فسحقه وخرم أنفه بحبل يجره وراءه أينما ذهب، ومنذ ذلك الوقت أصبح ( أيا ) إلها للماء العذب يدفع به إلى سطح الأرض بمقدار ويتحكم به بمقدار ، وهو الذي يعطي االأنهار والجداول والبحيرات ماءها العذب وهو الذي يفجر الأرض عيونا من مسكنه الباطني، ومنذ ذلك الوقت يشاهد (ممو) فوق مياه الأنهار والبحيرات لأن( أيا ) قد ربطه بحبل فهو موثق به إلى الأبد. بعد هذه الأحداث الجسام ولد الإله (مردوخ واسمه ايضا الاله اشور ) أعظم آلهة بابل، الذي أنقذهم مرة أخرى من بطش الآلهة القديمة ، ورفع نفسه سيدا للمجتمع المقدس وكيف لا .... ! وهو إبن( إنكي) الذي فاق أباه قوة وحكمة وبطشا. وكما كان الإنقاذ الأول على يد الإب (أنكي) كذلك كان الإنقاذ الثاني على يد الإبن الشاب مردوخ. فتيامت التي تركت زوجها آبسو لمصيره المحزن دون أن تهرع لمساعدته وهو يذبح على يد الآلهة الصغيرة تجد نفسها الآن مقتنعة بضرورة السير على نفس الطريق لأن الآلهة الصغيرة لم تغير مسلكها بل زادها إنتصارها ثقة وتصميما على أسلوبها في الحياة. وهنا إجتمعت الآلهة القديمة إلى تيامت وحرضتها على حرب إولئك المتمردين على التقاليد الكونية فوافقت وشرعت بتجهيز جيش قوامه 11 نوع من الكائنات الغربية التي أنجبتها خصيصا لساعة الصدام (أفاعي وزواحف وتنانين هائلة وحشرات عملاقة، جعلت عليها الإله (كينغو) قائدا بعد أن إختارته زوجا لها وعلقت على صدره ألواح الأقدار.
علم الفريق الآخر بما تخطط له تيامت وصحبها فاجتمعوا خائفين قلقين ، وأرسلو( أيا ) الذي أنقذهم في المرة الأولى، عسى ينقذهم في المرة الثانية.
لكن( أيا ) عاد مذعورا مما رأى ، فأرسلو(آنو) الذي مضى وعاد في حالة هلع شديد. أسقط في يد الجميع وأطرقوا حائرين كل يفكر في مصيره الأسود القريب وهنا خطر لكبيرهم أنشار خاطر جعل أساريره تتهلل إذ تذكر مردوخ الفتى القوي العتي ، فأرسل في طلبه حالا، وعندما مثل بين يديه وعلم بسبب دعوته أعلن عن إستعداده للقاء تيامت وجيشها بشرط الموافقة على إعطائه إمتيازات خاصة وسلطات إستثنائية فكان له ما أراد ، وجلسوا جميعا حول ما ئدة الشراب وقد اطمأنت قلوبهم لقيادة الأله الشاب. اعطى الآلهة مردوخ قوة تقرير المصائر بدلا من أنشار وأعطوه قوة الككلمة الخالقة ولكي يمتحنوا قوة كلمته الخالقة أتوا بثوب وطلبوا من مردوخ أن يأمر بفناء الثوب ، فزال الثوب بكلمة آمرة من مردوخ، ثم عاد إلى الوجود بكلمة أخرى. هنا تأكد الآلهة من أن مردوخ إذا أراد شيئا قال له كن فيكون. فأقاموا له عرشا يليق بألوهيته وأعلوه سيدا عليهم جميعا ثم أسلموه الطريق إلى تيامت، وقبل أن يمضي صنع لنفسه قوسا وجعبة وسهاما وهراوة كما صنع شبكة هائلة ، أمر الرياح الأربعة أن تمسك أطرافها. ملأ جسمه باللهب الحارق وأرسل البرق أمامه يشق له الطريق دفع أمامه الأعاصير العاتية وأطلق طوفان المياه وانقض طائرا بعربته الإلهية وهي العاصفة الرهيبة التي لا تصد منطلقا نحو تيامت والآلهة تدافع من حوله تشهد مشهدا عجيبا. عندما إلتقى الجمعان طلب مردوخ قتالا منفردا مع تيامت فوافقت عليه ودخل الإثنان حالا في صراع مميت وبعد فاصل قصير نشر مردوخ شبكته ورماها فوق تيامت محمولة على الرياح ، وعندما فتحت فمها لإلتهامه دفع في بطنها الرياح الشيطانية الصاخبة فانتفخت وامتنع عليها الحراك . وهنا أطلق الرب من سهامه واحدا تغلغل في حشاها وشطر قلبها . وعندما تهاوت على الأرض اجهز على حياتها، ثم التفت إلى زوجها وقائد جيشها( كينغو) فرماه في الأصفاد وسلبه ألواح الأقدار وعلقها على صدره وهنا تمزق جيش تيامت شر تمزيق وفر معظمه يطلب نجاة لنفسه ، ولكن مردوخ طاردهم فقتل من قتل وأسر من أسر. بعد هذا الإنتصار على قوة السكون والسلب والفوضى التفت مردوخ إلى بناء الكون وتنظيمه وإخراجه من حالة الهيولية الأولى إلى حالة النظام والترتيب ، حالة الحركة والفعالية والحضارة .
عاد مردوخ إلى جثة تيامت يتأملها ثم أمسك بها وشقها شقين ، رفع النصف الأول فصار سماء وسوى النصف الثاني فصار أرضا، ثم إلتفت بعد ذلك إلى باقي عمليات الخلق فخلق النجوم محطات راحة للآلهة وصنع الشمس والقمر وحدد لهما مساريهما ثم خلق الإنسان من دماء الإله السجين( كينغو) حيث قتله وأفرج عن بقية الأسرى بعد أن إعترفوا بأن المحرض الأول هو كنغو كما خلق الحيوان والنبات ونظم الآلهة في فريقين الأول في السماء وهم (الأنوناكي) والثاني جعله في الأرض وما تحتها وهم ( الأيجيجي)
بعد الإنتهاء من عملية الخلق يجتمع الإله مردوخ بجميع الآلهة ويحتفلون بتتويجه سيدا للكون بنوا مدينة بابل، ورفوا له في وسطها معبدا تناطح ذروته السحاب وهو معبد(الازاجيلا) وفي الإحتفال المهيب أعلنوا أسماء مردوخ الخمسين...... "

أسطورة (تموز وعشتار و اكيتو)
وهي ايضا متعلقة بالأسطورة الخلق البابلية الاشورية ، ".... حيث تحوي الأسطورة المكتوبة على الالواح الكثير من التفاصيل الجميلة عن نزول عشتار إلى العالم السفلي وحجزها هناك وعدم اكتراث زوجها تموز بذلك، تموز في الأسطورة إله الخصب والذكورة، ويبدو في الرسوم القديمة وخلفه غزالان ونخلة، تعبيراً عن امتلاك الخصب والخضرة، وتعد أسطورة موت وقيامة تموز من الأساطير التراجيدية، وتروي القصائد عن اختطاف (إله الذكورة والإخصاب دموزي عند السومريين، وتموز عند البابليين و الاشوريين ) من قبل شياطين العالم الأسفل، ونواح آلهة الأنوثة (اينانا السومرية أو (عشتار )البابلية) على تموز بعد أن سلمته للموت.‏‏
وفي الأسطورة البابلية الاشورية تهبط عشتار لإنقاذ تموز وبما يعنيه عملها من إنقاذ الكائنات الحية، وتبدأ مأساة تموز عندما يقع بين أيدي شياطين ... ، وهي مخلوقات لا تعرف الرحمة وتقتات على الطين، فقاموا بشد وثاقه وعذبوه تمهيدا لنزوله في جحيم الموت، وبعد توسلات لجميع الآلهة، ويستجيب أوتو إله الشمس لإنقاذه ويحوله إلى ثعبان يختفي في الحقول، وظل تموز مطارداً هائما حتى يصل إلى بيت أخته وعندما تراه تصدر نواحاً مراً، نواحاً لا مثيل له لأنها ترى نهايته الأليمة.‏‏
ويشعر تموز بالذنب بسبب الآلام التي عانتها أخته لأنه إن اختبأ في المدن يكون جلب نهاية لأخته فيسمح لمطارديه أن يمسكوا به، وعندها يشعر بالخوف من الموت فيتوسل إلى (أوتو) من جديد كي يحيله إلى غزال.‏‏
وفي الختام يمسكون به وهو مختبئ، ويعذبونه ليرسلوه إلى عالم الموت الأبدي، لكن أخته تقوم بالتضحية الكبرى عندما تعرض على الشياطين أن تحل محله في عالم اللا عودة كبديل عنه.‏‏
وعقاباً له يتم الحكم عليه بأن يقيم نصف سنة في عالم الأموات وتأخذ أخته مكانه في النصف الثاني، وربما من هنا كان شهر تموز هو أول شهور النصف الثاني من العام.‏‏
وعند موت تموز يعم الجفاف في الكون، عندها يمتلئ قلب (اينانا) أو (عشتار) حزناً عليه فتصاب بالندم على كونها هي السبب لهذا الجفاف والخراب الذي عم مدينتها، بتسليمها إله الخصب إلى الموت.‏‏
ويبدأ الناس بممارسة طقوس الحزن مع (عينانا أو عشتار) وطقوس الندم الجمعي على (دموزي او تموز) وبعد عودة عشتار تعرض على مجلس الآلهة لمعاقبة تموز حيث يقرر المجلس منح الخلود النصفي له، أي يبعث إلى الحياة لمدة ستة أشهر فقط من السنة، وهكذا يبعث تموز إلى الحياة في اليوم الأول من نيسان ثم يعود إلى العالم السفلي أي عالم الأموات مع نهاية شهر أيلول، ففي الأول من نيسان تقوم احتالات كبيرة وتسمى هذه الاحتفالات ب ( اكيتو ) ، حيث يمثل بداية للخير وقدوم فصل الربيع، ويعتمد على أسطورة قديمة مفادها "زواج عشتار إلهة الحب مع تموز إله الخصب" ويمتد احتفال (اكيتو) 21 يوم برنامج الاحتفال خلال (12) يوماً كان يضم مجموعة فعاليات يشارك فيها جميع فئات الشعب والحكومة.
اليوم الاول والى اليوم السادس يقوم رئيس الكهنة بالكساء تمثال اله آشور (مردوخ) بكسوة قشيبة، وتقدم القرابين وينشد التراتيل وإقامة الصلوات وتلاوة قصة الخليقة وتطهير معبد(اشور ) وقراءة التعاويذ وغيرها.
اليوم السادس، يقوم الملك بأداء الصلوات وقد نزع عنه شعار الملكية والصولجان والتاج. اليوم السابع، تمثل درامة محزنة عن موت اله اشور وصعوده الى السماء فيعم الحزن على الناس ويحدث في المجتمع. اليوم الثامن، يحتفل الناس برجوع اله أشور الى الحياة. اليوم التاسع، تقام مسيرة شعبية يتقدمهم الملك والكهنة. اليوم العاشر، تقام درامة رمزية يمثل فيها الملك دور اله أشور في مقارعة إلهة العالم السفلي (تيامت) ويصرعها. اليوم الحادي عشر، يسلم الحكم الى احد المجانين ويعطى له الصولجان ليحكم كما يشاء وينشر الفوضى في البلاد ليعود الملك الأصلي في اليوم الثاني عشر ليعم الهدوء والاستقرار ويقدم أبناء الشعب الولاء والطاعة للملك الشرعي ثم تبدأ مراسيم انتهاء الاحتفالات لتغادر الوفود ومعها الإلهة التي جلبتها الى الأصقاع المختلفة من البلاد بعد ان تجمعت في هذه المدة في المدن الكبيرة وخاصة نينوى وبابل .
للقصة قيم ودلالات إنسانية وفلسفية، رافقت مسيرته الحضارية، وتؤكد عمق ارتباط الإنسان بالطبيعة والأرض ودورة الحياة المستمرة بلا انقطاع، وتشير إلى قدرة الإنسان على التجدد والانبعاث، كما أنها من أقدم قصص الحب والجمال، منذ أكثر من ستة آلاف سنة..." .

أسطورة (برج بابل)
هو البرج"..... الذي بناه الملك (نمرود ) وأراد به أن يصل إلى السماء عندما طغى وتجبر فتطلع إلى مزيد من السلطان وقرر أن يحارب رب السماء والأرض . فبنى هذا البرج من الطوب 600 ألف رجل وكان برجاً شاهقاً لا يصل المرء إلى قمته إلا بعد مسيرة عام .وصعد إلى قمته نفر من الرجال وأطلقوا وابلاً من السهام على السماء ثم عادوا ملطخين بالدماء فظنوا أنهم انتصروا . وتروي الحكاية أن الله أرسل سبعين ملكاً قبل أن ينتهي بناء البرج فاضطربت ألسنة العمال ولم يستطع أحدهم أن يفهم ما يقوله زميله ومسخ بعضهم قردة وتفرق الباقون وكونوا سبعين أمة على الأرض . وغاص البرج في الأرض واحترق ثلثه وظل الثلث الباقي . وقيل إن كل من يمر على البرج كان يفقد ذاكرته تماماً..." .


أسطورة سميراميس( سيمورامات)
سميراميس ،"..... هي ملكة آشورية 800 ق.م. واسمها سيمورامات ومعناه الحمامة. تحكي الاسطورة انه انساب سيول عارمة ذات يوم على منابع نهر الفرات ففاض النهر، وتدفقت مياهه، وخرجت الأسماك تستلقي على الشاطئ، وكانت بين تلك الأسماك سمكتان كبيرتان حيث سبحت السمكتان إلى وسط النهر وبدأتا بدفع بيضة كبيرة طافية على السطح إلى ضفة الفرات، واذ بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر. ورقدت الحمامة على (البيضة) حتى فقست، ومن داخل البيضة خرجت طفلة رائعة الجمال من حولها أسراب من الحمام ترف بعضها عليها بأجنحتها لترد عنها حر النهار وبرد الليل، ثم بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من جبن وحليب، فتأخذ الحمائم منها بمقدار ما تحمل مناقيرها، لتقدمه للطفلة التي عاشت مع حمائمها سعيدة لا تعرف أبداً طعم الشقاء، وقد تنبه الرعاة إلى جبنهم المنقور وحليب المنقوص، فقرروا ترك أحدهم ليراقب المكان وشهد الراعي الحمائم وهي تحط حول الجبن وتلتقط قطعه الصغيرة، وتملأ مناقيرها بالحليب وتطير به إلى مكان ليس ببعيد، فأخبر الراعي رفاقه فتبعوا الحمائم حتى وصلوا إلى حيث صبية ذات جمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، واتفقوا على أن يبيعوها في سوق (نينوى) العظيم، وفي صبيحة ذات يوم حملوا الفتاة وقد أطلقوا عليها اسم (سميراميس) ، إلى سوق نينوى، واتفق أن كان ذلك اليوم يوم موسم للزواج الذي يقام كل عام، حيث تجتمع في السوق الكبير جموع الشبان والشابات قادمة من كل نواحي المملكة، لينتقي كل شاب عروساً شابة، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد أبنائه، كانت ساحة سوق (نينوى) تغص بالشيوخ الكهول والشبان، دخل الرعاة بالصبية الصغيرة الحسناء إلى حيث يعرضونها للبيع، جلس الرعاة مع الصبية في أول الصف، فشاهدهم سيما ناظر مرابط خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فهفا قلبله إلى (سميراميس) ورغب في تبنيها. ودعا (يما) الرعاة وساومهم على ثمنها، وعندما تمت الصفقة، عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته هذه الصبية ذات الجمال الرائع حتى فرحت فرحاً غامراً واعتنت بها عنايتها بابنتها، وظلت ترعاها حتى كبرت واستدارت وبرزت أنوثتها كأجمل ما تكون النساء!
و في يوم ما كان( اونس) مستشار للملك، يتفقد الجمهور المحتشد بأمر من الملك واذا بعينه تقع على (سميراميس) وهي الآن في عمر مناسب للزواج، فيصعق مذهولا من جمالها وبراءتها، قام باخذها معه إلى نينوى و تزوجها هناك، و صار لهما طفلين ربما توأمين هما (هيفاتة) و(هيداسغة). يبدوا انهما كانوا سعداء، اما (سميراميس) فكانت فائقة الذكاء حيث كانت تقدم لزوجها النصح والمشورة في الأمور الخطيرة فأصبح ناجحا في كل مساعيه. أثناء ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية ضد الجارة (باكتريا) ، فأعد جيشا ضخما لهذا الغرض لأنه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها، بعد الهجوم الأول استطاع ان يسيطر على البلد برمته ما عدا العاصمة باكترا التي صمدت، شعر الملك بالحاجة إلى اونس و لذا أرسل في طلبه، لكن اونس لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة فسألها ان كانت ترغب في مرافقته، ففعلت.
هناك بعد ان تابعت (سميراميس) سير المعارك و درستها بعناية و ضعت العديد من الملاحظات عن الطريقة التي يدار بها الحصار. فبما ال القتال كان يجري في السهل فقط وان كل من المدافعين والمهاجمين لم يعروا لقلعة اية أهمية، طلبت (سميراميس) إرسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال في الجبال، إلى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع، ففعلوا ذلك ملتفين حول خاصرة العدو المدافع وهكذا وجد الأعداء أنفسهم محاصرين و لا خيار لهم سوى الاستسلام.
في ثنايا هذه الإحداث صار الملك (نينوس) شديد الإعجاب ب(سميراميس) لما أبدته من شجاعة ومهارة لحسم المعركة، منذ اللحظة اخذ الملك يتمعن في وجهها الساحر و جمالها المدهش، فأدرك ان قلبه غير قادر على مقاومة سحرها، و لذا طلب منها ان تكون زوجته وملكته، ثم عرض على اونس ان يأخذ ابنته بدلا عنها، الا ان اونس رفض ذلك، مما حدا بالملك ان يهدده بقلع عينيه ، وتحت وطأة الخوف واليأس استسلم اونس لمطلب الملك، غير انه انهى حياته بعد فترة وجيزة من زواجها من الملك، هكذا افلح نينوس بالزواج من (سميراميس) و صار لهم طفلا أسمياه (نيناس). بعد موت الملك اعتلت العرش كملكة لنينوى عاصمة بلاد النهرين.
حسب الأسطورة الرائجة، قد دام حكمها 42 عاما، لكن الواقع أنها كانت تحكم سوية مع زوجها الملك، فقط السنوات الخمس الأخيرة حكمت بمفردها بعد وفاة زوجها. و قد بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك (نينوس)..." .
الأصل التاريخي للأسطورة
من الواضح يبدو اسم (سميراميس) هو".... التحريف الإغريقي للاسم العراقي (سمو رامات) وهي ملكة حقيقية مقدسة، وهي ام الملك الآشوري (اداد – نيراري الثالث) الذي حكم بين ( 810- 783 قبل الميلاد) و زوجة الملك شمشي – اداد الخامس ، حكم بين ( 823 – 811 قبل الميلاد)، و هو بدوره ابن شلمنصر الثالث و قد حكم بين ( 859 – 824 قبل الميلاد) ، و قد تميز حكمها بالغلاظة خاصة بين 810- 805 قبل الميلاد.
من المؤكد ان هذه الحكاية الاسطورية مقتبسة من شخصية حقيقية هي الملكة العراقية(سمو رامات). بعد ذلك بقرون طويلة حرف الإغريق هذا الاسم إلى (سميراميس). وهي اصلها من منطقة بابل، وتزوجت من ملك (نينوى)(شمسو حدد الخامس) ( 823-811 ق.م). بعد ان توفى زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد (حدد نيراري) (811-783ق م) سن الرشد، فاستلمت زوجته (سمو رامات) المملكة والحكم
وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة 5 سنوات حتى بلغ سن الرشد. صحيح انها استلمت الحكم رسميا لفترة خمسة سنوات، الا انها كانت تشارك بالحكم منذ ايام زوجها وكذلك مع ابنها.
ان شخصية ( سمو رامات ) القوية وذكائها الحاد وجمالها الأخاذ جعلها تفرض سطوتها طيلة وتمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين طيلة عشرات السنين، و قد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور) وأخر في (كالح) تصور فيه على أنها الملكة التي حكمت خلفا لزوجها المتوفى، لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعي، فهي رغم أنها تشارك سكان آشور بالحضارة العراقية المشتركة، الا ان أصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية والثقافية حيث تمكنت ان تشيع مثل هذه المؤثرات البابلية على طريقة الحكم وعلى الكهنوت الآشوري وعلى عموم الحياة في نينوى، فأضفت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر بنوع من تقديس الفحولة المتمثل بالإله آشور وكذلك الميل إلى منطق القوة الحرب، بل حتى أنها نجحت بإبراز ادوار آلهة كانت ثانوية عند الآشوريين مثل اله الحكمة (نبو). لقد ملكت ( سمورامات) كالملوك العظام، حيث أقامت مسلة لتخلد ذكرها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارة التالية: (مسلة سمورامات ملكة سيد القصر – شمس حدد ملك الكون ملك آشور والد حدد نيراري ملك الكون ملك آشور وكنه شلما نصر ملك الجهات الأربعة..
يعتقد ان( سمورامات)، قد حكمت بصورة مباشرة او غير مباشرة طيلة 42 سنة، وقامت بمشاريع عمرانية واسعة واهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة واحاطتها بالاسوار العالية، من الإعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفي المدينة، كذلك قامت بعد ذلك بفتوحات كثيرة استطاعت ان تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا، ويعتقد انها ربما قد بلغت الهند....".


اسطورة الثور المجنح (نركال )
الثور المجنح (نركال ) في قصر الملك سنحاريب هو".....الكائن الآشوري الذي يرمز الى القوة والحكمة ورخاء الدولة، وجاء في رقيم طيني تم العثور عليه في مكتبة اشور بانيبال ان عظمة الدولة تكمن في حكمة ملوكها وقوة بأسهم وان هذا الكائن الغرافي يرمز الى تلك الحكمة وتلك القوة حيث تم اقامة اكثر من ثور واحد على بوابات المدينة باستثناء بوابة نركال المخصصة لدخول وخروج الملك الى رعيته او الى المعابد المنتشرة خارج السور في ضواحي المدينة، ومن هذه البوابة خرج الاله نركال اله الطاعون قبل ان يكون اله العالم السفلي وكان يتمتع بقوة كبيرة يخافه الناس كثيرا وله زوجة لا تقل عنه قوة اسمها الالهة (لاص) فبينما اتخذ الالهة (اريش كيكال) زوجة ثانية له في العالم السفلي كما تشير احدى الاساطير المدونة على رقم اشوري وكانت هذه الزوجة قبل زواجها من نركال هي سيدة العالم السفلي الى ان تزوجت من الاله نركال ليصبح ملكا على العالم السفلي هو الاخر حيث تقول الاسطورة: ان الالهة اقامت وليمة كبرى لجميع الالهات ونظرا لان ملكة العالم السفلي (اريش كيكال) لم تتمكن من الذهاب الى الوليمة فقد ارسلت مبعوثا عنها ولدى وصول المبعوث الى الوليمة وقف جميع الالهة خوفا وتقديرا واحتراما لسيدته باستثناء الاله نركال الذي رفض الوقوف، فأمرته الالهة العظام ان ينزل الى العالم السفلي لمقابلة الالهة اريش كيكال وتقديم الاعتذار لها قبل ان يفعل ذلك اوصاه الاله (ايا) اله الحكمة والمعرفة بأن لايقترب من أي شراب او طعام يقدم له وحذره من الوقوع تحت تأثير اغرائها وسحرها، وقد اتبع نركال هذه التعليمات الا انه لم يقو على اغراء اريش كيكال حيث وقع في حبها وظل معها ستة ايام متتالية عاد بعدها الى العالم العلوي مؤقتا، غير ان اريش كيكال تعلقت به وزاد شوقها اليه كزوج لها فارسلت اليه مهددة بافناء الخصوبة والحياة من الارض ان لم يعد اليها على الفور، مما اضطر نركال الى الرضوخ الى رغبة اريش كيكال وعاد الى العالم السفلي ليصبح ملكا عليه لقدسية وعظمة الثيران المجنحة في زمن الدولة الآشورية فقد عكف النحات الآشوري في مشغله بمكان بعيد عن العاصمة نينوى لكي ينحت هذه الثيران بكثير من السرية والتكتم، ليتم بعد استكمال العمل فيها وانجازها على الوجه الاكمل ارسالها الى العاصمة نينوى بعد ذلك، وقد اشارت الرقم الطينية المكتشفة في مكتبة آشور الى ان المشغل الذي يتولى نحت هذه الثيران يقع في مدينة ( بلد) 50 كم شمال غربي الموصل، وكانت بلد في زمن الدولة الآشورية 4500 - 3800 ق . م من المدن المهمة، كونها تحتوي على مقالع الحجر الصالح لعمل الثماثيل والمسلات وبقية الاعمال المعمارية الاخرى، وقد كانت مركزا فنيا مهما لنحت التماثيل الكبيرة الحجم، ومنها الثيران المجنحة، حيث يتم نقلها بعد الانجاز النهائي الى عاصمة الدولة (نينوى) وبقية المدن والمعابد الاخرى بوساطة (الاكلاك) عبر نهر دجلة، لذلك اطلق على هذه المدينة اسم (الحياة) تقديرا لاهميتها ومكانتها، لكونها كانت بمنزلة النسغ تمدهم بكل مقومات الفن والتجديد الخاصة بالقصور الملكية او المعابد المهمة في انحاء الامبراطورية الآشورية، بصوت كأنه العاصفة، لا يشبه اصوات البشر طلب الي دخول المدينة المسورة ذات البوابات الكبيرة الشامخة المحمية بعشرات المخلوقات العجيبة، ثم اردف: انك الآن في حضرة العاصمة الثالثة لدولة آشور ، مملكة سنحاريب الحكيم...".

اساطير فرعونية من بلاد (مصر)

في الحضارة المصرية أيضا نرى ان هناك الكثير من الاساطير و التي تذهب في تفسير ظواهر الكون وكيفية نشاته واطلقوا لكل ظاهرة اسم معين ، فقد اطلقو.." على الشمس اسم ( امون رع ) وهو معناه (امن- روح ) الروح الأمين الذي يأتي ليبشر زوجات الملوك المصريين بولادة أبناء لهم من الإله مما يجيز لهم الحكم في الأرض باسم الإله او أنهم إلهة رضوا ان ينزلوا الى الأرض لفترة حكمهم لقد كان اسم( امون رع) يطلق على الشمس لانها بالنسبة للمصريين هي التي تهب الحياة الى النبات، ونرى في الحضارة المصرية ايضا ان (امنحوتب) غير اسمه ( كما يقولون ) ليصبح اخنا تون او ( اخنع- اتون ) او العبد المتذلل لاتون (الشمس )، لقد بني( امنحوتب ) مدينة في أقصى جنوب مصر ( الصعيد ) اسماها ( اختا تون ) وهو ما يفسر بافق اتون، كانت زوجته( نفر تيتي ) هجرته وسكنت في هذه المدينة يقال ان صهرها كان يسمى (توت عنخ اتون ) ثم اصبح( توت عنخ امون) ، ويطلق اسم ( اتون ) على الاقيانوس وهو الذي كان قبل السماء والأرض في أعماق هذا الاوقيانوس كانت تحوم روح بلا شكل او هوية ثم تركزت في داخلها تدريجيا إشكال الوجود وصار اسمها (اتوم ) الذي يعني العدم وأيضا يعني الاكتمال وهو الإله الذي تجلى ذات يوم تحت اسم (اتوم - رع ) واستل من نفسه الالهة والبشر وكل شيء حي ، ولخوفه على بريقه من الانطفاء انطوى داخل برعم اللوتس الذي ظل هائما على غير هدى في الأعماق المائية الى ان جاء يوم سئم فيه من حالته الشبيهة بالعدم فانبثق بإرادته وتجلى تحت اسم ( رع ) ثم أنجب الهواء (شو)".
ولما كان الانسان في العصور القديمة يبحث عن أصل الخلق،فان المصريين بطبيعة الامر شغل ذلك فكرهم، فظهرت العديد من الأساطير حول بداية الآلهة والكون ومنها :
أسطورة ( الخلق والنشأة الكون)

كانت هناك ثلاث أساطير حول الخلق والنشأة تبعا لثلاث نظريات مختلفة الأولي تنسب لمدينة هليوبوليس والثانية لهرموبوليس والثالثة لمنف ولكن في النهاية تغلبت أسطورة هليوبوليس بعد أن مزجت ببعض الآراء الصغيرة من نظريات هرموبوليس ومنف.
فالنظرية الأولي هي".... أسطورة هليوبولس التي تتلخص في أن الكون قد نشأ من ماء غير مشكل يسمى نون انبثق منه الإله آتوم الذي ظهر فوق ربوة تسمى الربوة الاولى أو ربوة الخلق -والإله آتوم يساوي الإله رع- ثم قام الإله آتوم بإيجاد التوءمين شو إله الهواء و تفنوت ربة الرطوبة وهما الذان أوجدوا بدورهما الإله جب إله الأرض والربة نوت ربة السماء ثم نتج عنهما (اوزوريس وايزيس وست ونفتيس)
وقد كونت الآلهة التسعة ما يسمي بالتاسوع الإلهي (أي مجمع الآلهة التسعة) ويعتبر هذا التاسوع كياناً إلهيا واحداً وقد اشتق من هذا النظام نظرية كونية وهي تصوير الكون على هيئة ثالوث تكون من شو إله الهواء وهو واقف ساندا بيديه الجسد الممدد لربة السماء نوت ويرقد الإله جب عند قدميه.
أما النظرية الثانية التي نشأت في هرموبوليس تقول أن المادة الغير مشكلة كانت موجودة قبل نشاة الكون وقد كانت لها أربع صفات تضاهي ثمانية من الآلهة في أزواج وهم :
نون ونونيت- إله وربة الماء الأزلي (الماء الأول).
حوج وحوحيت- إله وربة الفراغ (الفضاء).
كوك وكوكيت- إله وربة الظلام.
آمون وآمونيت - إله وربة الخفاء.
وقبل نشأة الأرض كانت تعتبر هذه الآلهة مجرد صفات للمادة الغير مشكلة (تمثيل) وقد كونت هذه الآلهة ثامون هرمو بوليس (مجمع الآلهة الثمانية) كما ظهرت أيضا من المادة الغير مشكلة الربوة الأزلية (الأولى) في هرمو بوليس وعلى تلك الربوة كانت هناك بيضة وهي التي خرج منها إله الشمس ثم أخذ إله الشمس في تنظيم العالم..
أما النظرية الثالثة التي ظهرت في منف -بعد أن أصبحت عاصمة مصر- حاولوا فيها تمجيد الإله (بتاح) إله منف فجعلوه في أسطورة نشأة الكون الإله الخالق الأكبر ولكن جعلوه يحتوي على ثمانية آلهة أخرى بعضها من التاسوع الهليوبوليسي والباقي من الثامون الهرم وبوليسي .
وقد احتل آتوم مكانة خاصة في هذه النظرية وأدخل الثنائي (نون وتوبيت) في المجموعة كما أدخل فيها تاتن (أحد آلهة منف) والذي يعتبر تجسيد للإله الذي برزت منه المادة الأزلية الأولى ثم أضيفت أربعة آلهة أخرى غير محددة بدقة.
وحسب النظرية فإن الإله آتوم يحمل صفات النشاط والحيوية للإله بتاح وهي الصفات التي عن طريقها تحقق الخلق ، أما صفات الفطنة (الفكرة) والقلب ويجسدها الإله حورس ثم الإرادة واللسان ويجسدها الإله تحوت ويقال أن الإله بتاح قد كون العالم في صورة عقلية قبل أن يخلقه بالكلمة (كن فيكون).



فكان في البدء(نون) أو الخواء كما يترجمه البعض, و هو كتلة لم تتشكل بعد و بداخله بذور الحياة الكامنة, يولد من نون الشمس رع بطريقة مجهولة, فيعلن الأخير نفسه حاكم الكون، لكن نونلا يتوقف دوره عند هذا الحد، لكنه يتوارى عند حدود العالم الحي مكوناً طاقة سلبية هائلة تهدد باجتياح العالم، و تكون مقرأً دائماً للنفوس الضالة المعذبة، و الموتى الذين لم يحظوا بطقوس دينية مناسبة، أو الأطفال الذين ولدوا موتى.
بعد تولي رع حكم الكون، يرسل أشعته الذهبية إلى الأرض، لتبدأ الأمواج التي تغطيها في الانحسار، و تنزل الأشعة على أول تل من الرمال يظهر على سطح الأرض، لتتخذ الأشعة أبعاداً مادية مكونة حجر مرتفع عرف باسم بن بن في مدينة أون، أصبح بعد ذلك محل تبجيل في مصر كلها لأنها مهد الخليقة، و كانت تلك الأشعة تحمل المادة الإلهية لراع التي أتحدت فيه وأصبحت فيه مصر منسجمة .

وعندما عطس الإله كان الهواء الخارج يمثل الإله شو رب الجفاف أو الهواء في بعض الآراء و الربة تفنون والتي كانت تمثل الرذاذ ، و من اتحاد الجفاف و الرطوبة نتج عنه الجيل الثالث زوجان آخران هما الإلهجب رب الأرض و الآلهة نوت ربة السماء، رزقت السماء و الأرض بأربعة أولاد مكونين الجيل الرابع وهم على التوالي (أوزوريس ) ، (إيزيس) ، ( ست) و( نفتيس)" .
أسطورة ( قرص الشمس المجنح)

نرى في هذه الأسطورة "... ( رع حور آختي) كملك دنيوي لم يشر إليه كقرص الشمس في هذه الأسطورة. وهو ملك مصر، كما نراه على رأس جيشه في النوبة يتصدى لمؤامرة ضده لم يوضح أفرادها بل اعتبروا بعض الأرواح الشريرة أو المعبودات الأقل شأنا.ويبحر رع حور آختي بسفينة في النيل ويرسي أمام مدينة إدفو ويوكل ابنه حورس ( ونجد هنا حورس يعتبر ابن إله الشمس وليس ابن أوزوريس) لقتال الأعداء، ثم نرى حورس في السماء على شكل قرص الشمس المجنح مهاجماً الأعداء من عل فأضطر الأعداء إلي الهرب ، فيقترح الإله تحوت منح حورس لقب الإله حورس بحدتي (حورس الإدفوي) وينزل رع حور آختي مع الإلهة الآسيوية عشتارت ليتفقدوا أرض المعركة ولكن يظهر أن المعركة لم تنته بعد ، حيث نزل الأعداء إلي الماء في شكل تماسيح وأفراس نهر مهاجمين السفينة، ولكن حورس وأتباعه استطاعوا القضاء على معظمهم بالحراب ثم يتقمص حورس شكل قرص الشمس المجنح وعلى جانبيه الإلهتان( نخبت) و( وأدجت) مستمرين في تعقب الأعداء ويوقع بهم هزيمة.
و في هذا الجزء من الأسطورة يظهر تأثير مذهب أوزوريس حيث يظهر حورس في شكل حورس ابن ايزيس وأوزوريس وهذا لا يعني أن حورس البحدتي أو الإدفوي وحورس ابن ايزيس و اوزريس إلهان مختلفان بل هما إله واحد تعددت صوره وتعددت طرق تمثيله ويظهر في هذا الجزء من الأسطورة الإله ست -عدو حورس واوزوريس- على رأس الأعداء في شكل ثعبان فيتأجج القتال مرة أخرى بالمقاطعة ال(52 ) بمصر السفلى ويحقق حورس النصر وينحدر حورس وأبنائه إلي النوبة ليسحق تمرد آخر .
ويكافئ رع حور أختي حورس بأن يظهر في المعابد على شكل قرص الشمس المجنح لكي يحفظ المعابد من الأعداء.
ويتضح من هذه الأسطورة تفسير وجود تصورين (تمثالان) لحورس مرة بالصقر(حورس ابن ايزيس وأوزوريس) ومرة كقرص الشمس المجنح (حورس البحدتي أو الإدفوي)".

أسطورة ( رحلة الشمس)

من الأشياء التي اهتم بها المصريون هي رحلة الشمس بالليل والنهار، فظهرت أساطير حول رحلة الشمس بالليل أهمها " .. أن الشمس مولودة من الإلهة ( نوت) إلهة السماء والتي تولد منها كل صباح وتموت كل ليلة بين ذراعيها.ولكن الأسطورة الأخرى التي كان لها اعظم التأثير ولاقت قبولاً عند المصريين هي أن الشمس كانت تجوب السماوات في قارب يبحر بها في النيل السماوي يسمى هذا القارب قارب ملايين السنيين وفي الصباح يسمى قارب معنزة (أي قارب القمر) وفي المساء يسمى قارب مسكتت (أي قارب المساء) وبالليل تدخل المركب مملكة الليل التي تسمى أيضاً بالعالم الآخر المعروف بأسم الدوات وينقسم هذا العالم إلي 12 إقليما كل إقليم له اسمه الخاص يفصله عن الإقليم الآخر بوابة يحرسها حارس أمين . وهذه الأقاليم تقابل الاثني عشر ساعة بالليل. كما يوجد بالقارب كثير من المعبودات التي تحمي إله الشمس من جميع مخاطر الليل وكان بكل قسم إلهة يعرف كلمة السر وبدون كلمة السر لا يسمح للقارب بالمرور حتى بوجود الإله رع.
وهناك حادثتان تقعا خلال هذه الرحلة أولهما المحاولة المستمرة التي يقوم بها الثعبان أبو فيس (عابيب) ليمنع مرور الشمس لكن كل مرة تهزمه المعبودات الحارسة ،وطوال هذه الرحلة في مملكة الليل تكون الشمس ميتة .
أما الحادثة الثانية فهي مقابلة الشمس الميتة للإله خبري في شكل جعل (هو الإله الذي صوره المصريون على شكل خنفس والخنفساء بالهيروغليفية تعني خبر لذا فخبري تعني الخنفسائي ، كما أنها تعني أيضاً الكائن وخبر تعني الكيان وكان يعتقد أنه يمكن أن يعطي الكيان الروح للآخرين) وخبري كالخنفساء يدفع كرة الشمس إلي العالم الآخر في المساء وينتظر في العالم الآخر ليحي الشمس حين تتحد روحه مع روح الإله رع ثم يدفع كرة الشمس فوق أفق الأرض. وتتحد روح رع مع الإله خبري في شكل جعل فيؤدي ذلك إلى عودة روح رع إلى الحياة فيتقدم في السير حياً إلى الشروق وتتكرر هذه الرحلة كل يوم" .

أسطورة ( دمار البشر)

هذه الأسطورة تحدث في زمن الآلهة الذي ذكرناه حيث كان الآلهة والملوك يعيشون سوياً على الأرض، أما زمن وقوعها هو عندما كان رع يحكم مصر، حيث بدأ "... رع يشيخ مما جعل البشر يتآمرون حوله ولكنه أدرك ما في نيتهم فدعا الآلهة للمشاورة حول هذه الأمر، واتفقت الآلهة على أن يرسل رع عينه (التي هي الشمس في مظهر الألهة حتحور) لكي تسحق المتآمرين. وقد أظهرت قدرتها وشدتها على المتآمرون فلقبت بـ( سمت) أي القوية ثم عادت مرة أخرى مصممة على القضاء عليهم لكن رع أشفق على البشر فأرسل رسله إلي جزيرة الفنتين لإحضار قدر كبير من فاكهة حمراء تسمى (دي دي) وأمر رع بتحضير سبعة آلاف إبريق من الجعة مزجت بالفاكهة حتى تظهر الجعة كأنها دماً. وفي اليوم الذي ذهبت فيه حتحور لتدمير البشر أمر رع بصب الخمر في الحقول وعندما قدمت الإله وعبت منها أصبحت ثملة تماماً مما جعلها تنسى مهمتها بفضل رع. وعلى الرغم مما فعله رع للبشر لم يكف بعضهم عن فعل الآثام فضاق صدره بآثامهم فذهب إلي السماء ممتطياً ظهر البقرة السماوية تاركاً الإله تحوت ممثلا عنه على الأرض...".
اسطورة ( اوزيرس و سمت)
حسب الأسطورة المصرية، فإن الشر بدأ في الظهور على الأرض، بغيرة( سمت) من أخيه (أوزوريس) وخاصة بعد إعلان الأخير ملكًا على مصر،"... فأوزيريس قتل بيد أخيه سمت، -رمز الشر- عندما قام بعمل احتفالية عرض فيها تابوت رائع قام الحاضرون بالنوم فيه لكنه لم يكن مناسبا إلا لأوزيريس وعندما نام فيه أوزيريس أغلق عليه التابوت وألقاه في النيل لكن إيزيس وجدت التابوت فعلم سمت وقام بتمزيق جسد أوزيريس وتفريق أشلائه على جميع مقاطعات مصر، لكن إيزيس بمساعدة أختها نفتيس استطاعت تجميع أشلاء زوجها أوزوريس، وبعد تجميع كافة الأشلاء ساعدها أنوبيس إله التحنيط وحارس العالم الآخر - المسؤول عن إعلان النتيجة النهائية للمتوفى- في تحنيط زوجها، كافأته الربة إيزيس بعد ذلك بفهم حديث البشر. أعاد رع الحياة لأوزوريس لمدة يوم واحد لتنجب منه أيزيس ولدها حورس. خبأت إيزيس الطفل في مستنقعات الدلتا تحت رعاية الإلهة( حتحور (البقرة المرضعة، ليشب بعدها ويشن الحرب على عمه ست انتقاماً لوالده أوزيريس، وينتصر( حورس (رمزالصقر. بعد محاكمة عادلة برئاسة جده الإله جب، يحصل حورس على ملك مصر أما أوزوريس فينصب حاكمًا لعالم الموتى .. وفي كل مكان وجدت فيه إيزيس جزء من جسد أوزوريس بنى المصريون فيه المعابد، مثل معبد أبيدوس الذي يؤرخ لهذه الحادثة، وموقع المعبد أقيم في العاصمة الأولى لمصر القديمة حيث وجدت رأس أوزيريس، وفي رسومات المعبد الذي أقامه الملك سيتي الأول أبا رمسيس الثاني الشهير تشرح الوحات الجدارية ما قامت به إيزيس من تجميع لجسد أوزيريس، وعملية المجامعة بينهما التي نتج عنها حمل ابنهما الإله حورس، الذي تصدى لأخذ ثأر أبيه من عمه وبسبب انتصاره على الموت وهب أوزيريس الحياة الأبدية والألوهية على العالم الثاني...." .

اسطورة ( خلق البشر والقمر )
تقول الاسطورة "... ان الإله(رع) إحدى عينيه، فأرسل ولديه ( شو و تفنوت) للبحث عنها، ولما طال غيابهما اتخذ لنفسه عين أخرى، لكن العين الغائبة عادت لتجد( رع) قد اتخذ عين أخرى. ذرفت رموت الدموع من شدة الغيظ فينتج عنها البشر (رمث)، ولكن رع قام بترضيتها فسلمها إلى الإله( تحوت (الإله ليرفعها للسماء لتضيء الليل، وهكذا ولد القمر، وعندما فقد حورس عينه اليسرى في حربه مع عمه( ست) منحه تحوت تلك العين.." .

أسطورة (النداهة)

من الأساطير الريفية المصرية ، حيث يزعم الفلاحون" ... أن ( النداهة ) هي امرأة جميلة جدا وغريبة تظهر في الليالي الظلماء في الحقول ، لتنادي باسم شخص معين فيقوم هذا الشخص مسحورا ويتبع النداء إلى أن يصل إليها ثم يجدونه ميتا في اليوم التالي، كما تدور الروايات يمكن أن يقتصر ضرر النداهة على الجنون ، حين إنها يمكنها التشكل بأكثر من شكل وأكثر من حجم لنفس الشكل ومن الطرق التي يمكن قتلها بها هي ذكر الله و رش الملح عليها ، مع عدم النظر إلى وجهها وعدم الرد على ندائها ،فالشخص الذي تناديه النداهة ليس بالضرورة أن يموت الشخص في اليوم التالي أو يصاب بالجنون بشكل كامل ، فقط يحدث ما يمكن أن نقول عليه بعض الهلاوس النفسية كأن تجد الشخص يتحدث مع نفسه ويبدأ بالتردد كثيرا علي التجول داخل الأراضي الزراعية ، و من الصعب عليك تعقبه ومعرفة أي الأماكن التي يذهب إليها بالتحديد،يقال أيضا عن تلك الأسطورة أن النداهة أحيانا تقع في حب أحدهم و تأخذه معها إلي العالم السفلي و تتزوج منه ، و في هذه الحالة يختفي الشخص كليا و يظهر بعدها فجأة إلا أنه يتوفي ، بعد ذلك ويقول البعض أن وفاته هي بسبب أنه تخلي عن عالمها السفلي وعنها وتنتقم هي منه بقتله وخوفا من فتش أسرار عالمها ، لذلك يموت البعض في اليوم التالي أو يصاب بالجنون أو يختفي تماما..." .

اسطورة ( لعنة الفراعنة )



أسطورة لعنة الفراعنة التي رسخت في أذهان المصريين والباحثين " هي أن الناس كانوا قديما يخافون دخول الأهرامات أو الاقتراب من أبو الهول.. خوفا من الغموض الذي يكتنف حوادث الموت والهلاك والتي يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرؤوا علي فتح مقابر الفراعنة بدأت أسطورة لعنة الفراعنة عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام1922 وأولما لفت انتباههم نقوش تقول ( سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة) هذه هي العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ (لعنة الفراعنة) ، ومن بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة، أن كهنة مصر القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها.. حيث قيل إن عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدى الفراعنة. لكن هناك عالم ألماني فتح ملف هذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب والكيمياء كيف أن أربعين عالما وباحثا ماتوا قبل فوات الأوان والسبب هو ذلك الملك الشاب.. توت عنخ آمون.. ورغم أن هذا الملك ليست له أي قيمة تاريخية وربما كان حاكما لم يفعل الكثير.. وربما كان في عصر ثورة مضادة علي الملك إخناتون أول من نادي بالتوحيد.. لكن من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبرى من أن مقبرته لم يمسها أحد من اللصوص.. فوصلت ألينا بعد ثلاثة وخمسين قرنا سالمة كاملة وأن هذا الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب.. الشيء الواضح هو أن هؤلاء الأربعين ماتوا.. لكن الشيء الغامض هو أن الموت لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة. وتوت عنخ آمون صاحب المقبرة والتابوت واللعنات حكم مصر تسع سنوات من عام 1358 إلي 1349 قبل الميلاد. وقد اكتشف مقبرته اثنان من الإنجليز هما هوارد كارتر واللورد كارنار فون وبدأت سنوات من العذاب والعرق واليأس.. ويوم 6 نوفمبر عام 1922 ذهب كارتر إلي اللورد يقول له أخيرا اكتشفت شيئا رائعا في وادي الملوك وقد أسدلت الغطاء علي الأبواب والسرداب حتى جاء اللورد إلي الأقصر يوم 23 نوفمبر وكانت ترافقه ابنته.. وتقدم كارتر وحطم الأختام والأبواب.. الواحد بعد الآخر.. حتى كان علي مسافة قصيرة من غرفة دفن الملك توت عنخ آمون. وبدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر.. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول الأمر اسم "مقبرة العصفور الذهبي".. وقيل بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارنار فون، فوضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات..وعلي الفور قيل أن اللعنة بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده..ومن جانب آخر أعتقد عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوف يحدث..ولكن ماحدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلي ظاهرة خارقة للطبيعة وواحدة من الامور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتي لم يجد العلم تفسيرا لها إلي يومنا هذا.. ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد كارن ارفون.. بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا.. وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة وقد أبرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد.. وربطت صحف القاهرة بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت، وقالت بعض الصحف بأن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن السم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وقالت إن نوعا من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لان سيلان.. لقد انتقم توت عن خآمون. وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمي إن لم نقل الجميع الذين شاركوا في الاحتفال ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدي الإصابة بالحمى في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير ، والجدير بالذكر أن العديد من علماء الآثار صرحوا بأن لعنة الفراعنة هذه مجرد خرافة وحالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أنتتعدى الصدفة والدليل على ذلك هو " هاورد كارتر " نفسه صاحب الكشف عن مقبرة الفرعون " توت عنخ آمون " والذي لم يحدث له أي مكروه، وبالرغم من ذلك إلا أن الكثيرين منهم لا يجرؤون على اكتشاف قبور فرعونية أخرى..ولا حتى زيارة الآثار الفرعونية..كما قام معظم الأثرياء الذين يقتنون بعض الآثار والتماثيل الفرعونية الباهظة الثمن بالتخلص منها خوفا من تلك اللعنة المزعومة..." .

اسطورة (ابو الهول)
، أما في الأساطير المصرية القديمة فان ابوالهول يمثل القوة والجلال فهو يربض بجوار أهرامات الجيزة ممثلاً الإله ( حوريس ) شاخصاً ببصره إلى والده الإله ( رع ) الشمس المشرقة في رحلتها عبر الوادي.. ويرجح المؤرخون أن الاسم العربي (أبو الهول) صيغة شعبية مأخوذة من الاسم القبطي وكان جسمه وهو على شكل أسد مطموراً في الرمال خلال العصور الوسطى ولم يكتشف إلا عام 1817م . وكان العرب ينظرون إلى رأسه البارز من رمال الصحراء نظرة خوف تشوبها الخرافة، وكان الناس ينسبون إليه قوة خفية ويولي هذا التمثال ظهره للصحراء ويستقبل الشمس كل صباح جهة الشرق برأسه الذي يتخذ هيئة رأس إنسان . اما الاسطورة اليونانية فتول بان ".. أبوالهول هو وحش نصفه آدمي ونصفه حيوان ،و أحياناً يحمل رأس امرأة وجسم أسد أرسلته ( هيرا ) أو أبوللو لمعاقبة الملك ( لايوس ) فجلس على صخرة بالقرب من بوابة مدينة طيبه يسأل الداخلين سؤالاً هو عبارة عن لغز ( من الذي يسير على أربع ثم على اثنين ثم على ثلاث ؟ ) ويقتل كل من لم يستطع الإجابة حتى وصل ( أوديب ) إلى بوابة المدينة وحل اللغز فقتل ابوالهول نفسه

اساطير من اليونان



اسطورة (ألفيس)

تقول الاسطورة "...ومعناه الحرفي( الحكيم المحصن) ، وهو اسم لقزم قيل إنه يعيش تحت السطح وطلب يد (ثرود ) ابنة ( ثور) كما جاء في قصيدة وردت في كتاب الأساطير النرويجية المنظومة شعراً . لكن ( ثور ) كان يعارض زواج ابنته من ( ألفيس ) لذلك أخبره بشرطه للموافقة على هذا الزواج وهو أن يجيب على بعض الأسئلة ، وظن ألفيس أن بوسعه أن يجيب على أي سؤال يوجه إليه بعد أن طاف بتسعة عوالم فوافق على أن يجيب على الأسئلة و وجه إليه ثور 13 سؤالاً تعجيزياً ، لكن ألفيس استطاع أن يجيب عليها بسهولة وكانت الأسئلة والأجوبة قد شغلت الليل وكانت الشمس في الحجرة واكتشف ثور أنه كان على ألفيس أن يهرع مع ضوء النهار وإلا تحول إلى حجر ومن هنا قضى ألفيس عمره يجري وراء الشمس ولم يتزوج من الفتاة التي أحبها..".

اسطورة (باريس)

باريس "...هو ابن (برياموس) و(هيكوبا ) وتذهب الأسطورة إلى أن هيكوبا حلمت قبل أن يولد لها( باريس) أنها وضعت جذوة من النار أشعلت طروادة بأسرها وفسر الحلم بأن الطفل سيكون نذير شؤم على الطرواديين وما أن وضعت هيكوبا وليدها حتى فصل عنها ونبذ في العراء على جبل ( إيدا ) ويروى أن دبة أرضعته كما يقال أن راعياً عثر عليه وقام بتربيته فشب راعياً مجهولاً من أبويه وتفوق على أقرانه من الرعاة بقوته حتى لقب بـ المدافع و بينما كان باريس يرعى قطعانه التقى بـ ( هيرا ) و ( أثينا ) و ( افروديت ) وكن يتنازعن في أيهن أجمل فحكم لافروديت فمنحته التفاحة الذهبية ووعدته بتزويجه من أجمل امرأة على قيد الحياة وهي ( هيلين ) وأخيراً هبط باريس من الجبال إلى المدينة في إحدى المناسبات وبرز في المباريات فلفت إليه الأنظار واعتقد الجميع أنه من سلالة نبيلة وتعرفت عليه أخته ( كاسندرا ) وكانت هي من فسرت حلم هيكوبا . فأعلنت أنه ابن (برياموس ) بعد ذلك بقليل تزوج من ( هيلين ) رغم ارادة ( منيلاوس ) ملك اسبرطة وأنجب منها بعد أن فر بها إلى طروادة عن طريق مصر وفينيقيا ولما أبى باريس أن يعيد ( هيلين ) إلى ملك اسبرطة التي أخذها منه بخدعة، وأيده الطرواديون هب اليونان للقتال وشبت معركة طروادة الشهيرة وهزم منيلاوس باريس في معركة واحدة، لكن القتال تجدد وألح عليه شقيقه هكتور أن يترك ( هيلين ) لكنه رفض وأصيب بعد أن قتل البطل ( أخيل ) ...."
و أخيل هو "..أقوى وأشجع أبطال اليونان في ملحمة ( الإلياذة ) لهوميروس . وهو رمز للبطل الخارق الذي يؤثر المجد على الحياة الطويلة وتدور ملحمته حول أربعة محاور رئيسية هي : البطل الذي يتنكر في زي امرأة ، والموضع الذي يصاب منه في مقتله ( ويقال إنه إن أصيب في كعبه ثم مات ) ، والسلاح الخارق ، والحصان الناطق وقد اشتهر رمح أخيل العجيب بقدرته الخارقة على شفاء الجروح ، والواقع للأسطورة والملحمة نصيب من الواقع . وقد عثر على عديد من اللوحات التي تمثله وتخلد بطولاته" .... بسهم صوبه إليه فيلوكتيتيس . ولازال باريس يجثم في الخيال الشعبي عند
الأوروبيين كرمز للجمال والوسامة..".
اسطورة( أمازون )
هي "..المرأة المحاربة في الأسطورة اليونانية . ويقال في الملاح اليونانية إن ( بنتيسيليا ) ملكة الأمازون جاءت على رأس فرقة من المحاربات لمساعدة برياموس ملك طروادة وأنها لقيت مصرعها على يد البطل أخيل . كما تروي أن هرقل أرسل حملة للحصول على سوار ملكة الأمازون لايوريستيوس وانتهت الحملة بالانتصار عليهن وتزخر الملاحم اليونانية بوصف للمعارك التي دارت بين الإغريق وبين نساء الأمازون وكانت هؤلاء النساء يستخدمن في القتال القوس والحربة والبلطة الخفيفة ونصف درع على شكل هلال وخوذة . وقد أكد الرحالة ( فرانشسكو دي ادريلانا ) أنه التقى بفريق من نساء الأمازون المحاربات في أثناء ارتياده أمريكا الجنوبية في القرن السادس عشر وذلك عند نهر الأمازون فسمى هذا النهر باسم نهر الأمازون . وإن كان بعض الدارسين يرون في أن الاسم مشتق من الكلمة الهندية ( أماسونا) أي : محطة القوارب نظراً لشدة التيار في هذا النهر..".
اسطورة ( أمت)

امت "...وحش من العالم السفلي في الأساطير المصرية القديمة يجمع بين فرس النهر والأسد وله فكا تمساح . وتروي الأسطورة أنه يقبع بجانب ميزان العدالة في قاعة أوزوريس ويلتهم كل قلب أثقلته الآثام" .


اسطورة ( أوديب)

ومعناه (القدم المتورمة ) "... وتذهب الأسطورة اليونانية إلى أن أوديب هو ملك طيبة الذي توصل إلى حل لغز ( سفينكس ) وقتل أباه وتزوج من أمه ولذلك قدر عليه أن تكون حياته مأساة بسبب لعنة الرب . وأوديب هو ابن (لايوس ) ملك طيبة و (جيوكاستا ) في رواية هوميروس..".

اسطورة ( الإكسير)

الاكسير "...هي مادة اعتقد الكيميائيون القدماء أنها تحول المعادن الرخيصة إلى فضة وذهب . وهي ترادف ما يعرف بـ ( حجر الفلاسفة ) . وينفذ هذا الإكسير إلى المعادن ويسري فيها كما يسري الدم في الجسد وتكفي كمية صغيرة ـ في اعتقادهم ـ لتحويل ما يعادل وزنها مليون مرة من المعدن إلى ذهب . ولا يمكن الاحتفاظ بالإكسير إلا في آنية من الذهب أو الفضة أو البللور لأنه يتفاعل مع الزجاج . وقد ورد في كتاب ( مفاتيح العلوم ) أن الإكسير هو الدواء الذي يحول المعدن المنصهر إلى ذهب أو فضة عند غليهما معاً . وتذهب بعض الروايات العربية إلى أن الإكسير مادة تطيل حياة الإنسان بتخليص جسده من الأمراض . وقد ظل المشتغلون بالكيمياء قروناً طويلة يحاولون تحضير إكسير الحياة من مركبات مختلفة ولم يتوصلوا إلى أي نتيجة.." .
اسطورة (أرجوس )
ارجوس "..هو رجل أسطوري جبار له مائة عين أرسلته ( هيرا ) لحراسة ( أيو ) إلا أن هيرميس استطاع أن يغرر بآرجوس فجعله يغط في نومه وقتله فاقتلعت ( هيرا ) عيونه ونثرتها على ذيل طاووسها كحلية لها، تقول الاساطير الاغريقيه ان هيرا وهي زوجة زيوس كبير الالهه كانت تمتلك وحش عزيز الي قلبها هو الارجوس ذو العيون المائة الا ان غيرة هيرا وحدتها علي زيوس قد دفعاها لارتكاب حماقات جعلت زيوس يغضب علي هيرا وبالتالي ارسل من يقوم بقتل الارجوس وحش هيرا العزيز وقد حزنت هيرا علي الارجوس حزن شديد مما جعلها تعلن الحداد وعلي سبيل المواساه والحداد فقد نزعت عيون الارجوس المئه ورشقتها علي ذيل طاووسها وهكذا فسر الاغريق سبب وجود هذه العيون علي ريش الطاوووس علي انها عيون الارجوس.." .
اسطورة ( سيزيف )


سيزيف ".. محارب بارع وماهر يتميز بالمكر والدهاء وهو ابن ايولوس اله الرياح وسيزيف كان ملك علي سيلينا وقد ارتكب من الافعال ما أغضب عليه الهة الاوليمب لذا تعرض لأقسي وأعنف أنواع العقاب الصارم ، فقد أجبرة زيوس علي ان يدحرج صخره عملاقه الي قمة جبل وما أن يصل إلي قمته حتي تنحدر منه الصخرة مره اخري وتسقط إلي أسفل عند سفح الجبل فيعود مره اخري لدحرجتها الي قمة الجبل وما أن يصل إلي قمته حتي تنحدر مره اخري لاسفل وهكذا يظل سيزيف في هذا العذاب الابدي .
يعتبر سيزيف بطل أسطوري حيث يقوم بمهمه وهو يعلم انها لن تنتهي ولاجدوي منها ويكافح كفاحا مريرا وهو يعلم انه سيكلل بالفشل.." .

اسطورة (طيور الهاربيز)


طيور الهاربيز "...هذه الطيور خبيثة كما تحكي الأساطير و تأخذ شكل الطائر ولكن لها رؤوس أدميه كاملة وتستطيع التحدث فيما بينها، والأسطورة تحكي أن هذه الطيور الخبيثة كانت تعيش في تركيا ولم يكن لها هم سوي تنغيص حياة رجل عجوز ضرير اسمه فينوس، كان فينوس هذا اعمي لا يستطيع الإبصار ولا يستطيع أن يحمي نفسه من هجمات هذه الطيور والتي تمادت في ظلمها وطغيانها فكلما حاول فينوس المسكين أن يأكل شيء أو يشرب شيء أو يمسك بشيء إلا خطفته منه هذه الطيور حتى كاد فينوس أن يموت من الجوع والظمأ،
وهنا ظهر احد أبطال الأساطير الإغريقية وهو جاسون البطل العظيم صاحب القوة الخارقة والعضلات المفتولة استطاع أن يهزم هذه الطيور ويكسر شوكتها و قتل عدد كبير منها وراح يطارد هذه الطيور إلي أن هربت إلي جزيرة ستروفيد وبعدها لم تظهر هذه الطيور لفينوس أبدا. .."

اسطورة ( برومثيوس )

برومثيوس "..هو واحد من التيتان اي العمالقه وهو ابن يابتوس وقد تميز برومثيوس بحبه الشديد للبشر وعطفه الشديد عليهم لذا قرر ان يهديهم افضل اختراع عرفته البشريه لقد قرر ان يهديهم النار والتي كانت حكرا علي سادة الاوليمب حيث لم يكن يتمتع بها غيرهم وكانت سرا لايعلمه احد من البشر وكان ان سرق برومثيوس بعض من النار المقدسة ، وهذه النار تتميز بانها نار لاتنطفئ ووضعها في معبد دلفي حيث تحافظ عليها العذاري وعلي من يريد ان ياخذ قبس من النار ان يجلب وعائه الي المعبد لياخذ فيه بعضاً منها ولما علم زيوس بذلك استشاط غضباً وجن جنونه فقد سرق ابن يابتيس شئ كان ملكاً للالهه ليهديه للبشر فأمر باحضاره مكبلا بالاغلال وبعد مداوله قرر ان يعاقبه اقسي انواع العقاب ، فقد امر بتعليقه مكبلا بقيود صبها هيفاسيتوس مخصوص بين جبلين من جبال القوقاز وسلط عليه نسر عملاق هو الرخ راح يمزق بطنه ويلتهم كبده فتلتئم جروحه في المساء وينبت له كبد جديد فيأتي الرخ مره أخرى في الصباح ليلتهم كبده وهكذا ظل برومثيوس يتعذب بهذا الرخ العملاق احقابا خلف احقاب بلا توقف الي ان اتي هرقل فقتل الرخ وانقذ برومثيوس.." .

اسطورة (نرجس )


تقول الاسطوره "... اعتاد شاب جميل الوجه والمظهر اسمه نرجس أن يذهب كل يوم لينظر ويتمتع بحسن صورته على صفحة مياه البحيرة، وكان يستغرق في تأمل صورته بافتتان إلي درجة أن سقط ذات يوم في البحيرة وغرق! وفي المكان الذي سقط فيه ذلك الشاب نبتت زهرة نعرفها نحن باسم (النرجس) وعندما مات الشاب جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة فسألت الحوريات هذه البحيرة: لِمَِ تبكين؟! فردت البحيرة: أبكي على نرجس عندئذ قالت الحوريات للبحيرة: لا غرابة فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة
فأنت لم تكوني الوحيدة التي تتمتع بجماله عن قرب فسألتهن البحيرة: هل كان نرجس جميلاً؟! فردت الحوريات في دهشة: من المفترض أنكِ تعرفين جمال نرجس أكثر منا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً.
فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت: إني أبكي على نرجس، غير أني لم أنتبه قط إلي أنه كان جميلاً، أنا أبكي على نرجس لأنه في كل مرة تقولون أنتم أنه كان ينحني فوق ضفتي ليتمتع هو بجماله، كنت أرى أنا في عينيه طيف جمالي..! ..." .
اسطورة (هاربيز)

تقول الاسطورة "...ان بنات (بوزيدون وجيا ) وهن متوحشات قاسيات بذيئات مجنحات لهن وجه المرأة وجسد النسر مع مخالب حادة وهن يخلفن وراءهن رائحة نتنة، ويلوثن طعام ضحاياهن وينتزعن أرواح لموتى ووظيفتهن الأساسية أن يكن كاهنات لإلهة الأنتقام ومعاقبة المجرمين، أرسلتهن هيرا لسرقة ألواح فينوس ملك تراقيا لكن طاردهن زيتس وشقيقه كاليه حتى ستروفيدز وقد سرقن آينياس وهو في طريقه إلى ايطاليا، ويتنبأن بكثير من لكوارث التي تصيبه وتذكر معظم الأساطير ثلاثة من الهاربيز هن أيلو و كلينو و أوكيبت أما هوميروس فهو لا يذكر سوى واحدة ويسميها بودارج أما هزيود فهو يذكر اثنتين.." .
اسطورة (بيجاسوس )

بيجاسوس "...حصان مجنح في الأساطير اليونانية انبعث من دم الجورجونة ميدوسا عندما قطع البطل بيرسوس رأسها ولقد أمسك بللرفون وهو بطل أغريقي آخر بالحصان المجنح بمعاونة اللجام الذهبي الذي أعطته له أثينا عندما صادفت الحصان يشرب من نبع بريان، ولقد ساعد هذا الحصان البطل بللرفون في قتل الوحش خميرا وعندما لامست حوافر بيجاسوس الأرض انفجر نبع هيبوكرين وهو النبع الذي اعتبر ملهماً للشعراء ، أما بللرفون فقد ركبه الغرور وأراد أن يصعد بالحصان المجنح إلى قمة جبل أوليمبوس غير أن بيجاسوس كان يعرف خطورة الفكرة عليهما معاً فطرح راكبه أرضاً وصعد إلى الفضاء وأعطاه زيوس مكاناً هناك بين النجوم سميت باسم ( كوكبة الفرس الأعظم ) ورد ذكر بيجاسوس في كتاب ( الملك هنري ) لشكسبير.." .
اسطورة (جريفين)

جريفين "...حيوان خرافي في الأساطير اليونانية والشرقية له جسم أسد ورأس وأجنحة النسر وأحياناً رأس أفعى والجريفينات تجر عربة زيوس وتسمى كلاب ( زيوس ) أو كلاب ( أبوللو ) - ومهمتها أيضاً أن تحرس ذهب الشمال، وتقول الأسطورة أيضاً إن ( الجريفينات ) كانت تقطن المناطق الجبلية في الجزء الجنوبي من روسيا حيث وجدت مناجم الذهب وراحت تحرسها من غير انقطاع وهي لا تبح ابداً، وفي الأساطير الهندية كانت هناك ( جريفينات ) تحرس مناجم الذهب، وفي التوراة - العهد القديم - أن شروبيم التي تحرس بوابة جنة عدن - عبارة عن ملائكة أشبه بالجريفين لها رأس إنسان وجسد حيوان وأجنحة كبيرة" .
اسطورة (خميرا)

خميرا "..مخلوقة خرافية في الأساطير اليونانية تنفث النار لها رأس أسد وجسد عنزة وذيل ثعبان ويذكر ( هزيود ) أن خميرا هي ابنة ( تيفون ) ، وتروي الأساطير اليونانية أن البطل بلروفون قضى على ( خميرا ) عندما امتطى صهوة جواده بيجاسوس ورشق هذا الوحش بسهامه.." .

أساطير من اليابان


اسطورة ( السيدة ذات الفم المشقوق )
تحكي الأسطورة "....عن سيدة قام زوجها بقتلها وتشويهها فشق فمها من الأذن للأذن ....! لكنها عادت على هيئة روح خبيثة تغطي فمها بكمامة طبية وقد يظن الأطفال أنها مريضة لكنها في الحقيقة تريد أن تخفى ذلك الفم المشوه عن الأنظار .. وعندما تقابل طفلا وحيدا في الشارع تسأله : " هل أنا جميلة ؟! " .. فإذا قال لا تقوم بقتله وتقطيعه بواسطة المقصات التي تحملها !! ، و إذا قال نعم فسوف تزيل القناع ثم ستسأله مجددا : " ماذا عن الآن ؟! "، فإذا قال لا تقطعه إلى نصفين أما إذا قال نعم فسوف تشق فمه مثلها تماما ، ويقال بان الطريقة الوحيدة لتجنب خبث تلك السيدة الشريرة هو بقول إجابة مبهمة إي ليس نعم و ليس لا مثل قول : أنتي متوسطة الجمال أو أنتي لست جميلة ولا قبيحة . عندها ستحتار السيدة و لا تدرى ماذا تفعل، ويقال أيضا بأنك لو ألقيت عليها قطعة حلوى فسوف تلتقطها و قد يمنحك ذلك وقت للهرب . و البعض يظن بأنها ستترك الطفل و تذهب في سبيلها لو أعاد عليها نفس سؤالها قائلا : " هل أنا جميل/ة ...؟ " عندها سترتبك و ترحل ..
انتشرت هذه الأسطورة في محافظة( نجاساكى) وسرعان ما انتشرت في عموم اليابان وسببت هلعا ورعبا كبيرا في أوج انتشارها في سبعينيات القرن الماضي خصوصا بعد انتشار قصص عن وقوع حوادث حقيقية للأطفال على يد تلك السيدة المخيفة حتى أن بعض المدارس في حينها لم تعد تسمح للأطفال أن يعودوا لمنازلهم بعد الدوام إلا إذا رافقهم شخص كبير السن .." .
اسطورة ( الغرفة الحمراء )
أسطورة الغرفة الحمراء ليست قديمة فهي ترتبط بالانترنت ،"... وهي تتحدث عن نافذة إعلانية تظهر فجأة أثناء تصفحك للانترنت هذه النافذة تحتوي على صورة فيها غرفة حمراء أو خلفية حمراء مصحوبة بصوت غريب يسألك : هل تحب ..؟ .
فإذا قمت بإغلاق هذه النافذة فإنها ستظهر مجددا وهذه المرة سيأتي الصوت مجددا ليكمل عبارته السابقة : هل تحب الغرفة الحمراء.... ؟ فإذا ضغطت مرة أخرى لإغلاقها ستظهر لك قائمة أسماء وسيكون اسمك بينها وسيكون هذا آخر ما تراه في حياتك... !
يقال أن كل من ظهرت لهم هذه النافذة عثر عليهم ميتين وقد تلطخت جدران حجراتهم بدمائهم .
هذه الأسطورة ظهرت لأول مرة في ( الانمى ) أو الرسوم المتحركة اليابانية حيث ظهرت النافذة لفتى مصحوبة بصوت فتاة صغيرة تعيد نفس السؤال مرارا : هل تحب اللون الأحمر ؟ و برغم محاولة الفتى إيقاف الصوت لكنه لم يتوقف ثم شعر بشيء خلفه و عثروا عليه ميتا في اليوم التالي بعد أن تلونت جدران غرفته بدمائه الحمراء .
طبعا قد تظن عزيزي القارئ بأنها مجرد أسطورة او حكاية خرافية لكن في الأول من يونيو 2004 في مدينة ساسيبو بمحافظة نجاساكى وقعت حادثة عرفت بأسم واقعة ساسيبو هزت اليابان بأسرها لغرابتها حيث تعرضت تلميذة في الثانية عشرة من عمرها تدعى ساتومى ميتاراى للقتل على يد زميلتها نيفادا ذات الأحد عشر عاما فقط !! .. الحادثة وقعت في المدرسة الثانوية خلال فترة استراحة الغذاء حيث قامت نيفادا بذبح زميلتها وقطع ذراعها بالسكين بدون شفقة حتى الموت ! .. لماذا ؟ .. بسبب تعليق صغير كتبته ميتاراى على النت سخرت فيه من نيفادا مما أغضبها ودفعها لقتلها وحين قبضوا عليها لم تقل سوى عبارة واحدة : أنا آسفة ...
المثير في القضية هو أن المحققين عثروا على موقع انمي الغرفة الحمراءفي حاسوب نيفادا ويعتقد البعض بأنه هذا الموقع كان له تأثير شيطاني على الفتاة ، فالأطفال عادة يقلدون ما يشاهدونه." .
اسطورة ( لعنة حديقة اينوكاشيرا )
"...حديقة اينوكاشيرا فى طوكيو مكان جميل .. حيث الأشجار و الزهور و زقزقة الطيور .. انه حقا مكان رائع للأحباء فإذا كنت ستصطحب خطيبتك أو صديقتك إلى هناك فحتما ستستمتعان كثيرا .. لكن .. ابتعدوا عن البركة الموجودة في الحديقة ! .. لكي لا يتبخر الحب بينكما ! .. حسب المعتقدات الشعبية السائدة في اليابان فأن تأجير مركب صغير و التجديف في مياه تلك البركة سوف يؤدي لنهاية الحب والغرام بين الأحبة والعشاق .. وأصل الأسطورة يرجع إلى "بينزايتين" وهو الاسم الياباني للربة الهندوسية ساراسواتى انتقلت عبادتها إلى اليابان بين القرنين السادس والثامن الميلادي عن طريق الترجمات الصينية التي تتحدث عنها .. بينزايتين هي ربة كل ما يتدفق .. كالمياه .. والكلمات .. و البلاغة .. والموسيقى .. و المعرفة .. و يقال بأنها كانت تتابع البحيرات و البرك و تشعر بالغيرة من العشاق الذين يركبون المراكب فيها و لهذا قامت بلعن كل زوجين يأخذون جولة في بركتها في حديقة اينوكاشيرا فبعد التجديف فيها يصيبهما سوء الحظ و تنتهي العلاقة بينهما" .
اسطورة ( الأعمدة البشرية)
التضحية البشرية مورست منذ أن وجد الإنسان طريقه على هذه الأرض ، و اختلفت مفاهيمها و أساليبها بين الشعوب المختلفة . ففي الاسطورة ( الاشورية )تم تضحية بحياة اول انسان قدم الى موقع بناء جسر( دلال) المعروف في مدينة (زاخو) العراقية ، اذ تقول الاسطورة بان كلما كانو اهل القرية يبنون الجسر يجدونه في الصباح منهار ، فحلم ذات يوم جميع هل القرية بحلم ذاته ، مفاده بان الجسر لن يكتمل بنيانه ما لم يقدموا نذارا حيا يتقدم الى موقع العمل قبل اكتمال الجسر فيدفنونه في طاق الجسر ، وعندما استمعوا اهل القرية الى ما تم روايته من قبل افراد عددين من اهل القرية تم بالاجماع على ان يتم تقديم اول روح تتقدم الى موقع الجسر ، وصادف العمال بان بعد ان وصلوا ليضعوا الحجر الاخير وبعد ان اخذوا يراقبون الطريق من يتقدم أليهم ، اذ وجدوا بان فتاة كان اسمها ( دلال )وكانت في غاية الجمال برفقها كلب اسود تتقدم لاحضارالاكل لوالدها فنادوها بان تتاخر ليتقدم الكلب ولكن الكلب تاخر، ولم تفهم الفتاة ماذا كانو يريدون منها ، وحينما وصلت الفتاة تم دفنها في قنطرة الجسر وسموا الجس باسمها ( دلال ) وما زال الجسر يحمل اسمها الى يومنا هذا في مدينة زاخو العراقية .
وفي مصر القديمة كذلك كان يتم التضحية بالجميلات في نهر النيل لدرء الفيضان بينما في اليابان "...كان يتم استخدام الأجساد البشرية لبناء القلاع و الجسور و السدود فهناك الكثير من المباني في اليابان عثر فيها على عظام آدمية تعود إلي أشخاص جرى قتلهم و استغلال أجسادهم في البناء و تستند تلك التضحيات لمعتقدات قديمة تؤمن بأن التضحية بالبشر واستخدام أجسادهم في البناء سيحقق بنية قوية و دوام و استمرار لتلك الأبنية المشيدة على الأشلاء البشرية .
ولعل أشهر الأبنية التي يعتقد بأنها شيدت بالأجساد البشرية هي قلعة ماتسوى الواقعة في محافظة شيمانى اليابانية و التي تم بنائها في القرن السابع عشر . فبسبب انهيار أجزاء من القلعة أثناء تشييدها و اقتناعا منهم بأن الأجساد البشرية ستساعد في تقوية دعائم تلك القلعة قام البناة بالبحث عن شخص مناسب في الحشود خلال مهرجان بون المحلي و اختاروا شابة جميلة كانت تقوم بعرض مهاراتها الرائعة في الرقص خطفوها وقتلوها ثم قاموا باستخدام جسدها في بناء الجدار و أكملوا بناء القلعة بدون حوادث تعيقهم . و يبدو أن روح تلك الراقصة قد عادت بعد إكمال البناء و سكنت القلعة ولهذا حسبما تقول الأسطورة فأن هيكل القلعة يهتز كلما رقصت فتاة في الشارع القريب من القلعة لهذا أصدرت الحكومة قانونا يمنع الرقص في ذلك الشارع ! ".

اساطير من الصين
اسطورة ( ارجل الثعبان)
الثعبان الصيني بأرجل زائدة مفادها "... انه في دويلة تشو وفي عصر الربيع والخريف والدويلات المتحاربة كان هناك نبيلا يهب دائما آنية من الخمر لاتباعه، لكنهم كانوا يرون ان آنية الخمر لا تكفيهم جميعا، لذلك، قرروا اجراء مسابقة لرسم ثعبان على الارض، والفائز من هذه المسابقة يشرب الخمر.
وكان هناك شخص من بينهم استطاع رسم الثعبان بسرعة، لكنه كان مغرورا وواصل رسم الثعبان واضاف عدة ارجل الى الثعبان،
في هذا الحين أتم شخص آخر رسم الثعبان، واختطف آنية الخمر من يد الشخص الاول قائلا:"ليس للثعبان اصلا ارجل، فلماذا اضفت له ارجل؟" ثم شرب الخمر بسرعة، وهكذا خسر الشخص الاول الفوز بالخمر،
وتترجم هذه الحكاية لنا حكمة وهى انه اذا قمنا بعمل فعلينا ان نكمله بوعي وثبات، ونحافظ على اليقظة التامة حينما نحرز النصر والنجاح لتفادي الفشل...".


اسطورة (حجر خه)
تقول الاسطورة "...بان شخص يدعى بيان خه عثرعلى حجر كريم يشم خام في جبل تشو شان بدويلة تشو، حمله بكل فرح الى الملك لي وهنا طلب الملك من حرفي متخصص تقييم هذا الحجر الكريم، لكن الحرفي قال انه حجر عادي، لذلك، اعتبر الملك لي بيان خه مخادعا وكذاب، وامر بقطع رجله اليسرى.
جاء بعد ذلك الملك وتولى عرش دويلة تشو بعد وفاة الملك لي، وحمل بيان خه هذا الحجر الكريم الى الملك (وو) الذى طلب بدوره من حرفي متخصص تقييمه، حيث قال الحرفي انه حجر عادي مثل المرة السابقة، واعتبر الملك (وو) كذلك ان بيان خه مخادع وكذاب، وامر بقطع رجله اليمنى.
توالى بعد ذلك على العرش الملك ون بعد وفاة الملك وو، وذهب بيان خه الى اسفل جبل تشو شان وظل يبكى ثلاثة ايام ليلا نهارا وهو يحتضن الحجر، حتى تقيأ الدم من الحزن، سمع الملك ون عن هذا الامر، وامر شخص ان يذهب ويقول لبيان خه: هناك عدد كبير من الناس قطعت ارجلهم، فلماذا تحزن وتبكى هكذا؟ اجاب بيان خه: "انا حزين ليس بسبب قطع رجلي، وانما لان هناك من يقول ان الحجر الكريم هذا هو حجر عادي، ويعتبر الصادق مخادعا، ان هذا سبب حزني الحقيقي...! لذلك، امر الملك ون متخصصين بتشكيل الحجر، ووجد فعلا انه حجر كريم ونادر جدا في نهاية الامر، واطلق عليه اسم (حجر خه الكريم)...." .

اساطير من الهند
اسطورة ( الأخيري )
الاخيرى هو "...مرض في الهند يصيب الأطفال من جراء تعرضهم لشبح فتاة صغيرة تقول الأسطورة إنها تعيش فوق قمم الجبال لكنها تهبط إلى الوديان أثناء الليل لتفعل كل أنواع الشرور كما ورد في الفولكلور الهندي . والأخيري لا يصيب من يرتدون ملابس حمراء ولهذا يحرص كثير من الآباء الهنود على ربط خيط قرمزي حول أعناق أطفالهم لوقايتهم من هذا المرض وعند اعتلال صحة الأطفال يقال إن الأخيري ألقى عليهم بظله.." .






اساطير من ماليزيا
اسطورة (آديري)

اديرى ".... أرض الموتى في الأسطورة الماليزية . ولا تختلف الحياة عليها عن الحياة على ظهر الأرض وإن كانت أيسر ، وكانت آديري في الأصل أرضاً جدبة لا يسكنها إلا رجل يدعى ( آديري ) وابنته ( ديريفو ) ، وتقول الأسطورة أن آديري استطاع أن يشعل النار عن طريق حك أسنانه في الخشب ثم بنى بيتاً طوله بضعة أميال أصبح مقراً للموتى بعد ذلك" .



اسطورة (الرجل الذئب)
تحكي الأسطورة أنه "....رجل لديه القدرة على اتخاذ شكل ذئب . وعندما يتحول هذا الرجل إلى ذئب ينطلق ليلاً لينقض على من يوقعه سوء حظه في طريقه ويلتهم لحمه، وتضيف الأسطورة أن الرجل الذئب يتحول إلى بشر مرة أخرى عند طلوع الفجر ويفعل ذلك بخلع جلد الذئب واخفائه، وإذا أخفى هذا الجلد في مكان بارد فإنه يظل يرتعد طوال اليوم، وإذا عثر على الجلد أحد وأحرقه فإن الرجل الذئب يموت على الفور ، وفي المعتقدات الشعبية يصبح الرجل ذئباً إن تمنطق بحزام مصنوع من جلد الذئب ، ويعتقد في ألمانيا أن حزاماً يصنع من جلد انسان مات شنقاً يؤدي نفس النتيجة ، وقد عرفت جميع الشعوب القديمة هذه الأسطورة وفي المناطق التي لا تعيش فيها ذئاب يتخذ الرجل الذئب أشكال حيوانات أخرى مفترسة ، وهكذا نجد الرجل النمر والرجل التمساح والرجل الدب ، وفي بلاد اليونان يعتقد أن الرجل الذئب يصبح مصاصاً للدماء بعد موته ودفنه.." .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف و تأملات في فن الحداثة الشعرية
- هنا دمشق
- مخاطر تجنيد النساء في المنظمات الارهابية
- شعبي .. شعب العراق
- سوق السبايا في العراق
- النهر الثالث
- حب لا يسمح طبعه في العراق
- بغداد
- اليسار، ما له وما عليه
- داعش تزحف نحو القرى الأشورية وهم يناشدون الأمم المتحدة
- ليطلع داعش ومن لف لفهم على وثيقة الرسول محمد (ص) للنصارى، وع ...
- تنظيم داعش الارهابي يطارد اشوريو نينوى و يخلي المدينة من وجو ...
- اه يا عراق... الدماء فيك صار نهر ثالث...!
- الخندق الانتحاري في العراق
- يا وطن متعب انا بشرقيتي
- اين وطني من هذا الوطن.....!
- انا العراق
- في الذكرى المئوية لحرب العالمية الاولى وعدم الاكتراث بمصير ا ...
- تاملات في مائة عام من العزلة
- فواد الكنجي ، دراسات ومختارات شعرية


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - اساطير