أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمود شاهين - الإنسان من أين وإلى أين ؟! (1)















المزيد.....

الإنسان من أين وإلى أين ؟! (1)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 22:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الإنسان من أين وإلى أين ؟!
(1)
+ مقدمة علمية وفلسفية .
يحار المرء أمام التطور الهائل والسريع في العلوم التكنولوجية أن يتصورالحال التي ستطرأ على حياة البشر بعد مائة عام على سبيل المثال ، فما بالكم بألف عام ؟ تساؤلات كثيرة خطرت لي خلال قراءتي لكتاب عن الدماغ البشري صادر عن دار دجلة في عمان 2012، لمؤلفه سامي أحمد الموصلي . من أهم هذه التساؤلات : هل سيكون الدماغ البشري المزود بشرائح ألكترونية قادرا على الإلمام بثقافة البشرية ؟ والأهم من ذلك ما الذي يمكن أن يبدعه عقل صادرعن هذا الدماغ ؟ فإذا أراد أن يرسم أو يكتب شعرا أو نثرا ، ما شكل الإبداع الذي سينتجه ؟ وماذا عن الحروب والقتل ، فإذا كانت الحروب والقتل بلا رحمة أو شفقة هي سمة عصرنا ، فما الذي ستكون عليه الحروب في العصور القادمة حين يصبح الإنسان بأعضاء معظمها صناعي ، هل سيكون قاتلا رحيما مثلا ، أو أنه سيفقد الحد الأدنى من اإنسانيته ويقتل دون أي إحساس بالإثم ؟ كل هذه التساؤلات وغيرها كثير خطرت لي خلال قراءتي للكتاب .
قسم الكاتب مؤلفه إلى أربعة فصول ، استهلها بمقدمة علمية وفلسفية عن الجهاز العصبي والدماغ كأعقد حلقة مادية في تكوين الإنسان ينتج عنها نشاط "لا مادي أو طاقة لهذه المادة الحيوية وهو العقل "
في المختبرات العالمية يجري الإعداد اليوم لصناعة " جميع أعضاء الجسم الحشوية الباطنية وأعضائه الخارجية وحواسه ، بعد أن تقدمت العلوم الطبية والألكترونية والتكنولوجية " ويشير المؤلف إلى عمليات زراعة القلوب والأطراف وصولا إلى الأذن الألكترونية والبنكرياس الإكتروني"
وعلى الرغم من التقدم الكبير في صناعة الآليات الألكترونية والعقول الألكترونية إلا أن الدماغ ظل عصيا على الصناعة كأن يحل عقل صناعي مكان الدماغ الحي . يقول الكاتب :
" لقد كانت أعقد مشكلة فكرية وفلسفية في التاريخ البشري هي في القول بأن الدماغ مادة أما نشاطه فلا مادي ، فكان التساؤل يدور كيف تنتج المادة – الدماغ – اللا مادة – العقل والفكر ."
" وحتى اليوم ورغم التقدم في علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والفسلجة الكهربائية للدماغ نجد هناك اشكالا يطرحه العلماء والفلاسفة عن آلية عمل الدماغ العصبية التي تنتج الفكر والعقل كطاقة ونشاط ووظيفة "
´لقد توصل العلماء حينما تعمقوا في الجهاز العصبي للإنسان وكيفية عمله وتحقيق اتصالاته بين الدماغ والأطراف الحركية من أعضاء خارجية ، إلى وجود طاقة كهربائية ناقلة وحاملة للرسائل من الدماغ إلى العضو وبالعكس "
" والكهربائية نشاط لا يمكن القول أنه مادة ، لأنه حتى الآن تعددت نظريات تفسير الذبذبات الكهربائية بين كونها فوتونات – جسيمات – أو كونها موجات . فالفوتونات يمكن إطلاق كلمة مادة عليها ، مع بعض الإضافات الوصفية الخاصة ، في حين أن الموجات ليست إلا معطيات شكلية عقلية هندسية غير مادية ."
وبعد هذا التطرق لإشكالية الطاقة والمادة وازدواجية التفسير للضوء والطاقة الكهربائية يخلص إلى القول " إن الدماغ يقوم بنشاطه العصبي كاتصالات خارجية للأعضاء أو داخلية حشوية عن طريق هذه الكهرباء الحيوية ، بل تطور الأمر إلى البحث عن موجات كهربائية في كل عمل الدماغ الفكري والعقلي والإنفعالي ... ألخ دعيت موجات ألفا وبيتا ودلتا وثيتا . لقد تبين أن الدماغ كمادة يستخدم مواصلاته لإبلاغ أجزاء الجسم كلها عبر هذه الكهربائية التي يمكن تصويرها والإحساس بها وحساب فولتيتها وأطوال موجاتها " ( ص 10 +11)
بعد أن توصل العلماء إلى آلية عمل الدماغ شرعوا " في بناء العقول الألكترونية والكومبيوتر كمشابه ومقلد لعمل الدماغ ، ولما كانت الكهربائية في المادة اللاعضوية يمكن تحقيق تسارع كبير فيها ، فقد وجدنا كومبيوترات أو عقول ألكترونية تسابق الدماغ في عملها فتسبقه بآلاف المرات ضمن سياقات حسابية معينة " غير أن الدماغ الحي في الإنسان ظل متفوقا على كل هذه العقول لقدرته على الإبداع والتبصر ، فكل هذه العقول لا تستطيع أن تكتب ولو قصيدة واحدة من الشعر الذي يبدعه الدماغ الإنساني الحي ، ولا تستطيع أن تنتج قطعة موسيقية مهما كانت ساذجة .
في ختام مقدمته ، يتطرق المؤلف إلى ما يقوم به العلماء من تجارب على إمكانية زيادة الذكاء الإنساني بربطه بالذكاء الصناعي " حتى أن بعض العلماء أخذ يحذر من تفوق الذكاء الصناعي على ذكاء البشر فيما لو تمت عملية الربط بينهما " وقد يتم ذلك خلال فترة قصيرة يتبعها تطوير معالجات ألكترونية بسرعة الكومبيوتر لتزرع داخل الأدمغة البشرية لتحفيزها على معالجات حديثة ، وهاهم العلماء ينذرون العالم ( إن المستقبل قد ينذر بوصول البشرية إلى منعطف جديد في تاريخها ، بحيث تكون قادرة على إجراء برمجة ذاتية ) يقصد للإنسان . ويعتقد أن زمن تحقق ذلك سيكون بحلول عام 2029 " ( ص 14)
نحن ابتعدنا كثيرا حين طرحنا تصورا للحياة بعد مائة أو ألف عام ، وهاهم العلماء يختصرون
المدة في بضعة أعوام لا غير .
يتطرق المؤلف في ختام مقدمته أيضا إلى "علم النانوتكنولوجي الذي يتعامل مع جزيئات وذرات المادة المفردة ، ويحاول الربط بين المادة اللاعضوية والمادة العضوية ، وقد فاز العالمان الفرنسي ألبرت فير والألماني بيترغرونبغ بجائزة نوبل عام 2007 على ما يرتبط بهذا العلم وتطبيقاته في الأقراص الصلبة ، وهو أول تطبيق فعلي للعلوم النانوتكنولوجية . "
" هذا العلم يتعامل مع الأشياء على مستوى النانو الذي يتضمن جزءا من البليون . فالنانوثانية هي جزء من بليون من الثانية ، والنانومتر هو جزء من بليون من المليمتر وهكذا دواليك . أي أن هذه التكنولوجيا تعد بإعطاء الإنسان التحكم الأقصى بالمادة حيث استطاع البشر الإمساك بالذرات والجزيئات وهي اللبنات الأساسية التي تتألف منها الأشياء كلها ، بحيث يصبح في الإمكان صنع أي شيء من أي شيء ، وبأي حجم ، يمكن صنع مواد لا تخطر في البال مثل غواصة أو مركبة فضاء بحجم لا يزيد عن ظفر الإصبع ، أو صنع ورق أقوى من الحديد وهكذا " ( ص 16)
" إن كومبيوتر النانو المقبل يهتم بإدخال مواد بيولوجية من الكائنات الحية لتندمج الأسلاك وسائر أنواع الموصلات ما يجعل منها عناصر ذكية قادرة على التجاوب والتفاعل مع بقية الأجهزة التي يتألف منها الحاسوب . مثلا لنفكر بالإمكانيات الهائلة للحامض النووي للوراثة الذي يحمل بلايين المعلومات في حجم فائق الصغر في قلب الخلية "( 17)
" لقد خصصت اليابان هذا العقد من القرن الحادي والعشرين للدماغ دراسة وتخصصا وتعمقا على ضوء ما لديها من تقنيات ألكترونية ونانوتكنولوجية ، ولا زالت البحوث جارية على قدم وساق في كل أنحاء العالم على هذا الدماغ الذي تكمن فيه فرادة وتميز الإنسان ، وفيه أكبر معجزة خلقها الله ، هو العقل الناتج عنه " ( ص17)
+ الدماغ – العقل .
احتوى الفصل الأول ثلاثة مواضيع ، هي : الدماغ – العقل .الدماغ – الشخصية . الدماغ الكومبيوتر .
الدماغ – العقل :
يعرض المؤلف في هذا الموضوع ما قاله بعض العلماء والفلاسفة في الدماغ ، فبدأ بما كتبه ألكسيس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 1912 ، حيث قال :
" اوقف الفلاسفة العظام حياتهم في جميع الأزمان والبلدان على بحث معضلة العلاقة بين الدماغ والعقل ، وهل يرجع العقل إلى فسيولوجيا الدماغ أم أنه كائن لا مادي يتجاوز كل معطيات الكيمياء والفيزياء والفسيولوجيا ؟"
" ما هو الفكر ، ذلك الكائن العجيب الذي يعيش في أعماق ذاتنا دون أن يستهلك اي قدر قابل للقياس من النشاط الكيميائي ؟ هل يتصل بأشكال النشاط المعروفة ؟ هل يمكن أن يكون منظم الكون ؟ وأنه برغم تجاهل الأطباء له أهم من الضوء قطعا ؟ إن العقل مخبأ داخل مادة حية ، يهمله الفسيولوجيون والإقتصاديون إهمالا تاما ، كما لا يكاد الأطباء يلاحظونه ، ومع ذلك فإنه أعظم قوة في هذا العالم .. فهل هو نتاج الخلايا العقلية مثلما ينتج البنكرياس الأنسولين والكبد الصفراء ؟ ومن أي مواد يفرز ؟ هل يأتي من مواد كانت موجودة سلفا كما يأتي الجلوكوز من الجليوكوجين أو الفيبرين من الفيبريفوجين ؟ وهل يحتوي على نوع من النشاط يختلف عن ذلك الذي يدرسه الأطباء ويعبر عن نفسه بقوانين أخرى وتولده خلايا الغشاء المخي ؟ هل يجب اعتباره كائنا غير مادي يوجد خارج الفراغ والزمن ، خارج أبعاد العالم الكوني ، ويدخل نفسه في مخنا بطريقة مجهولة لنا "؟ّ ( ص21+22)
ويتابع المؤلف قائلا "
" إن هذه التساؤلات لعالم تجريبي وطبيب تضع المقاربة بين العقل والدماغ وضعا صحيحا كما كانت معلومات العلماء في النصف الأول من القرن العشرين ، ولعلنا إذا تتبعنا هذه المقاربة ، سنجدها تمتد زمنيا على طول القرن العشرين ، مع التقدم الكبير في علوم الدماغ والأعصاب والطب النفسي والعصبي، حيث نجد أن أحد أطباء النفس وهو يدرس عمليات غسل الدماغ ، يفرز فرزا واضحا بين الدماغ والعقل ، بين المخ والفكر ، فيقول " يجب أن لا يغرب عن البال دوما أن المخ شيء والفكر شيء آخر ، فالمخ أو الدماغ إطار أو معمل أو ماكنة فسلجية مؤلفة من الخلايا والألياف العصبية ، أما الفكر فهو عالم غريب مجهول معقد الرموز لا نعرف كيف يصنعه المخ وسر علاقته بنشاطه " (ص 22)
ويتابع المؤلف عرضه لمفاهيم العلماء والفلاسفة إلى أن يصل إلى الفهم القائل " إن المخ هو عضو العقل كما تكون العين عضو البصر على فرق بينهما فالعلاقة بين فسيولوجيا العين والبصر واضحة ، على حين ان المطابقة بين فسيولوجيا المخ ووظيفة العقل ليست واضحة
تماما ولا تزال فسيولوجيا المخ في حاجة إلى كثير من الدرس " (ص 30)
غير أن دخول عالم الالكترونيات أدى إلى اجتهاد أكثر تطورا في فهم هذه الآلية بين الدماغ والعقل . " يقول صاحب هذا الرأي " بما أن انقسام الخلية منظم تنظيما لا يمكن تصوره على أساس فيزيائي أو كيميائي ، وإنما يمكن تصوره على أنه ألكتروني ، كذلك القوة العقلية التي يستطيعها المخ ، إنما يستطيعها بقوة شبيهة غاية الشبه بالقوة الألكترونية " ( 31)
ويخلص أصحاب هذا الرأي إلى أن " المخ بخواصه الألكترونية والكيميائية والفيزيائية والحيوية ، جماع كل قوانين الكون ، وهي مركزة فيه تركيزا شديدا ، وهو سبب تجاوب المخ مع قوانين الكون ، فالمخ هو جماع القوانين الكونية كلها في صورة مصغرة ، لا يعدو أن يكون عضوا نظامه أقرب ما يكون إلى نظام الكون ، وكل حدث في الكون أو كل قانون من قوانينه يجد في المخ تجاوبا معه ، وتوافق النغم بين الإثنين أمر محتمل جدا " ( ص32) *1
لقد استفاض الكاتب في بحثه هذا عن الدماغ – العقل ، إلى ان خلص إلى نتيجة لم تحسم بعد
انتهى إليها بعض العلماء ومنهم الروس وهي :
" افتراض وجود طاقة خامسة غير معروفة فيزيائيا في العقل، فالفيزياء المعاصرة اعترفت بأربعة أنماط من القوى ، هي القوة الشديدة والقوى الكهرومغناطيسية والقوى الضعيفة وقوى الجذب الكتلي ، وكلها تخضع لقوانين خاصة بها ، لكن ليس هناك استحالة مقررة سلفا تمنعنا من افتراض نظام آخر أو نمط آخر من التفاعل ، بل إننا بانتظار مزيد من البحوث المكثفة "
" ويلتقي هذا الطرح مع ما يتحدث عنه العلماء الروس الذين بحثوا غوامض الطاقة الباراسيكولوجية بحثا دقيقا وتحدثوا عن ما يسمونه الطاقة الحيوية " ( ص40+41)
+ الدماغ – الشخصية
"تحدث الأطباء منذ أبقراط وحتى القرن العشرين عن طبيعة الدماغ ،وقالوا أن خلايا الإنسان تتغير ، تموت ويولد بدلا منها خلايا أخرى ، إلا خلايا الدماغ ، لأن خبرة الإنسان وشخصيته مبنية على وحدة معلوماتية تبنى في ذاكرته " غير أن العلم الحديث أثبت في نهاية القرن العشرين أن خلايا الدماغ تموت وينمو بدلا منها خلايا جديدة .فطريقة عمل الدماغ معلوماتيا هي طريقة هولوغرافية ، فما أن يعطل جزء من الخلايا حتى تقوم خلايا بديلة بنفس نشاطها وكأنها هي ، وهذه أحدث نظريات تحليل المعلومات والذاكرة طبيا . فالذاكرة ليس لديها موقع واحد في الدماغ كما أثبتت دراسات بنفيلد، بل إن الدماغ كله يتوزع المعلومات والذاكرة مما يحافظ على وحدة شخصية الإنسان مهما تلف من بعض أجزاء دماغه " ( ص 42)
" يقول علماء النفس الفسيولوجي ( إن لجسدنا وحدة عضوية لأن الجملة العصبية تنظم انطباعاته وتجمعها ، وهذه الوحدة العضوية هي الأساس الذي تبنى عليه وحدة الشخصية ، إذا فقد المجموع العصبي وحدته عند بعض الأنواع الحية , فقدت الشعور الواضح لشخصيتها، ولذلك كانت وحدة الشخصية تابعة لمركزية الجملة العصبية "( ص 42+43)
" غير أن التقدم العلمي في البيولوجية الجزيئية واكتشاف مفردات الخريطة للجينوم البشري ، قد دفع بالدراسات المتعلقة بالسلوك والشخصية عبر الدماغ والتركيب الجيني له إلى أمام ، وبشكل أكثر عملية وتجريبية من الدراسات الإنسانية السابقة " ( ص 43)
يسهب الكاتب في ايراد نظريات العلماء حول الجينات الوراثية وعمل الدماغ والأعصاب ليخلص في هذا الجزء إلى تساؤلات العلماء حول امكانية نقل ما يحتويه مخ إلى مخ آخر في المستقبل ، وليؤكد أن شخصية الإنسان هي وليدة ذاكرته وذاكرته وليدة دماغه ومن هنا نفهم طبيعة العلاقة والمقاربة بين الدماغ والشخصية .
+ الدماغ الكومبيوتر .
أدى ظهور علم السيبرناطيقا ( المجال الكامل لنظرية التحكم والإتصال في الآلة والحيوان على السواء) إلى دراسة التشابه بين عمل الجهاز العصبي والحاسبات ، وقد لخص الباحث الفرنسي لويس لوفينيال ذلك بقوله :
" بنية الجهاز العصبي عند الإنسان ، وذاكرات بعض الآلات الحاسبة هي بشكل حلقات مقفلة ، ليستنتج من ذلك أن حلقات الجهاز العصبي هي مركز الذاكرة "
" بنية قاع البطين الرابع في الدماغ تشبه بنية آلة معقدة للتعرف على شكل الأحرف الطباعية أيا كان بروزها وأيا كانت أحجامها لاستنمتاج طريقة تكون مفهوم الشكل في الدماغ "
" حالات الشفاء التي تمت بالصدمة الكهربائية وإصلاح آلات حاسبة عن طريق تحريضات ترسل كيفما اتفق ليستنتج منها وجه الشبه بين حلقات الآلات الحاسبة وحلقات الدماغ "
" وقد أشير في مؤتمر السيبرناطيقا عام 1951إلى أوجه شبه أخرى بين آليات ألكترونية وبنيات دماغية حول الآلات الحاسبة والفكر البشري "
" وقد توصلت مؤتمرات السيبرناطيقا الدولية في بداياتها إلى التشابهات عموما بين العمل داخل الجسم البشري عبر المخ وبين إدارة الأعمال الآلية عموما لأي مشروع أو مصنع ، حيث أكدت هذه المعلومات أن الجسم الإنساني يتلقى فيه المخيخ من الدماغ تعيين الحركة التي يجب القيام بها " ( ص 56+57)
يطيل الكاتب الكلام حول العلاقة بين الدماغ والكومبيوتر وما وصل إليه الفكر العلمي في هذا المجال . ويتطرق إلى قدرة الدماغ على الحفظ في ذاكرة المخ " فالحقائق والظواهر لا يمكن حفظها في الذاكرة منفردة ، بل في علاقة مع بعضها البعض ، وتحافظ ذاكرتنا لا على ذكرى لون البحر فحسب ، بل على برودته أيضا وطعم رذاذ الملح والشمس وهي تتلاعب فوق أمواج يوم حار ، والممر الفضي لضوء القمر وهو يمتد بعيدا في الأفق عندما يأتي في المساء ، ويتم حفظ كثير من الحقائق في علاقتها بسياق الكلام " ( ص61)
وينهي الكاتب بحثه في هذا القسم عن علاقة الكومبيوتر بالإنسان ودماغه ،بقول للفيلسوف البريطاني جون لويس "
" إن حقيقة أن الناس ليسوا كالمكائن يمكن اثباتها بحقيقتين فقط ، الماكنة الإنسانية تستطيع أن تقرر ، وأحيانا تقرر أن لا تستمر في الحركة ، بل تدمر نفسها عمدا ، كما أن حزنا عميقا يمكن أن يجرها في بطء إلى التوقف ، والعلوم الطبية تعرف هذا اليوم ، وقد جرت العادة بأنها تحس أنها تموت كمدا ، وهذا ما لا يحدث في الكومبيوتر ، ثم إن الأخير لا ينتحر " ( ص 73)
وكذلك يتطرق إلى قول لسيجموند كوخ حول الإنسان الآلي :" وإذا صنعنا إنسانا آليا ناجحا تماما، استطعنا أن نتنبأ في ثقة بأنه سيشمئز من أي ادعاء بأنه ماكنة ، وبأنه سيخلق نظرية ليبرهن بها على أنه كان انسانا بكل ما في الكلمة من معنى ) 0ص73)
يتبع
هامش *1
هذا الفهم يشير إلى عقل كلي للوجود يتصل به ليس عقل الإنسان وحده بل عقول الكائنات كلها وتطرقت إليه اجتهادا في بحث لي عن الوجود ، حيث قسمت العقل إلى ثلاثة أقسام ترتبط كلها بالعقل الكوني الكلي ، بدءا بعقل الفرد فالعقل البشري (العالمي ) فالعقل الكلي الكوني .والتقسيم نفسه ينطبق على عقول الكائنات الأخرى .
م. ش.



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (14)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (13)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (12)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (11)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (10)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (9)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (8)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (7)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (6)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (5)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (4)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (3)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (2)
- أيوب التوراتي وفاوست جوته ( دراسة مقارنة ) (1)
- الألوهة الواحدة رغم تعدد المفاهيم والمظاهر .
- وحدة الوجود في المفهوم الحديث المعاصر حسب محمود شاهين ( أنا ...
- النص الكامل لقصة - أبناء الشيطان - كما صدرت في حلتها الأخيرة ...
- بعد شهر من اشتراكي في الحوار المتمدن !!
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (9) وأخيرة
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (8)


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمود شاهين - الإنسان من أين وإلى أين ؟! (1)