أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر














المزيد.....

وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى ولو أخطأت أو قصرت ذاكرة الدولة المؤسسية، فإن ذاكرة الأمة كانت دائماً قادرة على التصحيح والتصويب ووضع الأمور فى نصابها، وهذا ماحدث على مدار سنوات طويلة مع ثورة يوليو وجمال عبدالناصر، ورغم كل محاولات التغييب والاغتيال المعنوى وتشويه التجربة وتطويع التاريخ، ظل الرجل حاضراً بعد الرحيل فكرة ملهمة للمقاومة والوطنية، ومشروعاً للعدالة الإجتماعية والإستقلال والحرية والنهضة، وأفقاً رحيباً للدراسة والوعى والنهج، وتجربة تستفيد بمعطيات عصرها لتخاطب المستقبل الذى يحفل بكل التجارب البرجماتية فى حياة الشعوب ومسيرتها نحو التقدم والحداثة. ولم تكن تلك قناعتى وكثيرين من جيلى، وإنما تجلت فى الملايين التى خرجت فى يناير ويونيو حاملة صور ناصر فى كل ميادين التحرير والحرية فى المدن والقرى والحارات والشوارع المصرية وحتى مدن الربيع العربى المحاصر والمسروق. إنها تجربة بقت فى ضميرنا الجمعى وعقلنا التاريخى الواعى بحجم التحديات والمؤامرات وترصد الآخرين فى الداخل والخارج.
إن الرصيد الحضارى المخزون فى كوامن شعبنا المصرى العظيم هو الذى دفع ملايين المصريين للخروج فى 9،10 يونية 1967 يرفضون استقالة عبدالناصر والتسليم بأنه قائد هزم فى معركة النكسة، وكان الإصرار أن يستمر الزعيم لإستكمال المعركة وتحقيق النصر، وقد كان وعلى الفور بدأ عبد الناصر حرب الاستنزاف فى ا يوليو 1967 بمعركة رأس العش التى كانت مؤشراً مفاجئاً للإسرائيلين أن مصر لم تنكسر بل هى قادرة على التحدى والصمود والإنتصار، استمرت حرب الاستنزاف ألف يوم تكبدت فيها إسرائيل خسائر لم تكن تتوقعها وبدا تساقط طائرات الفانتوم الأمريكية كما العصافير على خطوط الجبهة والعمق المصرى الذى رأى جمال عبدالناصر أنه يحتاج لحائط الصواريخ سام السوفيتية لحمايته بعد حادثتى بحر البقر ومصنع أبو زعبل، وبفكره البرجماتى الشجاع قبل عبدالناصر مبادرة روجرز لإلتقاط الإنفاس واستكمال بناء حائط الصواريخ غرب وشرق القنال والعمق المصرى.
وبالعودة لمذكرات محمود رياض وزير الخارجية المصرى آنذاك، ومحمد حسنين هيكل ومذكرات د. مراد غالب سفيرنا فى موسكو، وهنرى كيسنجر، ومذكرات المشير الجمسى، ومذكرات إيلى زاعيرا رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية فى ذلك الوقت، ومذكرات الرئيس السادات نفسه، ومذكرات أمين هويدى وزير الحربية بعد نكسة يونيو 1967 ومدير المخابرات المصرية بعد ذلك، وغيرها من الوثائق، يتضح أن المبادرة التى قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي في عهد ريتشارد نيكسون، كانت لوقف إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والقوات المصرية، سبقها مشروع حل أمريكي للصراع العربى- الإسرائيلى في 9 ديسمبر 1969 سمى مشروع روجرز، رفضه جمال عبد الناصر، فاضطر روجرز إعلان مبادرته بصفة رسمية في 19 يونيو 1970 وكانت من شقين، وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، وتطبيق القرار 242 من خلال جونار يارنج سكرتير عام الأمم المتحدة.
ويقول الجمسى فى مذكراته عن حرب أكتوبر (الطبعة الأولى 1989) بالصفحة 184:"وافقت مصر وإسرائيل على قبول المبادرة ، على أن يسرى وقف النيران اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح 8 أغسطس 1970 بتوقيت القاهرة ولمدة تسعين يوما . ونص الإتفاق على أن يمتنع الطرفان عن تغيير الوضع العسكرى فى داخل المنطقة التى تمتد 50 كم شرق وغرب القناة، ولايحق للطرفين إدخال أو إنشاء أية مواقع عسكرية فى هذه المناطق، ويقتصر أى نشاط على صيانة المواقع الموجودة وتغيير وإمداد القوات الموجودة فى هذه المناطق."
وأثناء وجود عبد الناصر فى زيارة للإتحاد السوفييتى قابل بريجينيف فى 16 يوليو 1970 وأخبره بنيته فى قبول المبادرة، وكانت مناورة ضغط من ناصر لإرغام الإتحاد السوفيتى على تلبية كافة طلبات السلاح لمصر، ودهش بريجينيف وتساءل عما إذا كان فى نيته قبول مشروع ممهور بالعلم الأمريكى؟، فرد عبد الناصر عليه بأن هذا هو مايريده تماما فلابد من وقت نلتقط فيه الأنفاس لإستكمال بناء مواقع صواريخ الدفاع الجوى، وإعطاء قواتنا فترة قصيرة من الراحة، ولتقليل خسائرنا من المدنيين وأننا نحتاج إلى إيقاف إطلاق النار، بالرغم من أننا نعتقد أن فرص نجاح المبادرة لاتزيد عن نصف بالمائة، وإسرائيل لن تحترم إيقاف إطلاق النار إلا إذا كان ممهورا بالعلم الأمريكى . "المصدر: هيكل، وأيضا كتاب أمين هويدى "حرب الإستنزاف".

تزامن مع ذلك أن كان أنور السادات عائداً من المؤتمر الاسلامى بالرباط وشن حملة شعواء ضد المبادرة متصوراً أن عبدالناصر حتماً سيرفضها، وجاءت المفاجأة التى أحبطت السادات وألزمته بيته فترة، بإعلان ناصر قبول المبادرة فى عيد الثورة، وكانت سبباً فى استكمال حائط الصواريخ الذى ساهم فى إنتصار أكتوبر باعتباره أحد دعائم الخطة "جرانيت 2" التى وضعها عبدالناصر والتى انتصرنا بها فى أكتوبر 73. هكذا يتضح أن دهاء وبراجماتية عبدالناصر قد أوقعت ويليام روجرز فى المصيدة، ولم يكن وحده إنما انضم إليه أخيراً الثعلب "الفريق رفعت جبريل رئيس هيئة الأمن القومى الأسبق" الذى خلط الأحداث فى حواره مع الأستاذ محمد السيد صالح فى المصرى اليوم، وادعى قبول المبادرة من جانب السادات، ولعلها السن، وأرجو ألا يكون الهوى، فآفة الرجال الهوى. رحم الله الجميع.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا
- عندما صفق الأمريكان لمصر والسيسى فى كازابلانكا 1/2
- إنها الجمهورية الرابعة ياطارق
- إعادة إعتبار المحكمة الدستورية
- ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت
- بين السيسى وحمدين - الانتخابات الرئاسية على مائدة نصر القفاص
- الوطن يعد القهوة لزائر غريب


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر