أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -الفئران- عباس دويكات















المزيد.....

رواية -الفئران- عباس دويكات


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 16:05
المحور: الادب والفن
    




رواية "الفئران"
عباس دويكات
هذا العمل الروائي الثالث الذي يقدمه لنا الروائي عباس دويكات، فبعد رواية "عين الدرج" و"الميراث المر" كانت "الفئران" وهي من منشورات دارا الفاروق، نابلس 2014، ما يمز هذا العمل وجود أكثر من سارد، فهناك كلا من "الزرزور، ماجد، سمر، الملهوف، عزيزة" وقد قدموا لنا أحداث الرواية من عدة زوايا، تدور الأحداث في إحدى القرى الفلسطينية "خربة باب الهوى" ومخيم "الثوار"ومخيم "الغريب" ومدينة "العالية" فالأسماء كلها كانت وهمية، حتى يشعر كل متلقي بان أحداث الرواية قد حدثت في منطقته، فهناك شبه توافق في وصف كافة المدن الفلسطينية، حيث يوجد في محيط كل مدينة مخيم أو أكثر، ومسألة طبيعية أن تكون القرى حاضرة أيضا.
تتناول الرواية عملية إسقاط المواطنين الفلسطينيين في شباك المخابرات الإسرائيلية، فكافة أبطال الرواية كانوا ساقطين امنيا أو أخلاقيا، وإذا استثنينا شخصيات "الزرزور وفوقية وعزيزة" الساقطين أخلاقيا، تكون بقية الشخصيات ساقطة امنيا وأخلاقيا معا، وهنا الكل كان يساهم في الانزلاق الاجتماعي في البيئة الفلسطينية، المرأة والرجل والشاب والفتاة، ورجل المخابرات "الكابتن سامي" حتى المجتمع والسلطة لعبا دورا سلبيا في انحطاط أبطال الرواية، فالأحداث والشخصيات بمجملها كانت سلبية بالمطلق، ولم نجد أي شخصية كانت تعمل على الحد من عملية الانزلاق والتقهقر، بل العكس تماما، الكل يعمل على تسارع الانزلاق وفعل الرذيلة، والكل يسابق الآخر الوصول أسرع إلى قاع الحفرة، إن كانت أمنية أم أخلاقية.
الرواية واقعية في أحداثها، حيث يمكن اعتبارها من الروايات التاريخية، التي تؤرخ للواقع الفلسطيني المعاصر، خاصة في الزمن ما يطلق عليه "انتفاضة الأقصى" ورغم استخدام أسماء مواقع جغرافية وهمية، إلا أنها كانت ترسم عملية دخول جيش الاحتلال لمدينة نابلس تحديد، وكيف تم حصر المقاتلين في منطلقة معينة ثم استسلامهم.
الشخصيات الروائية موزعة بين الذكور والإناث، الجميع يبحث عن مصالحه الشخصية، منهم من يجدها في التعامل مع ضابط المخابرات، ومنهم من يجدها في إشباع غريزته الجنسية، وهنا الجميع كان سلبيا، فلا فرق بين الرجل والمرأة، كلاهما ساهم في انزلاق الآخر، فكانوا بمجملهم يتساقطوا ويسقطوا، يتاجرون بالوطن والمواطن، ويبيعون اقرب الناس عليهم مقابل المال الذي يقدمه "الكابتن سامي".
أما بخصوص الأحداث فهي بمجملها كانت سوداء، حتى أن المتلقي لا يجد شخصية واحدة تعلب دورا ايجابيا، فحجم السقوط ونوعية السقوط والأفراد المتساقطين والسلطة التي ينخرها المتنفذون كما ينخر السوس الخشب، فكل من وجد في الرواية كان سلبيا، والأحداث بطبيعة الحال كذلك.
نهاية الفئران البشرية
قبل الانتقال إلى التفاصيل في الرواية نود الإشارة إلى انتقام القدر / الكاتب من كافة شخصيات الرواية، فالزروزر الذي باع جسده لفوقية ثم أصبح يلعب لعبتها مع عزيزة، هروب إلى الأردن وهناك ـ قيل بأنه يعتاش من التسول، أما سمر فبعد موت زوجها "عمري" تغادر "خربة باب الهوى" إلى مكان لا احد يعرفها، أما فوقية فتموت بطيئا وبألم معا بعد إصابتها بجلطة دماغية، حيث يقوم عشيقها "الزرزور" بمضاجعة "عزيزة" أمامها وفي عليتها، وهذا كان يشكل لها ألما ووجعا إضافة لما تعانيه من مرض الذي سبب لها عدم القدرة على الكلام أو الحركة.
ونجد عمري يمرض بمرض السرطان وهو في سن الستة والأربعين من عمره، والذي يكتشف ـ متأخرا ـ بخيانة زوجته "سمر" مع "عبد الخالق" الذي كانت تقضي معه ساعات من الخلوة والمتعة "ـ كنت مع عبد الخالق، كل مرة أسافر لمدينة الخروب نمضي ساعتين أو ثلاثة في شقة خاصة له.
ـ لماذا يا سمر؟ لماذا يا سمر؟ الم أكن أعطيك ما يكفيك؟ ألم أمارس معك ما يمارسه عبد الخالق؟
ـ كان رجلا قويا، يشعرني بأني امرأة حقيقية، يسمعني أجمل الكلام" ص273، عذاب "عمري" لم يكن بسبب المرض وحسب، بل هناك ألما أشد وجعا عليه، ما سمعه من زوجته "سمر" خيانته مع كان يعتقد أنه يقدم له العون، رجل مخابرات لا يعرف أصله من فصله، رجل ظل، له أسماء عديدة، ولا يوجد له مكان إقامة، فيا لها من سقطة مروعة تلك التي أقدمت عليها "سمر"
أما "عمري فقد أعترف لها بأنه قد خانها أكثر من مرة مع الغانيات التي كان يقابلهن في فنادق تل ابيب، "قال لي عمري أثناء حديثه، لقد خنتك يا سمر، خنتك أكثر من مرة، كنت كلما ذهب لمقابلة الكابتن، وأغيب ليومين أو ثلاثة، انزل في فندق من الدرجة الأولى، كان سامي يحجزه لي مكانا فيه، ويحضر لي صبية لم تتجاوز العشرين أمارس معها الجنس طيلة اليومين" ص272.
ومن المسائل التي تشير إلى انتقام الكاتب من شخصيات الرواية، إقدام "عمري" على بيع المنزل الذي يعيش فيه ووضع كافة ممتلكاته باسم ابنه وبنته، ولا يبقي لزوجته "سمر"
" ـ أنا جمعت مبلغ لا باس به من المال، وضعته في البنك باسم الولد والبنت، حتى يعيشوا حياتهم بدون حاجة لأحد
ـ وكمانن ماذا فعلت؟
ـ بعت البيت بثمن جيد، وضعت نصف ثمنه باسم الولد، والنصف الثاني باسمك واسم البنت.
ـ طيب، الله لا يخلف عليك، يعني بعد كل هالعمر ربع ثمن البيت، والكل للولد والبنت" ص272، في الحوار السابق نجد طغيان العلاقة المادة التي تجمع بين "عمري وسمر" فهما هنا لم يكن تجمعهما علاقة زوجية، بل مادية، يحسبون كل شيء بالمال فقط، وهذا يشير على هشاشة العلاقة بين عملاء المخابرات، رغم شكلها المتين.
أما بخصوص "عزيزة" التي مارست الرذيلة مع "الزرزور" يتم إبعادها إلى مدينة "القمر" وهو حامل، منتظره تهديد والدها لها بالقتل بعد أن تضع حملها، فتكون وحيدة مع ابنتها وبعيده عن قريتها "الخربة" وعن أهليها.
أما "احمد الملهوف" فيموت قتيلا على يد مجهول، وتختلف الروايات حول مقتله،" ... لم يقتل على يد قوات الاحتلال، بل قتل على يد أفراد من أبناء مخيم الغريب، البعض يقول أن مقتله كان تصفية حسابات بين أجنحة مختلفة من التنظيمات، وآخرون يقولون إنه قتل لتحرشه وتعديه على بنت من بنات الغريب" ص279، الموت هنا لم يكن جسديا وحسب، بل موت يمس الشخصية ذاتها، موت يمس كرامة الإنسان، سمعته، فهنا كانت نهايته لا تقل ألما عن رفاقه الآخرين.
يبقى أن نقول بان الكاتب استطاع الربط بين الأحداث والشخصيات بطريقة رائعة، وكانت عملية تعدد الرواة تحسب للكاتب وتدعم النص.
غياب الأب في النص الروائي
الرواية شبه خالية من فاعلية الأب، فإذا استثنينا شخصية "أبو عزيزة" الذي يعمل على تأخير زواج ابنته "عزيزة" من "الزرزور" فنكاد لا نجد أي أب ـ فاعل ـ في الرواية، حتى عندما تم تناول قضية "عمري وعائلته" في الرواية كنا يتصرفان وكأنهما بلا أولاد، وما كان ذكر الأولاد إلا لزيادة الألم الذي يرد الكاتب أن يعاقب به "سمر"، فهما سيكونا عبئا عليها، ويحدان من حركتها، ومن ثم يمنعانها من ممارسة الرذيلة التي تتشبع بها.
وهنا لا بد أن الإشارة إلى الحالة النفسية التي تأثر على طبيعة العمل الروائي، فالكاتب كأب يحمل في داخله مشاعر الأبوة اتجاه أبنائه، فهو الذي لم يبخل عليهم بشيء ـ مادي أم روحي ـ وأنشأهم بطريقة سوية، يحمل ـ في ألا شعور ـ صورة الأب المعطاء، المتفاني في تربية الأولاد، من هنا انعكست هذه الفكرة الموجودة في ألا وعي على أبطال روايته، فلم يكن هناك أي أب ـ فاعل ـ في الرواية، حتى "الزرزور" الذي مارس الجنس لأول مرة مع "فوقية" هو لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره، استمر في السعي وراء شهوته وشهوة "فوقية" إلى أن تجاوز الأربعين من عمره، فقدمه لنا الكاتب كشخص لا يفكر إلا بالجنس والبحث عن اللذة والمتعة.
فهل كان "الزرزور" لا يفكر ـ أبدا ـ بان يكون أبا كما هو حال الآخرين؟، علما بان مفهوم العزوة والتفاخر بالأولاد يعد احد أهم سمات المجتمع القروي الفلسطيني، لكن هذه إشارة تأكد مسألة انعكاس فكرة الأب الايجابي على الكاتب، فتم محو صورته من الرواية، لكي تبقى زاهية وبعيدة عن التشويه الذي اتصفت به شخصيات الرواية السلبية.
صورة الأم
إما الأم فهي كانت تعمل على ـ ترقيع ـ ما يفسده المجتمع، فأم "فوقية" عملت على رتق ما فعلته ابنتها من خلال علاقتها المحرمة مع "الأفندي أبو حسن" فتقوم بتزويجها لرجل فقير يعمل في المحرقة ـ مكب النفايات ـ وكريه الرائحة، حتى بعد استحمامه تكون رائحته قذرة، وأم "عزيزة" تعمل على ستر الفضيحة التي أقدمت عليها ابنتها بعدما تبين أنها حامل، فتعمل جاهدة على الإسراع بزواجها من "الزرزور" والذي يؤخره الأب ـ دون أن يعلم بحمل ابنته ـ إلى أن تصل شهرها الثالث.
إما "فوقية" الأم "لشاهر" و "لنسناس" فكانت تفرغ شهوتها مع "الزروزر" دون أن تلقي بالا لمسألة الأمومة، فهي عمليا لم تكن تحمل من صفات الأم أي شيء، فكانت مجرد امرأة جموح شبه غانية ليس أكثر.
فكانت كافة الشخصيات وكأنها بلا أم أو أب، شخصيات شابة، تعيش خارج إطار الأسرة أو العائلة، تعمل حسب أهواءها ونزواتها، فنجد "عمري وسمر" يذهبان في رحالة استجمام وغرام إلى عمان وكأنهما عريسين، وهنا نستنتج أيضا تعلق الكاتب بالأسرة ، فمن خلال ما قدمه لنا من شخصيات وأحداث روائية، يتأكد لنا بان تجنبه للجانب الأسري في الرواية يعود أيضا إلى الصورة الايجابية التي تشكلها الأسرة في ذهن الكاتب، فلم يرد ـ في ألا وعي ـ أن يشوه صورتها.
الجنس والعمالة
إما أحداث الرواية فهي في مجملها إما متعلقة بالجنس أو بفعل الخيانة وتقديم المعلومات "للكابتن سامي" أو تنفيذ أوامره، كما نجد بان فعل الرذيلة والخيانة يتم توريثه للآخرين، وأيضا يتم تطويره، فنجد "الأفندي أبو حسن" يورث "فوقية" مفهوم الخيانة الزوجية وفعل الزنا، وهي بدورها تنقله إلى "الزرزور" الذي يقدمه إلى "عزيزة" والتي تحمل منه، فهنا كانت العلاقة المحرمة بين "فوقية وأبو حسن" تكرر مع "فوقية والزرزور" ثم مع "الزرزور وعزيزة"، فكل هذا الشخصيات قامت بالخيانة إما للزوج أو للعائلة، وأقدمت على فعل الحرام، ليس مرة واحدة، وإنما مرات كثيرة ومتعددة، وفي أوقات زمنية متباينة، كما أنها لم تشعر بالذنب بتاتا، وكانت تعتبر هذا الزنا أمرا طبيعيا، ودون أي تأنيب للضمير، كما نجده فعلا مستديما ـ كما هو حال "فوقية والزرزور" فهما كانا يقدمان على فعل الزنا وكأنهما زوجين، ويعملا على إزالة العوائق والموانع ـ في حالة وجودها ـ معا.
ونجد "الزرزور" يتنكر لكل الخدمات ـ اللذة والمتعة والمال ـ التي قدمتها له "فوقية" ويقوم بسرقتها، واخذ ما ادخرته من مال، وأيضا ما بحوزتها من ذهب، ولا يكتفي بهذا بل يتم معاقبتها من خلال ممارسة الجنس أمامها مع "عزيزة" وفي عليتها.
"فعمليا لم يكن "الزرزور" أكثر من شخص شهواني، سارق وكاذب وخائن وجبان، فهروبه إلى عمان بعد أن أكتشف أمر حمل "عزيزة" في شهرها الرابع، يعد عملا جبانا، فهو لا يملك أي مفهوم أخلاقي أو نازع ديني أو مفهوم إنساني يمكن أن يشكل له رادع ويحد من انزلاقه، شخصية قذرة تهتم فقط لغريزتها ولمفهوم المصلحة الذاتية.
اما شخصية "فوقية" فهي امرأة تم تعرفها على الجنس من خلال "الأفندي أبو حسن" الذي قدم لها المتعة وجعلها تعرف معنى وأهمية الرجل بالنسبة للمرأة، وكان المال الذي يقدمه لها "أبو حسن" يعد أجرا لما يأخذه منها، فعمليا هي كانت تمارس ما يشبه الدعارة، بمعنى بيع جسدها مقابل المال، وهي أيضا أورثت هذا العمل "للزرزور" الذي أعطته أول مرة خمسة قروش نظير سكوته عما شاهد من غرام بينها وبين "أبو حسن" ومن ثم ـ بعد نضوجه ـ تقديم المعونات المادية له كأجر عما يفعله معها، فهو أيضا يمثل شخصا داعرا، يمارس الزنا مقابل المال.
فهنا تساوى الرجل والمرأة بالفعل السلبي، وأكمل كلا منهما دور الآخر، ففعل الخيانة والدعارة والكذب، الذي "أقدم عليه "أبو حسن" أخذته "فوقية" وقدمته إلى "الزرزور" وهو بدوره قدمه "لعزيزة" وأضاف إليه عامل الجبن، فكان مطورا للعمل الأول الذي أقدم عليه "أبو حسن".
أما شخصية "أحمد الملهوف وعمري" فهما تنافسا على أيهما يقدم خدمات أكثر "للكابتن سامي" فكانا يتنافسا على ذلك، فكانا يعملان على تقديم كافة المعلومات التي تسهم في ضرب أي شخص يفكر بمقاومة المحتل والحد من أي عمل يمكن أن يشكل خطرا على جنود الاحتلال، فمن خلال المال والسلاح الذي يحصلان عليه، كانا يظهران بمنظر الأبطال، أمام المجتمع الذي يهتم بالمظاهر فقط، والذي تأخذه العاطفة وتجره إلى الهاوية، دون أن يستطيع أن يحلل ما يجري.
فالمجتمع الفلسطيني أيضا كان سلبيا، يتعامل مع الأحداث كرد فعل، هو عاجز كحال الأفراد ومؤسسة السلطة التي يخترقها الاحتلال.
طريقة تعامل المخابرات
يوضح لنا الكاتب طبيعة العلاقة التي يتعامل بها ضابط المخابرات "الكابتن سامي" مع مخبريه "الملهوف وعمري"، فهم ليس أكثر من وسيلة لتحقيق غاية، وبعد الحصول على تلك الغاية يرمى بهم إلى سلة المهملات، "فعمري" يستجدي "بسامي" لكي يساعده على الانتقال إلى إسرائيل للعلاج من مرضه فيرده خائبا: "ـ أنا بحاجة إلى مساعدتك للعلاج في إسرائيل.
ـ إحنا بنعالج المرضى في مستشفياتنا على حسابهم أو حساب السلطة.
ـ لكن أنا يا كبتن أعمل معكم في خدمتكم.
ـ إنت بتعمل مقابل المال. وإحنا بنعالج مقابل مال، انت عربي، وأقفل الخط في وجه عمري" ص270، هكذا يعامل العميل، بعد انتهاء مهمته يصبح زايد عن الحاجة، فيرمى كقمامة على المحرقة.
أما "احمد الملهوف" الذي حاول أن يتجاوز ما هو مرسوم له، وان يتحدى "الكابتن سامي" فيتم اعتقاله، بطريقة مهينة، ويتعرض للتعذيب، لكن يكون هنا كعقاب له ليس أكثر، بمعنى "فركة إذن" فيصفها لنا قائلا: "أجلست مربوط اليدين والرجلين على مقعد خشبي، بعد قليل دخل ضابط وقال:
ـ إنت احمد الملهوف؟
ـ نعم.
ـ إنت بتتحدى دولة إسرائيل وبتفكر تخرج عن إرادتنا بعد كل إلي عملنا إلك؟
ـ إنتو ما عملتو إلي إشي، أنا اليوم غير قادر على توفير نفقات البيت.
ـ إنت ما عدت تعمل بشكل جيد، إنت ليس موظف تتقاضى راتب كل آخر شهر، أنت غبتعمل ابتقبض، ما بتعمل ما بتقبض
ـ لكن انا أعملت كثير في السنوات الماضية.
ـ صحيح، وإحنا قدمنا إلك الكثير في تلك السنوات.
ـ يدخل الكابتن سامي إلى المكتب، ينظر إلي بتمعن.
ـ أحمد، أنت أصبحت عبء على دولة إسرائيل، لسانك طويل، أنا ما بدي أعاقبك الىن، لكن كل شيء ممكن في الأيام القادمة" صص228و229، شخصيات تبحث عن ذاتها عند عدوها، فلا تجد إلا السراب، الوهم، تتنعم لفترة، ثم تجد الجحيم، بعد أن تصبح ضعيفة، غير قادرة على تقديم متطلبات الاحتلال، فلا تجد ما تدافع به عن نفسها، فقد أكل العدو لحمها ورماها عظما.
علاقة الاسم بالمضمون
أما عن علاقة الاسم "الفئران" مع المضمون فهو كان منسجم تماما، حيث كان كافة الشخصيات سلبية، وكانت تهرب إلى الأمام عند كل خطر يواجهها، وكانت تعيش في حالة من الظلام الدامس والدائم، كما هو حال الفئران في جحورها.
في النهاية نقول بان الكاتب قدم لنا صورة الواقع الفلسطيني المر، الواقع الذي نخجل الاعتراف بحقيقته، فنحن مهزومين من الداخل والخارج، نظهر أنفسنا بهية جيد لكنها بمضمونها سيئة، وسيئة جدا ومريرة، فهل لنا أن نتخلص مما نحن فيه، قبل أن نتخلص من الاحتلال؟
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان -قمر أم حبة أسبرين- محمد حلمي الريشة
- أمي
- -الحكاية الشعبية ودورها التربوي- عباس دويكات
- رواية -الميراث المر- عباس دويكات
- قصيدة -تفصيل آخر من لوحة الصعود إلى العراق- خالد أبو خالد
- رواية -شارع العشاق- محمد عبد الله البيتاوي
- رواية -الصراصير- محمد عبد الله البيتاوي
- رواية -شهاب- صافي صافي
- رواية -اليسيرة- صافي صافي
- الإيمان والعقل
- -السلم المسلح- غاستون بوطول
- رواية -المهزوزون- عبد الله البيتاوي
- -امام المرآة- فاروق مواسي
- من شعر معين بسيسو
- -عودة الروح- توفيق الحكيم
- الإبداع الفلسطيني
- -أودنيس وعشتروت- فؤاد الخشن
- الغباء العربي
- -آه يا بيروت- رشاد أبو شاور
- القبيلة والعشيرة وفلسطين


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية -الفئران- عباس دويكات