أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى خيري - الأسس في نظام الحكم الأسلامي في العصر الراشدي















المزيد.....

الأسس في نظام الحكم الأسلامي في العصر الراشدي


مصطفى خيري

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا مناص على ان الأسلام ظهر كثورة اجتماعيه قامت اسسها على التوحيد بين القبائل المتنازعه والقضاء على العصبيه القبليه والأجتماع تحت رايه واحده وامام واحد وكانت الضروف الأجتماعيه وقتها كلها تمهد لضهور مثل هكذا ثورة توحد بين القبائل المتنازعه فكان محمد ابن عبدالله قائد هذه الثوره محطم الرموز القديمه والجالب لنظام حكم جديد قوامه التوحيد في كل شئ . فقبل ثورة الأسلام كانت ثورة قصي بن كلاب الجد الرابع لمحمد حيث انتصر لقبيلة قريش على باقي قبائل كنانه وخزاعه وجعل مكه خاصة لقريش بعد ان كانوا قريش قبائل متفرقه ضمن قبائل كنانه يعرفون بأسم بني النضر.
ادرك محمد ابن عبدالله قوة العرب فيما لو اجتمعت كلمتهم فكان له طموح يناطح السحاب اضافة الى عقليته الفذه وقوة شخصيته ومدى تحمله للمصاعب كلها عوامل جعلت منه قائدا مثاليا و اكاد ان اجزم انه قائد لم يشهد التاريخ مثله قط . كانت مكه انذاك محطه تجاريه ممتازه فكانت محطة استراحة القوافل التجاريه الماره بطريقها وبما انها محطة استراحه ممتازه وطريقها امن فقد قامت كل قبيله تمر قوافلها بمكه بوضع تمثال لأحد اسلافهم يعبدوه تقربا الى الله ويؤمنون بشفاعته لذلك اصبحت كعبة مكه محطة لعبادة مختلف الألهه ((الأسلاف)) .عندما ضهر الأسلام اراد ان يوحد العرب في كل شئ فقام اساس التوحيد على توحيد الألوهيه فحطم الأصنام والكعبات التي كانت في المنطقه وقام ولو جزئيا بالقضاء على العصبيه القبليه لكن هذا النجاح لم يدم طويلا حيث تفرق المسلمون ايام عثمان وضهرت فرقا وشيعا كثيره في الأسلام وهذه الفرق والشيع كانت طبيعيه كأي نظام يبدأ اولا ثم يتفكك بسبب الضروف الأجتماعيه وفهم الناس المتفاوت لفكره معينه وتفسيرهم لها على اساس فهمهم الخاص.اذن الأساس الأول في هذا النظام هو التوحيد.
ولكي نفهم النظام الأسلامي بالحكم علينا ان نبدأ من بعد وفاة محمد بن عبدالله مؤسس الأسلام وكيف اتفقوا في سقيفة بني ساعده ان ينصبوا ابو بكر بن قحافه خليفة للمسلمين بحيث لا يسير بالمسلمين ألا كسيرة محمد من قبله , ونحن نعلم ان هنالك اختلاف حول احقية علي بن ابي طالب بالخلافه بدلا من ابي بكر وهذا الخلاف كبير ومستمر منذ وفاة محمد الى الأن .. لكن الذي لا جدال حوله هو ان محمد لم يرشح احد للخلافه من بعده وهنالك روايه تقول انه عندما كان على فراش الموت اراد ان يكتب كتابا لن يظل المسلمون من بعده فاختلف المسلمون وهو على فراش موته فلم يكتب هذا الكتاب ولا نعلم صحة هذه الروايه هل هي صحيحه ام موضوعه والأغلب انها صحيحه .
اذن على اي اساس تم اختيار ابي بكر ؟؟ هو بالتأكيد لم يكن اختيارا على اساس القرابه او النسب وانما على اساس قرب منزلته من محمد وكبر سنه والعنصر الأهم من ذلك انه من قريش حيث قال محمد (( الأئمة من قريش )) حتى ان يوم السقيفه لما اجتمع الصحابه لأختيار امام للمسلمين اراد الأنصار ان يشاركوا بالحكم فقالوا منا امير ومنكم امير وهو يشبه نظام المحاصصه في عصرنا لكن المهاجرين رفضوا استنادا الى قول النبي .كما نعلم ان الأسلام جاء لجميع الناس وجاء ليوحد والاهم ان يقضي على العصبيه فكيف وهو بأختيار قريش يحيي العصبيه القبليه من جديد؟؟ في الواقع بحثت كثيرا ولم اجد تفسيرا مقنعا لهذا السؤال فهو تناقض واضح في مبدأ الأسلام وكأن قريش اصبحوا شعب الله المختار ولا يوجد سوى تفسيران لهذا السؤال . التفسير الأول ان هذا الحديث موضوع ومكذوب وشرع لأغراض سياسيه لكنه من نحيه اخرى ثابت في الصحيحين الذي رواه ابو بكر والحذيث الأخر عن ابي هريره وهو ((النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ)) وهذا الحديث ايضا متفق عليه .
اما التفسير الثاني هو ان محمد يبقى عربي ونشأ في بيئه عربيه بدويه ومن الطبيعي جدا ان يتعصب لقبليته ويحبها حبا جما لذلك اراد امبراطوريته ((وهو يعلم ما سيحدث لها من توسع في المستقبل)) ان يحكمها قبيلته حتى اذا حررت العالم يحكمهم قريش وهذا مبتغاه واني شخصيا اميل الى هذا الرأي . وكذلك يقال ان محمد في مرض موته لم يصلي بالمسلمين فأمر ابي بكر أن يصلي بهم وبعض الباحثيين والمؤرخيين يقولون ان هذه اشارة من محمد ان يكون ابي بكر خليفته من بعده .
اذن لم يكن هذا النظام ملكا فهو كما نعرف لا توجد عائله مالكه خالصة لها الحكم وحدها وكذلك لم يكن جمهوريا فلم نعرف حكما جمهوريا يأخذ الرئاسه مدى الحياة اذن هو حكم اسلامي عربي خالص لم يسبق له مثيل من قبل وهذا ما توصل اليه جملة من الباحثيين ومن بينهم الدكتور طه حسين .
اذن الأساس الثاني هو الأساس القرب من الرسول من حيث المنزله وليس من حيث النسب(ما عدا اذا كان حاكما لابد ان يكون من قريش كما مذكور اعلاه) ومن هنا يمكن ان نستنتج ان تظهر ارستقراطيه في هذا النظام لكن هذه الأرستقراطيه ليس كالأرسقراطيات التي نعرفها والتي تكون على اساس المكانه الأجتماعيه او المال وانما ارستقراطيه على اساس قرب المنزله من محمد والسابقه الى الأسلام الذين سموا فيما بعد بالمسلمين الأوائل وتعتبر هذه الأرستقراطيه من ابتكار هذا النظام (الأسلام ) ولم يسبق لأي نظام ان يختار قاداته على هذا الأساس فهو ليس نظام ملك بالوراثه . يقال ان عمر ابن الخطاب عندما طعن بخنجر ابي لؤلؤه واراد المسلمون منه ان يرشح احد للخلافه بعده قال لهم : (لو كان ابو عبيده حيا لأستخلفته ولو كان سالم مولى ابي حذيفه حيا لأستخلفته) .وان ابو عبيده وسالم المولى لم يكونوا من قريش .ان الذي ذهب اليه عمر هو عين العقل في تعيين الأكفأ والأحسن لأدارة امور المسلمين لكنه مع ذلك رشح ستة للخلافه من بعده كلهم من قريش ولم يخالف السنه النبويه .
الأساس الثالث هو نظام الفدراليه فكل ولايه من ولايات المسلمين عليها والي يحكم المسلمين بشرع الأسلام وهؤلاء الولاة يتم تعيينهم بواسطة الخليفه (امير المؤمنين ) كذلك له الحق في تبديلهم اذا رأى منهم كفرا صريحا أو ارتكب اثما او لم يعدل ...الخ .وقد حصل ذلك مرارا وتكرارا ومنها الحادثه المشهوره للوليد بن عقبه عندما ثبت انه شرب الخمر وصلى الفجر بالناس اربع ركعات.
وقد كانوا هؤلاء الولاة يتنافسون على الفتح في الأقطار لما فيها من فوائد خاصه وحضوه عند الخليفه فلا يمر عام الا وقد فتح بلد جديد لياخذوا السبايا والعبيد ويفرضوا الجزيه على غير المسلمين اذا الأساس الرابع هو الجهاد . وقد ابلي المسلمون في زمن عمر فأحسنوا البلاء حتى فتحوا العراق ونصف الشام و ومعظم خاراسان (ايران حاليا ) وازدادت في زمن عثمان .
يقول الدكتور طه حسين ان الجهاد كان يلهي المسلمين لكي لا يقاتلوا بعضهم فعندما توقف الجهاد خلقت المشاكل الداخليه فكانت الثوره على عثمان ومن هنا اشتعلت شرارة الفتنه بعد مقتله واني اميل الى هذا الرأي فكان عمر يعلم بذلك وكان يحتجز اصحاب السابقه بالأسلام والمسلمين الأوائل في المدينه لا يسمح لهم بالمغادره لكي لا يكونوا فرقا وشيعا لأنهم لو اصبحوا فرقا وشيعا لتفرق المسلمون وهذا ما حصل في زمن عثمان .
أما الأوضاع الأقتصاديه فقد كانت تعتمد على الجزيه من الذميين (غير المسلمين) والغنائم من الفتح والأعطيات ( الزكاة ) من المسلمين وهو الأساس الخامس والحقيقه ان الأسلام لم يقضي على الصراع الطبقي بين المسلمين انفسهم فكيف بغير المسلمين يحدثنا التاريخ ان عمر كان اعدل المسلمين حتى انه سمي بالعادل ويحدثنا كيف كان يتفقد امور الرعيه فرأى امرأة تسخن الماء لتوهم اطفالها انه طعام وتهليهم لكي يناموا فجائها عمرا بالطعام اللازم . وهذه واحده من بين ملايين الذين لم يراهم عمر ولم يسمع بهم والتي راها عمر عن طريق الصدفه فقط . فكيف باللذين لم يراهم عمر؟؟
اما الطبقات الاجتماعيه فكانت كالتالي بالدرجه الأولى العرب المسلمين وعلى رأسهم قبيلة قريش (القبيله الحاكمه)فكما نعلم ان الأسلام جاء ليقضي على العصبيه القبليه لكن واقع الأمر لن يقضي الا على شئ بسيط منها ولم يتخلص من العصبيه القبليه الا من شذ وندر والذين يقول عليهم محمد ( كالشعرة البيضاء في الثور الأسود) والدرجه الثانيه المسلمين غير العرب والدرجه الثالثه غير المسلمين الذين يدفعون الجزيه مقابل بقائهم على عقائدهم وحياتهم والدرجه الرابعه العبيد وسبايا الحرب وهم عباره عن اسرى حرب او عامة من الناس الذين فتحوا المسلميين بلادهم فأصبحوا خدم للمسلمين وكانوا يباعون في اسواق النخاسه وقد تكون السبايا على شكل هديه لخليفة المسلمين حتى ان المتوكل بالله العباسي كان يملك ثلاثة الاف جاريه وقد وطئهن جميعا .

في النهايه احب ان انوه ان الأسلام ضهر كثورة اجتماعيه تدعو للتغير ونبذ القديم ووضع قيم جديده تتناسب مع ذلك الزمن وهذه الثورات منتشره على مر التاريخ فمراحل التطور الفكري للبشر يتطور بمرور الزمن وفي كل عصر لا بد ان نشاهد مثل هذه الثورات التي تتناسب مع العصر التي ولدت فيه وعلينا ايضا ان نعتبر من دراسة التاريخ وان نستفاد من اخطاء السابقين فليس من المعقول ان نقع في نفس اخطاء السابقين وقد حصل ذلك في احيانا كثيره .



#مصطفى_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى خيري - الأسس في نظام الحكم الأسلامي في العصر الراشدي