أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - وقفة تأمل في استشهاد مصطفى مزياني















المزيد.....

وقفة تأمل في استشهاد مصطفى مزياني


محمد حومد

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد فقدت الحركة الطلابية المغربية بشكل خاص والحركة الماركسية اللينينية المغربية بشكل عام أحد المناضلين القلائل في زمن الردة وزمن طعنات الغدر من الخلف. فقدت مناضلا تميز عن جدارة واستحقاق بمقاومة وصمود لامنتهيين، جسد من خلالهما على أرض الواقع وفي ساحة النضال، بدمائه الزكية شعار المجانية أو الاستشهاد . إن في تحديه للجلادين بشتى تلاوينهم وإصراره على خوض الإضراب عن الطعام إلى غاية تحقيق مطالبه المادية والديمقراطية (مطالب الجماهير الشعبية) وعلى رأسها متابعة الدراسة بدون قيد أو شرط دلالات عميقة.
إذا كان البعض من أشباه المناضلين، يريد أن يقلل من حجم معركة الشهيد، والبعض الآخر يريد الطعن فيها، فلا هذا ولا ذاك باستطاعته نفي أن الإضراب عن الطعام ولمدة 72 يوما تحت دفئ أرصفة الجامعة وأسرة المستعجلات (مصفد اليدين) وزنازن السجن هو معاناة قاسية جدا، وآلام وجراح لا تروى ولا يمكن للقلم أن يعكس الصورة الحقيقية والفعلية لتلك المشاهد واللحظات المروعة من المعركة البطولية.
فلا هذا ولا ذاك باستطاعته نفي الصلابة الثورية والصمود القتالي الذي ألهمنا به الشهيد مصطفى مزياني في ملحمة أسطورية أحيت فينا ومن جديد المعارك البطولية والتاريخية لكل من سعيدة والدريدي وبلهواري وشباضة...
إن الحياة عند الإنسان، فبالأحرى المناضل، هي أسمى ما يملك. ولهذا، فالمناضل الحقيقي لن يقبل بالذل والمهانة. فهو دائما ثواق للتحرر والحرية والتعلم والانعتاق، وبدونها فلا حياة لمن يدب فوق الأرض. إن الشهيد مصطفى مزياني وضع حياته والتحصيل العلمي كحق له ولأبناء الشعب في كفة واحدة. فإما انتزاع ذلك الحق أو الموت على أيادي الهمجية والبربرية. وبحكم من يمتلك اليوم بعض الخيوط البالية من أطلال الحكم لا يعيرون للعلم أي اهتمام، فبالعكس إنهم يسعون وبتفان غير مرتقب لأن يعم الجهل ويغيب العلم في صفوف الشعب المغربي، حيث اختاروا قتل المناضل مصطفى مزياني واغتيال العلم في صمت إعلامي رهيب وطنيا ودوليا. وفي المقابل، توزع شهادات فخرية من دكتوراه وماستر على أناس لم تطأ أقدامهم رحاب الجامعات.. إنها لمفارقات غريبة وعجيبة.. مفارقات الصراع الطبقي ببلادنا.

إنهم يصرون على محاصرة المناضلين وأبناء الشعب ومصادرة حقهم في التحصيل العلمي. فدماء الشهيد مصطفى لازالت تروي بهو الكلية.. وها هو المناضل عادل أوتنيل يحرم من تقديم أطروحته في الدكتوراه، حيث يجد نفسه مضطرا لخوض، هو الآخر، اعتصام في الجامعة. فأين أنتم يا أصحاب النصائح والطعونات؟ فهل يستسلم الأستاذ الباحث عادل للقرارات المجحفة أم يقاوم؟ ما العمل الآن؟
لا أنتظر منكم جوابا..
وهل ستنتظر الجمعيات والهيآت ودعاة الماركسية شهادة أخرى للإدانة وإصدار بيانات التنديد والبكاء على الأطلال، والصراخ والعويل والسير وراء جنازة الشهيد...؟

إنها وقفة تأملية في الوضع الراهن، وضع المد الظلامي بشتى تلاوينه. فبعد أن انكسرت شوكته في محاربة المناضلين في بداية التسعينيات رغم هجماته البربرية، ها هو اليوم يستغل موقعه السياسي ليتمم هجمته الشرسة. إنه اليد الإجرامية للنظام التي تنفذ عملية القتل الممنهج في حق رفاق مصطفى مزياني. فبعد 72 يوما من الجوع و والقهر والآلام الظاهرة والباطنية في بهو كلية العلوم تشبثا بحقه البسيط، الحق المقدس في التعليم، لم تحرك الجهات المسؤولة مباشرة ساكنا لإنقاذ حياته، وهو في ريعان شبابه. لقد صادرت حقه في التعليم وصادرت حقه في الحياة وصادرت حق عائلته التي أرهقها الترحال على طول خطوط المعاناة ماديا ومعنويا، ناهيك عن الفاجعة الدائمة في احتضان ومعانقة ابنها قبل تحية الوداع. إنها الحكومة الإسلامية التي تحكم ما تبقى لها من فتات النظام. إن القوى الظلامية التي تغتال المناضلين والفكر الثوري بهمجية ووحشية ستظل تغتال المناضلين الثوريين طالما سنحت لها الفرصة. ذلك، فبعد أن جندت جيوشها وطاردت المناضلين كعادتها خارج وداخل الجامعة وأشعلت فتيل الحرب في رحاب الجامعة، هذه الحرب التي لا يدري أحد نهايتها، بدأت تذرف دموع التماسيح وتزج بالمناضلين في غياهب السجون لاجتثاث الفعل الثوري، وتآمرت الأيادي القذرة العلنية والسرية للنيل من عزيمة المناضلين. إن صمود المعتقلين سيفضح هذه المؤامرة الدنيئة، ونضالهم وحده هو الكفيل بالدفاع عن قضيتهم، قضيتنا التي لازلنا عاجزين عن القيام بالدور المطلوب.. فاحتجاجاتنا لازالت محدودة، ولم نستغل بعد كل الإمكانات المتاحة والممكن استعمالها لفك الحصار المادي والإعلامي على القابعين وراء القضبان على طول خريطة الوطن.
فهل سننتظر إلى أن يسقط الشهيد تلو الآخرن لكي نغرد خارج السرب؟
فهل سننتظر المناسبات والذكريات لنرفع الأعلام لحظة ونتركها إلى أجل غير مسمى لحظة أخرى؟
هل ننتظر حتى الاستشهاد أو الاغتيال، لكي نقر بتضحيات المناضل ونشيد بماركسيته اللينينية، وقبل ذلك ندس السموم لإعاقة النهوض النضالي؟
إن الواجب النضالي يفرض علينا التقدم في الميدان، أي المهمات الملحة لتنظيم الذوات وإعطاء هذه المهمة الحيز الأكبر عوض التبحر والتيه في نقاشات ومواضيع لن تستقيم وتؤطر إلا من خلال تطور وتصور الذات الثورية القادرة على توجيه العمل السياسي.
في هذا اليوم الذي تفصلنا فيه عن رحيل أحد أبطال المقاومة والصمود الشهيد وبحق شهيد النضال الثوري مصطفى مزياني بالكاد أربعين يوما، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالا وإكراما لروحه الطاهرة ولتضحياته الجسيمة في الدفاع عن مطالب الجماهير الشعبية.. لا يسعنا إلا أن نرفع تحية العزة والكرامة لعائلة الشهيد التي ذاقت النصيب الأكبر من المعاناة والملاحقات قبل وبعد اغتيال فلذة كبدها الذي هو قطعة منها قبل أن يكون مناضلا للشعب المغربي. لا يسعنا إلا أن نرفع تحية النضال للغيورين والمتعاطفين مع قضيته/قضيتنا الذين أبوا إلا أن يجسدوا دورهم المبدئي في الوقوف بجانب الشهيد ومعركته التاريخية وبجانب عائلته الصغيرة وهي تعاني من ويلات المحن والقتل الممنهج من طرف الجلادين..
لا يسعنا إلا ان نرفع التحايا الخالدة لرفاق دربه الذين كانوا جزء من ملحمته التاريخية والذين رافقوه طيلة مسيرة الإضراب البطولي منذ إعلانه الاضراب عن الطعام، فعايشوا معاناته اليومية من الجامعة إلى المستشفى، ومن المستشفى إلى السجن، ومن السجن إلى المستشفى، ومن المستشفى إلى متواه الأخير.. كل التحية لهم وهم ينتظرون لحظاته الأخيرة، لحظات الوداع الغادر خلف زجاج قاعة العمليات بالمركب الجامعي.. لقد عايشوا مصيره يوما بعد يوم، وكانوا أقرب الأقربين لعائلته.
لقد قاموا بالتشهير والفضح والتنديد ميدانيا وعبر شبكات التواصل الاجتماعية.. فتحية لكل مناضل ساهم من بعيد أو من قريب في التعريف بالشهيد وبقضيته ولو بعد تقديم نفسه قربانا من أجل أبناء الشعب ومن أجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي في متناول الجميع..

محمد حومد



#محمد_حومد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد -عقلاء- حزب النهج الديمقراطي؟
- التحليل الملموس للواقع الملموس كفى من الانتظارية!!
- ديمقراطية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على-كف عفريت-!!
- هل من عقلاء داخل حزب النهج الديمقراطي؟ !!
- تغطية موجزة حول ندوة حقوق الإنسان بالمغرب بمونتريال
- في طعنات الخلف -الثورية-
- لا ممارسة نقابية مؤثرة بدون ممارسة سياسية منظمة
- القاعديون من هم ؟ وماذا يريدون؟ عنوان على عنوان
- في أدبيات النضال الثوري -المتياسرون- أم الظلاميون! أيهما مر


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حومد - وقفة تأمل في استشهاد مصطفى مزياني