أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فهد احمد ابو شمعه - نسبية الاخلاق وفلسفتها وعلاقتها بالدين















المزيد.....

نسبية الاخلاق وفلسفتها وعلاقتها بالدين


فهد احمد ابو شمعه

الحوار المتمدن-العدد: 4593 - 2014 / 10 / 4 - 00:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرف الاخلاق ومفردها خلق على انها مجموعة الطباع والسجايا في الشخص ,وتعرف على انها منظومه من القيم التي تنظم علاقات الناس ببعضهم وبمجتمعهم , والتي اجمع الناس في مجتمع ما ، في زمن ما . على انها غاية الصلاح والخير والفضيله ,
والاخلاقيات تعرف على انها تلك المعايير او تلك المرجعيه او تلك القاعده التي يحكم ويقاس عليها افعال وصفات وسلوكيات وعلاقات الناس ببعضهم ،ومتعارف عليها كوثيقه غير مكتوبه , وهي تختلف عن القوانين ومخالفها لا تقع عليه بالضروره مسؤوليه قانونيه ,فليس كل مايتعارض مع الاخلاق يكون متعارضا مع القانون , كما ان ليس كل مايتعارض مع القوانين بالضروره يتعارض مع الاخلاق , ولكن هناك المسؤوليه الاخلاقيه امام المجتمع وامام الذات, وللاخلاق سلطه ذاتيه مستقله تمارس سلطتها ذاتيا امام مرآة الضمير .
وعلاقة الاخلاق بالدين هي علاقه وثيقه وقديمه في تاريخ البشر , رغم كونهما الدين والاخلاق مفهومان مختلفان, فالدين عباره عن معتقدات وطقوس تنظم علاقة الانسان بمقدساته وخالقه ، واما الاخلاق فهي كما قلنا من قبل هي منظومة القيم التي تنظم علاقة الافراد بعضهم ببعض وبالمجتمع من حولهم , وسبب توثق تلك العلاقه هو ان الاديان قد اخذت بالقيم الاخلاقيه العامه والسائده في محيط ومهد وزمن نشوءها وجعلتها من صميم تعاليمهما ونصوصها وتشريعاتها , واعطت لنفسها الحق في بعض الاحيان في صياغتها وقولبتها بما يتناسب مع خطوطها ونهجها ومصالحها , وربطتها بمفهوم العقاب والثواب ,فاصبح السلوك الاخلاقي دافعه الخوف من العقاب او الطمع في الثواب , بدل ان يكون دافعه السلوك الانساني السوي والوعي السليم والضمير .
لا شك ان الاديان وخصوصا الاسلام تبنت القيم الاخلاقيه ودعت الى مكارم الاخلاق فالنبي محمد عليه السلام يقول " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق " ويصفه الله بقوله " وانك لعلى خلق عظيم " والقران الكريم في اياته عنا عنايه بالغه في هذا الشأن وحض على الكثير من القيم الاخلاقيه كالعدل والصدق والامانه .
ولا يعني هذا ان هذه القيم كانت مفقوده عند العرب قيل مجيء الاسلام بل كانت من صميم ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وعملوا بها وامتدحوها وتغنوا بها في ادبهم واشعارهم , فعكست لنا الكثير من خطبهم واشعاهم مدى اهتمامهم بالقيم الاخلاقيه , واعتزازهم بها فنجد عنتره ابن شداد يقول في احد ابياته :
يخبرك من شهد الوقائع أنني **** أغشي الوغي وأعف عند المغنم.
وفي بيت اخر يقول :
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي ...حتى يُواري جارتي مأْواها.
ويقول عروه ابن الورد :
وإن جارتي ألوتْ رياحٌ بيتها ....تغافَلْتُ حتّى يسترَ البيتُ جانبه.
وهناك الكثير الكثير من الابيات والقصائد التي تتغنى بحسن الطباع والسجايا ومكارم الاخلاق
هل الاخلاق نسبيه ؟
كثيرا مايثار هذا السؤال الجدلي الكبير دون الوصول الى ااجماع اواتفاق حول الاجابه عنه , في رأيي ان الاخلاق نسبيه ومتغيره بتغير الزمان والمكان واختلاف وتطور الثقافات ، و لانها تخضع لواقع وفهم الناس ، كما يحكمها الواقع الاجتماعي المتغير, والواقع الاقتصادي , والاخلاق كسلوك وآداب تتحكم فيها الانماط التربويه والبيآت الاجتماعيه المختلفه كذلك تاثير المجتمع في الناس بالاعتياد فالعاده تلعب دورا مهما لان اعتياد الشيء يؤهله لان يكون ثابتا ومقبولا حتى لو تعارض مع مفهوم اخلاقي متفق عليه في مجتمع اخر , او في زمن اخر , ولكن يعترض الكثيرين على القول بنسبية الاخلاق , ويعتبرون ان القيم الاخلاقيه هي مبادىء عامه وثابته ومطلقه وذات منشأ ديني وانه لايمكن ان يختلف اثنان على ان القتل والزنى والسرقه والكذب هي اعمال شائنه وغيراخلاقيه بدليل ان الاديان السماويه جميعها اقرت ذلك , وهم بهذا المنطق يخلطون مابين النسبيه والتضاد , ومع ذلك فمايقولونه صحيح ومجمع عليه بالمنطق العقلاني (النسبي ) وليس الديني , فاذا اتفقنا جميعا بمنطقنا العقلي ( النسبي )على ان القتل والسرقه والزنى وتحت اي ظرف ومسمى هي امور مذمومه وغير اخلاقيه فهل نلتقي مع المرجعيه الاخلاقيه الدينيه في ذلك تمام الالتقاء , اولا لنتفق على قاعده ننطلق منها في بحث هذا الامر , هل مرجعيتنا هنا في اعتماد المبدأ الاخلاقي هي مرجعية منطق العقل البشري , ام المرجعيه العقائديه الدينيه الموحى بها ؟ اذا اعتمدنا الخيار الاول فلا مفر لنا من الاعتراف بمحدودية العقل وبالتالي نسبيته , لان اي حقيقه يتوصل اليها العقل تكون نسبيه وتفيد فقط في ظرف زماني ومكاني محدد , واي حقيقه مهما بدت مطابقه لواقع , فلن يكون هناك ضمان لوجود واقع ثابت غير متغير , , وهذا الرأىء القائل بالمحدوديه يأخذ به اتباع الديانات المختلفه . واذا اعتمدنا الخيار الثاني , فسنقع اولا في اشكالية اختلاف القيم باختلاف الاديان والمذاهب وثانيا سنقع في تصادم مع انفسنا ومع اصحاب المرجعيه العقليه , اذ كيف سنبرر اللا اخلاقيه في قتل الاطفال يتقديمهم كقرابين في بعض الديانات القديمه ومنها اليهوديه كما يعتقد في بدايات تكوينها , وكيف سنبرر اخلاقيا دعوة اله اليهود في التوراه الى قتل الاطفال والنساء حيث نجد هذه الدعوات متناثره في الكثير من نصوص التوراه , كذلك الانجيل لا يخلو من امثال تلك النصوص وغيرها الكثير التي تدعو لقتل الاطفال وشق البطون , ولا يتسع المجال لادراجها هنا , وكيف سنبرر اخلاقيا قتل المرتد في الاسلام الا يتعارض ذلك مع مبدأهام ومقدس هو مبدأ حرية الفكر والاعتقاد , وكيف يمكننا ايجاد تبرير اخلاقي لعملية نهب اموال الناس وممتلكاتهم ونسائهم تحت مسمى الغنائم , الا يمارس تنظيم داعش هذه الايام ايشع الممارسات اللا اخلاقيه من قتل ونهب وسرقه وتطهير عرقي تحت مسميات عده وبغطاء ديني .
في الخلاصه فانه لا مفر من الاخذ بالفلسفه القائله بنسبية الاخلاق , واخيرا اقول انه اذا اردنا مواكبة الحداثه والتطورات المذهله التى تحدث في العالم من حولنا وتخطي حالة التخلف والهوان التي نعيشها اليوم وحالة الافتقار شبه التام للتنميه بكافة اشكالها فيجب علينا اعادة النظر في الكثير من معاييرنا الاخلاقيه التى تعاني من الاهتراء والاختلال , لان لذلك علاقه وطيده بعجزنا عن انجاز تنميه ثقافيه وسياسيه واقتصاديه متطوره.



#فهد_احمد_ابو_شمعه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب محفوظ
- مأزق الاسطورة
- العلمانيه كحتميه لتطور الوعي


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فهد احمد ابو شمعه - نسبية الاخلاق وفلسفتها وعلاقتها بالدين