أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صورة الفقيه وصورة الخليفة















المزيد.....

صورة الفقيه وصورة الخليفة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تخوض إيران صراعا إقليميا محتدما, أنصارها يعتبرونه صراعا ضد قوى الإستكبار العالمي الذي تقوده أمريكا, وآخرون يعتبرونه مناورة لتغطية مطامعها في الهيمنة على المنطقة, وفي ميدان المواجهة هذه تشتغل حروب النيابة.
أول ضحايا هذا المشروع الإقليمي هو السيادة العراقية, فالبلد توزع حصصا طائفية, ولم تعد معركة هذه الطوائف تدور مع عدو خارجي بل صارت تدور بين بعضها البعض لذلك صار البحث عن حليف أو أخ من خارج الحدود مسألة طبيعية جدا. وكان الأمر قد بدى واضحا إبان الحرب العراقية الإيرانية فلقد قاتل طائفيون شيعة إلى جانب الجيش الإيراني ضد أقرانهم من العراقيين. وإن كل ما يقال عن جور صدام حسين وظلمه لا يبررالإنضمام إلى الجهد العسكري لدولة هي في حالة حرب مع العراق. أما قصة التعامل مع الشيطان فهي تدل على خلل سياسي وأخلاقي كبير, فالشيطان لا يقدم خدماته بالمجان, ولأنه شيطان فسوف نفترض أن لا أحد سيغلبه إلا إذا كان شيطانا أكثر شيطنة منه, وهذا ما سيجعل البلد ملعبا للشياطين.
في لبنان تتمزق الدولة والنسيج الإحتماعي لصالح مشروع التحرير, وكأن لا وجود هناك لمشروع تحرير يخلو من هذه الثغرات القاتلة. لا أحد بإمكانه أن ينكر نضال حزب الله ضد العدو الصهيوني ولا أحد سيعيب عليه إقامته لعلاقات متشعبة مع إيران, ولكن حين يعلن السيد نصرالله أنه يتبع السيد الفقيه في طهران, ويسمي خامنئي بالإسم, فإنه يكون بذلك قد وضع المقاومة اللبنانية على خط التبعية الإيرانية. الواقع أننا لن نلقى صعوبة في حساب ما يعنيه ذلك على صعيد تغييب الإرادة الوطنية اللبنانية وتعويمه بإتجاه خدمة السياسة الإيرانية الإقليمية, وهكذا تعود حكاية تشغيل القضية الفلسطينية واللبنانية بإتجاهات لا تخدم في حقيقة الأمر الشعب الفلسطيني أو اللبناني نفسه بالقدرالتي تخدم فيه مصالح دول إقليمية وفي المقدمة الآن إيران ذاتها.
في الإتجاه نفسه يصعب علي أن افهم لماذا تهتم إيران بتحرير فلسطين وهي التي تحتل أراض عربية شاسعة مثل أرض الأحواز والجزر العربية الثلاث ؟! أليس حريا بها أن تظهر نواياها الطيبة فتعترف بالحق العربي على الأراضي العربية التي سلبتها قبل ان تظهر نفسها مهتمة بالحق العربي في فلسطين. ثم إذا كانت إيران تعلن تمسكها بمشروع الدولة الإسلامية وولاية الفقيه العابرة لحدود الدول الوطنية, كما هو الأمر بيِّن وواضح في كل من العراق ولبنان وسوريا, فلماذا تعيب على أبو بكر البغدادي مشروعه الرامي لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية. هل تختلف ولاية الفقيه, في كونها أيضا مشروعا إستيلائيا ومناهضا لمفهوم الدولة الوطنية, عن شكل ولاية الفقيه الأخرى المتمثلة بدولة الخلافة.
نعم هناك الكثير من الفروق على مستوى الأفكار التي تتعلق بقضايا التكفير وأخرى كمسألة التعامل مع الأديان والطوائف الأخرى, ومن الحق الإشارة إلى ان دولة الفقيه الإيرانية لم تقم بتهجير السنة أو طرد المسيحيين عن أراضيهم أو تكفير الأخرين وخاصة السنة أو طوائف وأديان اخرى كالإيزيدين مثلا وما ينتج عن ذلك من قتل وتهجير يقوم به انصار دولة الخلافة الوهابية, لكن ذلك لن ينقض حقيقة أن دولة الفقيه هي بالنتيجة مشروع شيعي يؤسس لنقائضه الطائفية على الجهة الأخرى سواء كانت معتدلة أو متطرفة. وعليه فإننا لسنا هنا بصدد المقارنة بين من هو الأخف قسوة أوالأقل إضطهادا بين الطرفين, إذ نحن نتحدث هنا عن مشاريع ذات خصوصية طائفية يكون متوقعا لها أن تنتج نقائضا قد تكون متطرفة او قد تكون أقل هيجانا. هذه النقائض لا تخلو نشأتها عن كونها رد فعل يتغذى بخلل على الجانب الآخر.
والآن لنتصور ماذا يكون بإمكان متظاهر شيعي عراقي يحمل صورة للخميني او خامئني أن يقوله بحق مواطن سني عراقي يحمل صورة القرضاوي أو أردوغان أو حتى ابو بكر البغدادي. وماذا سيقول وزير عراقي وقائد لميليشا شيعية, شاهد صورته الجميع وهو يقبل يد خامنئي, لعراقي سني وهو يقبل يد الخليفة أبو بكر البغدادي. المقارنة هنا لا تخضع لأي مقياس سوى ذلك الذي يتبع التجاوز على روح السيادة العراقية الوطنية ومظاهرها, فإن أنت تعديت عليها فليس مسموحا لك البتة أن تجادل الآخرين حينما يذهبون بذات المعنى ولكن عكس الإتجاه, حتى وإن ذهبوا إلى الأقصى على اصعدة أخرى.
وبكل تأكيد إن تأشير هذه الحقائق هنا يجب أن لا يصنف على أنه تبريرلنوع ردود الأفعال التي تخلقها في المقابل بل انه يحاول أن يقدم تفسيرا معقولا لها, فوجود طائفية شيعية, أو بالعكس, لا يبرر وجود طائفية سنية, أو بالعكس, وإنما هو يفسرها بمعنى البحث عن عوامل تنشيطها على الأقل. والقول أن وحشية داعش هي أكثر بكثير من وحشية الميليشيات الشيعية لا يلغي حقيقة أن البضاعتين هما من إنتاج مصنع الإسلام السياسي, فإن ذهبت إحداهما إلى الأقصى فذلك سيجد تفسيره من خلال الوجود الفعلي لثقافة عسكرية إسلامية تدعمها نصوص مقدسة جاءت وقتها للتعامل الميداني مع مكان وزمان خاص بها, وقد تأسس الخلل على تحويل تلك النصوص الميدانية الزمان والمكان إلى حالة صالحة لكل الأزمنة والأمكنة.
إن مصر بقيادة السيسي كانت أخذت زمام المبادرة في الوقت الحالي حينما حولت الأخوان المسلمين إلى جمعية دينية ومنعت عليهم أن يكونوا حزبا سياسيا, وإن الذي يعود إلى التاريخ السياسي لحركة الأخوان المسلمين في مصر سيجد أنها هي المفرخ الأساسي لكل الجماعات التكفيرية, لا بل وسيجد أنها لم تكن لتختلف عن إنتاجاتها هذه يوم كانت تمارس الإرهاب فعليا في اوقات مختلفة من تاريخ مصر الحديث. ومن الأكيد أنه سيكون بإمكان جناح أخواني أن يعلن موقفا مناوئا للإرهاب لكن ذلك سوف لن يقدم حلا تاريخيا لعقدة العمل الديني في السياسة, بل أن إحتمالات عودة ذلك الجناح أو جناح منه إلى العمل الإرهابي القمعي ستكون واردة لوجود خزين ثقافي فقهي داعم كما هو الأمر مع داعش.
إن المجابهة الحقيقية لأي مشروع هي في الإلتزام الأكيد بضده النوعي, إذ لا يمكن محاربة داعش إلا من خلال مشروع الدولة الوطنية, المستقلة الإرادة والمتحضرة الفعل والحداثية النهج, أما المشاريع الدينية, الضدية المذهب والمختلفة الفقه, فهي تساهم بمنح الطرف المقابل مقومات وجوده وتنشط تكاثره وتوسعه



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للتاريخ فم, ولكن أين هي فتحات التصريف
- الحرب الأمريكية ضد داعش ولعبة الإستغماية
- النفاق الدولي والعربي في محاربة داعش
- العثمنة والفرسنة ونحن الذين بينهما
- سامي المظفر .. ليس لأنه إبن عمي, وطاهر البكاء .. ليس لأنه صد ...
- يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين
- ذاكرة الطيور
- الصيد الطائفي الثمين
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا
- لولا علي لهلك عمر (3)
- قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)
- الوهابية التكفيرية اشد خطر على السنة العراقيين مما هي على ال ...
- والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه
- الرهان على البيشمركة
- بين سكين داعش وسيكارة التحالف الوطني
- تغيير المالكي .. أين المشكلة ؟
- هزيمة ما قبل الهزيمة
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
- خطبة الوداع


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صورة الفقيه وصورة الخليفة