أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4















المزيد.....

الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 12:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




( 1 ):

هل كان يسوع (عيسى )حقا هو ابن بانديرا ؟

القران الكريم دافع عن عذرية مريم في آياته ..

التلمود رد على عقيدة الكنيسة المسيحية ب(الولادة بلا دنس ), وعلى اعدام يسوع بالصلب بافتراءات شنيعة على يسوع وامه مريم ..

هل اعتمد التلمود على وثائق تعود الى القرن الميلادي الاول ؟ ام انها مجرد ردود افعال تجاه العقيدة المسيحية؟

( 2 ):

محاكمة يسوع في التلمود :

لقد تمت محاكمة يسوع بحسب النص التلمودي والذي دعاه(جي لويس مارتين)ب ( اشهر اشارة ليسوع في كل الادب الحاخامي ):

(لقد اعلمنا: في اليوم الذي سبق عيد الفصح اليهودي قاموا بشنق يسوع ,خرج امامه لمدة اربعين يوما مناد يقول :سوف يرجم لانه مارس السحر , واغوى اسرائيل الى الضلال . اي شخص يعلم اي شيء في مصلحته فليات ويدافع عنه . لكن لم يوجد اي شيء في مصلحته ,وقاموا بشنقه في اليوم الذي سبق عيد الفصح اليهودي )
(التلمود البابلي –سنهدرين 43آ).
واخيرا ,فقد وجد انه اشير الى اعادة بعث يسوع في هذا النص :
بدا بلعام حكايته الرمزية وقال : واحسرتاه من سيعيش عندما يفعل الله هذا؟(العدد23: 24 ) . قال الحاخام (شمعون بن لاكيش ) (280):ويل له من يجعل نفسه حيا باسم الله .
( التلمود البابلي – سنهدرين 106-آ ).

التساؤلات هنا ماهي القيمة التاريخية لهذه النصوص؟
لقد تجاهل الباحثون في العصر الحديث معظم الاشارات الرمزية الى يسوع وخاصة (شخص ما )و (بلعام ) و ( بن ستادا ). لكن الاسم الرمزي الاخير ( بن بانتيرا) او ( بن بانديرا ) يتطابق بشكل منطقي مع يسوع .

لقد اوضح النص التلمودي فيما يخص ( بانتيرا ) على انه عشيق (ماري ) خارج اطار الزوجية , الا انه لايقدم اي وصف له . ان الاعراف والتقاليد حول (بن بانتيرا) ضعيف واشكالي , حيث ان اشارات هذا النص الى يسوع سوف تعتبر على الارجح غير موفقة .لدينا شهادة مستقلة من ( سيلسوس ) حوالي عام 180 م مفادها :

ان اليهود كانوا يخبرون حكايات عن حمل ماري بيسوع من جندي روماني يدعى (بانتيرا ) . بينما يبقى هذا الاسم مبهما الى حد ما .فان اسم ( بانتيرا) كما يشير السياق الذي ورد فيه لدى ( سيلسوس ) يشتق من رد الفعل الجدلي تجاه الادعاءات المسيحية بولادة يسوع من عذراء .الاصل اليوناني للكلمة Parathenos .

ان هذا الهجوم على اصل يسوع , والذي يعتمد على التورية اللفظية ,يبدو طبيعيا بالنسبة للحاخامات , هذه النصوص تعتمد على تلاعب لفظي لبعض الاسماء .وبعيدا عن ولادته من عذراء . يرى الحاخامات ان يسوع كان الابن غير الشرعي من علاقة زنا بين ( ماري )اي مريم , وبين ( بانتيرا ) . وبالتالي لايجب ان يكون له سلطة دينية . ويعتبر هذا الذكر الاولي المؤكد ليسوع باستخدام اسم مستعار في التلمود.

(3 ) :

العودة الى محاكمة يسوع

ان قول التلمود بانه لم يعثر على شخص يشهد لصالح يسوع هي اشارة قوية الى وجود رد فعل تبريري تجاه الروايات المسيحية عن محاكمة غير عادلة .ومن هنا لم يحتجز يسوع بين عشية وضحاها فقط ,بل لمدة اربعين يوما .
كانت التهمة التي وجهت الى يسوع انه بواسطة السحر ,اغوى اسرائيل لتضل عن الله( يهوه ) الواحد الحقيقي . وهي اشارة غير مباشرة كما يرى الباحث فراس السواح الى تاثر يسوع بالافكار الغنوصية ومنها الغنوصية السامرية ( ملحوظة كاتب المقال ) ( فراس السواح – الوجه الاخر للمسيح ) . هذه التهمة كانت تهمة يهودية – دينية , ليس لها علاقة بالحكم الروماني .

ان ( الرجم ) الذي يشير اليه المنادي هو العقوبة المفروضة بموجب الشريعة اليهودية , لكن الحاخامات كانوا على علم بان يسوع قد صلب ولم يرجم.لذلك فان النص يشير في بدايته ونهايته الى (الشنق) وهي مقاربة عبرية –آرامية للصلب .
ان هذا النص استثنائي حيث انه كتابة يهودية ,يكون فيها اليهود , وليس الرومان هم الذين اعدموا يسوع على اساس تهم يهودية فقط.وعقب محاكمة يسوع فقط . ويمكننا ان نستنتج بثقة ان الحاخامات الذين دونوا نص محاكمة يسوع ,لم يكونوا تحت اي ضغط مسيحي فيما يخص المسؤولية عن موت يسوع , والا لما كانوا ليرووها.ويبدو انه لايوجد للنص اي صلة , مكتوبة او شفاهية ,مع الاعراف الانجيلية المكتوبة باستثناء :

(في اليوم الذي يسبق عيد الفصح اليهودي ). حيث تتفق هذه العلامة الزمنية مع تاريخ انجيل يوحنا للصلب (14 :19 ) , لكنه لايتطابق مع تعبير يوحنا (يوم التحضير الذي يسبق عيد الفصح اليهودي).

(4) :

ان معظم النصوص التي تعود الى عصر التنائيم (1) والتي اعتقد انها تشير الى يسوع لايمكن اعتمادها . فقط النصوص التي تشير الى يسوع باسمه او باسم ( بن بانتيرا ) تعود الى هذه الفترة .يمكننا ان نتبين المعلومات حول يسوع والتي تتوافق مع الاعراف الموثوقة في العهد الجديد :

ولد يسوع من (ماري ) ,يدعي انه من سلالة الملك داوود , قام بمعجزات , كان له اتباع, وتم اعدامه. لكن في سياق العرض اليهودي ليسوع يتم تقديم العديد من المعلومات التي لايمكن ايجادها في العهد الجديد ولا في اية كتابات مسيحية اخرى :

كانت( ماري ) مزينة شعر نساء , كان زوج ماري يدعى ( بابوس بن يهودا ) . كان يسوع تلميذا لدى احد الحاخامات و ذهب الى مصر بعد ان اصبح راشدا , تم طرده في اثناء حياته , كان له خمسة اتباع , حظي باجراءات محاكمة طويلة , وتم اعدامه من قبل السلطات اليهودية .واذا لم يكن كل ذلك كافيا , فقد حظي يسوع بالتميز المريب لكونه واحدا من اليهود القلائل الذين خسروا مكانهم في الجنة بعد الموت .

امر اخر ملفت هنا هو ان يسوع تم تقديمه في القرن الاول قبل الميلاد , وفي القرن الثاني للميلاد , لكنه لم ينسب ابدا الى القرن الاول الميلادي .
ان كافة الاعراف سلبية منذ البداية , تقوم بتصوير يسوع بشكل مستمر على انه ساحر ومخادع . ان هذه الاشارات هي رد فعل جدلي تجاه الاعراف المسيحية المكتوبة والشفاهية . ان الادعاء بعدم شرعية يسوع وخاصة التعريف على انه (بن بانتيرا ) تفترض مسبقا وجود عرف مسيحي اولي ومطور فيما يخص عقيدة :

( الحبل بلا دنس ) . ويمكن تفسير العرض اليهودي لاتهام يسوع ومحاكمته وموته ( التلمود البابلي – سنهدرين 43 آ) على انه رد غاضب على الادعاء المسيحي القائل بان يسوع قد اتهم من قبل شهود مزيفين . وعجل به الى الموت .

مصادر التلمود حول يسوع

كل هذه الامور تطرح السؤال في كيفية حصول الحاخامات على هذه المعلومات عن يسوع , هل كانت لديهم سلسلة مستقلة من المعلومات عن يسوع يتناقلونها من الحاخامات القادة الى الحاخامات الاتباع ؟وتعود الى القرن الاول !. تشير الدلائل الى الاجابة بالنفي عن هذا السؤال . يبدو انه لم يكن لدى حاخامات القرن الثالث اية معلومات عن يسوع تعود الى القرن الاول .

(6) :

عقيدة الحبل بلا دنس

(انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا؟)
سورة مريم – اية 20

ان العرف المتعلق بعدم شرعية يسوع , وقصة (بن بانتيرا ) المرتبطة بها , قد نتج عن عقيدة ( الحبل بلا دنس ) المسيحية .وهذه العقيدة لم تنص بشكل صريح من قبل المسيحيين حتى قرابة نهاية القرن الاول ( متى ولوقا ) . ولكن حتى في حينها لم يعترف بها كعقيدة اساسية من قبل المسيحيين كافة , مثل كنائس يوحنا المعمدان ( النبي يحيى ) والكنائس التي اسسها الرسول بولس ( الكنائس البولسية ).

كما يبدو ان عرف محاكمة يسوع وموته في ( التلمود البابلي : سنهدرين 43 آ) يمثل الدحض اليهودي للاعراف المسيحية المتعلقة بموت يسوع . ولا يمكن الادعاء انه يمثل معلومات مبكرة ومستقلة عن يسوع .
لقد افترض بعض الحاخامات ان يسوع كان تلميذا حاخاميا فاشلا , وانه تم اعدام خمسة من اتباعه الاساسيين على يد السلطات اليهودية , مثلما اعدم هو ايضا .كما تم طرد يسوع من قبل معلمه . وانه حوكم واعدم من قبل اليهود فقط .
ربما كانت اكثر الدلائل تاثيرا على عدم امتلاك الحاخامات معارف اولى مستقلة عن يسوع هو فشلهم في نسبه الى القرن الصحيح . علما بان سلسلة من المعلومات التي تعود للقرن الاول كانت ستصحح مثل هذا الخطا . والتفسير الامثل لكافة المعلومات الحاخامية عن يسوع يتمثل بكونها تعود الى القرنين الثاني والثالث.

تعكس هذه الاعراف اثار الجدلية اليهودية ضد المسيحيين , في ذلك الوقت على الاقل ,فان استخدامها الرئيسي في الكتابات الحاخامية التلمودية كان بلا شك من اجل تذكير اليهود بالسبب وراء اعتبار يسوع مخادعا مرتدا و وبان اتباعه مازالوا في الضلال .

المصدر :

كتاب (يسوع المسيح خارج العهد الجديد : مدخل الى الادلة القديمة) – تاليف: روبيرت فان فورست – ترجمة : وسيم حسن عبده - مراجعة وتعليق : د .منذر الحايك – ط1-2012 – صفحات للدراسات والنشر – سورية – دمشق.

الهامش

(1) التنائيم : Tannaim اطلقت هذه التسمية على المعلمين والثقاة الذين عاشوا في القرنين الاولين للميلاد, نحو ( 10 – 200م ) ويحمل معظم التنائيم لقب (رابي ) Rabbi بمعنى ( سيدي ) . ثم اصبح لقبهم فيما بعد ( راب) واحيانا ( رابان ) . ويقسم عصر التنائيم الى اربعة اجيال متتالية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 3
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي - ج 2
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح -ج 2
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح
- انغلاق الايديولوجيا
- في نقد الحقيقة
- جذور المعجزة اليابانية - ج 2
- جذور المعجزة اليابانية
- لنصنع ليبراليتنا
- اوهام الايديولوجيا
- المثقف هو وسيط وليس بقائد
- هجرة محمد الى المدينة
- الاسلام بين الجامع والمسجد
- الاغتراب في الثقافة
- فتح الستارة عن حجاب المراة
- نحو مجتمع اسلامي علماني
- نهاية دولة لينين
- دبلوم في الخطيئة
- الجنس والكبت الجنسي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4