أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رواء حسين عطية - اوجه الشبه والاختلاف بين بانتوستانات السود في جنوب افريقيا وكانتونات الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة















المزيد.....



اوجه الشبه والاختلاف بين بانتوستانات السود في جنوب افريقيا وكانتونات الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة


رواء حسين عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 18:00
المحور: حقوق الانسان
    


كثرت في السنوات الاخيرة المقارنات بين حالتي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا الاحتلال الاسرائيلي و البيض في جنوب افريقيا كلاهما اتخذا ممارسات وقوانين عنصرية ضد السكان الاصليين في الارض كانت هذه القوانين تدعم العنصرية كقوانين السكن حسب اللون او الدين , قوانين تسجيل السكان المحددة بلون البشرة في جنوب افريقيا وبالدين في الاراضي الفلسطينية , قوانين تقيد حرية الحركة والتنقل وتحرم كل من الفلسطينيين والسود من ممارسة حقهم في التنقل , قوانين تعليم, مصادرة اراضي , قوانين هجرة وجنسية واقامة كانت كلها تخدم البيض والاسرائيليين اليهود وقوانين منع الزواج من الاعراق والاديان المختلفة " ..
لقد تم وضع أسس التميز العنصري في جنوب افريقيا قبل ان يصبح الأبارتايد سياسة رسمية عام 1948 كان هدف هذه السياسة هيمنة البيض من الاصول الاوروبية على النواحي الاقتصادية والسياسية واصبح هناك مؤسسات تطبق سياسات الأبارتايد الفصل العنصري، بحيث أعطت امتيازات للأقلية البيضاء على حساب الأغلبية من السود. تم تبرير تطبيق سياسة الأبارتايد كوسيلة لحماية وحفظ هوية الامة الأقلية البيضاء. حيث عبر الحزب الوطني عن مخاوفه من ان يتم سحقهم من قبل الأفارقة. وشدد على اعتقاده الراسخ بفوقية الأقلية البيضاء. حدد قانون "اراضي السكان الاصليين" حوالي 87٪-;---;-- من البلاد كمناطق للأقلية البيضاء، حيث منع السكان السود من الحصول عليها. تم انشاء العديد من الاحياء وبدأت اعمال التهجير القسري حتى تمكن السكان من الأقلية البيضاء من السيطرة على المناطق الخصبة. ولم يعامل السكان السود وهم الأغلبية كمواطنين في المجتمعات التي ولدوا فيها، ولكن اعتبروا كمواطنين في اراضي خصصها لهم القانون سميت ب بانتوستانات حتى يتم التحكم بهم واستغلالهم كعمالة رخيصة وانتهت هذه السياسة عام 1994 بعد الانتخابات الديمقراطية وبعد ان توقفت حكومة البيض عن هذه السياسة بفعل العقوبات الدولية والكفاح السلمي والمسلح من قبل السود الافارقة .
أما في الفصل العنصري الذي تمارسه اسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدأ بتهجير الفلسطينيين في عام 1948 من اراضيهم الاصلية واستحواذ اليهود على هذه الاراضي واستمر النهج كذلك حتى عام 1967 حين احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة واقامت مستوطنات لليهود وعزلت الفلسطينيين في معازل خاصة بهم تشبه بانتوستانات السود في جنوب افريقيا وقيدت حرية الحركة والتنقل بين هذه المعازل وفرضت قوانين عنصرية ميزت ضد الفلسطينيين السكان الاصليين بحجة الحفاظ على امن اليهود.
ستقوم هذه الورقة بتسليط الضوء على مظاهر الفصل العنصري والوصول لفهم أعمق لطبيعة النظام الإسرائيلي، من خلال كشف عنصريته بالمقارنة بنظام الأبارتهايد الذي كان موجودا في جنوب أفريقيا والذي تمت إدانته عالميا، والنظر الى ماتقوم به السياسة الاسرائيلية من تمييز ضد سكان الكانتونات الفلسطنيين والنظر الى القوانين التي ميزت ضدهم . وساقوم بتتبع القوانين والمواثيق الدولية التي تدين الفصل العنصري. لاصل الى اهمية البحث التي تكمن في كيفية الاستفادة من تجربة السود في التخلص من نظام الفصل العنصري الاسرائيلي.

وستجيب على التساؤل التالي : مامدى تشابه يانتوستانات السود في جنوب افريقيا التي تمتعت بالحكم الذاتي بكانتونات (معازل) التي يعيش فيها الفلسطينيين في الضفة الغربية المحاطين بالمستوطنات ؟

ستتضمن الورقة محوريين اساسين في البداية الحديث عن مظاهر نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا لاتعمق بعد ذلك بالمحور الرئيسي لهذا البحث بانتوستانات السود ومظاهر الحكم الذاتي فيها ساشير من خلال هذا المحور الى عدة نقاط فرعية وهي حرية التنقل بين هذه البانتوستانات وسيادة واستقلال هذه البانتوستانات (الحكم الذاتي ).
المحور الثاني: الحديث عن نظام الفصل العنصري التي تمارسه اسرائيل بحق الفلسطينيين ورصد معاناة الفلسطينين
الحديث عن المعازل (الكنتونات ) في الضفة الغربية ومظاهر الحكم الذاتي فيها وتسليط الضوءعلى كل من : اتفاقية اوسلو التي سهلت وجود هذا النظام , حقيقة السيادة الكاملة والحكم الذاتي والمستوطنات وتعزيز العنصرية.
المحور الثالث: القانون الدولي وجريمة الابارتايد الفصل العنصري .

مفهوم الابارتايد:
وقبل الانتقال الى عرض ماتحتويه محاور هذا البحث وجب الاشارة الى مفهوم الأبارتهايد، أو التمييز العنصري "يعني التعامل مع أشخاص متساوين بشكل مختلف، وتفضيل بعضهم على بعض على خلفية الانتماء القومي أو الديني أو الطائفي، أو بسبب اللون، أو العنصر أو الجنس. ويقابله المساواة، وهي إعطاء حقوق متساوية للبشر دون الالتفات إلى الفوارق العرقية أو الجنسية أو الدينية وما إلى ذلك. أما كلمة "أبارتهايد" فهي مشتقة من لغة "الأفريكانز"، وتعني الفصل أو التفرقة". والتمييز العنصري بحسب تعريفه في الإعلان العالمي لمكافحة العنصرية في البند الرابع: "هو كل تمييز، أو إخراج من المجموع، أو تحديد، أو تفضيل بحجج تستند إلى العنصر، اللون، الانتماء العائلي، الانتماء القومي أو الإثني، تكون نتيجته أو وجهته تعريض الحقوق الأساسية في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية أو في أي مجال آخر للخطر.

المحور الاول : مظاهر الفصل العنصري في جنوب افريقيا وبانتوستانات السود
كانت بدايات نشأة نظام الفصل العنصري عندما احتل المستعمرون البريطانيون والهولنديون ارض جنوب افريقيا
واصبح نظام الأبرتهايد سياسة رسمية ومعلنة عام 1948 مع وصول الحزب الوطني اليميني الأفريكاني الأبيض إلى الحكم، والذي كان من بين أهدافه استمرار حكم العرق الأبيض في جنوب أفريقيا واستولوا على اراضي السكان الاصليين من خلال سن وتشريع قوانين عنصرية نشأت من نظرة تفضيل هؤلاء المستعمرين البيض على السود السكان الاصليين الذين تم وضعهم في معازل بعيدا عن البيض وتم حصرهم في بقع متقطعة غير متصلة والتي شكلت أقل من 13% من ارض جنوب أفريقيا التاريخية. فرضت سلطات الاستعمار على الجميع أن يحمل دفتر هوية استخدمته قوات الابارتهايد لتعرف فيما إذا كان من المسموح للفرد أن يدخل أو يخرج من مكان معين. تم اعتقال آلاف الأفارقة بحجة وجودهم في مكان يحظر عليهم التواجد فيه أو لعدم حيازتهم لدفاتر الهوية وتم فرض نظام يقيد حركة تنقلهم سمي بنظام العبور ليجبر هؤلاء السود على العيش فقط داخل اطار هذه المعازل (البانتوستانات) التي تعود للسكان السود ولاجدادهم ليستولي بعد ذلك المستوطنين البيض على المصادر ,الموارد ,المياه الثروات الطبيعيه ومنح السود الحد الادنى من هذه المصادر . وتم فصل اجهزة التعليم , الصحة والخدمات المختلفة وكانت هذه الخدمات والاجهزة المخصصة للسود سيئة ورديئة. كانت حكومة جنوب إفريقيا تمنع السود من واستخدام المرافق العامة كالمستشفيات والحدائق والشواطئ والمواصلات والمباني الحكومية والجامعات والمدارس التي كانت جميعها مخصصة للبيض فقط، وكانت تمنع السود من دخول أحياء البيض، من العمل في الكثير من الوظائف، وتحرمهم حق التصويت، وتحدد أماكن إقامتهم، وتحد من حرية تنقلهم.
وبالرغم من ان السود كانوا الاغلبية اذ كانوا يشكلون مايزيد عن 70% من تعداد السكان في جنوب افريقيا في حين شكل البيض ما لايزيد عن 14% الا ان البيض قاموا من خلال قوانينهم العنصرية باضطهاد السود وانتزاع حقوقهم واستغلالهم كايدي عاملة رخيصة تخدم مصالحهم ليصبحوا هم في اعلى المناصب الاجتماعية , المهنية والاقتصادية.
"ولكي تنفذ طبقة البيض اطماعها في ارض جنوب افريقيا" قامت حكومة الحزب الوطني بوضع السود في مناطق معزولة، ودعمت تشكيل حكومات في هذه المناطق، واعترفت بها كأقاليم مستقلة، بحيث يكون لكل منطقة رئيس من الشعب الأصلي وعلم ونشيد وطني، وقد عُرفت بالبانتوستانات أو المواطن المستقلة. لكن هذه البانتوستونات بقيت تحت سيادة الحكومة المركزية لدولة جنوب إفريقيا، تعتمد عليها بشكل كامل في الجانب المالي، وفي العلاقات الخارجية، وقد وُضع لكل بانتوستان أجهزة أمنية، وظفت الجزء الكبير من أهاليها الأفارقة، ليس للدفاع عن أمنهم، بل للدفاع عن مصالح حكومة الأبارتهايد، وأمن المستوطنين".
"منحت الطبقة البيضاء الحقوق ومسؤوليات "الحكم الذاتي" للسكان الأصليين الذين حصلوا على حق تحديد سياستهم الاقتصادية وإدارة شؤونهم المدنية كما حياتهم اليومية. وفي المقابل كان عليهم التعاون مع المستوطنين في إدارة جميع المسائل الأمنية من دون أن يطالبوا بسياسة خارجية مستقلة. وفي العام 1974 بدأ العمل بالجنسية البانتوستية ومنذ العام 1976 حصلت عشر مقاطعات بانتوستية على الاستقلال ليخسر سكانها بالتالي مواطنيتهم الجنوب أفريقية".
"تم بناء المدارس، وإنشاء المستشفيات ضمن هذه البتوستانات وشق طرق و إنشاء المصانع في تلك الأقاليم لتوفير فرص عمل للسود واتسمت مظاهر الحكم الذاتي في هذه البانتوستانات بالمظاهر الخادعة التي اضفت نوعا من الحقيقة على وهم البانتوستانات فقد كان جل اهتمام حكومة الافريكانز البيض بدفع هذه البانتوستات للاستقلال وكان معظم رؤساء البانتوستانات اشخاص ذليلين لحكومة الفصل العنصري (البيض) حيث اغدقت حكومة البيض المال على البانتوستانات وبنت برلمانات , وزارات للوزراء مطارات كل هذا فقط كان لخلق دول متقطعة جغرافيا منعزلة محاولة بسحب جنسية السود الجنوب افريقية واعطائهم جنسيات جديدة لكيانات البانتوستانات بذلك تكون قد حققت هدفها الاكبر بانشاء دولة يديرها الافريكانز البيض ويحافظون على وجودها الدائم ككيان وطني وجد للعرق الابيض وعند سحب جنسية السود يستطيع البيض ان يقولوا لهم انتوا لستم بمواطنين هنا اذهبوا وابحثوا عن رزقكم وحياتكم داخل معازلكم الدول المستقلة التي تتمتعون بها بالحكم الذاتي واتخذت اسلوب انتقاص حقوق السود لاغلبية كيف تحافظ على امتيازات البيض" .
"وبعد صدور قانون تطور سلطات الحكم الذاتي عام 1959 تتطور كل معزل واصبح مستقل عن المعزل الاخر ومستقل ايضا عن جنوب افريقيا وصدر دستور اخر سمي بدستور المعازل الذي بموجبه يحق لرئيس جمهورية جنوب افريقيا تشكيل المجالس التشريعية وتعيين اعضاء سلطة الحكم الذاتي التي انحصرت مهامهم وصلاحيتهم على جمع الضرائب، إصدار القوانين المتعلقة بالمدارس والسجون و الطرق و الشرطة وعدم الاقتراب على السياسة الخارجية، الدفاع، الاتصالات، المصارف، الشؤون المالية، ويجب ان يحصلوا على موافقة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، وكما ذكرت سابقا انه عندما يتمتع أحد المعازل بالحكم الذاتي، تسقط جنسية جنوب إفريقيا عن كل السكان التابعين له، وهذه طريقة اتبعتها حكومة الافريكانز البيض للتخلص من السكان السود وتجريدهم من حقوقهم" . اذن هو مجرد حكم ذاتي سطحي لايتمتع به رؤساء البانتوستان بتحديد المصير واتخاذ القرارت كل مافي الامر كيانات مستقلة منقوصة السيادة قامت لتحقيق اطماع عنصرية من شانها ان تحتكر الارض للبيض الافريكانز .
قام المستوطنيين البيض بالسيطرة على السود ووضعهم في اطار مواطنين من الدرجة الثانية واستأثروا بهم كطبقة عاملة رخيصة حيث شكلو نحو 75 في المئة من اليد العاملة في كافة جنوب افريقيا حيث عمل السود في ادنى المناصب والوظائف وكانوا يستغلون بطريقة سيئة ويعملون ساعات طويلة مقابل اجر زهيد بالاضافة الى ضرورة تملكم لتصاريح تسمح لهم بالعمل عن مناطق البيض.
أما بالنسبة للعمال فهم يعملون في النهار خارج المعازل ويعودون إليها ليلاً بموجب تراخيص انتقال صدرت ضمن ما يعرف بقوانين الانتقال Pass laws. وفي بعض الأحيان، وعندما تقتضي مصلحة جنوب إفريقيا يمكن نقل العمال من منطقة إلى أخرى، ليصبحوا عندئذ عمالاً مهاجرين.

المبحث الثاني : الفصل العنصري في الاراضي الفلسطينية المحتلة وبانتوستانات الضفة الغربية والحكم الذاتي فيها
هناك العديد من امثلة الابارتايد الاسرائيلي على الواقع في الارض الفلسطينية المحتلة وفي داخل الخط الاخضر ولكن يجدر الاشارة اولا ان الفصل العنصري الاسرائيلي يرتبط بايدلوجية وجود الكيان الاسرائيلي تماما كما ارتبط الفصل العنصري بايدلوجية الافريكانز البيض تلك الايدلوجية التي تتمحور حول رقي العرق الابيض وتميزه عن غيره من الاعراق وللحفاظ على هذا التميز يجب قيام دولة نقية للبيض فقط وهذا فعلا ماقاموا به في جنوب افريقيا كما اسلفت في المحور الاول من هذا البحث تكمن ايدلوجية اسرائيل بارتاباطها بفكرة اقامة الدولة اليهودية لان اليهود هم شعب الله المختار في الارض وانهم يتميزوا عن غيرهم من الشعوب مما يقتضي اقامة دولة فقط لليهود وهذا ماقاموا بها عندما طردوا الفلسطينيين من اراضيهم الاصلية في عام 1948 واستولوا على اراضيهم واقاموا الدولة اليهودية ورفضوا عودة الاجئين بعد ذلك كي يحافظوا على ارض بديموغرافية يهودية وهذا الفعل يعتبر اول مظاهر الفصل العنصري الاسرائيلي .

"من الضروري في البداية ان اشير الى مظاهر الفصل العنصري الاسرائيلي في داخل الاراضي المحتلة عام 1948 عندما طرد اليهود الفلسطينيين من اراضيهم تمكن بعضهم من البقاء في الداخل ومنحوا الجنسية الاسرائيلية واصبحوا كما يطلق عليهم السكان الفلسطينيون الاسرائيليون بالرغم من منحهم الجنسية وصدور قانون الجنسية الذي يتعامل معهم وكانهم مواطنين من الدرجة الثانية الا ان اسرائيل تمارس بحقهم مختلف اشكال التمييز العنصري لانها تعتبرهم خطر يهدد وجودوهم ويهدد كيان الدولة اليهودية وديموغرافيتها . اسرائيل تمارس التمييز ضدهم من خلال ممارسات وسلسلة من القوانين والتشريعات بالاضافة الى مخططاتها بتهويد كل من النقب والجليل وبئر السبع وطرد سكانها منها".
يتمتع المواطنون الاسرائيليون بحقوق كاملة بينما تضطهد اغلب حقوق الفلسطينيين الاسرائيلين ويبدو هذا واضحا بالتمييز في مجالات العمل والتعليم والتوظيف . حيث يشكل الفلسطينيين الذين يعيشون داخل الاراضي المحتلة 1948 لم يتم نفيهم او تهجيرهم عندما أسست اسرائيل حوالي 20٪-;---;-- من السكان ولكنهم يملكون فقط 3.5٪-;---;-- من الارض. ويعيش حوالي 100 الف فلسطيني من حملة الجنسية الاسرائيلية في 54 قرية غير معترف بها بدون الخدمات الاساسية وبدون اي حقوق في التصويت في الانتخابات البلدية.

تتعدد مظاهر التمييز العنصري الاسرائيلي من ناحية التعليم يوجد مدارس منفصلة في اسرائيل لليهود وأخرى للفلسطينيين، مع وجود رقابة مشددة على المدارس الفلسطينية حتى تتأكد من امتثالها لارشادات الدولة. من ناحية الزواج في اسرائيل محكوم بقوانين دينية، وتمنع هذه القوانين الزواج بين اليهود وغير اليهود. ولا يسمح بالزواج المدني في اسرائيل.بالاضافة الى التمييز في القضاء والعمل و ممارسة االتمييز العنصري ضدهم من خلال قوانين تفرضها عليهم اسرائيل مثل قانون اكتساب الأرض ، وقانون الدخول إلى إسرائيل و قانون الخدمة العسكرية.

اما عن مظاهر الفصل العنصري في الاراضي القدس والاراضي المحتلة عام 1967 فيكمن بقوانين عنصرية , عسكرية وقمعية. حواجز تفتيش، إغلاق وحصار، جدار الفصل العنصري، مستعمرات، طرق لاستخدام المستعمرين فقط، بطاقات تعريف الهوية، لوحات رقمية ملوّنة للسيارات وتصاريح ذات أصناف مختلفة، تشير بمجموعها على تفرقة عنصرية . انه يتوجب على الفلسطينيين حمل هويات في كل الأوقات من اجل إبرازها للشرطة الاسرائيلية، ومسؤولون عسكريون وحكوميون بناءا على طلبهم. ستجد حواجز يتوجب على الفلسطينيين عبورها من اجل التنقل من والى البلدات والقرى ستجد نظام طرق منفصل، خاص بنصف مليون مواطن إسرائيلي يعيشون بشكل غير شرعي في اراضي فلسطينية كمستوطنين.

ستجد فلسطينيين وإسرائيليين يحاكمون بنظام قضائي منفصل: واحد مدني والآخر عسكري ستجد عمليات مصادرة لأراضي فلسطينية، وعدم اصدار تصاريح للفلسطينيين للبناء على أراضيهم، بينما تنمو احياء المستوطنين بشكل مضطرد.ستجد بان اسرائيل تسيطر بالكامل على مصادر المياه في الضفة الغربية، ويتوجب على الفلسطينيين ان يعيشوا بحد أدنى من حصص المياه. فيما يتمكن المستوطنين غير الشرعيين من الحصول على حصص مياه غير محدودة.

واذا قررت التنقل من الضفة الغربية الى قطاع غزة ستجد بانه من غير الممكن بما ان اسرائيل أغلقت القطاع وبالتالي فصلت الفلسطينيين عن بعضهم البعض وحولت القطاع الى سجن كبير مع بوابه خارجية وحيدة للعالم،
وفي اسرائيل تستطيع بسهولة ان ترى مظاهر نظام الفصل العنصري؛ حيث تحدد مجموعة من القوانين اسرائيل كدولة يهودية، وتعطي امتيازات للسكان اليهود. فيما يعطي قانونا حق العودة و الجنسية كل اليهود في العالم الحق بالهجرة الى اسرائيل والحصول على الجنسية.
" في الضفة الغربية يوجد منطقتان منفصلتان تماما وغير متكافئتان واحدة فوق الاخرى ولكنها تعيشان منفصلتان هناك الفلسطينيين الذين قسموا الى عشرات من المدن المعزولة التي تحيط بها الاسوار والحواجز ويعيشون في ظروف حياتية محودة كفرص العمل المحدوة والمياه الغير كافية اما المستوطنين ا يعيشون في منازل واحياء فاخرة توجد بها مسابح ومياه وفيرة".

"أما ممارسات وسياسات إسرائيل تجاه القدس وسكانها العرب، فهي مثال صارخ على تفوق الأبارتهايد الإسرائيلي على نظيره الجنوب إفريقي؛ حيث هناك تمييز واضح بين العرب واليهود، وقد هدمت السلطات آلاف المنازل لمواطنين بحجة عدم الترخيص، ومعروف أن المواطن العربي لا يستطيع ترميم بيته، أو بناء منزل جديد إلا بعد إتباع إجراءات بيروقراطية تستغرق أكثر من عشرة سنوات، وتتطلب دفع مبالغ باهظة لا يقدر عليها إلا الأثرياء، وفي المقابل تمنح كافة التسهيلات لأي يهودي يرغب بالسكن أو البناء. فضلا عن الإجراءات التمييزية المتعلقة بدفع الضرائب والهوية والإقامة وتلقي الخدمات، وتدهور الأحوال الاجتماعية والأمنية والاقتصادية بما لا يقارن بالأحياء والمناطق اليهودية .
بانتوستانات الفلسطينين
كما قامت حكومة الافريكانز البيض بوضع السود في معازل (بانتوستانات) لكي تسيطر عليهم وتجعل منهم ايدي عاملة رخيصة وتستولي على اراضيهم ومصادرهم ومواردهم الطبيعية ولخلق دولة للعرق الافضل على حد تعبيرهم البيض فقط قامت اسرائيل بفعل نفس الشيء في الاراضي الفلسطينية المحتلة بفعل الجدار الفاصل والمستوطنات تحولت الضفة الغربية الى معازل (بانتوستانات ) تفصل بينها الحواجز العسكرية نقاط التفتيش واسلاك شائكة بهدف الاستيلاء على اراضي الفلسطينيين ومصادرة المصادر والموراد والثروات الطبيعية والمياه ولاكمال المشروع الاسرائيلي الاعظم بجعل الارض ارض يهودية وحصر الفلسطينيين في اصغر مساحة من هذه الارض هذا ماقاله نيلسون منديلا ""ان ما يسمى "بمناطق الحكم الذاتي الفلسطينية" تعتبر بانتوستانات؛ فهي مجرد كيانات مقيدة داخل بنية نظام الأبارتايد الاسرائيلي.

الجدار الفاصل والبانتوستانات

"في الضفة الغربية هناك معازل اقيمت بفعل جدار الفصل العنصري وهذا الفعل هو تقليد مشابة لبانتوستانات السود في جنوب افريقيا فهذا الجدار يهدف الى الاستحواذ على اراضي الفلسطينيين ونهب مياهها وقطع التواصل بين اجزائها وتم من خلال هذا الجدار بالسيطره على 58% من مساحة الضفة الغربية التابعة لمدن جنين وقلقيلية وطولكرم ورام الله والقدس وبيت لحم والخليل والاغوار بحيث يحصر الفلسطينيين على 12% من مساحة فلسطين التاريخية كما تم حصر السود ب 13% من مساحة ارض حنوب افريقيا , ويفصل هذا الجدار اعداد كبيرة من الفلسطينيين عن اراضيهم وتمنع تواصل القرى والمدن والمخيمات مما ينتج أي كيان سياسي فلسطيني مستقبلي الى بانتوستان بدو القدرة على الحياة تغلقه اسرائيل متى ما شاءت."
وهذا مايستطيع أي شخص ان يراه على ار ض الواقع فصل للفلسطينيين اينما كانوا بداية منطقة داخل الخط الاخضر التي لايستطيع فلسطينيو الضفة الغربية وقطاع غزة دخولها الا بتصاريح خاصة من الصعب الحصول عليها وهناك ايضا منطقة القدس التي يصعب جد دخولها وتحتاج الى رحلة شاقة ومتعبة بالاضافة الى تصريح خاص بها واخيرا مناطق الضفة الغربية التي قسمت لشمال جنوب ووسط وقطاع غزة التي يصعب جدا التنقل فيها كل مدينة وقرية في محاطة بمستوطنات وحواجز وطرق التفافية شاقة وكما في جنوب افريقيا عندما فرضت حكومة الافريكانز البيض قانون العبور الذي يقيد حرية السود اذ يتوجب عليهم ان يظهروا هوياتهم اينما ذهبوا قامت اسرائيل ايضا يتقييد حرية الحركة والتنقل للفلسطينيين من خلال الحواجز ونقاط التفتيش التي تملأ الضفة الغربية وغزة وعلى الفلسطينيين ايضا ان يظهروا هوياتهم اينما ذهبوا هذا بالاضافة الى التمييز خاصة في مسألة شق طرق خاصة بالمستوطنين يحظر على الفلسطينيين استخدامها ليضطروا باستخدام طرق التفافية غير صالحة .

المستوطنات والبانتوستانات

ليس هناك طريقه افضل لوصف الجغرافية الجديدة للمستوطنات من تشكيل خريطة للضفة الغربية من قطعة من الجبن السويسري الطازج . الثقوب الصغيرة الفارغة والغير المتصلة هي الكانتونات الفلسطينية التي تسمى مناطق الحكم الذاتي , والمناطق المحيطة الصفراء المتصلة والغنية تشكل المستوطنات الاسرائيلية.

بعد احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية عام 1967 شرعت في بناء مستوطنات مخصصة لليهود فقط وبدأت بنقل سكانها الى تلك المستوطنات العمل الغير قانوني بالنسبة الى القانون الدولي هناك مايقارب 220 مستوطنة منتشرة في كافة انحاء الضفه الغربية وتشمل سلطة اراضيها ليس فقط الاراضي الفلسطينية التي بنيت عليها بل على الاراضي المحيطة بها والتي تحتجز من اجل مايسمون النمو الطبيعي والحركة هناك مايقارب 500 الف مستوطن يهودي في الضفة الغربية مقابل 2 مليون فلسطيني كل من هذه المستوطنات مخصصة فقط لليهود مايقارب 60% من الضفة الغربية مخصصة للمستوطنات او تسيطر عليها المستوطات او المنشات العسكرية تنفق الحكومة الاسرائيلية مبالغ طائبة من الاموال لحث الاسرائيلين الخروج من اسرائيل والذهاب للعيش في هذه المستوطنات التي .
ومما يثبت ان هذه المستوطنات لم تبنى كما زعمت اسرائيل لهدف امني ولكنها بنيت من اجل اكمال مخطط اليهود للحصول على ارض فلسطين التاريخية انها بنيت فوق مصادر المياه الجوفية وعند التقاطعات الرئيسية وعلى تلال معينة للسيطرة على الحدود والحركةتتصل هذه المستوطنات مع بعضها بطرق حديثة وسريعة تتقاطع مع الارض الفلسطينية لتوصل المستوطنات مع بعضها البعض ومع مدن اسرائيل في الداخل فهناك طرق مخصصة لليهود تتميز بلوحات صفراء للسيارات للتمييز انهم اسرائيلين وطرق اخرى شاقة مخصصة للفلسطينيين.

مع كل وحدة استيطانية جديدة تقوم بانشائها اسرائيل في الضفة الغربية والقدس تتوسع مظاهر الفصل العنصري اكثر واكثر وتتضح معالم البانتوستانات اكثر واكثر والجدير بالذكر ان اسرائيل عندما تستولي على ارض لصالح المستوطنين وتقوم بانشاء المستوطنات فيها فهي تقوم بذلك بالسيطره على اكثر الاراضي خصوية ومركزية وحيويه في الضفة الغربية وهي لاتسيطر فقط على المستوطنات بل تسيطر على الاراضي المحيطة بها .

" ومع أن المستوطنات الإسرائيلية تبدو أقل أهمية مما كانت عليه في جنوب أفريقيا، فإنها شكلت مدخلاً لسياسة البانتستونات في الأراضي الفلسطينية فالأراضي في المنطقة (ج) وهي بيد الإسرائيليين، وحدهم قسمت الضفة الغربية ثلاثة قطاعات كبرى، مقطعة هي بدورها إلى محميات صغيرة من السكان بوساطة كتل المستوطنات الأربع الكبرى "القدس، وارييل شومرون وغوش ارزويب وبنيامين الوادي على نهر الأردن" وبوساطة الطرق الالتفافية حولها، و بين العامين 1993 - 2000 تضاعف عدد سكان المستوطنات (ومنها القدس الشرقية) ليصل تعدادهم إلى (410,000) أي حوالي %15 من عدد سكان هذه الأراضي، وقد عمدت إسرائيل خلالها إلى شق ما يزيد على 4000 كم من الطرق الالتفافية وأنشأت (72) مستوطنة جديدة.
"وكما جعلت حكومة الافريكانز البيض من السود ايدي عاملة رخيصة لخدمة مصالحها قامت اسرائيل ايضا باستغلال الفلسطينيين كايدي عاملة رخيصه للعمل في المستوطنات او في داخل الخط الاخضر لساعات طويلة وفي اقسى ظروف عمل مقابل اجر زهيد وفي السنوات الاخيره وبسبب سياسة اسرائيل لخنق الوضع الاقتصادي للفلسطينيين ومخططهم الدائم لجعل الفلسطينيين بهاجرون من اراضيهم الاصلية اصبحت قيود العمل داخل المستوطنات او داخل الخط الاخضر صعبه جدا بتوجب على الفلسطينيين اصدار تصاريخ خاصة هذا بالاضافة الى ان اسرائيل استغنت عن العمالة الفلسطينية بعمالة ايدي اجنبية يهودية" .
لقد وصف الباحث الفلسطيني محمد حلاج بدقة السياسه الاسرائيلية في انشاء المستوطنات " المستوطنات اليهودية تخدم كاداة لنظام الفصل العنصري في الاراضي المحتلة , ووجودها ينشئ ويبرر التمييز المنتشر في كل ناحية من نواحي الحياة . فالعرب واليهود يخضعون لنظام قانوني مزودج يحرم فيه " غير اليهود من المحاكمة المشروعة والحماية المتساوية امام القانون ومجموعة كاملة من من الحقوق والحريات التي يتمتع بها المستوطنين اليهود والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة تجعل من اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم اليوم التي يسود الفصل العنصري نظام الاردارة فيها .



الحكم الذاتي في البانتوستانات الفلسطينية
وجود البانتوستانات في الضفة الغربية المحاظة بالجدار العازل والمستوطنات يضع شكا كبيرا على مسألة الحكم الذاتي والسيادة والاستقلال وبما انه يتوجب على الفلسطينيين حيازة تصاريح للتنقل من معزل (بانتوستان) الى معزل اخر ولايحق لهم الخروج دون تصريح من السلطات العسكرية الاسرائيلية ومع بقاء هذه البانتوستانات تحت ظل الاقتصاد الاسرائيلي لم يتمكن الفلسطينيين بانشاء اقتصاد خاص بهم وبالتالي لم يتكنوا من التوصل تاى كيان مستقل ذي سيادة .
وبالرغم من انه تحت وبموجب القانون الدولي يتوجب على سلطة الاحتلال الاسرائيلي بتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني المادية لانهم شعب تحت ولاياتها الا انها لم تفعل شيئا وتنصلت من واجباتها وجعلت الدول المانحة والاجنبية تتولى هذه المهمة ليضل الشعب الفلسطيني منقوص السيادة وعاجز عن بناء اقتصاد ودولة خاصة به.
"الحكم الذاتي والسيادة والاستقلال في بالنتوستانات الضفة الغربية كلها وهم اثبت شكله على ارض الواقع صحيح ان للشعب الفلسطيني سلطة فلسطينية تمثله وتمارس سلطتها عبر اجهزتها الامنية وووزاتها ومؤسساتها ويوجد هناك اجهزة تعليم . مستشفيات ومؤسسات ومحاكم وقضاء فلسطيني الا ان كل هذا يتبع ارادة اسرائيل لاتستطيع السلطة الفلسطينية اتخاذ أي قرار دون الرجوع الى الادارة الاسرائيلية لذا هو حكم ذاتي منقوص السيادة غير واضح المعالم ليس له كيان اقتصادي يتمتع بسلطة على شعب محاصر ومنتشر عبر معازل متقطعة جغرافيا".
في الضفة الغربية هناك بانتوستانات دول غيرممكنة للتطبيق دول مستحيلة هذا مافعلته اوسلو خلق سلطة سمحت لاسرائيل ان تبقى مسيطرة على الارض الفلسطينية المحتلة ولكن تسسيطر عليها من خلال سلطة فلسطينية ظاهريا هناك سلطة فلسطينية تحكم وتسيطر على الارض المحتلة ولكن في الحقيقة اسرائيل هي من تتحكم بالحدود والضرائب اسرائيل تتحكم بكل شيء السلطة الفلسطينية لاتستطيع ان تصدر بطاقات شخصية او جوازات سفر او تصاريح تسمح للافراد الذهاب والعودة بشكل مستقل عن وزارة الداخلية الاسرائيلية اذا لم يكن الفلسطيني مسجل في قاعدة بيانات الداخلية الاسرائيلية فهو ليس موجود.
بانتوستانات فلسطين هي عبارة عن دولة ليس لها حدود ليس لها ماء لاتملك منفذ الى اهم مواردها الاقتصادية القدس هي جزء صغيرة منفصلة عن بعضها لايوجد فيها حرية تنقل او حرية تجارة .
الفرق بين بانتوستانت السود في جنوب افريقيا وبانتوستانات الفلسطينيين اأن إسرائيل لم تسعى للإعتراف بكل منطقة معزولة كإقليم مستقل كما فعلت جنوب إفريقيا، ربما لأن تجربة جنوب إفريقيا لم تنجح على الصعيد الدولي، ولم تعترف أي دولة أجنبية بالبانتوستانات كدول مستقلة، ولكنها ربما في المستقبل - إذا ما استمر الانقسام الفلسطيني - تعترف بكلٍ من حكومة غزة، والضفة الغربية كدولتين مستقلتين. أو تسعى للإعتراف بدولة فلسطينية غير مستقلة، تكون مجزأة ومقسمة وغير متصلة جغرافيا.
في معازل (بانتوستانات) السود في جنوب افريقيا، بقيت الحركة متاحة وحرّة بين المعازل؛ وأما إسرائيل فلديك طائفة من الحواجز، والطرق المغلقة، ونقاط التفتيش فيما بين المناطق الفلسطينية ذاتها، وفيما بينها وبين اسرائيل بالاضافة الى عدم وجود جدار فاصل فصل بين معازل السود بينما يفصل الجدار الفاصل قرى ومدن الضفة الغربية أي معازل الضفة الغربية.
حتى في ذروة مقاومة السود في جنوب افريقيا، كانت الحركة متاحة بين المعازل السوداء والمدن ومراكز العمل وكسب العيش وأما في إسرائيل، فهي قامت باستخدام عمالة أجنبية بدلا من عمالة فلسطينية لحرمان الفلسطينيين من فرصة العمل فيها لتأمين مصدر حياة كريمة. الغاية هي دفع ما يمكن من الفلسطينيين للهجرة خارج البلاد.

اوسلو عززت نظام البانتوستانات في الضفة الغربية
" اتفاقات أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكدت على التشابه بين الفصل العنصري الجنوب إفريقي والسياسات التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة اصبحت هذه المناطق أقرب ما تكون إلى نظام المعازل أو البانتوستانات في جنوب إفريقيا زمن الفصل العنصري في اتفاق اوسلو تم تقليص المشروع الوطني الفلسطيني من أجل الدفاع عن نظام المعازل الفلسطينية المستقلة، وذلك على حساب التحرير الكامل وحق العودة لقد أصبح خيار الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة غير ممكن من الناحية العملية بسبب جهود الدولة الإسرائيلية المستمرة لتحويل المستوطنات في الأراضي المحتلة إلى مدن وزيادة أعداد المستوطنين إلى نحو نصف مليون أو يزيد، وبناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وتهويد القدس. إن عملية سلام أوسلو أدت إلى خلق وعي زائف بالتحرر الوطني الفلسطيني بحيث أصبح مجرد دفاع عن استقلال فلسطيني في ظل سيادة منقوصة".
نصت اتفاقية اوسلو على اقامة حكومة ذاتية فلسطينية تمثلت بالسلطة الفلسطينية منظمة التحرير شملت هذه السلطة مجلس تشريعي منتخب من الشعب الفلسطيني ونصت على ان سيكون هناك مفاوضات فيما بعد هذه الاتفاقية للحديث عن القضايا الاخرى من القدس , اللاجئين , المستوطنات , الامن والحدود ولحفظ الامن في الاراضي الفلسطينية نصت الاتفاقية على وجود قوة شرطة فلسطينية وتتحكم اسرائيل بالامور الخارجية.
اعترفت هذه الاتفاقية بالكيان الاسرائيلي حيث اعترقت منظمة التحرير بدولة اسرائيل مقابل الاعتراف بالمنظمة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني واكدت على ضرورة التعاون الامني مع اسرائيل وجعلت من منظمة التحرير منظمة تعيش على المساعدات الخارجية والمعونات الامريكية التي تعود فوائدها بطريقة اوباخرى الى النمو الاقتصادي الاسرائيلي وتتحكم اسرائيل بالضرائب مما يعني التاثير في وجود كيان اقتصادي حقيقي للسلطة الفلسطينية.
الطامة الكبرى في هذه الاتفاقية انها ، اتفاق أوسلو لم يتضمن أي إشارة للاحتلال لم يتضمن أي إشارة لإنشاء دولة فلسطينية لم يتضمن أي إشارة لتجميد المستوطنات وحدود المستوطنات ولذلك ازادا الاستيطان وتوسع اكثر بكثير بعد هذه الاتفاقية ولانني ذكرت سابقا ان المستوطنات هي من جعلت الضفة الغربية بانتوستانات لانها حصرت مناطق الضفة من خلال بقع جغرافية متقطعة بين كل بقعه والثانية نقاط تفتيش وحواجز لذا تعتبر اتفاقية اوسلو اتفاقية عمقت وجود نظام الفصل العنصري في فلسطين وعمقت من جذور الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن خلالها فصلت القدس عن باقي مدن الضفة وغزة عن الضفة وجزءت الضفة الغربية الى مناطق أ،ب،ج، بما اتاح لاسرائيل انشاء نظام متكامل للفصل العنصري والبدء بعزل 61% من مساحة الضفة الغربية المسماة مناطق "c" وبناء المستوطنات فيها ومستقبلا ضمها الى اسرئيل بالاضافة الى بناء الجدار العازل الذي عزز ايضا من وجود البانتوستات الفلسطينية كما ذكرت سابقا.
اتفاقات أوسلو قد قربت وضع الفلسطينيين من وضع سكان البانتوستانات لانها نصت على ضرورة وجود تعاون وثيق مشترك بين اسرائيل والسبطة الفلسطينية بدل ان تضع حد بينهما وتؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني بالاستقلال وتقرير المصير واقرت على التعاون والتنسيق الامني بين الطرفين مع بقاء سيطرة اسرائيل على الامن كما سيطر البيض على الامن في جنوب افريقيا.
ففي درجة أولى لم تجعل هذه الاتفاقات الشعب الأصلي هو المصدر الوحيد للسلطة في الكيان الفلسطيني. فرئيس السلطة والمجلس التشريعي المنتخبان ديموقراطياً لم يتمتعا الا بصلاحيات محدودة. فالحكومة العسكرية الاسرائيلية، التي لم تحل أبداً، هي التي كانت "تملي" عليهم كل الاختصاصات (المناطقية والمدنية والقضائية) التي يفترض بهم هم أن يمارسوها. وإذا كان المجلس والسلطة الوطنية قد توليا بشكل أساسي الاختصاصات المدنية او العملانية على 93 في المئة من الشعب الفلسطيني، فان سلطتهم الموقتة على الأرض شملت اقل من 19 في المئة من الضفة الغربية.ثم ان اتفاقات أوسلو لم تنص في اي مكان على أن القانون الدولي يتقدم على القانون الاسرائيلي. وهي لم تضع حداً للاحتلال ولم تأتِ بأي شكل على ذكر اتفاقية جنيف الرابعة ولا على القرار 181 الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي أسست كما رأينا لشرعية دولية لدولة عربية على أراضي فلسطين التاريخية. وهي لم تعتمد كمرجع سوى قرار مجلس الأمن رقم 242 (والقرار 336 الذي اكده في العام 1973)، وكلاهما لا يحدد لا حق الفلسطينيين في دولة ولا مساحة الأراضي المحتلة ولا ترسيمة للحدود.
وكيف سيكون لهذه البانتوستانات حكم ذاتي وهي من الاساس منذ اتفاقية اوسلو تعرضت لتدخل الحكومة الاسرائيلية في شؤونها كيف سيكون لها استقلالية وتكون ذات سيادة وهي منذ اوسلو لم تنتبه وتطالب برسم حدودها بشكل نهائي وابقت الوضع مبهما بانتظار مفاوضات مازالت الى اليوم وبالطبع نستطيع ان نرى عقمها بشكل واضح . استخدمت اسرائيل عملية اوسلو كاداة لضمان سلطتها الاقتصادية على الفلسطينيين.
اذن هذا ماانتجته اوسلو مفاوضات حرمت الشعب الفلسطيني من حقوقه الاساسية من عودة وتقرير مصير وسمحت بالاحتلال واعترفت بالكيان الصهيوني اوجدت سلطة فلسطينية تتخذها اسرائيل كاداة للسيطرة اكثر فاسرائيل تحكم من خلال السلطة الفلسطينية التي قبلت بفلسطين البناتوستانات التي تقع فقط على 22% من مساحة فلسطين التاريخية عززت هذه الاتفاقية التبعية الفلسطينية لاسرائيل بدل من الاستقلال عنها وادت الى مزيد من المستوطنات اليهودية بدل من ان تقود الى تسوية سلمية واوجدت مزيد من الطرق الالتفافية ومزيد من مصادرة الاراضي وهدم البيوت ومزيد من التدهور الاقتصادي وهنا يظهر الفرق بين الاتفاقات بين حكومة الافريكانز البيض وحركة مناهضة الابارتايد تلك الاتفاقات التي وضعت حدا للفصل العنصري وبين اتفاقات السلطة الفلسطينة واسرائيل التي دعمت الفصل العنصري الاسرائيلي.
اذا انشأت الدولة الفلسطينية في ظل الظروف القائمة فسوف تكون مشلولة ارض لاتكاد تكون متواصلة تخترقها المستوطنات الاسرائيلية من كل جانب وتحيط بمعظم مدنها وقراها الطرق والقوات الاسرئيلية ولن يتمتع هذا الحيز الصغير المشوه الا بقليل من التكامل الداخلي وسيكون محروما من مجال التوسع لسكانه الذين ينمون بسرعه او لفلسطيني الشتات الذين يريدون العودة وسيكون معزولا عن الاردن ومعتمد على اسرائيل في حاجاته الحيويه من ماء وكهرباء وسوف تكون القدرات الاقتصادية للدولة محدودة جدا .من الواضح ان اسرئيل استغلت غموض اتفاقية اوسلو لتسيطر وتضم الى ولايتها على اكثر من 80% من الارض الفلسطينية وتوسيع سيطرتها وتغلغلها على كل مظاهر الحياة من حدود, ارض, مياه وتجارة واحكمت سيطرتها ومن خلال اوسلو لتفصل نفسها عن الفلسطينيين وتخنق اقتصادهم وتحولهم الى تابعين وهذا ما لخصه الباحث افلسطيني هشام شرابي السياسية الاسرائيلية في عملية السلام كما يلي : في حين كانت خطة رابين تستند الى نسخة مبسطة من نموذج البانتوستانات في جنوب افريقيا مع حكم ذاتي محدود بلبوس دولة فلسطينية , كانت خطة نتينياهو الى نموذج فصل عنصري بال مع حكم ذاتي محلس دون اثر للدولة .
ان الاسرائيلين مستعدين في افضل الاحوال الى قبول نوع ما من انواع الدولة الفلسطينية لكنه اتعتمد على الاسرائيليين وذات سيادة منقوصة وهم مستعدون لقبول دولة ناتجة عن الكرم الاسرائيلي والتسويات المؤلمة لا عن القبول الاسرائيلي بحق الفلسطينيين الشرعي والتاريخي بالارض وسوف يقبلون دولة تحددها الاحتياجات الامنية لاسرائيل وتقيدها مقتضياتها القومية الذاتية , لا امن ورفاهة الدولة الجديدة نفسها .



الفصل العنصري والقانون الدولي
في العشرين من تشرين الثاني عام 1963 اعتمدت الأمم المتحدة الإعلان العالمي للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري (ميثاق الأبارتهايد). وفي العام 1966 أعلنت الجمعية العامة عن يوم 21 آذار اليوم العالمي لمكافحة العنصرية و كذلك اصدرت الامم المتحدة الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصري وكانت اول وثيقة احتوت بنود صريحه لحظر الفصل العنصري والسعي لقضاء على جميع اشكال ومظاهر الفصل العنصري حيث نصت في مقدمتها على "بناء مجتمع دولي خالي من اشكال التمييز والتفرقة العنصرية "
تعلن اتفاقية الفصل العنصري الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليه عام 1973 أن الفصل العنصري يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وتقدم تعريفاً لهذه الجريمة في المادة الثانية ". في مصطلح هذه الاتفاقية، تنطبق عبارة "جريمة الفصل العنصري"، التي تشمل سياسات وممارسات العزل والتمييز العنصريين المشابهة لتلك التي تمارس في الجنوب الأفريقي، علي الأفعال اللاإنسانية الآتية، المرتكبة لغرض إقامة وإدامة هيمنة فئة عنصرية ما من البشر علي أية فئة عنصرية أخري من البشر واضطهادها إياها بصورة منهجية وتفرض التزامات على الدول الاطراف لتتبنى التدابير التشريعية اللازمة في سبيل مناهضة الفصل العنصري والمعاقبه عليها .
وبالرغم من أن إسرائيل كانت قد صادقت على الإعلان العالمي للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري في العام 1979، وأعلنت انضمامها إليه. كما جاء في ما يُعرف بـِ"وثيقة الاستقلال": "على دولة إسرائيل أن تضمن المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية بشكل تام لكل مواطنيها، دون الالتفات إلى الدين، العرق، الجنس". الا انها تمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينين بشكل ممنهج وتتخذ منه سياسة لها لحفظ كيانها كما عرّف القانون الإسرائيلي العنصرية بأنها "ملاحقة، إهانة، احتقار، عداء، عنف، التسبب بأضرار تجاه مجموعة سكانية بسبب اللون، أو الانتماء العرقي أو القومي أو الإثني"
ادانت الامم المتحدة جريمة الفصل العنصري ووضعت قانونا واضحا لمناهضته وكما حددت الجمعية العامه يوما عالميا لمكافحته واسرائيل وقعت عالاتفاقية ولكنها تمارس هذه الجريمة بحق الفلسطينيين.
كيف انتهى نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وكيف يمكن للفلسطينيين الاستفادة من تجربة جنوب افريقيا للتخلص من نظام الفصل العنصري
وساعرض في هذا المبحث الاخير تجربة السود في جنوب افريقيا في التخلص من نظام الفصل العنصري بسبب تماسكهم وممارستهم مختلف انواع النضال وتلقيهم دعم دولي انتهى بفرض عقوبات على حكومة البيض وبعدها ساقوم بطرح توصيات للفلسطينيين بامكانهم اتباعها للاستفادة من تجربة السود.
ناضل شعب جنوب افريقيا ضد ممارسات الفصل العنصري لسنوات عديده فقد كان ينفذ النضال الداخلي والخارجي بطرق متعددة كانت بدايتها سلميا فقد انتشرت الاحتجاجات والمظاهرات ، وتم اللجوء الى طرق رمزية في المقاومة في الخمسينيات من القرن العشرين. وبعد تأسيس الحركة العالمية مناهضة لنظام الأبارتايد كان رد فعل الحكومة بقمع اكبر للسكان السود، وبعد مجزرة شاربفايل عام 1960، التى راح ضحيتها 69 شخصا بعد اطلاق النار عليهم في مظاهرة كانو قد نظموها. لجئ المجلس الوطني الافريقي وغيره من حركات التحرر الى الكفاح المسلح. وكانت المقاومة محظورة في القوانين، حيث تم سجن آلاف النشطاء، ومحاكمتهم، ونفيهم او قتلهم.عندما احتج طلاب سود على منهاج مدرستهم، في جوهانسبرغ احد أحياء سويتو عام 1976، كان رد الشرطة آنذاك قتل اكثر من 300 طفل. وبعدها أدرك المجتمع الدولي ما يحصل في جنوب افريقيا. تم تنظيم حملات مقاطعة لجنوب افريقيا، ثقافيا، اقتصاديا، أكاديميا، ورياضيا.
شكل الضغط الدولي دعما لحركات التحرر الداخلية وشجع جزءا من الأقلية البيضاء على نبذ نظام الأبارتايد.
شكلت في العام 1983الجبهة الديمقراطية المتحدة من قبل اكثر من 600 منظمة مناهضة للأبارتايد، وشكلت مظلة لتوسيع النضال. وتكونت من حوالي نصف مليون عضو من منظمات دينية، لجان احياء، نقابات تجارية ونوادي رياضية.

وبعدها دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الى فرض عقوبات على دولة جنوب افريقيا لاول مرة عام 1962، وفي العام التالي تبنى مجلس الامن قرار بحظر "التطوع العسكري". وبعد سنوات قليلة فرضت امريكا وبريطانيا بيع الاسلحة لجنوب افريقيا. وفي العام 1973، اعلنت الجمعية العامة نظام الأبارتايد بانه جريمة ضد الانسانية. وتبنت الجمعية العامة برنامج عمل ضد جنوب افريقيا، تضمن حظر على البترول. وتم فرض عقوبات عسكرية ملزمة بعد ذلك بعام. وتم تجنب التعاون علميا، رياضيا، وثقافيا مع جنوب افريقيا وفي الثمانينيات من القرن الماضي، عانت جنوب افريقيا من أزمة اقتصادية تدريجيا بسبب العقوبات الدولية المتزايدة والدعم للكفاح المسلح الداخلي وارتفاع أسعار البترول وهبوط أسعار الذهب بعدها تم الغاء بعض قوانين الأبارتايد وكانت تلك الإشارات الاولى الحقيقية لبداية تفكك أيديولوجية الأبارتايد.

ومع ذلك كانت المعارضة شديدة وكان هناك عدة نكسات قبل التفاوض على ديمقراطية جنوب افريقيا عام 1990. بالكاد ألغى البرلمان بعد عامين دستور الأبارتايد، وفي عام 1994، تم تنظيم اول انتخابات ديمقراطية. فاز المجلس الوطني الافريقي فيها بنسبة 62.4٪-;---;-- من الأصوات. في 10/5/1994، تولى نيلسون مانديلا مقاليد الحكم كأول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب افريقيا. واصبحت جنوب افريقيا دولة نظام الحكم فيها برلماني، و يعتبر دستورها الأحدث في العالم.
يمكن للفلسطينيين الاستفادة من تجربة جنوب افريقيا في التخلص من نظام الفصل العنصري بالعمل اولا داخليا على مقاطعة اسرائيل اقتصاديا وسياسيا وثقافيا والعمل على تشكيل مؤسسات وجمعيات وحركات لمقاطعة البضائع الاسرائيلية ومؤسسات توعويه تعنى بالتعريف على نظام الفصل العنصري وكيفية النضال من اجل التخلص منه والعمل على انشاء شبكات وتحالفات دولية في سبيل النضال وجمع اكبر عدد من مؤيدي مناهضة نظام الفصل العنصري من خلال عرض ما يفعله الاسرائيليون من ممارسات فصل عنصري وانتهاكات لحقوق الشعب الفلسطيني وذبك باستخدام مختلف وسائل الاتصال والاعلام .
الخلاصة:
تحدثت في هذا البحث عن اوجه التشابه والاختلاف بين بانتوستانات السود والحكم الذاتي فيها وبين المعازل المحاطة بالجدار والمستوطنات التي يعيش فيها الفلسطينيون في الضفة الغربية والتي استطيع ان اسميها بانتوستانات . كل من حكومة البيض في جنوب افريقيا واسرائيل مارسا مختلف اشكال التمييز العنصري فقد تشابه النظامان في الممارسة والتطبيق : قوانين عبور, معازل, اصدار هويات , عمالة رخيصة , قوانين عنصرية وغيرها الكثير وكنت قد ذكرت في متن البحث عن العمالة الرخيصة وكيف كان البيض يستغلون السود ويجعلونهم يعملون في ادنى الوظائف ومقابل اجور زهيده كما اسرائيل استغلت الايدي العاملة ولكنها سرعان ما استبدلتها بايدي اجنبية لتضييق الخناق الاقتصادي على الفلسطينيين وفرض كلا النظامين قيود على حرية التنقل فاسرائيل من خلال الحواجز العسكرية والجدار الفاصل حرمت الفلسطينيين من التنقل في ارضهم تماما كما فعلت حكومة البيض بالسود في جنوب افريقيا بفارق ان الحركة بين البانتوستانات كانت مسهلة اكثر . وفي الحكم الذاتي والسياده المستقلة كل من السود والفلسطينيين تمتعوا بوهم الحكم الذاتي فقد عينت حكومة البيض وزراء سود وسلطة في البانتوستانات وجعلتها دمى متحركة تخضع لارادتها كذلك اسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تمارس التنسيق الامني وظلت السلطه تحت ظل اقتصاد اسرائيل مما جعل موضوع استقلال الحكم والسيادة امرا صعبا.
كان لانشاء المستوطنات التي جعلت من الضفة الغربية مناطق جغرافية متجزأه وغير متصلة الاثر الاكبر في تعزيز سياسة الفصل العنصري وكذلك الجدار الذي فصل الكثير من المدى والقرى عن بعضها البعض وفصل اليهود عن العرب وبذلك دعم من فكرة الفصل على اساس الدين . اما اتفاقية اوسلو التي عززت من نظام الفصل العنصري مما احتوته من بنود اعترفت هذه الاتفاقية بالكيان الاسرائيلي وعلى اثرها تم تقسيم الضفة الغربية الى مناطق أ, ب, ج ولم تذكر حق العوده واكدت على ضرورة التعاون مع اسرائيل.
التوصيات :
يجب على كل من المجتمع الدولي والمجتمع المحلي والعربي بكشف سياسات التمييز والفصل العنصري التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والمطالبه بتطبيق اتفاقيات الامم المتحدة بشأن مناهضة الفصل العنصري والقضاء على جميع اشكال التمييز العنصري اولا من خلال المعاهدات الملزمة للدول بعد التوقيع و المصادقة, و ثانيا من خلال لجان الامم المتحدة اللي بتقوم بالمراقبة و المتابعة للدول والنظر الى التقارير الدولية التي ترسلها الدول او منظمات حقوق الانسان والتي توثق الانتهاكات والجرائم. وتطبيق رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري الصادر سنة 2004 بشأن الجدار لانه يعد اهم عنصر استخدمه الاسرائليين في ترسيخ نظام الفصل العنصري . وتكثيف النضال بجميع انواعه وزياده الاحتجاجات والمظاهرات وتدعيم حركات مناهضة الفصل العنصري وانشاء شبكة دولية عميقة وممتدة فاعلة تكشف انتهاكات حقوق الانسان التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتعمل على نشر حملة دولية لفرض عقوبات على اسرائيل ومقاطعتها اقتصاديا , سياسيا وثقافيا.

• المراجع
حماد, مجدي,2009.النظام الاستيطاني دراسة مقارنة بين اسرائيل وجنوب افريقيا , دار الوحده , بيروت.
علي, عبد الجليل.2002, معالم عنصرية في الفكر اليهودي.دار اسامة . عمان
بشارة, مروان .2003,فلسطين-اسرائيل :سلام ام فصل عنصري .دار الكتاب . بيروت
اسماعيل, عباس.2008. عنصرية اسرائيل , مركز الزيتونة .بيروت
حريز,عبد الناصر.2002.النظام السياسي الارهابي الاسرائيلي : دراسة مقارنة مع النازية والفاشية والنظام العنصري في جنوب افريقيا , مكتبة مدبولي . القاهرة
عكاوي,ديب .2000. التمييز العنصري والقانون الدولي.مؤسسة الانوار .عكا
مناع,جودت.2004.الاحتلال الاسرائيلي والاعلام والدعاية والاقناع الاسرئيلي خلال عملية حائط الفصل العنصري . بالميديا . رام الله
حكم, نور.2009.اسرائيل والابارتايد في جنوب افريقيا نموذجين من التفرقة العنصرية. تاريخ دخول الموقع 29.3.2014http://www.albawaba.com/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-
نيوهوف.ادري.2012 . المؤتمر الوطني والافريقي دروس ملهمة في النضال ضد الاستعمار العنصري . تاريخ دخول الموقع 2-4-2014 http://www.badil.org/en/haq-alawda/item/263-article09
سلامه، عبد الغني.2012." نظام الأبارتهايد ما بين إسرائيل وجنوب إفريقيا - دراسة مقارنة". مدونة صدى الصمت.فلسطين. يوليو 01، 2012. تم التحديث 11:07 ص.تم الدخول 9 حزيران2014 . http://abedelghani.blogspot.com/2012/07/blog-post.html
حمام , انور .2004.اسرائيل والابارتهايد في جنوب افريقيا نموذجين للتفرقة العنصرية . تاريخ دخول الموقع 2-4-2014 . http://www.albawaba.com/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-
نيجيلزا , نيهروف .2010. المؤتمر الوطني الافريقي دروس ملهمة في النضال ضد الاستعمار الاستيطاني العنصري. تاريخ دخول الموقع 21-5-2014. http://www.badil.org/en/haq-alawda/item/263-article09
خالد, تيسير.2010.اسرائيل دولة ابارتايد على وقع التحولات نحو الفاشية. تاريخ دخول الموقع 12-5-2014. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=236299
عبد الرحمن , حمدي .2011. وجه السبه بين معاناة الافارقة ومعاناة الفلسطينيين . تاريخ دخول الموقع . 14-5-2014 . http://www.aleqt.com/2011/09/30/article_585196.html
فرسخ, ليلى . 2003. من جنوب افريقيا الى فلسطين. تاريخ دخول الموقع 23-5-2014. http://www.mondiploar.com/nov03/articles/farsakh.htm
عدوان, عدنان.2014.اسرائيل وجنوب افريقيا حلفاء الامس اعداء اليوم. تاريخ دخول الموقع 24-5-2014. http://www.wahdaislamyia.org/issues/146/aadwan.htm
خالد, ابراهيم . 2008. مانديلا ضرب مثالا للنضال الموجع من أجل الحرية ضد نموذج قبيح للعنصرية«الأبارتهايد» جعل جنوب إفريقيا جنة للأقلية وجحيما للغالبية. تاريخ دخول الموقع 16-5-2014. http://www.alwasatnews.com/2032/news/read/286515/1.html
محاسنة , حيدر . 2001. دراسة: إسرائيل حاصرت الفلسطينيين ببناء المستوطنات والجدار للانفصال لا الدمج. تاريخ دخول الموقع 22-5-2014 . http://www.alzaytouna.net/mobile/permalink/5185.html#.U4tr5HJ_uNh

دوجارد, جون .2010. نظام وممارسات الفصل العنصري في كل من جنوب افريقيا وفلسطين. تاريخ دخول الموقع 6-5-2014. http://www.badil.org/ar/haq-alawda/item/1721-p2

البطل , حسن . 2007. لماذا عنصرية اسرائيل هي الادهى . تاريخ دخول الموقع 6-5-2014. http://www.al-ayyam.com/--print--preview.aspx?did=57301
جمجوم , حازم .2009. من جنول افريقيا الى اسرائيل القديم الجديد في نظم الابارتايد . تاريخ دخول الموقع 24-4-2014 . http://www.badil.org/en/haq-alawda/item/144-article06
الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها. 1973. جامعة مينسوتا . http://www1.umn.edu/humanrts/arab/b011.html
الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري. 1965. جامعة مينسوتا . http://www1.umn.edu/humanrts/arab/b010.html



#رواء_حسين_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجه الشبه والاختلاف بين بانتوستانات السود في جنوب افريقيا و ...


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رواء حسين عطية - اوجه الشبه والاختلاف بين بانتوستانات السود في جنوب افريقيا وكانتونات الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة