أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -كيلا- اسعد العزوني















المزيد.....

رواية -كيلا- اسعد العزوني


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 10:35
المحور: الادب والفن
    



هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها رواية على ألنت، فهو أمر يحمل عدة صعوبات، منها مسألة البصر وعدم القدرة على المتابعة الجيدة للنص، وأيضا صعوبة وضع الملاحظات كما هو مألوف بالكتاب الورقي، والتغير في طبيعة القراءة يضاف إلى الصعوبات أيضا، كل هذا جعل من تناول "كيلا" يحمل شيئا من التغير غير المألوف، لكن تم الانتهاء منها بفضل الله.
هناك ملاحظة على تسمية العمل بالرواية، فنحن أمام عمل مسرحي وليس روائي، وإذا رجعنا إلى النص سنجد ما يعادل 95% منه، ويمكن أكثر من هذه النسبة عبارة عن حوارات بين شخوص العمل، فالعمل مسرحي بامتياز، وليس له أي علاقة بالرواية، من هنا يكون الكاتب قد أخطأ في تسمية عمله الأدبي، أو تجاهل الفرق بين النص الروائي والنص المسرحي.
أما بخصوص الحوار بين أبطال المسرحية فكان مكررا في العديد من المشاهد، فمشاهد الجنس كانت تكرر باستمرار وبكثرة، حتى أن المتلقي يشعر بان "جونين" فحل جنسي ليس له مثل حتى في الأفلام، فهو قادر على ممارسة الجنس في اليوم الواحد من خمس إلى ست مرات، وقادر على مضاجعة امرأتين في ذات الوقت وبعد أن يكون قد أنهى ممارسة مع "نيشكا" " رجعت نيشكا إلى جونين وطلبت منه أن يفتح الباب لأنها مضطرة لدخول الحمام !
وعلى الفور ارتدى جونين ثوب النوم الذي كان معلقا وراء الباب كيفما أتفق وتوجه ناحية الباب وفتحه:
- هل تسمح لي بالدخول يا سيدي !
- تفضلي !

دخلت مسؤولة الاستقبال ورمقت جونين بنظرة مجنونة ولمحت منه شيئا
فصرخت :
- أوه !
لقط جونين الإشارة وتناول الغداء ووضعه على الطاولة وأخذ يقبلها بشغف! أحس جونين بحركة في الحمام فتراجع لكن مسؤولة الاستقبال ظلت متشبثة به! خاف جونين من نيشكا وأبعد هذه المتطفلة عنه.

ـ أحبك يا سيدي ! أنت صنف آخر من الرجال ! أنتظرك في الغرفة 316 الساعة الثانية عشرة! رجاء ! فأنا مشتاقة لك !
- أعدك بذلك ! ولكن أرجوك أن تنصرفي !"
لهذه الفحولة كان "جونين" ينتهي من الجنس ليبدأ من جديد، وكأنه لا يشبع أو يمل، فهو ذو قدرة خارقة، فوق الطبيعة البشرية، فالمشهد السابق لا يظهر قدرته وحسب بل أيضا شبقه وشهوته معا، فأي كائنا هذا "جونين"!

سنضع أمام القارئ احد مشاهد هذا الفحل الذي لا ينضب ماءه، "ضحك الثلاثة وغاب جونين وهانيا فوق السرير ولكن صيحاتهما وآهاتهما كانت تنصب في أذني.كان جونين وهانيا في قمة النشوة ولدى دخول مولا عليهما أصيبا برعشة قوية زادت من نشوتهما !
وضعت مولا الفودكا وأخذت تعبث بمفاتن هانيا التي أصبحت لبؤة شرسة ! وبعدها انتقلت إلى جونين وارتمت فوقه بحركة غريزية رهيبة!
لم تتضايق هانيا بل انتعشت أكثر من ذي قبل وأخذت هي الأخرى تعبث بمفاتن مولا.
وبعد أن أنهى الثلاثة هذا الكرنفال الجنسي الوداعي نهضوا وأرتدوا
طعام الغداء "! -
بمثل هذه المشهد الخرافي كانت قوة "جونين" الجنسية، وكانت الفتيات مغرمات به، فهن يخترنه دون بقية الرجال.
رغم الوصف الذي وصفه الكاتب لشخص "جونين" والقوة الجسدية التي يتمتع بها، إلا أن كل ذلك لم يكن لجعل منه بتلك القدرات غير الطبيعية، وأيضا انجذاب الفتيات إليه السعي وراءه بهذه الطريقة يعد أمرا غير منطقي ويضعف حبكة العمل، ومن ثم قدرته على أقناع المتلقي.
مسألة تكرار المشاهد الجنسية التي قام بها كل من "جونين و نيشكا" وبين "جونين" وعاملات الفندق، اضعف مقدرة الكاتب على إقناع المتلقي بصدق أو بعقلانية العمل، فالكاتب يظهر وكأنه لا يمتلك مقدرة على إضافة ما هو جديد في المشاهد الجنسية التي تناولها، من هنا عمل على تكرارها وبطريقة كانت مملة ومكررة، وهذا ما اضعف حبكة المسرحية." ، فانتهزت العاملة هذه الفرصة وقالت لجونين بهمس:

- ياسيدي ! أسمح لي بأن أقول لك أنني معجبة بك ! هل تسمح لي بقضاء ساعة معك وحدنا؟
أبتسم جونين وقال بهمس أيضا:
- لن أعدك ولكني سأحاول.

تناول جونين فناجين القهوة من يدها ووضع الصينية على الطاولة وحضنها بقوة وأخذ يقبلها بعنف! أحست مولا بالزهو أمام صديقتها هانيا وقالت:

- كما توقعت يا هانيا ! إنه فحل ويستطيع القيام بالواجب!
لم تعلق هانيا بل استغلت ترحيب جونين بها بهذه الطريقة وأقتربت منه أكثر وأخذت تفك أزرار قميصه ثم بنطاله وتجذبه إلى الأريكة.

شعرت مولا بالغيرة فتحركت الأنثى في داخلها أيضا وخلعت ملابسها وجلست على يمين جونين بينما هانيا على يساره وأخذت تداعبه هي الأخرى بشغف ، لم يعترض جونين بل إستسلم لهما وأستأسد عليهما وأرضى غرورهما!"
بمثل هذا التكرار يتبين لنا بان الكاتب يعيد رسم المشاهد، فهي عين الأفعال والأفول، فهو هنا يظهر لنا وكأنه افتقد المقدرة على التحدث بشيء جديد، ولم يجد سوى العودة إلى ما كتابه سابقا. كما نجد العاملات شاذات جنسيا ولا يتصفن السوية، فهن يمارس الجنس بطريقة جماعية، وكأنهن محرومات من الرجال، أو لا يوجد في عالمهن رجال.
رسم العربي بطريقة المسالم الوديع، الذي يعامل المستوطنين بكل طيبة وكرم، متجاهلا المجتمع الذي يعيش فيه، وأيضا المأساة التي سببها له هؤلاء المستوطنون، يعد طرحا غير مألوف على ارض الواقع وغير منطقي، " وقف العجوز الفلسطيني قليلا ثم قال :
- تفضلا إلى البيت لتشربا الشاي الساخن وستجدا السيارة جاهزة!" هذا الكلام قيل لمستوطن تعطلت سيارته في احدى القرى العربية، فهو مشهد خارج الواقع، وأقرب إلى الخيال، وثم من سيقوم به سيكون عميلا من وجهة نظر الأهالي، فالكاتب كان في عالم غير واقعي عندما رسم هذا المشهد.



طريقة الحديث عن اليهودي بصورة ساذجة، عفا عليها الزمن، فهم يمتلكون دهاء ليس له مثيل، وما محاولة الكاتب إبراز اليهودي المتطرف (الحاخام) الذي خطب بالقادمين الجدد وتهجه على العرب وأميركيا، ثم ذهابه مع احدى الفتيات وممارسة الجنس على مسمع الحضور يعد استخفاف بذهن وعقل المتلقي، وهنا نقتبس من النص ما يلي: توجهت أذانهم ناحية مصدر هذه الآهات وتذكروا بأن الحاخام والسيدة قد دخلا تلك الغرفة بعد ذلك الهجوم الكاسح على العالم بأسره.
علت الهمهمات ، وإزدادت التعليقات فيما بينهم ، ثم غادروا القاعة كل إلى بيته ومستوطنته" بهذه الطريقة كان الكاتب يقدم صورة الحاخام اليهودي، علما بان هذا المشهد يتناقض تماما مع الحقيقة، ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن الصهاينة، لكن رسمهم بهذه الطريقة يعد تشويها للحقيقة، وأيضا استخفافا بذهن المتلقي، ولا يخدم القضية العربية، بل العكس يقدمنا على أننا سذج أغبياء، ونكتب بطريقة غبية وغير واقعية.
ومن الأفكار الساذجة التي وضعها الكاتب عندما سمع صفارات الإنذار وقال احد المستوطنين : " لا بل أن الولايات المتحدة هي التي شنت هذه الحرب . فالعرب لا يجرؤون على ذلك" بهذا الكلام غير المنطقي يتعامل الكاتب من القراء، فكان من الأفضل أن يطرح الفكرة بطريقة اقرب إلى الواقعية ويتقبلها العقل.
وأيضا عندما تناول المظاهرة ضد مؤتمر مدريد ورفع بعض المستوطنين شعار -
- " يا شامير باعنا بوش بحفنة شعير!" فمثل هذا الكلام هو اقرب إلى الشعارات التي يرفعها العرب، ومن هنا كان الأجدر بالكاتب أن يعود إلى ما يقوله اليهود في مظاهراتهم، حتى يكون اقرب إلى المنطق. وحتى لا يختلط على المتلقي اللغة التي يرفع بها الشعارات.

من الأفكار الجيدة التي طرحه الكاتب في مسرحة "كيلا" عندما تحدث "جونين" عن خباثة اليهود قائلا : " مهما يكن فسوف أحقق ما أريد وأثبت لك أنني يهودي أخبث منكم أنتم معشر اليهود هنا." فهنا نجد فكرة اليهودي عن اليهودي، الذي يمتاز بالخبث والدهاء، وأيضا استخدم الكاتب فكرة كانت جيدة عندما تحدث بشكل مزدوج عن الهضاب، فكان بذلك يقدم فكرة تعد جيدة عما ربط بين نهدي نيشكا قالت له نيشكا وهي تعبث بثدييها.
وهضبة الجولان، "جونين ، هيا نرقص! فالليل طويل ، وأنا أجيد الرقص!

ظن جونين أن هذه محاولة منها لإثارته، وأراد أن يفوت الفرصة عليها بأن وافق وأخذا يرقصان رقصا بطيئا يكاد جسداهما أن يدخل الواحد منهما في الآخر !
- جونين ! هل تحبني؟
- طبعا نيشكا! إنني أحبك !
- وماذا تحب فيّ ؟
- هذه الهضاب!

كان جونين يهزأ من تمسك شامير بهضبة الجولان ، ولكن نيشكا لم تفهم ما قصده لأنه أخذ يتحسس ثدييها!" بهذا المشهد قدم لنا الكاتب شيء من الإبداع، وأيضا عندما ربطت "نيشكا بينها وبين إسرائيل" فكانت عملية الربط وبينهما أثناء مضاجعة "جونين" لها وسؤالها له عن حبه لإسرائيل، كان يقصد المضاجعة وليس نيشكا أو إسرائيل، وهنا كان الكاتب قد أحدث مفارقة فكرية لدى المتلقي، وأيضا جعل من الحوار والحدث يأخذ شيئا من السخرية.
كما نجد بعض الأفكار الحقيقية عن المجتمع الصهيوني عندما قال على لسان "نيشكا" : " اسمع يا جونين ! إن الحرب هي السلام بالنسبة لنا ! أما السلام الذي يريده العرب فهو الحرب بالنسبة لإسرائيل!" فمثل هذه الفكرة هي حقيقة واقعية في المجتمع الصهيوني، الذي لا يعرف سوى لغة الحرب والقتل.
في النهاية نقول بأننا أمام نص مشوه، يمتاز بالتكرار وإعادة رسم الأحداث دور مراعاة لمشاعر المتلقي، كما نجد الأفكار غير منطقية وبعيدة عن الواقع، وتخدم الفكرة الصهيونية عن العربي، وليس الفكرة العربية عن الصهيونية، من هنا يجتمع الشكل البائس للنص مع المضمون السيء، وهنا ندعو الكاتب إلى إعادة صياغة مشروعه الكتابي، ويقدم لنا ما خدم الأدب والمشروع العربي.
رائد الحواري









:



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة -بحر رمادي غويط- زكي العيلة
- العرب في مهب الريح
- ديوان -نوم كما أرى- أشرف الزغل
- رواية -الفئران- عباس دويكات
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي
- -الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات
- رواية -الميراث المر- عباس دويكات
- قصيدة -تفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق- خالد أبو خالد
- رواية -شارع العشاق- محمد عبد الله البيتاوي
- رواية -الصراصير- محمد عبد الله البيتاوي
- رواية -شهاب- صافي صافي
- رواية -اليسيرة- صافي صافي
- الإيمان والعقل
- -السلم المسلح- غاستون بوطول
- رواية -المهزوزون- عبد الله البيتاوي
- -امام المرآة- فاروق مواسي
- من شعر معين بسيسو
- -عودة الروح- توفيق الحكيم
- الإبداع الفلسطيني


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -كيلا- اسعد العزوني