اسلامان أم إسلام بلا حدود ؟ أي اسلام يريد المسلمون ؟

محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اسلامان أم اسلام بلا حدود ؟
أي اسلام يريد المسلمون ؟
تعددت الآيات .. وكثرت المذاهب .. وتعددت الطوائف ..اسلام ينتج مؤمنين أخلاقيين لا يكفرون أحدا، وإسلام ينتج مسلمين تقليديين ، وإسلام ينتج مسلمين متسامحين لا يتقيدون بشرائع الإسلام ، وإسلام ينتج مسلمين يجزون رؤوس المرتدين والكفار ؟ فأي اسلام يريد المسلمون ؟! وعلى أي اسلام سيستقر أمرهم لعلهم ينهضون من هذا السبات الطويل ؟
هل يريدون الإسلام المكي :
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " ( النحل125)
" لا إكراه في الدين " ( 256 البقرة )
" ولكم دينكم ولي دين " ( الكافرون 6 )
" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (المائدة 69)
(الذين هادوا ، اليهود ومن اتبع العقيدة اليهودية دون أن تكون أمه يهودية )

ديانة الصابئة : (إحدى العقائد الإبراهيمية وهي أصل جميع تلك الاديان لأنها أول الاديان الموحدة، واتباعها من الصابئة يتبعون انبياء الله آدم، شيث، ادريس، نوح، سام بن ونوح(
( عن الموسوعة الحرة )
" من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ( الكهف 29)
" إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " ( الحج 117)
المجوس (أتباع العقيدة الزرادشتية من الفرس )
" وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ " (هود 117)
"قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَاو إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" ( سبأ 24)
لقد اعترف الإسلام المكي الوارد في 4663 آية بديانات المنطقة كلها وهادن متبعيها حتى المجوس منهم . وجاء الإسلام المدني في 1573 آية لينسخ ما سبقه من اسلام مكي . وقد تطرقنا باختصار للظروف التاريخية التي أدت إلى ذلك حين رددنا على العفيف الأخضر دفاعا عن محمد .. الذي شرع في بناء دولة كانت تتطلب فهما توحيديا مغايرا، فهما يتبع دين واحد وليس مجموعة أديان .. فهل سيتبع المسلمون الإسلام المدني ، الذي يتذرع به التكفيريون والداعشيون وقطاع الرؤوس ومقيمو الحدود في الوقت الذي ثبت تاريخيا أن الرسالة المحمدية قد أدت ما عليها فلم تنجح بالمطلق ولم تخسر بالمطلق ، بدليل أنها لم تلغ ولا ديانة من ديانات المنطقة ، والرجوع إلى الإسلام المدني والتقيد به ضرب من الجنون بكل معنى الكلمة . ومن يفكر في إلغاء عقائد البشرية وقيام امبراطورية اسلامية ، لهو أكثر من مجنون ، ويحتاج إلى أكثر من مستشفى للأمراض النفسية والعقلية والعصبية !
بعض آيات الإسلام المدني :
" إن الدين عند الله الإسلام " ( آل عمران 19)
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ( أل عمران 85)
"فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " ( التوبة 165)
" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " ...( الحج 39)
" .... وجعل منهم القردة والخنازير " ( المائدة 60 )
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.. " ( المائدة 82"
" ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين " ( المائدة 51)
" واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم" ( البقرة 191)
هذا الإسلام كان ضرورة في زمن ثورة اسلامية قادها النبي محمد قبل أكثر 1400 عام . ثورة كانت تحمل طموحا كبيرا بأن توحد الأمم خلف دين واحد . فلم تنجح بالمطلق ولم تفشل بالمطلق
كما أسلفنا .. وإحياء مبادئها والعمل عليها في القرن الحادي والعشرين ضرب من الجنون كما أسلفنا .
فما الذي على المسلمين أن يتبعوه ،وقد أصبحوا طوائف وفرقا ومذاهب متعددة ؟ لا بد من وقفة جريئة وشجاعة يقفون بها أمام دينهم ، والنظر إليه كفكر محمدي انساني يحتمل الخطأ والصواب . وإعادة النظر في كل ما جاء فيه ، من مس لحقوق الإنسان ، وكره الآخرين ،والحض على قتلهم . وكذلك النظر في التشريعات التي تتناول حياة البشر من كافة الأوجه .
لعل المسلمين بذلك يكملون الرسالة المحمدية التي أوصت بطلب العلم من المهد إلى اللحد ،
وطلبه ولو في الصين ، وأخبرتهم أن دينهم مرتبط بشؤون دنياهم ، وهم أدرى بها ، وأنهم في حاجة كل مائة عام إلى النظر في شؤون دينهم .. وحضتهم على الثقافة والقراءة حين بدأت رسالتها بكلمة اقرأ .. فهل يعتبرون ليكونوا امة خيرة تنهض من سباتها لتلحق بركب الأمم ؟!
*****

#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات