أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكي لطيف - المراة السعودية انسان ام مخلوق اخر














المزيد.....

المراة السعودية انسان ام مخلوق اخر


زكي لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 08:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ساهمت النظم المختلفة والقيم الممسوخة والذهنية السائدة في بلورة واقع المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية والمقصود هنا المرأة في الجزيرة العربية في ظل النظام السعودي بالمقام الأولى، هذه المرأة التي يدعي السلفيون أنها بارتدائها هذه العباءة السوداء القاتمة التي تحولها إلى أشبه بشبح يمشي في الطرقات والأزقة حيث لا يظهر منها حتى عينيها في اغلب الأحيان بأنها من أنبل العادات وأفضل التقاليد التي يؤيدها الدين متمثلا في سيرة زوجات النبي (ص) والصحابة ونساء آل البيت والسلف الصالح ! أرى فتيات لم تبلغن العاشرة من العمر وهن يطربلن بالكامل ويحرمن من رؤية الحياة بالعينين الأتي خلقهن الله لهن كل ذلك بعنوان غرس العفة والطهارة في نفوسهن البريئة ! إن واقع المرأة في المجتمع السعودي واقع محطم بكافة المقاييس والمعايير ، إنها مظهر صارخ لانتهاك حقوق الإنسان ، انتهاك مريع لكافة القيم الإنسانية والحضارية ، عندما تتجول في الأسواق والمنتزهات وترتاد الأماكن العامة وتمشي في الطرقات ينتابك دون شك (إلا إذا كان في ضميرك خلل ما) بان نظام عبودية فريد من نوعه يمارس هنا ، نصف المجتمع مغيب تماما عن الحياة بدعوى العفة!! ترى نساء يتسولن في الشوارع، نساء يبحثن في براميل القمامة عن علب مشروبات غازية فارغة بغرض بيعها بثمن بخس للمصانع، بينما تمنع المرأة في المقابل من شغل الوظائف في كافة مناهل النشاط الاقتصادي والتجاري بدعوى التقاليد والعادات الاجتماعية! أكثر من نصف النساء يعشن البطالة ، بعضهن يتسولن ويمارسن الدعارة والمجتمع المحافظ لا يحرك ساكناً إلا إذا امتهنت إحداهن عملا شريفا ، حينها فقط تقوم قيامة أصحاب الغيرة والحمية لينادوا بإرجاع هذه المرأة من حيث أتت وأنها بعلمها هذا سوف تنشر الرذيلة في المجتمع كما حدث في إحدى المدن السعودية عندما أغلق مطعما لتشغيله فتاتين كموظفتي استقبال أواخر العام الميلادي 2004.
لا بد أن هناك خلل ما في هذا المجتمع الذي يدعي دوما الخصوصية والتميز ، فكون أن المرأة فيه تعيش على هامش الهامش وتجبر بالقوة على ارتداء العباءة التي لا تعتبر فقط حجابا للجسد بل حجابا للعقل والروح والضمير والوجدان فان هذا يعني أن هناك قمعا لا يتصوره عقل يمارسه نصف المجتمع إلا وهو الرجل على النصف الآخر ألا وهي المرأة، وان هناك خلل خطير في النظام العام، فالمرأة وليها الرجل، والرجل وصيه علماء الدين من جهة والنظام القائم من جهة أخرى وكلا النظامين يتمسكان بالنظم والقيم السائدة كمرجعية لتنظيم شئون المجتمع سواء عبر الفتاوى أو من خلال الاجرائات المتبعة في الدوائر الخدمية وهنا تكمن المأساة التي تعيشها المرأة والتي حولتها إلى مخلوق آخر ليس بإنسان، فأي إنسان هذا الذي يسير خائفا من كل شي ؟ ما هذا الإنسان الذي يغطي جسده بالكامل؟ ما هذا الإنسان الذي يعيش مهمشاً مقموعا ليس له دور يذكر في الحياة سوى سوى كونه عبدا ذليلا مطيعا لسيده الرجل، يلبي حاجاته الحيوانية ويعتني بأطفاله الذين سيتحولون في المستقبل إلى نسخة طبق الأصل من أفكاره وانطباعاته البائسة ؟ ما هذا الإنسان الذي يستهلك كل شي وبالمقابل لا يمنح الحياة أي شي ؟
هل هذا هو الدين حقا؟ هل هذا هو الدين الذي جاء من اجل كرامة الإنسان ذكرا وأنثى؟ هل الدين يفرض على المرأة أن تعيش حياة كئيبة رتيبة كهذه؟ هل هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد (ص) هل هذا ما تريده فاطمة بنت محمد وزينب بنت علي وسكينة بن الحسين وغيرهن من ماجدات التاريخ في الشرق والغرب؟ أسئلة كثيرة سيجيب عنها المتعنتون أسراء نظام العبودية المقيت ، أتباع السلفية المقيتة بان وضع المرأة في مجتمعنا هو ما يريده الله وان المجتمعات الأخرى تعيش الضلال ! أجوبة تدغدغ العواطف وتلهب مشاعر السذج والبسطاء من الناس، أسراء الواقع المرير الذي يمسك بزمامه الأقوياء من أرباب النفط في العائلة السعودية المالكة ! إنهم لا يريدون التغيير الحقيقي لان التغيير سيفضي إلى الحرية والحرية تعني المسائلة والمحاسبة والرقابة، تعني الاستقلال وبروز قوى يمثلها الرجال والنساء الأشداء الذين عاهدوا الحياة أن يملئوها نور وإشراق ومجدا، أنهم يريدون أن يستمر نظام العبودية حتى يظلون مسيطرين على مقدرات العباد والبلاد، من جهة أخرى ذلك الرجل المتدين ، ذلك ألذكوري الباسل ، تجسدت في أعماقه كافة مركبات البداوة والعبودية فغذت حياة العبودية مسيطرة على كافة مفاصل كيانه المتذبذب، لا يستطيع أن يتصور نفسه للحظة فاقد السيطرة على تلك المرأة سواء كانت زوجة أو أخت أو بنت، كيف لهذه المرأة أن تخرج عن سلطته المطلقة وإرادته المفتولة؟ انه لا يتصور ذلك ابذأ ، تم انه يشكو ما يصيبه من نظام آل سعود، من ظلم واهنة واستئثار بالموارد ، يندب حظه العاثر في الوظيفة والمال والحياة المرفهة ويصب لعناته على أمراء العائلة المالكة، أنهم أيها المتدين مثلك تماما لا يتصورون ابذأ أن هذا الشعب الذي يحكمونه بقبضة من حديد سيفقد منهم زمامه وسيستقل عن إرادتهم ولو قيد أنملة ، فلماذا تستنكر عليهم وتنسى ذاتك التي تنهل من نفس ألكاس، كاس الطغيان والعنجهية ، ينقل عن النبي الكريم (ص) انه قال (كيفما تكونوا يولوا عليكم ) إنها إذا معادلة واحدة ونظام واحد يسيطر على حياة هذا المجتمع البائس ، إنها العبودية بكافة ما تحمله من معنى وحقيقة سوداء في زمن القهر والاستعباد.



#زكي_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيم الحرية والديمقراطية في المجتمعات الدينية


المزيد.....




- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكي لطيف - المراة السعودية انسان ام مخلوق اخر