أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان مروك - التوحيد ومشكل الديانات الشمولية














المزيد.....

التوحيد ومشكل الديانات الشمولية


إيمان مروك

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 09:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ظهور التوحيد كانت كل جماعة تعبد الاله الخاص بها في سلام وتعايش, ذلك ان التعددية في الالهة والاعتراف بها كلها مع الاكتفاء بعبادة احداها اكسب اتباعها احترام الاخر.. فنجد عبارة منقوشة على احد المعابد السورية بتدمر تقول: "لا تشتم إلهاً لا تعبده" في ضرب لأعظم مُثل احترام الاختلاف في مملكة عُرفت بكثرة آلهتها...
بينما نجد صدامات في مسألة التوحيد التي لطالما ارتبطت بالديانات "الشمولية" وجاءت بشيء غريب لم تعرفه الاديان القومية التي كانت منغلقة عن ذاتها ومختصة بأسرة او جماعة معينة.. هذا الشيء الغريب هو "التبشير"..

كل ديانة شمولية كانت يا اما مضطهَدة يا اما مضطهِدة.. وتلقت الصد دون الديانات الاخرى المنتشرة, فهيكل اورشليم تم تدميره دون باقي الهياكل الفلسطينية, كذلك الامبراطورية الرومانية اضطهدت المسيحيين دون باقي اتباع العبادات الاخرى, والاتونية اول دعوة للتوحيد يذكرها التاريخ لم يستمر وجودها الا فترة حياة مؤسسها امنحوتب الرابع, فلم يفلح بكسب الاتباع الى جانبه واندثرت بعد موته بفترة وجيزة, وتم تدمير كل ما يمت لهذه الديانة بصلة وطُمست كل اثارها..
كما ان اشرس حرب دينية حديثة.. كانت في الهند مع المسلمين, تشردت فيها الكثير من الأسر واغتصبت النساء وذبح الرجال وتم تقسيم الدولة ورحيل المسلمين الى الدولة الوليدة باكستان..
فرغم ان الهند اكبر تجمع لتنوع الاديان والطوائف والمظاهر الدينية منذ قرون وتنوع الالهة داخل الدين الواحد الا انه كان من الصعب قبول دين شمولي في مظهر الاسلام..

هذه الصِدامات تتجلى في مشكلة التوحيد الرئيسية, بكون نبيه يعتقد بإمتلاك الحقيقة المطلقة.. وبالتالي نفي باقي الديانات ورفض التعايش معاها, وهي بالعادة ديانة تبشيرية تحاول اكتساب التأييد وان كان بفرض نفسها مما يدخلها بصراع مع اصحاب المعتقدات الاخرى وفي كثير من الاحيان الى حروب..
يمتلك الحقيقة المطلقة كما يظن يعني انه لن يقبل بأي حقيقة اخرى.. الهه يرفض اي شريك وهو يرفض اي تابع لغير الهه, وقد يحل دمه او على الاقل يزدري عبادته ويُضيق عليه..
بينما في التعدد كالهندوسية تجد من يعبد كريشنا لكنه يحترم الإلهة كالي, يعبد براهما لكنه يحترم شيفا.. وان صادف تواجده قرب كنيسة فيمكن ان يصلي للمسيح, ذلك لا يتعارض مع معتقده, يؤمن بكل تلك الالهة ويحترمها..
وفي شرق اسيا تجد من يعتنق اكثر من ديانة دون اي اشكال.. في اليابان مثلا نسبة كبيرة من البوذيين لكنها بالاضافة للبوذية تعتنق "الشنتو" ايضا..
وفي ايام الجاهلية كانت منطقة الكعبة تعرف تعدد الالهة فيصلي كلٌ لإلهه ويقدم قرابينه امام الصنم بخشوع, لا يتدخل احد باله الاخر ويعيش الكل في وئام.. حتى الرسول عندما دعى لرسالته لم يثوروا عليه الا حين شتم الهتم وانتقص منها..
فنرى ان تلك الفترة كانت من ازهى فترات الحضارة التي لا تمس الحريات الفردية..

اختيار معتقدك الخاص, الهك الخاص.. اهم وابسط متطلبات التحضر.. لا جاهلية لمجتمعك اكبر من ان لا تكون قادرا على اتباع العقيدة التي وجدت ضالتك الروحية فيها..
المعتقد امر شخصي.. ففي النهاية لا احد يمتلك الحقيقة...






#إيمان_مروك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان مروك - التوحيد ومشكل الديانات الشمولية