أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن أحمد عمر - إنهم يكرمون الكلاب














المزيد.....

إنهم يكرمون الكلاب


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 08:13
المحور: كتابات ساخرة
    


ذهبت إلى هولنده فى بعثة علمية سنة1999 وكانت أول مرة فى حياتى تطا قدماى أرض القارة الأوروبية وكانت تغمرنى السعادة وأنا أركب الطائرة متوجهأ إلى هولنده وهناك أقمنا فى أحد الفنادق فى مدينة ماسترخت الواقعة على إمتداد أحد الأنهار القادمة من فرنسا واظنه نهر الراين وكانت المدينة رائعة كباقى مدن أوروبا التى كنت أقرا عنها ولكن اليوم –عندئذ—أتيحت لى الفرصة مع أصدقائى للتجول فى أوروبا فى عطلة نهاية الأسبوع فذهبنا إلى بروكسيل وذهبنا إلى بعض المدن الالمانية على حدود هولنده وذهبنا إلى أمستردام عدة مرات0
لاحظت فى هذه البلاد كمية الكرم والحفاوة الهائلة التى يعاملون بها الكلاب 00 فقد خصصوا له مكانأ للمبيت فى كل بيت وله طعام خاص يتم شراؤه من محلات خاصة تبيع طعام الكلاب , ليس هذا فحسب بل يوجد أطباء للكلاب يكشفون عليهم بمجرد حدوث أقل وعكة صحية للكلب و يستحم الكلب يوميأ بالشامبو وأفخر أنواع الصابون ويشرب اللبن عدة مرات يوميأ وتوجد حدائق ترفيهية للكلاب يلعبون فيها ويقابلون أصدقائهم من الكلاب الأخرى وإذا كان هناك كلب من فصيلة نادرة ورغب صاحب الكلب أو صاحبته فى الحصول على نفس الفصيلة قامت بمداعبة كلبتها حتى تذهب وتهز ذيلها المزركش الجميل نحو الكلب المرغوب فيه فيتم الحب والتزاوج وتخرج الكلبة وفى رحمها المطلوب 0
الغريب أيضا هو وجود بلاجات خاصة بالكلاب يعومون فيها ويتمتعون بصيف جميل وحمام شمس رائع يخرج بعده الكلب لكى يتناول وجبة شهية من اللحم أو السمك ثم تقوم صاحبته بتسريح شعره وقد تلبسه نظارة شمسية حفاظأ على عينيه العسليتيبن من الشمس المحرقة ولا أخفيك حديثا أننى رأيت الكلب يلعب مع صاحبه او صاحبته بطرق مقرفة ومقززة وقد يضع كل منهما –الكلب وصاحبه--- ثغره فوق ثغر الآخر بما يشبه التقبيل 0
ومرة كنت أمشى فى ماسترخت فسمعت خلف ظهرى صوتأ غريبا مفزعأ ولما التفتت فجأة وجدت كلبأ بارتفاع الحمار وشاهدت بوزه قريبأ من كتفى فانزعجت ولكن صاحبته تبسمت وأومأت لى بما يعنى ألا أخاف وأن أطمئن فلن يضرنى الكلب فى شىء0
حزنت حزنأ شديدا على الكلاب فى مصر التى لا يهتم بها أحد بل يقتلونها بالبندقية بحجة أنها كلاب ضالة وتنقل الأمراض ناهيك عن قتلها بأيادى الناس ما بين ضرب بالرصاص أو شنق بحبل أو إغراق فى بحر حتى يفطس 0
الكلاب موجودة على مر التاريخ فهى تستخدم فى حراسة المنازل والحدائق والأغنام والماعز وباقى الممتلكات والكلب مخلوق مخلص يفهم أوامر صاحبه وينفذها حرفيأ ولا ينقص منها شيئأ والأهم من كل ذلك أن ما يسمى بالكلاب البولبسية يتدرب على الإمساك بالمجرمين وتجار المخدرات ويستخدم حاسته القوية فى الشم فى الوصول إلى المخدرات والمسروقات وأماكن تواجد اللصوص والمجرمين كما تستخدم الكلاب الشرسة والمتوحشة فى الهجوم على المساجين السياسيين فى الدول التى يحكمها الإستبداد والديكتاتورية والحكم الشمولى التى يتحول فيها الحاكم إلى إله والرعية إلى عبيد والأمثلة بالعشرات ولا تزال موجودة حتى يومنا هذا فى عصر التقدم والإزدهار والحرية والديموقراطية التى تفرض نفسها رغم أنف المستبدين0
الكلاب مظلومة ومقهورة فى بلادنا ولا تجد لقمة عيش تأكلها وتطرد من كل مكان وتقتل ويوضع لها السم فى الخبز بل والدبابيس حتى تتعذب أثناء موتها فمن أين جاءتنا هذه القسوة حتى فى حق الكلاب التى تحرس ممتلكاتنا وأشياءنا
أليس من الأفضل وضع تقنين لتربية الكلاب حتى يهتم بها صاحبها ويعالجها إذا مرضت لأن أمراضها إذا لم تقاوم سوف تنتشر وتصيب الكبار والصغار وتملؤ الدنيابالأوبئة الخطيرة وأخطرها داء الكلب وأنواع مزعجة من الديدان والطفيليات التى تهلك الإنسان وتقضى على حياته
أننى لا أحقد على كلاب أوروبا بل أحسدها على النعيم الذى ترفل فى عزه والراحة النفسية التى تتمتع بها هذه الكلاب وأستطيع بكل قوة أن أسمى هذا العصر فى أوروبا العصر الذهبى للكلاب وأن أسمى نفس العصر بالنسبة لكلاب مصر بالعصر الأسود للكلاب لأن الكلاب قد ضاعت فى الشوارع فلا تجد من يطعمها أو يسقيها أو يقدم لها نظرة حنان ولكنها تطرد شر طردة وتقتل شر قتلة دون أى ذنب جنته أو أى جريمة فعلتها غير وجودها اللاإرادى فوق ظهر الأرض0



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبل السلام
- حساب الملكين
- حوار الأصولى مع القرآنى
- ميراث الكتاب
- إنهم يظلمون الحمير
- بشر مثلكم
- ضائعون
- ولكن ليطمئن قلبى
- حوار بين مسلم أصولى ومسلم قرآنى
- الإنسان النموذجى فى عالمنا العربى هو الصامت الخانع
- التدين الجهرى00صناعة بشرية
- من المسئول عن فكر التكفير ؟؟
- أطفال فى النار
- يا عالم يا هوه.. الإنسان فخخوه
- حقوق ألمطلقات وألأيامى فى العالم العربى
- لا تعادى
- رد على مقال إبراهيم الجندى ألإنسان أصله جحش
- ألتسول بإسم الدين
- حقوق المرأة فريضة من الله وليست هبة من الرجال
- فى البلاد العربية ..من الذى جعل ضابط الشرطة إلهأ ؟؟؟


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن أحمد عمر - إنهم يكرمون الكلاب