أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط














المزيد.....

هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى بداية التسعينيات كنت أستاذاً زائراً فى دراسات مابعد الدكتوراة بجامعة كاليفورنيا – سان دييجو، واحدة من أكبر وأهم جامعات الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وفى إطار برنامج هيئة "فولبرايت" الأمريكية كان على أن أجتاز دورة تدريبية فى إدارة الجامعات، والمؤسسات العلمية ومراكز التميز والبحث العلمى، وكان الأستاذ المحاضر من "واشنطون دى سى" واحداً من كبار الخبراء الأمريكيين فى علوم الإدارة وكان مستشاراً للدولة والهيئات العالمية، ولما عرف بوجودى وقرأ التقارير التى رشحتنى لمثل هذه الدورة المتقدمة، التفت إلى مرحباً وقرأ على الزملاء الأمريكيين بعض ماجاء فى تقارير الأداء والتاريخ العلمى والوظيفى الخاص بى، وقال: هل ترون أنه عالم متميز وباحث جاد وإدارى واعد، فقالوا بالتأكيد، ومع كلماته الباسمة الضاحكة قال لذلك أتنبأ له إن استمر فى الولايات المتحدة الأمريكية بمستقبل رائع ومهم أما لو عاد إلى بلاده فلن يكون له أى نصيب فى تولى مسئوليات كبرى تؤهله لها قدراته وخبراته وأعماله، ذلك أنهم فى مصر لهم معايير مختلفة فى الاستوظاف والاستوزارأ، أولها أن يكون Incompetent أى غير مؤهل وغير كفؤ. ضحكت كما فعل الجميع، لكنه كان ضحكاً كالبكاء. تكلمت كثيراً عن أسباب هذه الظاهرة فى بلادى ورغم إقرارى أنها جميعاً غير مقنعة، إلا أننى أشعر ومعى كثيرين من جيلى يرفضون هذا ويصرون على تغييره لأنه ليس فى صالح الوطن من شئ أن يسند الأمر إلى غير أهله، وأن تستمر هذه السياسات الخرقاء قصيرة النظر، إذ تفضل بعض الجهات والأجهزة غير الأكفاء وأنصاف المؤهلين وكل العاطلين عن الموهبة، ظناً منهم أن هؤلاء "الميديوكر" أسهل قياداً من غيرهم وأضعف من أن يتخذوا قراراً دون العودة لمن يصرون على إدارة كل مصالح الوطن من وراء ستار لضمان تنفذهم وتحكمهم وبقائهم.
تذكرت هذا بينما أطالع مقال د. هانى سرى الدين فى الأخبار الخميس الماضى تحت عنوان" جيل الوسط المفترى عليه" حيث كتب: "إن رؤساء وزراء مصر الستة الذين تعاقبوا علي المنصب منذ ثورة 25 يناير تجاوزت أعمارهم باستثناء وحيد حاجز الخمسة وستين عاماً.. وأتساءل أين دور جيل الوسط في تولي المناصب التنفيذية والقيادية بأجهزة الدولة، وتمثيلها في المحافل الدولية الذين تتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسة وخمسين ... للأسف سقطوا من الحساب علي الرغم من أن هذا الجيل في معظم دول العالم هوجيل القيادة لأنه يجمع بين الخبرة والقدرة علي مواكبة التغييرات والعطاء، أنظروا إلي فرنسا، إنجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، المكسيك، والإمارات. لا أحد (يقصد فى بلادنا) يتحدث عن هذا الجيل أودوره، وكأنه سقط من حسابات الجميع بالمخالفة للمنطق وطبائع الأمور". هذا ماكتبه سرى الدين وأضاف: "يا سادة يا كرام في مصر كفاءات قيادية من جيل الوسط لا حصر لها لا تخنقوها، ولا تصدقوا مقولة أن هناك أزمة كفاءات فهذه أكذوبة بمعني الكلمة، ابحثوا عنهم بجدية وستجدونهم في كل مكان. راجعوا القيادات الصحفية الناجحة الأن، وانظروا الي القيادات المصرفية ممن حققوا طفرات للوطن وانظروا إلي الرؤساء التنفيذين بالشركات العالمية ستجدونهم جميعاً من أبناء جيل الوسط فلماذا لا نلجأ الي هذا الجيل لتطوير الجهاز الحكومي، انظروا كذلك إلي العالم حولكم وستدركون أننا أمة عجوزة في الفكر آن لها ان تنفض عنها التصلب والجمود، فلا إصلاح بدون إعداد جيل الشباب وتحضيره لتولي المسئولية من خلال تكافؤ الفرص والتدريب والتأهيل الإداري والسياسي الحقيقي، ولكن يجب تمكين جيل الوسط لتحمل المسئولية التنفيذية فهذا قدره، ولا يمكن الاستغناء عن جيل الحكماء لبناء المستقبل ولكن ينتقل دورهم كأصل عام من الدور التنفيذي إلي الدور الإستشاري، فهذه هي سنة الحياة، وهذا هونهج الأمم الناهضة.
هانى سرى الدين رجل صاحب فكر منهجى، اتفق أو اختلف معه لكنه كفاءة تهدر كمثل كثيرين غيره من القادرين والمؤهلين للتفكير والتخطيط الاستراتيجى والإدارة، لكنه رجل لايزال بريئاً ينظر للأمور بمنطق مثالى فيبدو كمن يحاول المستحيل مع اللاهين فى مؤسساتنا الكبرى الذين يستبعدون أمثاله لكفاءتهم وقدراتهم لالشئ إلا أنهم يطلبون للإستوظاف والاستوزار "الميديوكر" فهم أسهل قياداً حتى لو جاء ذلك على حساب مصالح الوطن العليا وقدراته المؤسسية. وهانى سرى الدين ليس وحده من يحاصر ويستبعد عن عمد، وقد كان قريباً من الحملة الرئاسية للمشير عبدالفتاح السيسى، وكان معه أيضاً كفاءات نادرة فى نفس الحملة مثل دكتور حازم عبدالعظيم خبير تكنولوجيا المعلومات الدولى، ود. عبدالله المغازى المتحدث الرسمى باسم الحملة، الذين استبعدا بعدها، وكأن المطلوب ألا يكونوا جميعاً حول الرئيس رغم كفائتهم، وكأن عادة الدولة المصرية أن تعزل الرئيس عن الكفاءات لتضعه دائماً تحت سيطرة وتحكم الأجهزة حتى لو جاءت ترشيحاتها على نفس معايير الـ incompetence التى تحدث عنها معى أستاذ الإدارة الأمريكية.
ولازلت أذكر ماكتبه قبل الثورة المفكر الكبير د. مصطفى الفقى عن جيل الوسط الذى وضع فى الطابق المسحور حيث لايتوقف عنده مصعد السلطة أبداً.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا
- عندما صفق الأمريكان لمصر والسيسى فى كازابلانكا 1/2
- إنها الجمهورية الرابعة ياطارق
- إعادة إعتبار المحكمة الدستورية
- ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت
- بين السيسى وحمدين - الانتخابات الرئاسية على مائدة نصر القفاص


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط