القاضي عياض قتل ودفن بجوار كنيسة !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 00:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الإمام القاضي عياض شيخ الأندلس والمغرب وشيخ الإسلام في عصره - ابن تيمية تهكم عليه ذات مرة قائلا : وقد غلا هذا المغيربي !! تصغير مغربي إمعانا في الاستخفاف به !! - ما علينا ؛ فمن هو هذا الإمام المشهور بالقاضي ابن عياض ؟! وما قصته مع المهدي المنتظر ؟! ولماذا قتل بالرماح وقطع إربا وجمعت أشلاؤه ودفنت بجوار كنيسة بدون أن يصلى عليه ولم يدفن في مقابر المسلمين ؟!! ؛ هو عياض بن موسى بن عمرو اليحصبي الأندلسي السبتي المالكي ويرجع نسبه لقبيلة عربية يمنية قحطانية ، ولد بمدينة سبتة سنة 476 - مدينة سبتة الآن تحتلها إسبانيا - وكان جده عمرو قد هاجر من الأندلس إلى المغرب أيام ملوك الطوائف وسكن مدينة سبتة وبها ولد القاضي عياض ، بعد العشرين من عمره طلب العلم الشرعي وحصله وفعلا أول من أجازه الحافظ أبو علي الغساني ، رحل بعدها القاضي عياض إلى الأندلس وسمع وتتلمذ على يد شيوخها وعلمائها وانقطع لطلب العلم وتبحر في علوم شتى ، الحديث والفقه وعلوم اللغة وتمهر وفاق كل معاصريه وأقرانه ، جمع وألف وناظر وأفتى وتولى قضاء سبته مدة طويلة فتناقل الناس سمعة طيبة عنه وأثنوا عليه ، وهو من أكثر علماء المغرب تصنيفا وترتيبا وتأليفا ، هو محدث وفقيه ومفسر ومؤرخ ، له كتاب : الإكمال في شرح صحيح مسلم ، وكتاب : الإلمام إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ، وكتاب التنبيهات وكتاب : الإعلام بحدود قواعد الإسلام وله مصنف مشهور اسمه : مشارق الأنوار في إقتفاء صحيح الآثار ، وكتاب : الشفا في شرف المصطفى ، وكتاب : ترتيب المدارك وتقريب المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك ، وغير ذلك الكثير ، القاضي عياض عاصر دولة المرابطين السلفية والتي فسدت بآخر سني آخر حاكم لها وقامت دولة الموحدين - الموحدون جماعة دينية ابتداءا وأسسها شخص اسمه محمد بن تومرت وقال إنه المهدي المنتظر واتبعه الكثيرون وقويت شوكته وتمكن بسنوات من القضاء على دولة المرابطين السلفية والتي كالعادة فسد آخر ولاة الأمر فيها وأقام ابن تومرت دولته وقتل من المرابطين خلقا لا يحصى بدعوى التجسيم والتشبيه والزندقة وقال بعض المؤرخين أن الموحدين قتلوا قرابة مليون نفس من أهل التجسيم ومن خالف ورفض الإيمان بأن ابن تومرت هو الإمام المهدي ، القاضي عياض في آخر حكم المرابطين قام بمحاولة لنقض البيعة وحكم الموحدين لكنها فشلت فقد فشل في مسعاه الاستعانة بأحد أمراء المرابطين ، وعلم الموحدون بمكره ومراسلته للمرابطين ووعده إياهم بتسليمهم مدينته سبيته فقاموا بمحاصرتها وألقوا القبض عليه وطلبوا منه البيعة لإمامهم المهدي المنتظر فرفض فقام الجند بقتله بالرماح !! حتى قطعوه إربا إربا ثم جمعوا أشلاءه ودفنوها في مكان مجهول بمنطقة محددة وقام الموحدون بإعطاء تلك المنطقة لمسيحيي المغرب فبنوا بجوار مدفنه كنيسة ودور عبادة أخرى ودير ، صديقي القارئ الكريم الحقيقة لم أكن أعلم أن المسيحيين المغاربة قديم تأريخهم وأن لهم كنائس قبل قراءتي لسيرة القاضي عياض ، وكنت أعتقد أن المسيحية في المغرب اندثرت كما اندثرت في أمصار كثيرة لكن استمرار الوجود المسيحي وبعد قرون من تعريب وأسلمة المغرب وعموم شمال أفريقيا كان أمرا بمثابة مفاجأة لي وربما لأنني لم أبحثها بشكل خاص ومعمق ولكن للأسف لا أعلم عن المسيحية في المغرب اليوم إلا القليل ، لكن بالتأكيد الوجود المسيحي كان ولازال حاضرا وبقوة في المغرب .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات