أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!














المزيد.....

خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثار خطاب نائب الرئيس الأمريكي الذي القاه في جامعة هارفرد قبل أيام ضجة سياسية كبيرة. لقد تناول في هذا الخطاب قضايا تخص منطقة الشرق الأوسط. كانت ردود تركيا وبعض من حلفاء أمريكا شديدة على هذا الخطاب مما اضطره الى الاعتذار من اردوغان ومن حلفاء أمريكا المعنية بهذا الصدد.
لقد تحدث بما نصه ""الأتراك أصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والمقيمون في الإمارات العربية المتحدة وغيرها، لكن همهم الوحيد كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، لذلك شنوا حرباً بالوكالة بين السنة والشيعة، وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كل الذين يقبلون بمقاتلة الأسد".
انها محاولة رخيصة لالقاء أمريكا المتخبطة المسؤولية على حلفائها والتملص من المسؤولية السياسية والأدبية لعواقب الوضعية الراهنة والدور الأمريكي في خلقها. انه يريد ان يخلي عن كاهله مسؤولية الدماء واراقة الدماء الجارية منذ مايقارب 3 سنوات في سوريا، وبالأخص المجازر المرتكبة اخيراً بحق الأبرياء في مناطق واسعة من العراق وسوريا. ان كان بايدن يمتلك ادنى حدود الشجاعة السياسية لما القى الامر على كاهل حلفائه. كما لو انهم لم يسهموا في خلق هذه الوضعية اولاً ولم يدعموا القوى والأطراف المليشياتية المجرمة من أمثال داعش والنصرة وغيرها بالمال والسلاح!
ماذا يريد ان يقول السيد بايدن للناس؟! اينشد تلميع وجه أمريكا وصورتها؟! ايحتاج احد ان يذكره بدور أمريكا المخرب خلال مايقارب ستة عقود؟! أ بعيد على أمريكا ان تدعم هذه القوى وهي التي خلقت تنظيم القاعدة ومدته بالمال والسلاح واوكلت مهمة رعاية مثل هذه المنظمات الى حلفائها في الخليج لمواجهة غريمها، الكتلة الشرقية، ابان الحرب الباردة، ابان الصراع بين كتلتي الشرق والغرب من اجل إعادة تقسيم العالم والهيمنة على العالم؟! أ يحتاج احد ان يذكر السيد بايدن بما قامت به أمريكا في دعمها لإسرائيل واحتلالها لفلسطين لمايقارب سبعة عقود وهي التي لازالت تضع العوائق تلو العوائق بوجه خلاص جماهير فلسطين من هذا الاحتلال وإرساء دولة فلسطين متساوية الحقوق مع إسرائيل؟! أ ايحتاج احد ان يذكره بدعم الانقلابات الدموية في شيلي واندنونسيا و دعم الجنرالات المجرمين المخضبة اياديهم بدماء اشرف الناس في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق اسيا وافريقيا وادارت حروباً بالوكالة ضد أي أنظمة تتعارض مع نهج أمريكا كدعم إرهابيي "الكونترا" ضد الحكومة الساندينية في نيكاراغوا، في ثمانينيات القرن الماضي، وتمويلها مع جماعات إرهابية أخرى، وتمويل انقلابات، بصفقات بين واشنطن وعصابات المخدرات.ام يحتاج لان يذكره بدعم الطغم الراسمالية الرجعية في المنطقة واجرامها واستهتارها بابسط الحقوق والحريات؟! ناهيك عن حربها على العراق والحصار الاقتصادي الجائر الذي راح ضحيته اكثر من مليون انسان معظمهم من الأطفال؟! ان أراد اخلاء كاهله عما يجري الان في المنطقة، فكيف يستطيع ان يخلي كاهله عن هذا السجل القبيح والمليء بابشع الاحداث واكثرها دموية ؟!!

انه حديث مرائي الى ابعد الحدود. مراوغة لابعاد التهمة عن النفس. انه يريد ان يخلي كاهله من مسؤولية مايجري في سوريا والعراق اليوم. انه يريد ان يقول ان هذه الدماء هي جراء سياسات حلفاءنا و لا ربط لها بنا.
الادهى من هذا ان يدعوا البعض من ضيقي الأفق كثيرا أمريكا الى "مراجعة اخطائها" وتعاملها مع قضايا المنطقة! كما لو ان الامر يتعلق باخطاء. كما لو ان السادة الليبراليين المتعلمين قد أوكلت لهم مهمة ان يكونوا مستشارين مجانيين اذلاء للمصالح الامريكية. كما لو ان أمريكا في عوز من حيث المستشارين والمعلومات وتحليل المعلومات في عصر الثورة التكنولوجية والمعلوماتية. ليس الامر بخطأ او أخطاء. ان أمريكا على استعداد لتنحر الملايين من اجل مصالحها بالهيمنة والتسلط وادامة دور الشرطي الذي على العالم ان ينصاع له. انها لا تتورع عن ارتكاب المجازر أينما ومتى ما اقتضت مصالحها الاستراتيجية.

ان ذاكرة التاريخ ليست قصيرة. وهذا السجل الاجرامي قد دوّن في تاريخ الإنسانية المعاصرة، وللأسف، بحبر من دماء وآهات وصراخ وعويل ملايين الضحايا من الأبرياء ودعاة الحرية والمساواة. وستحاكم البشرية حين تفرض ارادتها وتمسك زمام أمور المجتمعات بايديها هذا التاريخ الموغل بالوحشية والبشاعة، وستكون حكومة السيد بايدن وامثالها على راس قائمة المدانين.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!