|
- السهرات الإسطنبولية -
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 17:43
المحور:
كتابات ساخرة
( غادرَ التاجِر الكبير ، أقليم كُردستان ، مُتوجهاً الى تُركيا .. لتوقيع العقود المُهّمة مع الشركات التركية ، والتي ستدُرُ على الجانبَين ولا سيما الجانب التركي ، أرباحاً طائلة . وبعد إنتهاء مراسم التوقيع .. عَرَضتْ عليهِ إحدى المنتسبات للشركة التُركِية " بتواطؤٍ وتوجيهٍ من رئيس الشركة " ، وكانتْ بارعة الجمال ، أن يُكمِل سهرتهُ معها في شُقتِهِ ، في ليلتهِ الأخيرة.. وهذا ماكان ينتظره بِتلَهُف ، فوافقَ على الفَور . في الطريق ، قالتْ لهُ : .. هل تُريد سهرة عراقية أم سهرةً إسطنبولية ؟ .. فسألها : وما هو الفرق بينهما ؟ أجابتْ : السهرة العراقية ، تقتصرُ على مُمارسة الجنس بسُرعة وخشونة وينتهي الأمر . أما الإسطنبولية ، فتشمُل الرقص والغناء والإغراء والدَلَع .. الخ . فقالَ : أريدها سهرة إسطنبولية ! . بعد ان جّهزتْ المائدة العامرة بالويسكي وأنواع المّزات ، إرتدتْ بدلة رَقص شفافة ، وشّغلتْ المُسّجِل .. وبدأتْ تتمايل وتتغنج .. وتُناوله بين الحين والحين ، قدحهُ الذي يكرعه مُنتشياً .. وضعتْ خلسة قرصا مُنّوماً في المشروب .. وما أن إنقضتْ ساعة ، حتى كانَ قد فقدَ الوعي من دون أن " يفعل " شيئاً، وسقطَ رأسهُ على المائدة وإصطبغ جبينه بمحتويات صحون المّزات . غادرتْ الفتاة بهدوء وتركته هناك . في الصباح الباكر ، إستيقظ مع صداعٍ قَوي .. وإستطاع بالكاد ان يصل الى موعد الطائرة . لاعناً أبو " الطريقة الإسطنبولية " ، فبدلاً من تمتُعِهِ بليلةٍ حمراء ، كما كان يتمنى ، فأنه قضى ليلتهُ نائماً ورأسه في صحون المّزة ، وفوق ذلك فأنهم قاموا بتصويرهِ كاملاً ، من اجل إبتزازه لاحقاً ! ) . ................................ كما يبدو ، فأن العقود والإتفاقيات المُبرَمة ، بين أقليم كردستان والحكومة التركية والشركات التركية .. في مجالات التجارة والنفط والغاز والأمن وغيرها .. ليستْ بعيدة كثيراً ، عن مثال التاجر أعلاه . فتُركيا " الصديقة الصدوق " ، لم تُحّرِك ساكناً ، حين إحتلتْ داعش مدينة تلعفر ومن ثُم سنجار.. وبعد سقوط مخمور بيد الإرهاب ، هّبَ العالم لِمُساعدة الأقليم ، عسكريا ولوجستياً .. إلا تُركيا ، فقالتْ أنها لن تُشارِك في قصف دولة الخلافة الإسلامية ! . وحتى أموال نفط الأقليم المُباع من خلال تركيا ، توضَع في بنكٍ تُركي ، وهنالك الكثير من العراقيل ، في وجه تحويلها الى الأقليم . البرلمان التركي ( شاذاً عن جميع برلمانات العالم ) ، يصدر قراراً بالتدخل العسكري في كُل من سوريا والعراق ، بحجة مُحاربة [ الإرهاب ] .. وتركيا ، تعني بالإرهاب : حزب العمال وحزب الإتحاد الديمقراطي ، ولا تعني داعش في الحقيقة . مئات الشركات التركية المختلفة ، منتشرة في الأقليم ، بعمالها ومهندسيها .. ولقد إستطاعتْ تُركيا ، خلال العشرين سنة الماضية ( بِسوء تصّرُف سياسيينا وغفلتهم وتواطؤهم ) ، من تحويل إقتصاد الأقليم ، الى مُجّرَد تابعٍ لتُركيا .. وجعل شعب الأقليم ، شعباً مُستهلكاً بإمتياز ، غير مُنتِج إتكالي . ولأننا أصبحنا كذلك ، ولأن قادتنا إرتضوا بهذه السياسة .. فأننا نُواجِه الأزمات المتلاحقة واحدةً أثر أخرى . ومن تداعيات ( هذه العلاقة الإشكالية : علاقة الأقليم بتُركيا ) .. تدهور العلاقات مع بغداد . في حين كان من الأصح ان نتمسك بعلاقات جيدة مع الحكومة الإتحادية ، ونُطورها .. ونُذّلِل الصعوبات والمشاكِل .. لأن طريق ( دولة كردستان ) المُستقبلية ، يَمُر من بغداد وليس من أنقرة او طهران . علينا التفاهُم مع عرب العراق ، بالتراضي وبتبادُل المصالح المشتركة ، وبالإتفاق على خارطة طريق إستراتيجية ، لمستقبل العراق وكردستان . ....................... ان النظام التركي ، يدرك نواقصنا وأمراضنا النفسية .. ويزرع الأمل في نفوسنا ، في كُل عَقدٍ أو إتفاق .. بأننا سنقضي " سهرةً إسطنبولية رائعة " بعد التوقيع .. ثم نكتشف بأننا نُوِمْنا وفقدنا الوعي ، بدون ان نفعل أي شئ !. لو كُنا قنعنا ب " سهرةٍ عراقية " ، رغم خشونتها وإبتذالها .. لكانَ أفضل كثيراً من السهرات الإسطنبولية المُخادِعة . واللهُ أعلَم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاثة رسائل من كوباني
-
- أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -
-
اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
-
- اُمَة مُحّمَد كُلّها تُسّلِم عليك -
-
قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
-
تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
-
بينَ وادِيَين
-
المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
-
- كوبانى - تحتَ النار
-
العَرَب السُنّة الموصلليين
-
( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
-
الهاتف النّقال
-
أكسير الصراحة
-
عُقداء وعُمداء
-
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
-
حذاري من الإنزلاق !
-
تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
المزيد.....
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|