عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 21:46
المحور:
الادب والفن
لا بأس عليك .
لستَ أوّلَ طفلٍ يُداهِمُهُ وجعُ الفُقدان
و يشيخُ كما النخلِ
فلا تعودُ رائحةُ الطَلْعِ تجوبُ الدروبَ
ما بينَ وجهكَ
والمدينة .
لا بأسَ عليك .
فأنتَ لم تتعوّدِ الغُفرانَ يوماً
لتَغْفِرْ .
أنتَ الذي لم تنَل الغفران يوماً
حتّى من الريح .
أنتَ الذي لم يغفِرْ لكَ الذاهبونَ إلى الصُبْحِ
ولا القادمونَ من الليلِ
فعافوكَ وحيداً
مع شيءٍ من الرائحةِ في سريرك اليابس
و شمعةٍ رطبةٍ في روحك الباردة .
لا بأس عليك .
فأنتَ الذي أخترْتَ .. أن تكونَ كما أنتْ .
أنْ تبقى صغيراً
يبيعونَ لكَ الوهمَ مثل طفلٍ يتيم
وهُم يكبُرون .
وعندما يعودونَ صغاراً
يسرقونَ منكَ لُعَبَكَ المُخبّأة
في صندوق الأحلام العظيم .
تلك اللُعَبُ التي مات أبوك
ولم يعُدْ يوماً إلى البيت
وفي يدهِ لُعبةً واحدة .
أبوكَ الذي كان قلبهُ الفارغ
يحلمُ بها مِثْلُك .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟