عبدالله من سلفي متشدد لملحد !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بداية صديقي القارئ الكريم والعزيز أنصح لمعرفة تفاصيل مهمة عن شخصية موضوعنا هذا بكتاب من أصولي إلى ملحد ، قصة إنشقاق عبدالله القصيمي ومؤلفه الدكتور الألماني يورغن فازلا ، وهو بالأصل رسالة وأطروحة لنيل شهادة الدكتوراة ، والكتاب مترجم للغات شتى ومنها العربية ، ويمكن بسهولة ومجانا تحميله عبر الإنترنت ، أيضا مؤلفات الإستاذ عبدالله القصيمي بعضها موجود في الإنترنت ، والاستاذ القصيمي ولد في قرية صغيرة تسمى خب الحلوة قريبة من مدينة بريدة في منطقة القصيم ولقب بالقصيمي لأن لهجته كانت قصيمية صرفة واشتهر بهذا اللقب حتى مماته وكانت كتبه ومؤلفاته ترسم باسم عبدالله القصيمي ، تنقل في صباه بين مناطق ودول طلبا للعلم والمعرفة وبلغ أوج شهرته ومجده وهو لازال صغيرا يافعا بسبب حماسه الشديد للدعوة الوهابية السلفية كما يسميها أربابها ومريدوها ، ولأنه ألف في مطلع شبابه عدة كتب يهاجم الأخوة الشيعة ويقدح بمعتقدهم بذات نهج ابن تيمية وابن عبدالوهاب فحظي برعاية مشائخ عصره لدرجة أن بعض العلماء الوهابيين الكبار قدموه مع مؤلفه إياه في نقد الشيعة للملك عبدالعزيز وقالوا بكتابه هذا قدم مهر الجنة !!! - طبعا طالما الشخص تابع ومدافع فهو من أهل جنتهم !! ماعلينا ، حينها تم على حساب الحكومة ابتعاثه للأزهر في مصر لمواصلة تعليمه ، وفي أثناء دراسته ولم يمض وقت طويل عليها ألف كتابا بالرد على أحد العلماء المصريين واتهمه بالشرك وغيره ! فتم فصله من الجامعة !!- أنا تم فصلي أيضا لكن للعكس منه أنذاك ! ماعلينا ، لم يسلم الأزهر من نقد القصيمي ردحا من الزمن ثم هاجم العلمانيين والتنويريين وغيرهم ، لكن ومع اشتداد الحركة التنويرية وقيام بعض الإسلاميين أنفسهم بنقد الإسلام ومناقشة أسباب تخلف المسلمين تخلى في خطوة أولية الاستاذ عبدالله القصيمي عن تشدده وسلفيته وبدأ يدرس الإسلام بنظرة أكثر موضوعية ومهنية وحيادية - لاشك عندي أن آفة التعصب لكل موروث هي بلاؤنا الوحيد لكن ماعلينا ، - ألف سنة 1940 كتابه المسمى : لماذا ذل المسلمون ؟! ، صحيح أن الرجل لم ينقلب بعد على كل سلفيته ناهيك عن إسلامه ! إلا أنه انتقد كل صور حياة المسلمين وتخلفهم وعلل ذلك من منظوره هو ، لكن بعد سنوات من البحث والدراسة فجر قنبلته بكتاب مطبوع حمل اسم : هذه هي الأغلال سنة 1946 ، بعده بدأ القصيمي مرحلة جديدة من المخاصمة والمقاطعة لكل ما هو ديني ، وبدأت العلمانية تشق دربها بمعيته وبمؤلفاته حتى مماته ، الرجل له كتب جريئة مطبوعة وصعب على من هو بوضعي أن يورد ولو سطرا واحدا منها ولعلك صديقي القارئ الكريم والعزيز تعرف العلة ولا تجهل الملة !! وأود أن أشير لأمر مهم يتجاهله الكثير : علل إلحاد الكثيرين يصعب ذكرها في بيئتنا العربية لاسيما في الخليج لأسباب معروفة ولاحظ الاستاذ القصيمي مكث ست سنوات بين تركه للتعصب لسلفيته دون ترك لها بالمجمل وبين تأليفه لكتاب الأغلال وكانت سنوات كافية ليكتشف ما اعتقده سببا كافيا لإلحاده والذي ظهر وتجلى مبكرا بكتابه هذه هي الأغلال ! وسيرة الرجل تستحق التفصيل لكن لدي موانعي ! وأنا شخصيا قمت بتأليف وكتابة بحث عنه معمق بأكثر من خمسمئة صفحة تناولت قصته وإلحاده ومؤلفاته لكن حتى اللحظة أنتظر من يقوم بطبعه ونشره .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات